- الشويت: البعض ينصبون أنفسهم فقهاء لزملائهم يفتون بغير علم ثم يتحولون إلى متطرفين
- البلالي: العلاج النفسي المبني على الزاد الروحي من القرآن والسنة أثبت نجاحه بشهادة خبراء الطب
أكد د. محمد العوضي ان المجتمع بأسره مسؤول عن وقوع الشباب في براثن التطرف الديني أو الادمان.
وقال: اننا اصبحنا في مرحلة استهداف الشباب وذلك عن طريق التقنيات الحديثة، وايضا الفن حتى صارت هذه الطرق تنافس الشيطان في غواية الشباب.
لافتا الى ان الاسرة لم تعد كما كانت في الماضي من ناحية المسؤولية والعناية والتربية، وقال: المشكلة الآن هي كيفية تشكيل سلوك الشباب خاصة اننا اصبحنا مندمجين مع التقنيات الحديثة ونقع تحت تأثير وسائل الدعاية والإعلان التي تعمل على ترويح بضائعها بأي وسيلة دون مراعاة للقيم أو التقاليد، ونبه إلى أن الجيل الحالي يستهلك مالا يحتاجه من أجل اللذة فقط والاستجابة للتيار السائر حيث ان الثقافة السائدة هي ثقافة اللذة والمتعة والوناسة والتي تعمل بانفصال عن كل المرجعيات من دين أو اعراف أو تقاليد.
مصيدة
وقال د. العوضي ان اول مصيدة يقع فيها الشباب هي التطرف الديني، فالشباب نتاج للمجتمع القائم وإذا كان المجتمع يعاني فبالتالي يؤثر ذلك سلبا على الشباب وعاب د. العوضي على الشباب حماسهم الزائد واندفاعهم وعشقهم للتجريب حتى لو كان على حساب الحياة نفسها، موضحا ان الشباب اصبح مثل مثلث برمودا في المخاطرة والمغامرة.
المخدرات
وذكر ان اكبر آفة يتعرض لها الشباب هي المخدرات التي تتسبب في خسارة الدنيا والآخرة من أجل متعة دقائق معدودة، حيث ان الاستدراج للمخدرات يبدأ من التدخين لأن هناك تشابها بين المدخن والمدمن، كما أن العصابات التي تروجها تلجأ إلى حيل عديدة للإيقاع بفريستها من إيهام الضحايا بفوائدها الغريزية وأهميتها في السهر والسفر الطويل وفي نسيان الهموم، واضاف من الملاحظ ان كل مصائد الشباب تشترك في اتخاذ النصيحة ستارا للإيقاع بالضحية حتى أن الشيطان يلجأ إلى التدرج للوصول لمبتغاه الأساسي وهو الشرك بالله، موضحا ان غرف الدردشة على الإنترنت اليوم أصبحت بلا حدود أو قيود ونتج عنها الوقوع في الرذيلة والمعاصي والكذب والخيال والضياع.
ولفت الى اننا نعاني من مصيدة المفاهيم المغلوطة في الدين مثل الغلو والقتل باسم الجهاد، وأكد ان المشكلة في غياب الرؤية الشاملة للحياة والاعتماد على العاطفة التي تسير في المكان والزمان الخاطئ.
وبين العوضي أن أفضل الطرق لتجنب هذه المصائد هي الارادة القوية لاتخاذ القرار والتي تتطلب الإيمانيات والصحبة الصالحة، ومعرفة السيرة النبوية بأسلوب عصري والتمسك بكتاب الله تعالى.
الفراغ
ويرى د. صالح الشويت ان الفراغ أحد الاسباب المؤدية إلى انحراف الشباب، فالبطالة أو الفراغ لا يتناسبان مع شريحة عمرية ممتلئة بالحيوية والنشاط والاندفاع وحب الحياة، والدراسات اثبتت ايضا ان البطالة أو الفراغ كان سببا في العديد من الجرائم والجنح والجنايات والانحرافات خاصة إذا لم يكن الشاب أو الفتاة من ذوي المهارات أو المواهب أو الاهتمامات الثقافية أو العلمية أو الرياضية. وأشار د.
الشويب الى ان قرناء السوء الذين يمثلون دور المزين للانحراف شياطين يوسوسون بالمعصية وتجاوز الحدود وارتكاب الجرائم ويصورون ذلك على أنه متعة خاصة أو شجاعة نادرة أو مفخرة وقد ينصبون من أنفسهم فقهاء لزملائهم يفتون بغير علم ويتطوعون للرد على الفتاوى الشرعية التي تدور في اذهانهم ويتحولون الى متطرفين، وكذلك الجهل بالحياة والثقافة وهذه طامة كبرى حيث لايعرف الشاب الجاهل كيف يسير ويكون كالأعمى يقوده جهله إلى المهالك والانحرافات وهو لا يدري فيلجأ إلى الفكر المتطرف دون أن يدري.
وزاد، كما يظن بعض الشباب ان الاسلام يقيد الحريات ويكبت الطاقات فينفر من الاسلام ويعتقده دينا رجعيا يأخذ بيد أهله إلى الوراء، ويرى د. الشويت أن علاج هذه المشكلة بأن نكشف النقاب عن حقيقة الاسلام لهؤلاء الشباب الذين جهلوا حقيقة لسوء تصورهم أو لقصور عملهم أو كليهما معا، فالاسلام ليس تقييدا للحريات ولكنه تنظيم لها وتوجيه سليم حتى لا تصطدم حرية شخص بحرية آخرين عندما يعطى الحرية بلا حدود لأنه ما من شخص يريد الحرية المطلقة بلا حدود الا ويقع التصادم بين الحريات وتنتشر الفوضى ويحل الفساد. كما ان سبب انحراف الشباب البطالة التي ترمي الشباب في احضان الادمان والتطرف والضياع.
الزاد الإيماني
وحول الطريقة المثلى لمواجهة الادمان، قال رئيس جمعية بشائر الخير الداعية عبدالحميد البلالي: من انجح الاساليب التي اثبتت فاعليته ونجحت تجربته هو العلاج الإيماني وتم الأخذ بأيدي المدمنين بعيدا عن المخدرات، حيث استطاعت جمعية بشائر الخير في غضون سنوات أن تنجح في استقطاب التائبين الذين عجز الطب النفسي عن اقصائهم عن المخدرات واستطاعت ان تقدم العلاج الناجح لهؤلاء التائبين وان تحل مشاكلهم بل قامت على رعاية اسر كثير من التائبين، فقد أحدثت تجربة العلاج الإيماني نتائج مذهلة في علاج المدمنين من خلال نظرية ايمانية وقف امامها جمع كبير من خيرة اطباء الطب النفسي وعلاج الادمان مباركين ومساندين بعد أن كانوا معادين ومتحفظين ويرددون: ما شأن الدين بعلاج الادمان؟ ولكن اثبتت تجربتنا بشهادة خبراء الطب النفسي وعلاج الادمان تفوقها على كثير من النظريات النفسية الغربية وان العلاج النفسي المبني على الزاد الروحي من القرآن الكريم وتعاليم الإسلام اثبت نجاحه.