- الشطي: يوم فيه خيرات عظيمة وكنوز فضيلة فاغتنموها
- عليكم بالتوبة.. فالمعاصي سبب البعد والطرد والطاعات من أسباب القرب والود
- الجميعة: من أفضل الأيام عند الله يوم يباهي الله بعباده الملائكة
- المعيوف: هنيئاً لمن يقف على عرفات وهنيئاً لمن صام يوم عرفة
- من غير الحجيج
من لم يقدر له الحج ما الذي يجب عليه ليحصل الثواب في يوم عرفة، هذا اليوم الذي يباهي الله فيه بعباده ويغفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر؟ هذا ما سيوضحه رجال الشرع فيما يلي:
يقول د.بسام الشطي، يوم عرفة يأتي في العشر الأوائل من ذي الحجة التي أقسم الله بها في قوله: (وليال عشر) وخاصة يوم عرفة لغير الحاج حيث يسوق الله للعباد في تلك الأيام وفي يوم عرفة خيرات عظيمة وجمع فيها كنوزا فضيلة، حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام» قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»، وشدد الشطي قائلا: على المسلم في يوم عرفة ان يحفظ الجوارح، ففي الحديث «يوم عرفة هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له» (مسند الإمام أحمد) فعلى غير الحاج في تلك الأيام أن يعيش طاعة الله عمليا بالتوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب حيث يترتب على ذلك المغفرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات من أسباب القرب والود، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه».
أعمال مستحبة
وبين د.الشطي ان هناك أعمالا في يوم عرفة لغير الحجاج كثيرة منها التبكير للصلاة، حيث يستحب التبكير الى الفرائض والإكثار من النوافل فإنها من أفضل القربات فعن ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة» وهذا عام في كل وقت.
الأعمال الصالحة
ويضيف د.جلوي الجميعة، موضحا فضل يوم عرفة قائلا: انه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ويوم عيد لأهل الإسلام جاء في الصحيحين «عن عمر بن الخطاب ان رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال: أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (سورة المائدة آية 3)، فقال عمر رضي الله عنه: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم بعرفة يوم جمعة» رواه البخاري. وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب» أخرجه الترمذي وصححه.
كما أن من فضل يوم عرفة هو الشفع الذي أقسم به الله في كتابه وأن الوتر هو يوم النحر «وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر وأخرجه الإمام أحمد والنسائي في تفسيره» وأيضا هو أفضل الأيام عند الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأيام يوم عرفة» وهو يوم المباهاة ومغفرة الذنوب والعتق من النيران «إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم فتقول الملائكة: يا رب فلان مرهق فيقول قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتيقا من يوم عرفة».
ودعا د.الجميعة كل مسلم الى ان يتعرض لهذا اليوم بالاعمال الصالحة، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ان لله في ايام دهركم لنفحات الا فتعرضوا لها لعل احدكم ان تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها ابدا»، ومن الاعمال التي يمكن ان يتقرب بها الى الله عز وجل في هذا اليوم الصيام، حيث يجازي الله تعالى عباده الصائمين في هذا اليوم بالمغفرة وتكفير السيئات لسنتين، سنة ماضية وسنة لاحقة، وعلى المسلم ان يحفظ جوارحه عن المحرمات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يوم عرفة هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له»، وايضــا الاكثــار من شهادة التوحيد باخلاص، اخرج الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» حديث حسن، وعليه ايضا عدم الاختيال لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما يرى يوم اكثر عتيقا ولا عتيقة من يوم عرفة لا يغفر الله فيه لمختـــال»، فالغنيمة بانتهــاز الفرصة في هـذا اليوم العظيم فما من عوض له.
لغير الحاج
وعن فضل يوم عرفة، يقول الداعية حسين المعيوف: ان فضل يوم عرفة لا يقتصر على الحجاج انما يشمل المسلمين جميعا، حيث سن النبي صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم المبارك لغير الحاج، فصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة مستقبلية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يوم عرفة غفر له سنة امامه وسنة بعده»، وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن صوم يوم عرفة: «كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد له بصوم سنتين» فأحب الاعمال يوم عرفة لغير الحاج هو الصيام، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم لغير الحاج فقال: «بأبي وامي وروحي انه يكفر السنة الماضية والباقية»، اي يكفر الذنوب، فمن لم يقدر له الحج فعليه ان يسعى لتحصيل الثواب بالصوم في هذا اليوم.
الدعاء
وبين ان الدعاء في يوم عرفة له خصوصية زائدة على الدعاء في غيره من الاوقات لكثرة ما يجود به الله تعالى على عباده في هذا اليوم ولعظم ما يتفضل به عليهم من اجابة دعائهم وتحقيق مرادهم وقبول رجائهم وبلوغ امانيهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعــاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
حتى ان الشيطان ليخنس، فما يرى يوما ما هو فيه اصغر ولا ادحر ولا احقر ولا اغيظ منه في يوم عرفة، وما ذلك الا لما رأى من تنزل رحمة الله تعالى وتجاوزه عن ذنوب عباده وعتقه لرقابهم من النار.
إدخال السرور
ولفت المعيوف الى ان اعظم الاعمال التي يتقرب بها المسلم لربه في يوم عرفة ادخال السرور على المساكين والسعي في قضاء حاجات الفقراء والمحتاجين، فهنيئا لمن يقف على عرفات وهنيئا لمن صام يوم عرفة من غير الحجيج، وهنيئا لمن اغتنم هذه الايام في التقرب الى الله وسعى في مرضاة مولاه، فنصب قدميه لله قائما وتصدق واعطى من ماله باذلا متقربا، ورطب لسانه بذكر الله تعالى وبتلاوة كتابه، وبر والديه ووصل ارحامه وصفى قلبه وكظم غيظه واصلح نفسه وتجاوز عمن اساء اليه وسابق الى عمل الخير، قال الله سبحانه (يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون).