- العنزي: إذا تعود الطفل على الامتناع عن المباح لن يجترئ على المحرمات
- آل الهيد: شهر رمضان يرسخ في نفوس النشء قيمة الوحدة والتوحيد
اذا كانت التربية الروحية من أهم أهداف الصيام فإنها في الوقت نفسه الهدف الأسمى للعبادات كلها في الإسلام، وهي أيضا الثمرة التي وضعت من أجلها النظريات التربوية الحديثة لذلك نتساءل: كيف نستثمر الصيام في تزكية سلوكيات النشء والشباب؟ وبما ان العبادات الإسلامية ليست مجرد كلمات تقال وحركات تؤدى، فإن لشهر الصوم والعبادات آثار محمودة على الفرد والمجتمع، ما هي هذه الآثار وكيف ننميها؟
يرى د.سعد العنزي ان تعويد الطفل على الصوم يجب ان يقترن بالمفاهيم التي تربطه وتدربه على مكارم الأخلاق، فمن خلال الصوم الذي هو سر بين العبد وربه يتعود الطفل على المراقبة الذاتية والأمانة في علاقته بربه وبمن حوله وبالمجتمع بصفة عامة وهو سلوك نحن في أمس الحاجة الى ترسيخه في نفوس النشء والشباب في المرحلة الراهنة، كما ان الفرحة والعيدية التي يحصل عليها الطفل بعد فطره يجب ان تقترن في ذهنه من خلال المربين بأن المكافأة لا تأتي الا بعد العطاء والصبر لتعويده على العطاء والإحساس بالآخرين طول حياته حتى لا يجنح للسلوك السيئ الذي يتسلل الى سبل الأخذ دون ان يعطي، وهذا يتضح حاليا في الأطفال والشباب الذين يهملون دروسهم ويحاولون الحصول على أعلى الدرجات في الامتحانات بالغش أو بسبل التحايل الأخرى.
ولفت الى ان التدريب على الصيام شهرا كاملا بالنسبة للنشء بمحض إرادتهم وامتناعهم عن الاستمتاع بما أحله الله خضوعا لأوامره في شهر رمضان كفيل بتدريب الأطفال الكبار على تجنب المحرمات طوال حياتهم لأنهم اذا امتنعوا عن المباح في باقي أشهر العام فأولى بهم ان يستطيعوا الامتناع عن المحرمات.
وجميع العبادات في الإسلام الهدف منها ان تستثمر في سلوكيات العباد ومعاملاتهم حتى لا تتحول الى طقوس شكلية لأن الهدف من الشريعة الإسلام اعمار المجتمع والنهوض به حتى يكون المجتمع الإسلامي هو اليد العليا على غيره من المجتمعات وحتى لا يتحول الى كيان ضعيف، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، وقوة الأفراد تتبعها بالضرورة قوة المجتمعات التي يعيشون فيها.
مسؤولية اجتماعية
وتضيف مسؤولة دار القرآن بالجمعية التطوعية النسائية طيبة آل الهيد ان هناك رباطا وثيقا بين ما فرضه الله على العباد وبين ترسيخ أمهات مكارم الأخلاق في سلوكياتهم ويبرز هذا المفهوم في شعيرة الصوم بصفة خاصة حيث لا يقبل الصوم في رمضان ويعلق ثوابه حتى يشعر الصائم بالفقراء والمحتاجين ويعطيهم حقهم من صدقة الفطر، وقد ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصوم وبين تحمل أذى الناس والصبر على مضايقاتهم فإن سب أحدهم الصائم أو شاتمه أمره رسولنا بالصبر وليقل: اني صائم اني صائم، كما حضنا ديننا الحنيف على الاكثار من أعمال البر في هذا الشهر لأن ثوابها أعظم وبذلك ندرب النشء على السلوكيات الفاضلة التي تنهض ببيئته ومجتمعه المليء بذوي الحاجات.
وزادت، فيجب ان نبث في نفوس النشء الأطفال والنشء بمختلف المراحل العمرية قيمتين تربويتين هما التوحيد والوحدة، فالوحدة في أسمى صورها نجدها في توحد العادات والتقاليد بين أفراد المجتمع جميعا بمختلف فئاته، اما التوحيد فيتجلى بشهر الصيام في اشعار الطفل بأن الصيام سر بين العبد وربه وانه العبادة الوحيدة التي لا تشوبها رياء فتقوى لديه قيمة توحيد الله والإيمان به كمسير لحركة الكون ومراقب لكل صغيرة وكبيرة فيه حتى خائنة الأعين وما تخفي الصدور.