- الشطي: المسلم بطبيعته يحب المزاح المشروع بشرط عدم المبالغة بالقهقهة
- الشمري: المزاح والابتسامة من سمات الصالحين والعلماء فلماذا العبوس؟!
قال الله تعالى: (وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا)، فقد دعا الإسلام إلى الابتسامة والمزاح، فما ضوابط الابتسام والضحك والمزاح بين المسلمين؟
يقول د.بسام الشطي: المسلم بطبيعته يحب المزاح المشروع والابتسامة، وقال عز وجل عن سليمان عليه السلام: (فتبسم ضاحكا من قولها)، وقال الشاعر:
مازح صديقك ما أحب مزاحا
فإذا أباه فلا تزده جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة
كانت لبدء عداوة مفتاحا
وبين د.الشطي ضوابط المزاح بأن يكون حقا وصدقا مع الأطفال ومحارم أهل البيت، ونادرا مع الأصدقاء ومع المسلم، وقال: الدعابة والمزاح والابتسامة بظهور الأسنان وعدم المبالغة بالقهقهة والسخرية والكذب لكي يضحك الآخرون، فهذا ليس من خلق المسلم.
وأضاف ان المسلم بشر، ربما يقف عن الضحك في موسم يرى كل قوى البشر تكالبت على الأمة الإسلامية، ويرى الإمساك عن الضحك في وسط سيعرفهم او يتوقف في الأسواق، وربما في وسط سفهاء او في وسط نسائي او في حديث جاء لا يحتمل الضحك.
وأكد د.الشطي ان المسلم ليس عبوسا كما يقول البعض، فالله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، وعندما جاء هذا الدين القويم عرفه لنا الله تعالى بالدين الوسط فقال: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، حيث لا إفراط ولا تفريط ولا تشدد ولا تنطع، فالمؤمن من صفاته كما وصفه لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «هش بش ألف مألوف يألف ويؤلف»، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لأكبر دليل على ان هذا الدين لا يدعو إلى عبوس الوجه ولا إلى التشدد الذي يضيق على الناس الخناق، فمن يدع الى تشدد في هذا الدين فسيغلبه ذلك الدين لما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: «ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه».
وزاد: فالذين يأخذون الدين ستارا لتشددهم ولعبوس الوجه فهذا أمر لم يأمر به الإسلام، ولم يأمر به الدين، والرسول صلى الله عليه وسلم هو أسوتنا وقدوتنا، كان بشوش الوجه لا يحزن ولا يغضب إلا اذا انتهكت حرمات الله.
وأشار د.الشطي الى ان دعوته هذه ليست دعوة الى التسيب والانحلال في دين الله عز وجل بل التزام بما أمرنا الله به والانتهاء عما نهانا الله سبحانه وتعالى عنه. مؤكدا ضرورة ان تحمل الأمة على ما يسره الله تعالى عليهم من تشريع يحببهم في ديننا ويرغبهم في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
صفات المؤمن
ويضيف الشيخ سعد الشمري موضحا ان المزاح بين الاخوة مطلوب لأنه يشيع البهجة في النفس فيظهر أثره على الوجه فتنفرج أساريره وتكون الابتسامة والضحك الجميل، فلماذا إذن العبوس؟ فعن جابر بن سمرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يضحك إلا تبسما، مشيرا الى ضرورة ان يكون المزاح صادقا لا كذب فيه ولا بأس بالتورية فيه بحيث يبقى لتأويلها وجه صدق، فقد داعب رسول الله صلى الله عليه وسلم عجوزا فقال لها: انه لا تدخل الجنة عجوز، فقالت: وما لهن؟ وكانت تقرأ القرآن، فقال لها: أما تقرئين القرآن (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا).
وبين ان التواضع والمزاح من سمات الصالحين والعلماء مؤكدا وجوب تواضع الداعية لأخيه واللين له وعدم تسبب الأذية له ولو بكلمة قاسية او بموقف استهتار وأن يسامحه إن أخطأ ويصله إن قاطعه ويحرص على رضائه وحسن الصلة به حتى وكأنه يقف منه موقف المتواضع لقوله تعالى: (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد).
فالابتسام من أخلاق الأنبياء والمرسلين وديننا يحبذ البشر والتفاؤل.
موضحا ان الضحك ورد في القرآن الكريم 10 مرات في سور عدة، وأما الضحك في السنة الشريفة فكان تطبيقا للقرآن الكريم، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم بالبشر والابتسام حتى في لحظات الغضب كان يبتسم ابتسامة المغضب وكان صلى الله عليه وسلم يضحك ويبتسم حتى تبدو نواجذه ولكن ضحكه كان من غير قهقهة وكان صلى الله عليه وسلم يبتسم مع أصحابه ويلاطفهم ويستجيب مع طرائفهم، والسيرة النبوية الشريفة مليئة بالكثير من المواقف والأحداث التي تؤكد ذلك.