كانت المدينة المنورة (يثرب) أكثر بقاع الارض تفشيا بالأمراض، فقدم اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصححها الله ببركة حلوله بها ودعائه لها ولأهلها وصرفت عنها الأمراض والحمى التي كانت قد اشتهرت بها، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ان اصحابه من المهاجرين يستوحشون تلك المدينة ويحنون لموطنهم الاصلي خاصة بعد اصابتهم بالامراض بها وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من عائشة رضي الله عنها حين عادت ابا بكر وبلالا لما اصابتهما الحمى فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم حبب الينا المدينة كما حببت الينا مكة أو اشد، اللهم بارك لنا في صاغها وفي حدها، وانقل وباءها لبئر مهيعة وهي مكان يقال له الجحفة فيما زعموا.
فكانت المدينة بعد ذلك من اصح الارض واكثرها بركة وثمارا واشدها حبا في قلوب المؤمنين، لا يحب اهلها الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق، أما الجحفة فإن الوباء انتقل اليها.