النضر بن الحارث هو أحد أطباء قريش الذين كانوا يتمتعون بشهرة واسعة وكان والده «الحارث بن كلده» هو الآخر يعمل طبيبا، استغل النضر بن الحارث ماله ووجاهته بين قومه وعلمه بالطب ومعرفته بتاريخ ملوك الفرس الأقدمين في التصدي للدعوة الاسلامية فهو أحد الذين ناصبوها العداء الشديد أول ظهورها.
حاول النضر بن الحارث بكل السبل إغواء اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ومحاولة فتنتهم عن دينهم والتنكيل بالفقراء منهم، وقد قام بتوجيه الاتهامات الى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ما ينزل عليه من الوحي من قرآن زاعما انه مجرد أساطير الأولين وكان يردد هذا الوصف كثيرا مؤكدا ان لديه الكثير من أمثال تلك الاساطير ولكي يبرهن على زعمه هذا كان إذا جلس مع وفود القبائل بعد ان يفرغوا من لقائهم بالنبي صلى الله عليه وسلم يقوم برواية ما يحفظه من قصص ملوك الفرس الاقدمين والكثير من اساطيرهم القديمة التي تتحدث عن ملوكهم
مثل كسرى وأنوشروان وأردشير وقادتهم مثل رستم واسفنديار وغيرهم فكان النضر يحرص على تعقب كل مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم لترديد رواياته واساطيره ثم يسأل الحضور بعد ذلك قائلا: بالله عليكم أينا أحسن قصصا أنا أم محمد؟ فنزل قوله تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين وإذا قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ـ الأنفال).