الشيخ خالد جمعة الخراز
هناك خلط في المفاهيم عند بعض الناس، بعدم تمييز الأخلاق عن الصفات الإنسانية، أو السلوك الإنساني، ومن هنا نقول: كيف نميز بين الأخلاق والسلوك الإنساني أو الصفات الإنسانية؟
عند التأمل والنظر يتبين لنا ان الخلق صفة مستقرة في النفس، فطرية كانت أو مكتسبة ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة.
فالخلق كما سيأتي ينقسم إلى قسمين: محمود ومذموم.
فهل كل صفة مستقرة في النفس تعد من الأخلاق؟
الجواب: لا، لأن منها غرائز لا صلة لها بالأخلاق، والذي يفصل الأخلاق ويميزها عن غيرها الآثار القابلة للمدح أو الذم، وبذلك يتميز الخلق الحسن عن الغريزة. فالأكل مثلا غريزة، والإنسان عند الجوع يأكل بدافع الغريزة وليس مما يمدح أو يذم.
لكن لو ان الإنسان أكل زائدا عن حاجته الغريزية صار فعله مذموما، لأنه أثر لخلق في النفس مذموم وهو الطمع، وعكس ذلك أثر لخلق في النفس محمود وهو القناعة.
كذلك مسألة حب البقاء ليس محلا للمدح او الذم في باب السلوك الأخلاقي، لكن الخوف الزائد عن حاجات هذه الغريزة أثر لخلق في النفس مذموم، وهو الجبن، اما الإقدام الذي لا يصل الى حد التهور فهو أثر لخلق في النفس محمود، وهو الشجاعة.
وهكذا سائر الغرائز والدوافع النفسية التي لا تدخل في باب الأخلاق، انما يميزها عن الأخلاق كون آثارها في السلوك أمورا طبيعية ليست مما تحمد إرادة الإنسان عليه أو تذم.
وهناك أمور كثيرة لا تدخل في باب الأخلاق مثل أنواع السلوك الإرادي للإنسان، فعند التأمل نلاحظ أن أنواع السلوك الإرادي للإنسان أنواع كثيرة لا تدخل في باب الأخلاق ومن ذلك: الاستجابة للغريزة، والآداب الشخصية او الاجتماعية: كآداب الطعام والشراب والنظافة والنظام والأناقة وإصلاح مظهر الجسد احتراما لأذواق الناس، وتكريما لهم واسترضاء لمشاعرهم.
التقاليد الاجتماعية، فالسلوك نابع من طاعة تقاليد المجتمع.
فوضع أنواع السلوك الإنساني تحت عنوان الأخلاق خطأ، لذا ينبغي التفريق بينهما.
فالخلق المحمود: صفة ثابتة في النفس فطرية او مكتسبة تدفع الى سلوك إرادي محمود عند العقلاء.
ويمكن ان نميز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي، او اجتماعي تلتقي النفوس البشرية على استحسانه، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها.
والخلق المذموم: صفة ثابتة في النفس فطرية أو مكتسبة تدفع الى سلوك إرادي مذموم عند العقلاء.
ويمكن ان نميز الأخلاق الذميمة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي، او اجتماعي تلتقي النفوس البشرية على استقباحه، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها.
ويمكن ان نميز الأخلاق الحميدة عن غيرها بأنها كل سلوك فردي، او اجتماعي تلتقي النفوس البشرية على استحسانه، مهما اختلفت أديانها ومذاهبها وعاداتها وتقاليدها.
فهل عرفت الفرق أخي القارئ؟ أرجو ذلك.