- جمعت بين العمل والدراسة.. وبلدية الكويت كانت المحطة الأولى في حياتي الوظيفية
- تلقيت العديد من العروض الوظيفية بعد التخرج في الثانوية العامة ولكنني قررت استكمال دراستي الجامعية
- مبرة خير الكويت جعلتني أستثمر وقتي والعمل التطوعي مهم في حياة الشعوب ومن خلاله تتطور الدول
- أهل الكويت جبلوا على عمل الخير وهذا من أهم أسباب نجاح الأنشطة الخيرية
- الإيجابية تساعد الفرد على أن يكون له دور فاعل وناشط يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع
- الحياة محفوفة بالمغريات ودور الأهل مهم للغاية في الوصول إلى النجاح
- ثانوية الشويخ عالم آخر والتحاقي بفريق الكشافة علمني دروساً في الإيجابية
كتب: ناصر الخالدي
في البداية هلا حدثتني عن فترة طفولتك؟
▪ كانت ولادتي في عام 1955م وتحديدا في منطقة الشامية كما أخبرتني بذلك والدتي وهي من قبيلة «مطير» وبعد ذلك عشت طفولتي في منطقة الجهراء، ولعل أبرز ما يغلب على تلك الطفولة أنها كانت طفولة بسيطة للغاية وتعلمت من خلالها التعاون والترابط ورأيت نفسي في مجتمع كان أشبه ما يكون ببيت كبير وأسرة واحدة بعيدًا عن أي تعقيد.
كيف كانت الحياة في منطقة الجهراء؟
▪ الحياة في منطقة الجهراء كانت بسيطة للغاية وفيها العديد من المزارع ولعل هذه المزارع تركت أثرا كبيرا في نفوسنا فالإنسان كما تعلم ابن بيئته.
كيف كانت طبيعة عمل والدك؟
▪ كان يعمل في التجارة وكانت تربطه علاقة طيبة بالعديد من الأشخاص لأنه يحب الحياة الاجتماعية وكان يحب «القنص» والخروج للبر إلا أنني فقدت هذا الأب الحنون في سنوات مبكرة من عمري وهو الأمر الذي جعلني أتحمل المسؤولية مبكرا فوجدت للحياة لونا آخر لأن الإنسان عندما يكون مسؤولا عن نفسه ويبدأ بمقارعة الصعوبات يشعر بأن الحياة لا تحترم الانسان الفاشل ولذلك قررت منذ البداية أن أجعل الاجتهاد شعاري مهما كلف الأمر.
دور الأم
وماذا عن دور الوالدة في حياتك؟
▪ أمي لعبت دورا كبيرا بعد وفاة والدي وكانت حريصة على استكمال دراستي وهذا الأمر لا أنساه فقد وقفت معي وشجعتني وأعتقد أن وجود الدعم من قبل الأبوين أمر مهم للغاية في رحلة النجاح لأن الحياة محفوفة بالمغريات التي قد تجعل الشاب ينحرف عن المسار الصحيح؟
هلا حدثتنا عن رحلتك الدراسية؟
▪ رحلتي الدراسية انطلقت من خلال مدرسة الجهراء ففيها أكملت مرحلة التعليم الابتدائي ومن ثم التحقت بالمرحلة المتوسطة وكانت مرحلة بدأت أمارس فيها الأنشطة لا سيما النشاط الرياضي والذي مارسته في مجالات مختلفة، والحقيقة أن صقل مهارات الطلبة أمر غاية في الأهمية ويجب ألا نغفل عنه لأنه من الأسباب التي تساعد على صياغة جيل ناجح يدرك حجم المسؤولية ويعمل من أجل الارتقاء وتحقيق مزيد من النجاحات.
ماذا عن دراستك للثانوية؟
▪ في الوقت الذي تخرجت فيه من المتوسطة لم تكن هناك مدرسة للثانوية في منطقة الجهراء ولذلك انتقلت للدراسة في ثانوية الشويخ والتي وجدتها عالما آخر لما فيها من النظام المتطور والأسلوب التربوي الناجح لا سيما أنني خضت فيها تجربة السكن الداخلي وهي التجربة التي بلا شك أفادتني فكونت شبكة من الصداقات وكذلك استفدت من الدراسة في ثانوية الشويخ الالتحاق بفريق الكشافة.
ما أبرز الاستفادات التي حصلت عليها من خلال تجربتك مع فريق الكشافة؟
▪ الكشافة علمتني دروسا في الصبر وقوة التحمل وأهمية مساعدة الآخرين وهذه الدروس هي في واقع الأمر تجعل الفرد إيجابيا ومتى ما كان الفرد إيجابيا في المجتمع تجد أن له دورا فاعلا ونشاطا مستمرا يعود نفعه على الفرد نفسه وعلى المجتمع أكمله.
في الثانوية العامة أيهما اخترت القسم الأدبي أو العلمي ولماذا؟
▪ لأنني كنت أحب مادة التاريخ وجدت أنه من الضروري أن أختار القسم الأدبي لأن من أسباب النجاح أن يختار الإنسان الطريق الذي يناسب ميوله وقدراته وهكذا فعلت.
فكيف كانت توجهاتك بعد التخرج من المرحلة الثانوية وهل جاءتك عروض وظيفية؟
▪ قد تستغرب إذا أخبرتك بأنني تلقيت أكثر من 20 عرضا وظيفيا بعد التخرج في الثانوية العامة، فقد كان عندي صندوق بريدي وجدت فيه مجموعة من العروض من الشركات والجهات الحكومية لأن في تلك الفترة لم يكن عدد الخريجين بالشكل الكافي ولكنني قررت استكمال دراستي وعلى أنه كان أمامي العديد من الاختيارات إلا أنني قررت استكمال دراستي.
الدراسة الجامعية
أفلا تحكي لنا عن الدراسة الجامعية كيف وجدتها وما أبرز الاستفادات؟
▪ التحقت بجامعة الكويت واخترت الدراسة في قسم التاريخ وبعد عام من الدراسة اقترح علي بعض الأصدقاء التحويل إلى كلية التجارة وبالفعل انتقلت وتخصصت في دراسة إدارة الأعمال وتحديدا في إدارة الأفراد ووجدت أن هذا التخصص مناسب لميولي وقدراتي فكانت سنوات الدراسة الجامعية من أجمل السنوات في حياتي واستفدت منها حصيلة عملية وخبرات حياتية وعلاقات اجتماعية.
هل كانت لك أنشطة أو برامج خلال الدراسة الجامعية؟
▪ الحقيقة، للأنشطة الجامعية فوائد عديدة خصوصا ممارسة العمل النقابي إلا أنني لم أمارس العمل النقابي لأنني كنت أعمل وأدرس في وقت واحد، ولذا فقد اكتفيت بالأنشطة الخارجية والتي من خلالها زرت العديد من الدول مثل المكسيك التي رأيتها على عكس ما كنت اسمع عنها، وفوجئت بأن لدى الشعب المكسيكي عادات تشبه عاداتنا خصوصا في إكرام الضيف. كذلك زرت الهند فوجدتها حضارة عريقة فلا يمكن لزائر الهند إلا أن يجد نفسه مندهشا. كما زرت عددا من دول العالم الأخرى وهذه الزيارات أكسبتني خبرة كبيرة في الحياة.
كيف استطعت التوفيق بين الدراسة الجامعية والعمل الحكومي؟
▪ عندما يقرر الإنسان أن يصل إلى هدف محدد ويبذل الجهد المناسب يجد العون والتوفيق من الله تعالى، والحمد لله استطعت أن أجتهد في دراستي صباحا بينما في المساء ألتحق في عملي بالبلدية في إدارة الأغذية، ولا أنسى جهود المغفور له بإذن الله عبدالله مجبل العريفان الذي كان يساعدني في الجمع بين الدراسة والعمل.
بعد التخرج في الجامعة كيف أكملت مسيرتك الوظيفية؟
▪ أكملت عملي في البلدية وتدرجت فيها من موظف في إدارة الأغذية ثم بعد ذلك تم ترشيحي للعمل كمراقب عام لبلدية الجهراء واستمررت في العمل لمدة 4 اعوام ثم انتقلت للعمل كمراقب عام لبلدية بيان ومشرف ثم بعد ذلك انتقلت للعمل كنائب مدير لإدارة النظافة ثم مديرا وبعدها رشحت للعمل مديرا لإدارة العلاقات العامة.
وكيف وجدت تجربة العمل كمدير للعلاقات العامة في بلدية الكويت؟
▪ كانت هذه التجربة من أهم التجارب الوظيفية في حياتي حيث تعرفت على الإعلام عن قرب، ومن خلال هذه التجربة بدأت أهتم بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية، وقد عملت مع العديد من الوزراء فاستفدت من ملازمتي لبعضهم، وكان أعظم درس تعلمته من هذه التجربة أن الاهتمام بالتفاصيل عامل رئيسي في تحقيق أي نجاح.
حدثني عن تجربتك في العمل بقطاع الشباب والرياضة؟
▪ بدأت تجربتي من خلال صدور مرسوم أميري من قبل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) بتعيني وكيلا مساعدا لقطاع الشباب في الهيئة العامة للشباب والرياضة، وكان أول تحد واجهته هو تطوير قطاع الشباب من خلال زيادة المخصصات والأنشطة وكان معي في هذه المهمة مجموعة من الأشخاص الذين يعملون بكل إخلاص، وقد نجحنا في تحقيق العديد من الإنجازات، فقد شكلنا فرقا شبابية وفرقا للكشافة، وبدأنا الاهتمام ببيوت الشباب، وكذلك قمنا بعمل العديد من المسابقات الشباب مثل مسابقة خطيب المستقبل ومسابقة حفظ القرآن، وكل هذه الجهود كانت من أجل احتواء الشباب إلى جانب المسابقات الشعرية.
ما رأيك بقيام الحكومة بإنشاء وزارة للشباب؟
▪ الحقيقة أنا كنت من أوائل المطالبين بإنشاء هذه الوزارة لأن الشباب عنصر مؤثر في حياة الدول والشعوب وبالتالي لا بدّ من الاهتمام بهم والعمل على دعمهم ورعايتهم في شتى المجالات ولعل ما يجعلنا نستبشر خيرا في هذه الوزارة أنها بقيادة أخ عزيز يعمل بكل جد واجتهاد وهو الشيخ سلمان الحمود.
برأيك كمختص ما عوامل النجاح لإنشاء وزارة للشباب؟
▪ هذا الأمر يحتاج إلى فريق مختص يقوم بعمل الدراسات اللازمة مع أهمية الاطلاع على الدول التي سبقتنا بإنشاء وزارة للشباب وذلك لتفادي الأخطاء إن وجدت وأيضا حتى تنجح هذه الوزارة يجب أن تكون هناك خطة واضحة وأهداف محددة وأن يكون للشباب دور فيها.
تجربة جديدة؟
هل لك رغبة في خوض تجربة جديدة مع الشباب؟
▪ أعتقد أن ترجمة الخبرات التي حصلت عليها خلال سنوات العمل في قطاع الشباب ضرورة تفرضها علي محبتي لشباب وطني ولذلك أنا حريص على التواجد دائما في أماكن الشباب وبما يخدم الشباب وقد تشرفت بتقديم العديد من الاستشارات لتشخيص وحل المشكلات الشبابية وهو الأمر الذي تخصصت به وحصلت على شهادة في هذا المجال.
حدثني عن تجربتك في العمل الخيري؟
▪ بعد تجربة العمل في القطاع الشبابي بدأت تجربة أخرى في القطاع الخيري بالتعاون مع الشيخة فريال الدعيج، حيث قمنا بتأسيس مبرة خيرية اسمها «خير الكويت» واستطعنا من خلال هذه المبرة إطلاق العديد من المشاريع داخل وخارج الكويت من بينها مشروع طالب العلم ومشروع كفالات الأيتام خارج الكويت ومشروع ترميم وإعادة تأهيل دار الأطفال والذي أطلقناه بدعم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.
طالبت قبل فترة بإنشاء اتحاد للمبرات الكويتية ما أهمية هذا الاتحاد برأيك؟
▪ تأتي أهمية الاتحاد من خلال ارتفاع عدد المبرات الخيرية في الكويت وبالتالي لا بد من وجود اتحاد للتنسيق والترتيب ولتذليل العقبات إن وجدت وكذلك حتى يكون هناك اتصال مباشر بين المبرات وإلى جانب هذه المطالبة كانت لنا مطالبة بالسماح للمبرات الخيرية بجمع التبرعات مع مراقبة أعمالها.
برأيك على ماذا يتوقف النجاح في العمل الخيري؟
▪ هناك أمر غاية في الأهمية للنجاح في العمل الخيري وهذا الأمر يمكن تلخيصه في الرغبة الجادة مع وجود فريق عمل وهذا ما وجدته من قبل العاملين في مبرة خير الكويت سواء من أعضاء مجلس الإدارة أو من العاملين وكلما كان الهدف مشتركا كانت الإنجازات أكثر ولقد نجحنا بفضل من الله ثم بدعم من أهل الكويت الذين هم أهل للخير والعطاء.
نصيحة توجهها للشباب؟
▪ نصيحتي للشباب الحرص على العلم والمبادرة بالعمل والاهتمام بتطوير قدراتهم وصقل ميولهم والمحافظة على أوطانهم.
صباح الخير عطاء لا يعرف حدوداً أشاد الأمين العام لمبرة خير الكويت بالمبادرة الأميرية من قبل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وذلك لدعم سموه مشروع إعادة تأهيل دار الطفولة قائلا « تغلب على صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، طيبة نابعة من قلب محب».
زوجة ناجحة وأسرة سعيدة في سياق حديثنا عن أهمية المرأة ودورها في صناعة النجاح أشاد ضيفنا ناصر العيار بدور زوجته أم محمد والتي وقفت معه منذ بداية المشوار لتثمر هذه العلاقة أسرة ناجحة، كما يفتخر بو محمد بذلك.
الشيخة فريال الدعيج والعمل التطوعي تحدث العيار عن تجربته في العمل التطوعي من خلال مبرة خير الكويت والذي قام بتأسيسها مع الشيخة فريال الدعيج، مشيدا بحرصها على العمل التطوعي واستثمار الوقت بكل ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، مؤكدا على أن مبرة أعمال الكويت تسعى لتحقيق المزيد من النجاحات.
علاقة وذكريات كان للمرحوم بإذن الله تعالى حمد العيار علاقة وثيقة مع أمير الكويت الراحل الشيخ أحمد الجابر وهو الذي أصر على أن يكتب لقب العيار في جنسية المرحوم بإذن الله حمد العيار ولعل هذه العلاقة تؤكد مدى التواصل بين الشعب الكويتي وحكامه منذ القدم.