قال رئيس القطاع العربي في «الرحمة العالمية» بدر بورحمة انه كان يعمل قبل دخوله العمل الانساني والخيري في المجال التربوي، بل وصل الى امين سر جمعية المعلمين الكويتية، ودعاه الشيخ د.جاسم المهلهل الياسين الى العمل في هذا المجال بعد ان ذكرني بفضل عمل الخير والقائمين عليه حيث قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» بالاضافة الى العديد من الأحاديث والآيات التي تحض على عمل الخير.
وتابع بورحمة: بالفعل دخلت مجال العمل الخيري والانساني ومنذ هذا اليوم الى الان اكتشف كل ما هو جديد في مجال العمل الخيري والانساني، فالبعض يعتقد ان المجال الخيري عبارة عن اغاثة او حفر بئر أو بناء مسجد مع الاهمية الكبيرة لمثل هذه المشروعات، الا انه لم يعد يقف عند هذا الحد بل اصبح عملا نوعيا فلقد تجاوزن المؤسسات الخيرية الاطار التقليدي من المساعدات الانسانية الى مشروعات تنموية ضخمة.
واوضح بورحمة ان المؤسسات الكويتية تكونت لديها خبرة كبيرة في هذا المجال شملت جوانب متنوعة، منها: تشجيع الأفراد والأسر على الانتاج، واستغلال المهارات الشخصية، ودفعهم نحو الاعتماد على الذات، ولم تقف عند هذا الحد بل اتجهت الى بناء الانسان واعفافه من خلال المشروعات التنموية الكبرى مثل: المجمعات التنموية لرعاية الأيتام والتي تساهم في تغيير مفهوم كفالة الأيتام وطلاب العلم من مجرد اطعام فقط الى رعاية شاملة وتنمية حقيقية.
وعن القصص التي عايشها للاجئين والنازحين السوريين قال بورحمة ان رحلة الخروج من سورية تعتبر بداية رحلة شاقة جدا يريد بها السوري الوصول الى بر الأمان ولقد توالت القصص على اسماعنا من البعض ورأينا البعض الآخر فكان بعضها مثيرا للزعر وذلك بسبب المصير المأساوي الذي يجده البعض امامه.
واضاف بورحمة انه من القصص التي كان لها الأثر الكبير على نفسه: «أم لها سبع بنات وزوجها كان ما زال في الداخل السوري فاضطرت الأم ان تخرج مع بناتها الى دول الجوار خوفا من القصف المستمر الذي خشيت على بناتها منه فلجأت الى الاردن، وكانت تستأجر بيتا وكانت جالسة امام احد المساجد فتوقفت عندها وسألتها عن نفسها فبكت وحينما سمعت اسمها اتضح لي أنها من العائلات العريقة الممتدة في كثير من الدول، فسألتها ما حملك على ذلك فقالت لكي اقوم بدفع الايجار، فقلت لها نتحمل عنك الايجار الى ان يأذن الله وبالفعل تحملنا عنها لمدة شهرين وفي زيارة لاحد الاطباء مع قافلة من قوافل الرحمة العالمية قصصنا عليه قصتها فتكفل بالاسرة كاملة وقال انا اكفلها وما زال يكفلها الى الان.
وبين بورحمة انه من الاشياء التي لا تنسى ايضا هي كيفية معيشة هؤلاء السوريين في بداية خروجهم، ففي احدى القوافل الاغاثية الى لبنان ونحن نسير لكي نقوم بتوزيع الاغاثات اذا ببعض الاسر تنام في «كونتنر» عبارة عن صندوق للبضائع فكانت النساء تنام بالداخل والرجال ينامون خارجه، وسألت ما قصة هؤلاء فقيل لي هؤلاء لم يجدوا مأوى يأويهم لذلك اضطروا الى ان النوم في هذا المكان فالنساء تنام في الداخل والرجال ينامون في الخارج وبالفعل تم استئجار مكان لهم لكي يعيشوا فيه، واذا ظللنا نعدد قصص السوريين الذين خرجوا من سورية الى دول اوروبا، ومن غرقوا في البحر او خرجوا في البرد القارس مبللة ملابسهم لا يجدون ما يأكلونه لن ننتهي اليوم او غدا فهناك قصص مأساوية كثيرة ونسأل الله عز وجل ان يفرج الهم عن اخواننا في سورية.