- الجميعة: دين الرحمة والتسامح لا يمكن أن يتبنى ثقافة اللاسلام
- العنزي: الإسلام جعل السلام تحية أهل الجنة وهو اسم مشتق من اسم الله
- القصار: على العلماء بيان الحقائق وعدم ترك المساجد للجهال والأخذ بيد الشباب
الإسلام دين السلام يدعو الى الرفق والرحمة ويحذر من العنف في التعامل، دين لا يشجع على العنف دائما يحاربه.. فما دور الشريعة في تأصيــل الســلام واللاعنف وما واجب العلماء والدعاة لحماية الشباب من الفكر الدخيل ومن الفتن؟
هذا ما نعرفه خلال تلك السطور:
يقول د.جلـوي الجميعة: لا يشك عـــالم منصف مطلع في أي دين ان الإسلام هو دعوة للسلام وان كل النصوص الشرعية وجميع السير النبوية تنص وتطبق هذه الدعوة فقد قال عز من قائل (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) واذا كانت التحية في الإسلام هي السلام حيث قال حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم «ألق السلام على من عرفت ومن لم تعرف» وقال ايضا صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام» والسلام قبل هذا كله اسمه من أسماء الله تعالى، فالشريعة الإسلامية تحث على السلم الاجتماعي والعالمي ولكن السلم المبني على إعلاء كلمة الحق وليس المبني على الاستسلام والخنوع والهزيمة، فالاسلام دين عز ونصرة وأنفة وهو يحمل راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلا يتنافى اللاعنف مع دعوة الجهاد، فمن سالمنا سالمناه، ومن عادانا عاديناه بعد ان ندعوه وتبين له سماحة ديننا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا» ومع ذلك فلا إكراه في الدين ويسره ورفقه بالناس قال تعالى واصفا نبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
فدين الرحمة والتسامح والحكمة لا يمكن ان يدعو لعنف لأن العنف تنفير للناس من الإقبال على الدين المنقذ للبشرية من الضلال إلى الهدى ومن النار الى الجنة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يرسل الصحابة الى دعوة الناس يحثهم على ان يتدرجوا معهم ولا يحملوهم إلا ما يطيقونه حتى في الغزوات الإسلامية كان يوصي أصحابه بألا يهدموا معبدا ولا يقتلـــوا شيخــا ولا أعزل ولا امرأة ولا طفـــلا ولا يقطعوا شجرة.
التشويش الفكري
ويقول رئيس قسم البرامج الثقافية في إدارة مساجد الأحمدي د.عبدالله العنزي ان السلامة في الإسلام أصل أصيل وركن من أركانه ودعامة من دعائمه، فالتمسك بصحيح الإسلام بعيدا عن التشويش الفكري لا شك انه يضمن للمجتمع حياة آمنة وعيشة مستقرة.
فالسلام مشتق من اسم الله السلام والأمن مشتق من الإيمان بالله الذي أمر به جميع المؤمنين بقوله تعالى (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة).
وقد أرسى الإسلام دعائم السلم والأمان من خلال مجموعة من التعليمات والمبادئ منها: حث الإسلام على المساواة بين الناس، فلا فضل لغني على فقير ولا لحسب ولا لوجيه على غيره إلا بالتقوى والعمل الصالح.
(يأيها النــاس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
كما حارب الإسلام التباغض والتحاسد والعنصرية والقبلية والفخر بالأحساب والأنساب وعد هذا من أمور الجاهلية قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله اخوانا».
وقد حرم الإسلام الظلــم وجعله محرما بين النــاس جميعا مسلمين وغيــر مسلمـين، بـــل ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل نفسه خصمــا يوم القيامة. لمن ظلم معاهدا أو ذميا، وأمر الإسلام كذلك بالعدل والإحسان بين الناس.
كما ضمن الإسلام حرية الرأي والعقيدة في المجتمع قال تعالى: (لا إكراه في الدين).
وقال ريتشارد وود إن القرآن قد سمح للذميين بحرية ممارسة شعائر دينهم وأوجب مساواتهم في الحقوق المدنية والجنائية ولم يمنع من استشارتهم في مصالح الوطن.
وايضا حرم الإسلام الاعتداء على الدماء والأموال والأعراض حتى على غير المسلمين، بل وحرم التعاون على ذلك، قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله). وجعل السلام والحرية حقا لجميع البشرية فأمر بعتق الرقاب وجعل ذلك قربة إلى الله تعالى. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «متى استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
كما أمر الإسلام بمحاربة اعداء السلام في الدنيا وجعل كف اذاهم من واجبات الدين، (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله).
السلام
ولقد شرع السلام تحية السلام لتطمئن النفوس المسلمة وغير المسلمة، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإفشاء السلام وإلقائه على من نعرف ومن لا نعرف ليكون سلاما وأمنا واطمئنانا للبشرية كلها، بل جعل الإسلام السلام تحية أهل الجنة، «سلام عليكم»، فهذه تحية الملائكة للمسلمين في الجنة، وهي دلالة على رفع قيمة السلام وغرسه في نفوس المسلمين.
بهذه الاجراءات والضوابط الفريدة في هذا الدين العظيم نتيقن كيف حافظ الاسلام على السلم العام وأمن البشرية واستقرار السلام في النفوس سواء دخلت هذا الدين أو لم تدخل فيه، وتبين لنا حجم الافتراء الذي يلصقه أعداء الله بهذه الدعوة المباركة وبهذا الدين الحنيف.
اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام فحينا ربنا بالسلام واجعلنا من أهل السلام في الدنيا والآخر.
تكاتف الجهود
وعن واجب العلماء والدعاة لحماية الشباب من الفكر الدخيل ومن الفتن، أكد د.عبدالعزيز القصار ان علاجه يكون بالفكر والحجة، والواجب على العلماء والدعاة وأئمة المساجد مخاطبة العقول المتشككة حتى تستقيم وأن يكون الحوار بالحسنى حتى يزول اللبس ويتضح الحق، والعمل على تكوين وعي اسلامي رشيد يقوم على فقه مستنير لأحكام الاسلام، فقه ينفذ إلى الأعماق ولا يقف عند السطحيات، وان تحويل الإنسان من فكر إلى فكر اعتنقه وآمن بصحته يحتاج إلى جهد وصبر واستعانة بالله تعالى.
وأكد د.القصار ان وسائل الإعلام وحدها لا تغير فكرا متطرفا بل لابد من التغلغل في اوساط هؤلاء حتى يحصل التعليم والتوعية والتثقيف المنشود. وشدد على ضرورة أن يحرص العلماء على الاهتمام بتعليم الشباب وأن يصححوا نظرتهم ويقوّموا أفكارهم حتى يعرفوا دينهم على بصيرة ويفقهوه على بينة، مشددا على أن نقطة البداية هي سلامة المنهج الذي يجب ان يسلكوه من فهم الاسلام والتعامل مع النفس والحياة.
وطالب د.القصار بفتح أبواب الحوار بروح المعلم الأبوي المريد الخير بالحوار البناء ينمي الفكر الصحيح ويؤصل النظرة الواقعية السليمة بالاسلام ومعرفة حقيقة الدين.
لذا من واجب العلماء بيان الحقائق وعدم ترك المساجد للجهال والأخذ بيد الجيل المسلم وإرشاده إلى المقياس الاسلامي السليم في الحكم على الاشياء وكيفية التعامل معها.