- السويلم: التربية السيئة وقلة الخوف من الله ورفيقات السوء هي السبب.. والعلاج هو التربية الإيمانية والقدوة الحسنة
في ظل ضعف الوازع الديني وغياب الرقابة الأسرية وقلة الوعي العام ظهرت في مجتمعاتنا العربية ظاهرة شاذة انتشرت بين بناتنا من خلال ما يبثه الغرب من وسائل الإعلام من أفكار هدامة وعادات مخالفة وسلوكيات شاذة، هذه الظاهرة تسمى ظاهرة «البويات» أو «الجنس الرابع»، فما أسبابها؟ وما العلاج؟
حذر الباحث الأكاديمي في علم النفس الارشادي د.عبدالله العوضي من تفاقم انتشار ظاهرة «الجنس الرابع» في دول الخليج، منبها إلى وجود هذه الظاهرة بالكويت في بعض المدارس والوزارات.
وأشار د.العوضي إلى أن الظاهرة يعتقد البعض أنها تظهر في أسر منحلة فقط، ولكنها أحيانا تظهر في أسر متدينة ايضا، وهذا دليل الخلل في التربية والتنشئة.
وقال د. العوضي: ان الاعداد آخذة في النمو وتتطلب التنسيق مع الجهات المعنية بالتعاون مع المؤسسات التربوية والإعلامية والأمنية والجهات التشريعية وكل من يعنيه الأمر للتعامل مع هذه الظاهرة بشكل استراتيجي مؤسسي وتخصصي، بحيث تتضافر جميع الجهات في الدولة والمجتمع، ويكون هناك تعامل منهجي ليس تلقائيا ولا موسميا ولا آليا، ويأخذ درجة في سلم أولويات المسار الحضاري الدولي.
التقليد
وعن العوامل التي أدت إلى تفاقم هذه الظاهرة في الكويت، قال د.العوضي: غرس قيم استهلاكية وقيم التقليد للغرب بدلا من قيم روحية وقيم الاعتزاز التي هي مشتركة بين الديانات. وتابع: هناك عوامل جاءت من الخارج تمثل قوة الطرح الثقافي الغربي من خلال وسائل مثل التلفزيون وثقافة الصورة التي تثير الانبهار وعوامل من داخل البيئة عندما تفتقر لمقومات الرعاية وغياب الثقافة الجنسية وعدم الحوار مع الآخر حتى ولو كان صغير السن.
ظاهرة غريبة
حذر موجه التربية الإسلامية بوزارة التربية والداعية يوسف السويلم المشتغلين بأمور التربية وعلم النفس في العالم العربي من ظهور حالات تمثل الجنس الرابع في مجتمعاتنا العربية، وشدد على ضرورة إطلاق صافرة القلق خشية تمددها وانتشارها. ويرجع الداعية السويلم سبب ظهور الجنس الرابع في العالم العربي إلى حالة الاستلاب التي نعيشها في مواجهة الظواهر الغربية التي أسهمت في ظهور نزعات التقليد الأعمى لكل ما هو غربي.
وأكد أن الإسلام حرم تقمص الذكر شخصية الأنثى والتشبه بها وبالعكس، ويقول على سبيل المثال إن البنطال رجالي أصلا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل».
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لعن الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل من النساء»، وشدد على أن العلاج في إصلاح العقيدة لأن أغلبهم ليس لديه اعتقاد صحيح، فيجب التركيز على إصلاح العقيدة المختلة لدى البويات، فنقص الإيمان وقلة الخوف من الله من أول هذه الأسباب فلابد من تربية البنت منذ الصغر على طاعة الله عز وجل وعلى العقيدة الصحيحة والتأدب بآداب الشرع لتنشأ الفتاة على الإيمان والاخلاق الفاضلة، قال صلى الله عليه وسلم: «من يبلى من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار». وعن سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة».
أسباب
وأرجع الداعية السويلم أسباب الظاهرة إلى التربية السيئة وقلة الخوف من الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن»، كما أن التربية السيئة ورفيقات السوء من الأسباب المهمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنا»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه رحيا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة»، كذلك التقليد الأعمى للفنانات والصاحبات، والرغبة في لفت الانظار.
التربية الإيمانية
وقال الداعية السويلم: ان علاج هذه الظاهرة هو اليقين الكامل بحكمة خلق الله تعالى، فالرجل والمرأة لكل منهما خلقه ودوره في الحياة، قال تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما) كذلك التربية الإيمانية، فمن تربت على الإيمان سلكت طريقا يرضي الله ورسوله، وايضا القدوة الحسنة والأم مدرسة إذا اعدتها أعددت شعبا طيب الأعراق، وكذلك ضرورة إلزام البنت والمرأة بالحجاب الشرعي والتعويد عليه منذ الصغر، ونهيها عن التشبه بالرجال سواء في اللباس أو في المظهر مع بيان الحكم الشرعي «اللعن» لكي تبتعد عن هذا السلوك.
النهي في الكتاب والسُنة
٭ ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال» (رواه البخاري).
٭ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله عز وجل اليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المسترجلة، والديوث» (رواه البخاري).
والله عز وجل نهى النساء المسلمات ان يتمنين ان يكن كالرجال وكذلك الرجال نهاهم عن تمني ما للنساء في قوله تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما).
ما البويات؟
يطلق مصطلح الجنس الرابع على الفتيات اللاتي يتشبهن بالرجال في طرق المشي والحديث وحركات الايدي واللباس وتسريحات الشعر، ونوعية العطر وغيره، ويطلق عليها «البويات»، وهذه الظاهرة موجودة في الغرب، فتجد من الفتيات من تقص شعرها كما يفعل الرجال وتمارس الكثير من سلوك الفتيات كقيادة الدراجات النارية المعقدة، والتباهي بالعضلات الضخمة ونحو ذلك، وللغرب ثقافته الخاصة به، حتى وان كانت الغالبية تنظر الى هذا الامر كعمل غير اخلاقي الا ان حدة الرفض لهذه الظاهرة تظل محدودة هناك.
البويات يتزوجن
بحسب قول الاخصائيين، فإن فتيات الجنس الرابع هن فتيات يتشبهن بالرجال في تسريحة الشعر وفي ملابسهن الرجالية مثل القمصان والتيشرتات والبرمودا والجينز ويستعملن العطور والساعات الرجالية ويقمن بحركات رجالية واحيانا يتزوجن على ورقة بينهن والشهود غالبا ما يكن فتيات من الجنس الرابع والهدف من الزواج الاخلاص وعدم الخيانة.