كان اليهود ولايزالون يواجهون الإسلام والمسلمين بالتكذيب والتشكيك ومما يروى عن أفعالهم هذه ان فنحاص بن عازور وزيد بن قيس ونفر من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر بعد غزوة أحد التي انهزم فيها المسلمون: ألم تروا ما أصابكم؟ ولو كنتم على الحق ما هزمتم، فارجعوا الى ديننا فهو خير لكم وأفضل، ونحن أهدى منكم سبيلا، فقال عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قالوا: شديد، قال، فإني عاهدت ألا أكفر بمحمد ما عشت، فقال اليهود: أما هذا فقد صبأ، وأما حذيفة فقال: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما، وبالكعبة قبلة، وبالمؤمنين إخوانا، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «أصبتما خيرا وأفلحتما» ونزل قوله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ـ آل عمران: 181). وكانوا هم الذين وصفوا الله عز وجل وتعالى عن قولهم علوا كبيرا بأنه بخيل كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء لعنهم الله بما قالوا.