- حصلت على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة وكانت رحلتي الدراسية رائعة استفدت منها الكثير
- عملت بالتدريس في جامعة الكويت.. والنجاح في هذا المجال يتطلب مهارات وصفات شخصية واختيار الوسائل التعليمية المناسبة
- قدمت مئات الدورات التدريبية داخل الكويت وخارجها لوزارات وبنوك وشركات نفطية ومؤسسات تعليمية شهد بنجاحها الجميع
- القراءة وممارسة الرياضة كانتا أهم ميولي في فترة الصبا كما أحببت الشعر والأدب
- والدتي كانت ملهمتي وورثت عنها الإصرار والمجازفة وعزة النفس
حاوره: ناصر الخالدي
أصبح مجال العلاج الطبيعي واحدا من أهم المجالات الطبية في العصر الحديث لما له من دور في العلاج وإعادة التأهيل بعد الكثير من المواقف الناتجة عن حوادث أو عمليات جراحية أو إصابات رياضية أو غيرها.
ضيفنا هذا الأسبوع د. وائل سعد خلف العسق متخصص في العلاج الطبيعي شق طريقه نحو النجاح في إصرار ومثابرة وعزم أكيد على التفوق وترك بصمة في مجاله.
تفوق منذ صغره في الدراسة وعشق الإنجاز وكان تركيزه على ترتيب أولوياته من أجل تحقيق النجاح والتفوق.
حصل على الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة ليعود إلى الكويت ويدرس في جامعة الكويت حتى يفيد طلبته من خبراته.
قدم مئات الدورات التدريبية داخل وخارج الكويت شهدت بنجاحها المؤسسات المختلفة التي درب فيها.
يعيد إلى والدته الفضل في بناء شخصيته فقد كانت ملهمته ودفعته، رحمها الله، نحو التميز وكذلك فعل والده. يتحدث د. وائل العسق خلال هذا اللقاء عن مشواره ورحلته نحو النجاح لتكون درسا يستفيد منه شبابنا على طريق التميز.
متى كانت ولادتك ونبذة عن طفولتك ؟
٭ المولد في 4/11/1968 ولدت في منطقة الدسمة وتربيت فيها طيلة فترة الطفولة وحتى السادسة عشرة من عمري.
درست في روضة الفرات و من ثم الابتدائية في مدرسة الرشيد ثم المتوسطة في مدرسة قتيبة وأما مرحلة الثانوية فدرست أول سنتين في الجاحظ والسنة الثالثة في ثانوية الرابية وأما الثانوية العامة فكانت في ثانوية الأصمعي في قرطبة.
في كل هذه المراحل كانت لي مساهمات مع فرق المدرسة التمثيلية والرياضية والكشفية.
ففي الروضة كنت أمثل مع الفرق التمثيلية ومنذ الابتدائي وانا أمارس الرياضة.
فقد لعبت الجمباز في الابتدائي وكنت مع الكشافة وفي المتوسطة كنت في ألعاب القوى وكنت بطل الكويت في الوثب العالي لسنوات وكنت ذلك الوقت في نادي اليرموك الرياضي، كما اني مارست الجري ومارست السباحة.
أما في الثانوي فقد ركزت جهدي على كرة السلة وقد لعبت مع نادي كاظمة ومن خلاله لعبت في سنة 1986 في منتخب الكويت للشباب ومنتخب المدارس آنذاك.
وقد شاركت في البطولة العربية في تونس ومصر وكانت ذكريات جميلة.
كيف كانت رحلتك الدراسية من رياض الأطفال إلى الثانوية العامة؟
٭ في حياتي الدراسية كنت ولله الحمد متفوقا في المراحل المختلفة وكنت في بعض السنوات الأول على الفصل وأحيانا الثاني وكنت أحب القراءة وأدرس ذاتيا أي لا أحتاج الى مكافأة لتدفعني نحو التفوق أو جهد كبير من الوالدين رغم توجيههما لي بلا شك.
فقد كنت أحب الانجاز من الصغر والتركيز على أولوياتي بشكل كبير وهذا ما أكسبني القدرة على التفوق ومهارات النجاح.
ماذا عن دور الوالد والوالدة في تربيتك وصقل مهاراتك؟
٭ لا شك، أن الوالدة ،رحمها الله تعالى، كانت اساس بناء شخصيتي ولها بعد الله الفضل الأكبر في توجيهي ودفعي نحو التميز.
لقد ورثت منها الاصرار والمجازفة وعزة النفس.
فقد كانت رحمها الله تعالى الملهمة لي ومسيرة حياتها كانت مثالا تنحني لها هامتي اجلالا وإكراما للدور العظيم الذي بذلته في نشأتي وإخوتي كذلك.
فان عطاءها لا يحده شيء وفضلها علي لا أوفيه ما حييت، فرحمها الله رحمة واسعة.
أما والدي ،أطال الله في عمره، فقد كانت لطيب قلبه وهدوئه لمسة مميزة في تربيتي، وكانت كلماته وما زالت معدودة ولكنها حانية، فلا أذكر انه ضربني يوما أو عنفني بل كان هادئا ولا يزال.
اسأل الله تعالى ان يبارك فيه ويرزقه الصحة والعافية ويجزيه ووالدتي خير الجزاء على حسن تربيتهم لي ولاخوتي وأخواتي جميعا.
ما ميولك في فترة المراهقة؟
٭ كانت القراءة وممارسة الرياضة خاصة كرة السلة وألعاب القوى مثل الجري والوثب العالي وكرة السلة هي أهم ما كنت اميل اليه في تلك الفترة، كما اني كنت احب قراءة السيرة النبوية والصحابة وكذلك المشاهير أمثال كولومبوس وغيره.
كما كنت أحب قراءة الشعر والأناشيد وكنت سريع الحفظ لها حيث كنت أحفظ القصائد وأسمعها في نفس الحصة التي آخذها بها ولا انتظر الرجوع الى المنزل وذلك لحبي للشعر.
لماذا اخترت الدراسة في العلمي وكيف كانت مرحلة الثانوية العامة؟
٭ العلمي بالنسبة لي كان اختيارا طبيعيا وذلك لميولي الدراسية ولتطلعي أن أدرس في مجال طبي، وهذا ما حصل فعلا.
هل كنت تفكر في دخول مجال العلوم الطبية؟
٭ عندما تخرجت في الثانوية كنت أفكر في دراسة طب الاسنان ثم أحببت أن أكون في العلاج الطبيعي وهذا ما استقررت عليه، فقد درست البكالوريوس في جامعة الكويت في تخصص العلاج الطبيعي ومن ثم حصلت على بعثة دراسية لأميركا حيث درست الماجستير والدكتوراه في نفس التخصص ولآن ادرس في جامعة الكويت في قسم العلاج الطبيعي والذي ترأسته لثلاث سنوات.
والآن افتتحت مركز آكتف للعلاج الطبيعي وهو المركز الأحدث من نوعه في الكويت، ولله الحمد والمنة.
أين كانت دراسة البكالوريوس؟
٭ لقد درست مرحلة البكالوريوس في جامعة الكويت في كلية العلوم الطبية، قسم العلاج الطبيعي، وكانت سنوات رائعة وتحدياتها ممتعة.
ما المعوقات التي واجهتها أثناء دراستك للبكالوريوس؟
٭ لم تكن هناك معوقات بقدر ما هي تحديات ان صحت التسمية.
في السنة الثانية مرضت لفترة دخلت على اثرها المستشفى لفترة واضطررت لوقف قيدي في الفصل مما أخرني بعض الشيء.
ولكنه لم يكن تحديا كبيرا.
من التحديات أنني كنت أوازن بين أمور أربعة فقد كنت طالبا ورب أسرة حيث تزوجت مبكرا و لله الحمد و كذلك كنت موظفا وكنت أساهم في الأعمال التطوعية المجتمعية كذلك.
فالموازنة بين هذه الأمور كانت تمثل تحديا كبيرا نوعا ما ولكني اكتسبت منها القدرة على إدارة الأولويات و النجاح في الأدوار الشخصية المختلفة.
ماذا استفدت من الدراسة الجامعية؟
٭ استفدت بلا شك كثيرا من الدراسة الجامعية في تأهيلي في متطلبات المهنة في العلاج الطبيعي وكانت نتيجة احتكاكنا بمعلمين ودكاترة من جنسيات مختلفة التعلم من مدارس فكرية عالمية.
وكذلك أكسبني العمل الطلابي في تلك الفترة القدرة على البذل بلا مقابل والتطوع والتركيز على النتائج.
حدثني عن رحلتي الماجستير والدكتوراه ؟
٭ حصلت على بعثة من جامعة الكويت لاستكمال دراستي للماجستير و الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية وكانت عبارة عن نقلة نوعية في حياتي عامة.
كانت دراسة الماجستير في ولاية فرجينيا في جامعة أولد دومنيون في نورفولك، كنا في تلك الفترة خمسة من المبتعثين وفي نفس الكلية مع زملائي د. فوزي بوزبر ود. سميرة الجدي ود.طلال الشطي ود. هشام الرويح.
وكانت من امتع الأوقات حيث التجربة الجديدة مع جامعة أميركية وأسلوب عمل مختلف وعملنا بمستشفياتها ومراكزها الصحية حيث استفدنا منها الكثير.
أما الدكتوراه فقد درستها في جامعة تمبل في فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، واستمرت خمس سنوات وكان برنامجها رائعا و دكاترة أكثر من رائعين.
كانت رسالتي في الدكتوراه عن مقارنة برامج علاجية لحالات في أمراض الجهاز العصبي وكبار السن.
لا زلت استفيد في تدريسي في الجامعة وعلاجي للحالات المختلفة من تلك الأبحاث التي قمت بإجرائها.
متى بدأ رحلتك الوظيفية؟
٭ أول وظيفة كنت اقوم بها كانت في قسم العلاج الطبيعي على نظام الساعات، وإن لم تكن وظيفة رسمية الا انها كانت أول مسئولية اتقاضى من ورائها دخلا.
ثم عملت في وزارة الأوقاف لسنوات ثم عندما تخرجت من الدراسة عملت في المركز الطبي في وزارة الشئون ثم جامعة الكويت بعد ان حصلت على البعثة و الدكتوراه.
النجاح في عالم التدريس ماذا يحتاج؟
٭ هناك صفات شخصية في المعلم وكذلك مهارات كلها ترتكز على حب ما يقوم به الشخص ومن ثم الشخصية المرحة والقريبة من روح المتلقي.
ومحاولة اكتساب المهارات الرئيسية اللازمة للنجاح في التدريس مثل معرفة صياغة الاهداف واختيار الوسائل التعليمية المحققة للاهداف التعليمية، وكذلك مهارة ادارة العملية التعليمية، وتقمص شخصية الميسر التعليمي لا الواعظ او المحاضر والتي لا اميل لها ابدا.
ما رأيك في البيئة التعليمية في الكويت؟
٭ البيئة التعليمية فيها ايجابيات كثيرة جدا وفيها اناس مخلصون وممكن ان تحقق تقدما كبيرا لو صاحبتها نظم ادارية داعمة و تطور علمي مبني على تحديد مخرجات محددة تناسب البيئة والثقافة الكويتية.
كم عدد الدورات التي التحقت بها؟
٭ لقد التحقت بدورات كثيرة ولا زلت احضر الدورات والمؤتمرات في كل سنة سواء داخل الكويت أو خارجها، ومن هذه الدورات ما هو متعلق بالتنمية البشرية حيث أني عضو في الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير وكذلك الدورات المتعلقة في تخصصي الرئيسي في العلاج الطبيعي من خلال عضويتي في الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي.
كما ان الجامعة تعمل الكثير من الدورات السنوية للأعضاء ولا زلت أحرص على حضورها والاستفادة منها.
كم عدد الدورات التي قدمتها؟
٭ الحمد لله قدمت مئات الدورات داخل وخارج الكويت، وقد دربت مؤسسات رسمية كالوزارات والشركات والبنوك وشركات نفطية ومؤسسات تعليمية، وأشارك في ذلك مع مؤسسات تدريبية متعددة.
وفي كل سنة أشارك في دورات على المستوى المحلي والخليجي وبعض الدول الأوربية.
النجاح في تقديم الدورات التدريبية؟
٭ ولله الحمد بدأت في التدريب الاحترافي الرسمي منذ أكثر من عشر سنوات وقد بدأت في التعلم في هذا المجال من قبل مدربين عالميين في أميركا حيث اني عضو في الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير وقد استفدت كثيرا من ذلك حيث اصبحت أدرب المواد التدريبية من خلال نجاحات عالمية في مستوى الأفراد و المؤسسات.
لله الحمد اصبحت لي الآن نشاطات ونجاحات واضحة في التدريب يشهد عليها من شاركوا في دوراتي داخل وخارج الكويت، يدل على ذلك التقييمات التي تقوم بها المؤسسات التي دربتها وكذلك من خلال الطلب المتكرر لتكرارا الدورات في الجهات التي قدمت فيها دوراتي.
نصيحة للشباب
خلال اللقاء طلبنا من د. وائل العسق ان يوجه نصيحة للشباب الكويتي حتى يحقق النجاح في حياته فقال:
انصح الشباب عامة و كل مريد للنجاح بخمسة أمور رئيسية:
الأولى: أن يصبح النجاح قيمة عنده وليس هدفا فقط. وعندها سيصبح بلا شك يعطي عطاء متميزا في كل ما يقوم به من أعمال.
الثانية: أن يتعلم من خبرة من سبقوه حتى يختصر على نفسه الزمن.
الثالثة: كذلك ان يحرص على القراءة فهي تنمي المعارف وتأسس لتكوين القناعات والدوافع نحو التميز.
الرابعة: كما أن لترتيب الأولويات دوره الرئيسي في قيادة النجاح المتوازن وفق النظرة الاستراتيجية للشخص.
الخامسة: التوكل على الذي بيده مقاليد الأمور، فلا نجاح الا اذا بارك الله في جهودك ولا فلاح الا إذا قبل منك ما تقوم به من عمل.