رسالة منموعدنا اليوم مع من يخاطب المسلمين ويؤثر عليهم، حديثه ينبع من القلب يقدم الترغيب قبل الترهيب، يتميز بالجرأة والشجاعة والاخلاص في القول والعمل، يمتلك الفراسة والقدرة على الاستنباط، خطيب ناجح متميز، انه الداعية الاسلامي المعروف الشيخ احمد القطان.
رسالته الاولى هي ترك المعاصي، فيقول: من جاءه رمضان فعليه ان يشمر عن ساعد الجد والاجتهاد، وان يعلن التوجه لرب العباد لقوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، فالتوبة واجبة من كل ذنب في كل وقت وهي في رمضان اوجب وأولى، حيث يدخل الشهر، وقد عزم على ترك المعاصي وندم على تفريطه وما اضاع من عمره.
صلة الأرحام
الرسالة الثانية ادعو فيها الى اغتنام هذا الشهر العظيم بالتواصل والتراحم مع الاهل واجتماع الاسرة واشاعة روح المحبة والترابط وحث الابناء على البذل والعطاء بالصدقات ليستشعروا فضل هذا الشهر وخصوصيته من ترابط الاسرة الواحدة والتقائهم على مائدة الافطار واجتماعهم حول كتاب الله يتدارسونه، فالبيت المسلم يعيش رمضان ذكرا وتلاوة وخشوعا وتقوى، فشهر رمضان يضفي على البيت المسلم روحانية واطمئنانا فيوقظ اهل البيت لقيام الليل ويدعوهم الى صيام النهار، تجتمع الاسرة على الطاعة، فرمضان شهر التواصل والتكافل والتراحم الاسري.
إلى الشباب
ورسالتي الى الشباب، اقول لهم: حافظوا على الدعوة وانهضوا بالوطن وتماسكوا، وكن ايها الشاب والد المستقبل وانت ايتها ا لفتاة كوني ام المستقبل، فالكويت هي بيتك وشعبها هم اهلك.
دين سلام
ورسالة الى التكفيريين اقول: الاسلام يدين العدوان على غير المسلمين المسالمين لنا والذين لا يعلنون الحرب علينا، ويؤكد ان سيف الاسلام لا يرفع الا في وجه من يحمل السيف ويحتل الارض ويدنس العرض، فنحن لا نحمل السيف لكي ينتشر الاسلام كما يدعي هؤلاء المغيبون، فديننا ينتشر بالفكر والاقناع، والذين دخلوا في دين الله افواجا دخلوا فيه بالحب وعن قناعة كاملة، والاسلام اوجب على حاكم المسلمين حفظ اهل الذمة ومنع من يؤذيهم، وهذا المبدأ الاسلامي سبق به الاسلام كل اوجه الحماية لحقوق الاقليات الدينية التي يقررها الاسلام، فالاسلام جعل الجميع في حماية الدولة الاسلامية، ومما يؤكد هذه الحماية ان شيخ الاسلام ابن تيمية وهو المتهم زورا بالتشدد والغلو، عندما تغلب التتار على بلاد الشام في بداية الغزوة التترية ذهب رحمه الله ليتفاوض مع القائد التتري لاطلاق سراح الاسرى، فأفرج القائد التتري عن الاسرى المسلمين ودعوا باطلاق سراح الاسرى الذميين فيما بعد، فرفض ابن تيمية هذا القرار التتري وقال: لا نرضى الا بافتكاك جميع الاسرى من اليهود والنصارى فهم اهل ذمتنا ولا ندع اسيرا لا من اهل الذمة ولا من اهل الملة، وبالفعل لبى القائد التتري مطلب شيخ الاسلام ابن تيمية وافرج عن جميع الاسرى.
ليلة القدر
اما رسالته الاخيرة فينادي فيها المسلمين ان يغتنموا ليلة القدر التي تشهدها الملائكة كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر)، فهي دعوة الى السلام وان يعيش المسلمون فيما بينهم بسلام فلا تقاطع ولا خصام ولا تنازع ولا اختلاف، فإن بركة هذه الليلة ستنسحب على العام كله، انها حقا ليلة العفو والمغفرة، فما اجدر الصائم المؤمن ان يراجع فيها حسابات العام ليبدأ من بعدها صفحة جديدة بيضاء مشرقة بصالح الاعمال.