قال ابن عمر رضي الله عنهما لما اجتمعنا الى الهجرة توعدت انا وعياش بن ابي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل فقلنا: الميعاد بيننا المناصف ميقات بني غفار، فمن حبس منكم لن يأتها فقد حبس فليمض صاحبه، فأصبحت عندها انا وعياش، وحبس عنا هشام وفتن وافتتن، فقدمنا المدينة فكنا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة قوم عرفوا الله ورسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء اصابهم من الدنيا فأنزل الله تعالى: (قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين او تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين – الزمر: 53 – 60)، قال عمر: فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص فقال هشام: فلما قدمت إلي خرجت بها إلى ذي طوى فقلت: اللهم فهمنيها، فعرفت أنها انزلت فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى ان هذه الآية نزلت في وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه والمعنى انها نزلت في كثيرين وقت نزلت وفي غيرهم كثير حتى تقوم الساعة وقد سأل علي رضي الله عنه من معه: اي آية في القرآن اوسع؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما)، ونحوها فقال علي رضي الله عنه: ما في القرآن آية اوسع من: (قل يا عبادي.. الآية).