قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من ايام عند الله افضل من عشر ذي الحجة» فقال رجل: هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله؟ قال: «هن افضل من عدتهن جهادا في سبيل الله وما من يوم افضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الارض أهل السماء فيقول: «انظروا الى عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين جاءوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي» فلم ير اكثر عتيقا من النار من يوم عرفة.
حدود عرفة
وحدود عرفة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: حد عرفة من الجبل المشرف على بطن عرفة (بطن عرفة هو ما بين العلمين اللذين هما حد عرفة والعلمين اللذين هما حد الحرم) الى جبال عرفة الى الوصيق (والوصيق هو موضع اعلاه لكنانة واسفله لهذيل) الى ملتقى الوصيق الى وادي عرفة، قال: وموقنى النبي صلى الله عليه وسلم عشية عرفة بين الأجبل النبعة والنبيعة والنابت (ويسمى هذا الموقنى) (الآل) على وزن هلال ويعرف اليوم بجبل الرحمة والتبعة: واحدة تبع شجر تعمل منه الغسي، وقيل سمي الآل، لأن الحجيج اذا رأوا ألوا، اي اجتهدوا، ليدركوا الموقف، وعلى جبل الرحمة مسجد ومنبر لوقوف الخطيب عشية يوم عرفة، وكان هذا الجبل صعب المرتقى فسهله الوزير الجواد الاصفهاني، وبنى فيه مسجدا ومصبا للماء، وعرفة او عرفات ميدان واسع ارضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولا في مثلهما عرضا، وكانت عرفة قرية، فيها مزارع وخضر، وبها دور لأهل مكة، اما اليوم فلم يبق لهذه الدور من اثر، وموضع الوقوف بعرفة يسمى كما قيل ياقوت (العرّف) بتشديد الراء وعرفة كلها موقف، وقد حدد الفاسي موقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انه الفجوة المستعلية المشرفة على الموقف، وهي من وراء الموقف وهي التي عن يمينها، ووراءها صخرتان متصلتان بخصر الجبل المسمى بجبل الرحمة، ولا فضيلة للوقوف على الجبل الذي يقال له جبل الرحمة بعرفة.
عرفة
هضبة خارج حدود الحرم على بعد 25 كلم من الكعبة، وهنا يتجلى سبحانه جل جلاله في افضل يوم طلعت عليه الشمس من كل عام في يوم عرفة يباهي ملائكته بعباده الذين اتوه محرمين من كل فج عميق، ويقول السميع البصير جل جلاله: اشهدكم يا ملائكتي اني غفرت لهم «اللهم اجعلنا منهم».
قال النبي صلى الله عليه وسلم «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما رأى الشيطان في يوم ادحر فيه وأحقر وأغيظ مما رأى في يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزل رحمة الله وتجاوز الله عزّ وجلّ عن الذنوب العظام».
كمال الدين
قالت اليهود في شأن يوم عرفة: انكم تقرأون من كتابكم آية لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: وما تلك الآية؟ قالوا: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).