- رعاية المهتدين الجدد تُمثّل أبرز التحديات باللجنة
- نركز على الوسائل التكنولوجية الحديثة في التواصل مع الطرف الآخر
- لدينا مهتدون جدد أصبحوا دعاة بارزين في بلدانهم
- من خلال عملي باللجنة متطوعاً لقرابة 23 عاماً كانت ومازالت المعاملة الحسنة هي الباب الأوسع لدخول غير المسلمين في الإسلام
- نقيم أنشطة تعليمية وترفيهية للمهتدين الجدد وغير المسلمين
- لجنة ثقافية تربوية دعوية تهتم بتعريف الطرف الآخر بالإسلام
نتفيأ اليوم معكم ظلال بستان دعوي يانع في حديقة الكويت الخيرية والإنسانية والدعوية، إنها لجنة التعريف بالإسلام تلك التي تعد إحدى أهم اللجان الدعوية، ليس في الكويت فحسب بل في العالم الإسلامي أجمع نظرا لرسالتها الدعوية التي تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة والتواصل مع الطرف الآخر وفق احدث الوسائل التكنولوجيا الحديثة.
في شارع فهد السالم بمسجد الملا صالح منطقة الصالحية، تجد لجنة التعريف بالإسلام بناء شامخا يحكي عن قصص مؤثرة لبشر تحولوا إلى دين الله الواحد الأحد، بمجرد أن تزورها تشعر براحة نفسية عجيبة، ترى داخلها شتى الجنسيات والجاليات والاعراق والألوان، هذا جاء يسأل عن الإسلام وذاك يريد الحقائب والوسائل الدعوية وغيره يبحث عن داعية بلغته كونه لديه أسئلة واستفسارات بحاجة لمعرفتها من شخص ينطق بلسانه، وغيرهم ينتظمون في الدروس العلمية، وآخرون يتعلمون اللغة العربية فيها بجانب عادات وتقاليد أهل الكويت.
يعمل باللجنة 85 داعية من شتى اللغات والجنسيات، وبفضل الله جل وعلا ثم بجهود العاملين والداعمين ومحبي الدعوة يشهر إسلامه باللجنة سنويا أكثر من 4000 شخص يحتاجون إلى تعلم الطهارة والوضوء والصلاة واحكام الإسلام، وغيرها من الأمور المهمة، علاوة على حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، لذا تعد اللجنة مرحلة ما بعد إشهار الإسلام مرحلة مفصلية في تاريخ المهتدي الجديد.
حول هذا الموضوع نلتقي بمدير عام لجنة التعريف بالإسلام م.عبدالعزيز الدعيج لنتعرف عن كثب على اللجنة وأنشطتها ومشاريعها، وفيما يلي التفاصيل:
ماذا عن حصاد شهر رمضان المبارك بلجنة التعريف بالإسلام؟
٭ بداية الحصاد كانت إشهار 715 مهتديا ومهتدية إسلامهم خلال شهر رمضان المبارك من شتى الجنسيات والجاليات الوافدة ضيوف الكويت، كذلك من إنجازاتنا توزيع 68293 وجبة إفطار صائم في شتى أفرع اللجنة المنتشرة من الجهراء إلى الوفرة، كما قامت اللجنة بتوزيع عدد 3049 حقيبة هداية بشتى اللغات وتعد الحقيبة إحدى الوسائل الدعوية المؤثرة في التواصل مع غير المسلمين.
كيف تهتمون بهذه الأعداد الكبيرة من المهتدين الجدد والمهتديات؟
٭ يشهر أكثر من 4000 شخص إسلامهم باللجنة سنويا، هذا الرقم كبير جدا ويحتاج إلى وقفة خاصة، فنحن نتكلم عن 4000 إنسان يحتاجون إلى تعلم الطهارة والوضوء والصلاة واحكام الإسلام وغيرها من الأمور المهمة لكل مسلم، علاوة على حفظ ما تيسر من القرآن الكريم حتى تستقيم صلاتهم، ولذا تعد اللجنة مرحلة ما بعد إشهار الإسلام مرحلة مفصلية في تاريخ المهتدي الجديد، كما يحتاج المهتدون الجدد الى من يعرفهم بالدين الحنيف وأحكامه ووسطيته، وما يجب عليهم فعله وتركه، فالمهتدي نعم أسلم ولكنه لا يعرف شيئا عن الإسلام، ومن خلال الفصول الدراسية التي تقدمها اللجنة، والتي تبدأ من التمهيدي حيث يتعلم المهتدي الجديد معنى الشهادتين واساسيات الإسلام وأركانه، ونساعده على حفظ ما تيسر من القرآن الكريم حتى تستقيم صلاته، ويعقب ذلك الفصل التمهيدي الثاني والثالث وصولا للمستوى الرابع والذي من خلاله نقدم لهم الفقه والحديث والسيرة وغيرها من الأمور والاحكام التي تهم المسلم في حياته.
وتقيم اللجنة من خلال مشروع علمني الإسلام أنشطة تربوية وترفيهية وتثقيفية وتوعوية للمهتدين الجدد ونصائح عامة في تعاملهم مع أقاربهم من غير المسلمين والمجتمع بوجه عام، منهم شخص أسلم بعدها سافر إلى بلده بعدما انتهى عمله بالكويت وأخذ هذا المهتدي يدعو عشيرته للإسلام، وبنى لله مسجدا وافتتح دارا لتحفيظ القرآن الكريم وأسلم على يديه الكثيرون، كذلك هناك مجموعة من الجالية الفلبينية أسلمت وافتتحت إذاعة للقرآن الكريم تُعلم المسلمين احكام دينهم، ومن المهتدين الجدد الأطباء والعلماء والصيادلة والمهندسين وكل شرائح المجتمع.
أما عن آلية المساهمة في هذا المشروع فإن المشروع يدرس عندنا بـ14 لغة، حيث ان الكويت تستضيف أكثر من 120 جنسية، وتبلغ قيمة المساهمة لتعليم مهتد لدورة واحدة 25 دينارا ولتعليم 10 مهتدين 250 دينارا.
حدثنا عن وسائلكم الدعوية؟
٭ تحرص اللجنة على تعدد وتنوع وسائلها الدعوية في مخاطبة الجاليات الوافدة، ومن أبرز الوسائل مشروع حقيبة الهداية، والتي تضم الكثير من المواد الدعوية والتثقيفية والتربوية التي تخاطب الآخرين بلغة سهلة وبسيطة وتطبعها اللجنة بأكثر من 14 لغة.
لديكم مهتدون متميزون، كيف تتواصلون معهم بعد سفرهم؟
٭ لدينا قصص مميزة لمهتدين أصبحوا دعاة نتواصل معهم من خلال شتى الوسائل الحديثة، كذلك هناك زيارات ميدانية لهم وهم يأتون إلينا، وفي احدى زيارات اللجنة الخارجية صعد مديرها السابق د.جمال الشطي احدى عربات الأجرة في دولة الفلبين، وإذا بالسائق يستمع إلى إذاعة القرآن الكريم، فقال له الشطي: شيء جيد أن توجد إذاعة للقرآن الكريم للمسلمين في الفلبين، فقال له السائق: أنا أحد مؤسسيها.
فقال له الشطي: كيف ذلك؟ فقال له: أسلمت بالكويت بلجنة التعريف وبعد فترة تركت العمل وعدت لبلدي، وهنا حرصت أنا ومجموعة من المهتدين على أن نقدم شيئا للإسلام، وسبحان الله كانت هذه الإذاعة التي تسمعها الآن، ولها دورها التوعوي والدعوي والثقافي والتعليمي الرائد لنا كمسلمين.
وكذلك هناك مهتد جعل من بيته مدرسة إسلامية يعلم من خلالها القرآن الكريم والحديث وغيرهما من الأمور الإسلامية، وهناك داعيات كذلك من النساء المهتديات أسلمن وقمن بدعوة أزواجهن وأبنائهن للإسلام، وسبحان الله هناك من أسلمت أسرتها كلها، وغير ذلك من القصص المتميزة للمهتدين الذين أصبحوا صوتا إسلاميا مميزا.
ماذا تقول لمن يخالط ويتعامل مع الطرف الآخر من غير المسلمين؟
٭ أقول لهم: نحن معشر المسلمين نمتلك سلعة عظيمة وغالية تحتاج الى حسن عرضها للطرف الآخر، مع ضرورة ان يكون المسلم صاحب اخلاق حسنة، ليس من اجل دخول غير المسلمين للاسلام، بل لأننا خير امة أخرجت للناس ورسولنا صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الاخلاق.
ويجب أن نحرص على دعوة غير المسلمين للإسلام، ليس بالكلام فقط بل بالأفعال الحسنة والتعامل الإنساني الراقي الذي حثنا عليه الشارع الحكيم، وأداء الحقوق لأهلها، فمن خلال عملي باللجنة متطوعا لقرابة 23 عام كانت ومازالت المعاملة الحسنة هي الباب الأوسع لدخول غير المسلمين إلى الإسلام.
كيف تصف العمل الخيري والإنساني الكويتي؟
٭ العمل الخيري والإنساني هو بلا شك ميراث توارثته الأجيال في الكويت حتى أصبح العمل الخيري مكونا أصيلا في شخصية أهل الكويت وبه عرفوا في الخارج، وحقيقة شهد العمل الخيري والإنساني في عهد صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد نقلة نوعية على جميع المستويات، وغدت الكويت صاحبة المبادرات العالمية، وأصبحنا الداعم الأول عربيا للقضية السورية الإنسانية، كما أقامت الكويت ثلاثة مؤتمرات عالمية لمساعدة الشعب السوري وترأست المجتمع الرابع بالعاصمة البريطانية لندن، كما حققت الكويت التميز والريادة في كل اعمالها الخيرية والإنسانية الخارجية، فحب العمل الخيري عندنا أصبح فطرة، وان تاريخنا حافل برجالات الخير الذين سطروا اروع الدروس، فالعمل الخيري والدعوي والإنساني الكويتي ليس وليد البترول والثروة، بل هو قيم متأصلة ومغروسة في نفوس أهل الكويت منذ القدم، واسألوا التاريخ عن دور الكويت تجاه «مجاعة الهيلك» التي أصابت بلاد فارس، بل اسألوا التاريخ عن حريق إسطنبول في العام 1902، وعن الجمعية الخيرية العربية التي تأسست في العام 1924 وغيرها من الجهود الإنسانية التي قدمها خيرة أهل الكويت، وعن سبيل الدعيج وصالون العدساني الثقافي وعن تجار الكويت ودورهم الإنساني قديما وحديثا داخل الكويت وخارجها.للتواصل ودعم لجنة التعريف بالإسلام الاتصال على: 22444117.
76 ألف مهتد ومهتدية أسلموا في الكويت من مختلف الجنسيات
أكد مدير عام لجنة التعريف بالإسلام م.عبدالعزيز الدعيج ان الكويت اصبحت منظومة مهمة في العمل الدعوي والخيري، حيث كانت الكويت ومازالت وستزال بإذن الله تعالى بلد العطاء والمبادرات الخيرية والإنسانية الأولى عربيا وطموحنا يسعى لبلوغ العالمية، مثمنا الدور الكويتي الحضاري الخيري والدعوي الرائد الذي تقوم به في مختلف المجالات، والتي تحض على نشر ثقافة التوعية والتطوع وخدمة الانسانية، فكانت الكويت من الدول الأولى عربيا في إقدامها على هذه الاعمال.
حيث إن 76 ألف شخص اشهروا اسلامهم في اللجنة بالكويت خلال 39 عاما منذ تأسيس اللجنة في عام 1978م. فلكل من ساهم في هذه المسيرة نوجه له رسالة شكر ونقول له «تسلم إيدك».
وقال: التعريف بالإسلام هي قدوة اللجان الدعوية، وغصن يانع الثمار في حديقة مليئة بالبساتين التي يفوح شذاها داخل وخارج الكويت، فغايتنا تعريف الطرف الآخر بالإسلام، وفق منهج قوامه الحكمة والموعظة الحسنة، فالهداية نعمة بيد الله وحده.
وأضاف أن اللجنة تقوم برعاية المهتدين الجدد وتعليمهم وتنمية ثقافتهم الإسلامية، وشحذ وازعهم الديني مما يتطلب جهدا ومتابعة حثيثة، وتعاونا مشتركا، بين الكفلاء واللجنة والمهتدين فهذا الأمر ليس بالسهل ونبذل جهودا مباركة في هذا الملف.
وطالب كل من يخالط غير المسلمين من الجاليات في كل مكان، ان يتعامل معهم المعاملة الطيبة الحسنة، من خلال التحلي بأخلاق الإسلام ومعاملتهم كما وصانا الله جل وعلا ورسوله الكريم.