- القطان: أناشد الشباب ترك حياة الترف والترهل وتضييع الأوقات
- الثويني: وقت المسلم ينبغي أن يقسمه لثلاثة أقسام: لربه ونفسه وناسه
- الشطي: المحافظة على الشباب أمانة ومسؤولية والكويت مليئة بالمراكز الشبابية
- الرومي: على أولياء الأمور أن يوجهوا أولادهم إلى طريق الحق والرشاد
حذر علماء الشرع والتربية من ترك الشباب فريسة لمواقع الانترنت وصفحات الفيسبوك، وطالبوا الاسرة والمؤسسات الدينية والدعوية بتبني برامج دعوية وتثقيفية وعلمية لشغل اوقات الفراغ، ودعوا الشباب الى استغلال اوقاتهم في كل ما من شأنه ان يعود على المجتمع بالنفع وتطبيق المنهج الاسلامي الذي جعل الوقت قيمة كبيرة يجب علينا جميعا ان نحسن استغلالها.
الوقت كالسيف
أكد الداعية الاسلامي احمد القطان اهمية الوقت في حياة الانسان على اعتبار ان العمر يمضي منذ لحظة الولادة وان ايامه تمر سريعا، مشيرا الى ان الصنف العاقل من الناس هو من يعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغتنم من وقته وعمره خمسا قبل خمس، شبابه قبل هرمه وصحته قبل سقمه وفراغه قبل شغله وغناه قبل فقره وحياته قبل موته.
وقال: ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حرص على ان يعلم أتباعه كيفية الاستفادة من الوقت والفراغ والعافية، وحذر الداعية القطان من عدم اغتنام هذه الاوقات او تضييعها فيما لا يجدي ولا ينفع او اتباع الصحبة السيئة.
وقال: ان شبابنا قد انعم الله عليهم بخير كثير وسبل متعددة واهل الخير يدعونهم الى الاستزادة والاستفادة من اوقات الصيف كجمعيات النفع العام بلجانها ونواديها التي تفتح ابوابها وتتنوع انشطتها وبرامجها التي تبنيها على اسس علمية سليمة وعلى ايدي متخصصين اتقياء يعملون على اكتساب شبابنا للخلق القويم والسلوك المستقيم بأحدث الوسائل العلمية من اجهزة اتصال ومعسكرات ورحلات ترفيهية وعلمية ومهارات فنية تنفع هذه الفئة من المجتمع وتجعل منهم ادوات بناءة لمستقبل مزهر.
الاستفادة من الوقت
وناشد الداعية القطان الشباب ترك حياة الترف والترهل وتضييع الاوقات امام برامج الشاشة ووسائل الاتصال والعمل على تعلم وتحمل المسؤولية ورفع العبء عن الوالدين بقضاء حوائجهم وصلة الارحام وعيادة المرضى.
وركز على اهمية تعهد كتاب الله بالحفظ والمدارسة والاستفادة من حلقات القرآن التي اعدتها وزارة الاوقاف والعمل على تنمية المهارات الدعوية عن طريق طلب العلم الشرعي وتقوية الابدان بممارسة الرياضات المباحة التي تبني الاجسام والعقول.
ثلاثة أقسام
من ناحية أخرى، يوضح التربوي د.محمد الثويني الاستاذ بكلية التربية ان الوقت للمسلم ينبغي ان يقسم الى 3 أقسام: وقت لربه ووقت لنفسه ووقت لناسه.
وأشار د.الثويني الى ان وقت المسلم لربه يشتمل على اداء الفرائض في اوقاتها والزيادة من النوافل وخدمة المجتمع، موضحا ان عطلة الصيف هي بمنزلة فرصة طيبة يستطيع فيها الشاب المسلم ان يمرن نفسه على المواظبة على أوقات الصلاة في جماعة والاكثار من النوافل والتطوع بعمل الخير وخدمة الناس وقضاء حوائجهم، اما الوقت الذي يخص به نفسه فعليه ان يعمل فيه على تنمية جسمه بممارسة الرياضات المستحبة وتنوير فكره بزيادة القراءة والمطالعة والاستماع الى الاشرطة المفيدة وتمرين نفسه على الصبر وتحمل المشاق واختيار الصحبة الصالحة.
ولفت د. الثويني الى ان الشباب يجب ان يستغلوا عطلة الصيف في بر والديهم تعويضا عن الانشغال عنهم في فترة الدراسة وصلة الارحام، مؤكدا ان ذلك لا يتم الا من خلال جدولة الوقت وتنظيمه واعادة التقييم الذاتي لهذا التنظيم.
واستطرد: حبذا لو كان ذلك في اطار حالة الاستنفار العام التي تعلنها جمعيات النفع العام ولجانها ووزارة الاوقاف ومراكز الشباب وجميعها تعمل من أجل غاية واحدة هي استفادة الشباب من وقت الفراغ خلال العطلة الصيفية.
وطالب د.الثويني بأن يعمل اولياء الامور على حماية ابنائهم من الفراغ المؤدي الى الفساد، فالشباب والفراغ والمال مقومات الفساد، فاذا علم الانسان ذلك وجب عليه ان يملأه بما يفيده ولا يضره في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، ولننظر الى الاسلوب الرباني لمعالجة مشكلة الفراغ والتحذير من الوحدة وعدم شغل الوقت والصحبة الفاسدة.
الصحة والفراغ
حذر أستاذ الفقه بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د.بسام الشطي من ترك الشباب فريسة للفراغ وأضاف قائلا: روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الفراغ نعمة في حق العبد إذا استعمله فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه، أما إذا لم يغتنمه الشاب تحول من نعمة إلى نقمة ومن منحة إلى محنة ويصبح شبحا مخيفا يحول الشاب إلى ألعوبة بيد شياطين الجن والإنس، كما حذر الشباب من شغل أوقات فراغهم أمام مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي التي تحتوي على الكثير مما يبث السم في العسل وتنحرف بالشباب نحو أفكار وممارسات خاطئة ربما تهدف إلى التحلل من الدين والأخلاق وتعطيل المسلم عن قيمه وأسباب ارتقائه المادي والروحي التي تضطلع بها المؤسسة الدينية في إفراغ طاقة الشباب في فعاليات خلاقة تنهض بالشخصية وتحميها ضد الأفكار الهدامة.
ولفت د.الشطي إلى أن الكويت والحمد لله مليئة بالمراكز الشبابية التي تشغل وقت الشباب بالأنشطة الرياضية والرحلات والمسابقات والمنافسة على حفظ كتاب الله وكل ما يهم بناء العقول وتشجيعها على غرس الثقة في الشباب والمساهمة في المواطنة وتعزيز حب الوطن.
الفراغ آفة
ويضيف سكرتير تحرير مجلة «براعم الإيمان» سليمان الرومي ضرورة توجيه الأبناء التوجيه السليم لاستغلال فترة العطلة الصيفية بما يعود عليهم بالمنفعة العامة والخاصة حتى يكون ذلك تعويضا لهم وترويحا عن عناء العام الدراسي بما فيه من كد وجد واجتهاد وعلى أولياء الأمور البحث عن البرامج البناءة المطروحة من خلال لجان النشء وحلقات تحفيظ القرآن ومراكز الشباب وغير ذلك من هذه البرامج الهادفة حتى يتسنى للشباب تفريغ طاقاتهم فيما يعود عليهم بالمنفعة لأن الفراغ آفة قد تقضي على الأمة بأسرها، فالفراغ يقضي على أخلاق الشاب وعلى نشاطه وعلى عقله وإذا فسد شباب الأمة انهدمت الأمة سريعا، ومع الأسف فإن كثيرا من الآباء والأمهات لا يهتمون بمثل هذه الأمور الهامة.
وأضاف الرومي في دراسة غربية اثبت فيها علماء النفس والتربية أن فراغ الشباب في تلك البلاد يعد واحدا من اكبر أسباب الجرائم فيها واجمعوا على أن الشباب إذا اختلى بنفسه أوقات فراغه وردت عليه الأفكار الحالمة والهواجس السارحة والأهواء الآثمة والتخيلات الجنسية المثيرة فلا يجد نفسه الأمارة إلا وقد تحركت امام هذه الموجة من التخيلات والأهواء فيتحرك لتحقيق خيالاته مما يحمله على الوقوف في كثير مما هو محظور كما أن الغرب يقولون استثمر وقتك قبل أن تستثمر مالك ونحن اكثر منهم حيوية ونشاطا فالله عز وجل خلق الزمن وقدره وأقسم به في كل جزئية من القرآن الكريم فأقسم بالفجر والضحى والعصر والليل وهذا من أجل أن يحث الشباب على أن ينظروا إلى أهمية الوقت وخاصة في الإجازة الصيفية فهم يتمتعون بالوقت ولكن يتصفون بالخمول والضياع والركود أيضا وهذا ليس من طبع الشباب المسلم العاقل الذي يمتلك الوعي، فالإجازة الصيفية ينبغي أن يكون فيها معسكرات لتعليم القيادة والريادة والخروج من اللهو واللعب وضياع الأوقات وهذا ما يشجعه الإسلام، والمحافظة على الشباب أمانة ومسؤولية فعدم شغل أوقات الفراغ من الممكن أن يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في المنكرات والرذائل وذلك حينما يسهر الشاب الليل ويضيع النهار ومن هنا تكون المسؤولية موزعة على الأفراد وعلى الدولة، فعلى أولياء الأمور أن يوجهوا أولادهم إلى طريق الحق والرشاد وان يكون هناك غذاء للعقل وهذا لا يأتي إلا عن طريق القراءة وليس عن طريق البرامج الترفيهية التي تستهدف تضييع الوقت بدلا من الترويح عن النفس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به».