زار أبو عمرو بن عبدالرحمن الأوزاعي الخليفة المنصور ذات مرة، فقال له الخليفة: يا أبا عمرو ما الذي أبطأك عني؟ فإني أريد الاقتباس من علمك وفضلك. فرد عليه الأوزاعي قائلا له: انظر فيما تقول، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بلغه عن الله نصيحة في دينه فهي رحمة من الله سبقت إليه فإن قبلها من الله بالشكر وإلا كانت حجة من الله عليه، ليزداد بها إثما ويزداد الله عليه غضبا، وإن بلغه شيء من الحق فرضي به فله الرضا وإن سخط فله السخط، ومن كرهه فقد كره الله والعياذ بالله لأن الله هو الحق المبين فقال تعالى: «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق»، فلا تجهلن ذلك يا إمام المسلمين..
فقال المنصور: وكيف أجهل؟
قال الأوزاعي: تسمع ولا تعمل بما تسمع.