أميرة عزام
أكد مؤسس ومدير دار نوفا بلس للنشر والتوزيع الكاتب عبدالوهاب الرفاعي اختيار افضل الاعمال المميزة لهذا العام من المواهب الكويتية الجديدة والناجحة والتي من ضمنها كتاب «هنا كان الفراق» للكاتبة د. نادية القناعي، فرغم اختلاف نوعه عن خط الدار المشهور بالقصص والروايات، إلا أنه تميز بالجديد وهو إعطاء روح التفاؤل والأمل ضمن مقالات جميلة عن الحياة يستفيد الآخرون منه.
جاء ذلك خلال حفل توقيع الكاتبة د. نادية القناعي لإصدارها الأول بعنوان «هنا كان الفراق» (مذكرات فتاة خارج الحدود) في صالة 6 بأرض المعارض الدولية، مساء أول من أمس.
ولفت الى انتهاء جميع النسخ المقدمة في معرض الشارقة ما يدل على نجاح الكتاب خاصة بين فئة الشباب من العمر 16 إلى 30 عاما لملامسة كلماتها بآرائها المتنوعة والبعيدة عن نقد المجتمع مع النظر بإيجابية إلى الحياة بعيدا عن سلبياتها، ناصحا جميع الكتاب الجدد بعدم التوقف عن الإصدارات وغض النظر عن الفائدة الربحية لأن بناء مستقبل في عالم الأدب يحتاج إلى بناء الجمهور أولا فلا يوجد كاتب كبير دون جهد أكبر، فالشهرة تتدرج، متمنيا المزيد من النجاح والتوفيق للكاتبة.
بدورها، لفتت الكاتبة د. نادية القناعي إلى أن الكتاب يمثل رسائل حياتية منفصلة وكل منها تختلف عن أختها، مبينة أن الهدف منها توصيل معلومة بأسلوب مرح أحيانا وفلسفي أحيانا أخرى، لافتة إلى أنها بدأت ككاتبة في إحدى الصحف ثم قررت أن تسجل جديدها في كتاب من شأنه الوصول لعدد أكبر من الجمهور من خلال المعارض.
وأشارت القناعي إلى أن كتابها يمثل دفعة إيجابية للقارئ ترسم له الابتسامة بلطافة كما تتجول به في عالم من الـ «فانتازيا» في تأييد كبير لتصورات وجماليات اللغة العربية معشوقة الأدباء، مشيرة الى مثال ام تعلم طفلها التحدث بلغة اجنبية رغم عروبتها في حين يجتهد الكاتب الاجنبي «قوتا» في تعلم العربية الفصحى لعشقه للحضارات العربية وتاريخها، وذلك بأسلوب فلسفي بعيد عن الملل.
وفي وصف لعنوان الكتاب «هنا كان الفراق» تقول القناعي في مقدمتها: «نحن هناك قابعون باللامكان نفترش الضياع نتعطر الرياح نحيك الظلام نشد الرحال.. لكن انتبه ربما الخيال لا يألف السماء فيهوي بك الى حياة القنوط فلا تجد بدا من الاستغاثة الصامتة فلا تسمعك الا اناملك لتشرع بالكتابة على جلدك بحبر الدماء المسكوبة، ففي تلك اللحظة يولد الشرود الذي يخاطب واقعك قائلا: هنا كان الفراق».
وعن العنوان الفرعي «مذكرات فتاة خارج الحدود»، علقت القناعي بأن الخيال الإيجابي يخرج بالقارئ من الواقع المؤلم الى السرور والأمل في تحقيق الأهداف وبلوغ المراد مما يجعله يتساءل كيف يصل لطموحه، مضيفة ان الكتاب استغرق 8 اشهر في كتابته، بالاضافة لشهر في التدقيق اللغوي، موضحة أهمية تشجيع الوالدة وأختها والصديقات مع الدافع الذاتي القوي في إيصال رسائل إيجابية يحتاج لها المجتمع.
هذا، ويحتوي الإصدار على قرابة 71 مذكرة حياتية من القطع المتوسط بلون مشمشي زيتي وورق سكري بعناوين سوداء، ومن بينها: «دخلت قلبي - كوب من الشاي - صفحة بيضاء - برافو شهريار - لسنا حمقى - اريد أملا لا ألما - لا قلتم ولا قلنا - أنثى البطريق - بيني وبين الضحك - على كرسي الرقص - نام البطل - الحزن ممنوع - كوميديا مأساوية - أبي وأنا - ست دقائق - البط المتوحش - عصافير الإنس - لماذا أيها المتنبي - معهم سننسى - متفائلون رغم الحاقدين - أتراه يضحك - في البركة».. وغيرها.
وفي كلمة لبعض مقتني هذا الكتاب، قالت منيرة الحداد: «أعتقد أنني لمست روح المغامرة ووجدت بعض الفلسفة المعبرة عن مشاعري وأجدها في الأدب اللاتيني والتي نادرا ما نجدها في الكتب العربية مما يعد قاسما مشتركا بيني وبين الكاتبة»، أما مي الرومي فأوضحت ان الغموض خلف المذكرات المكتوبة وعمق العنوان قد جذبها لشراء الكتاب لمشاركة أفكار تشترك فيها بنات الجيل الواحد والوطن الواعد.
ومن جانبه، اعتبر القارئ سعود العارضي ان الشكل التصويري للكتاب من الخارج والإحساس بمغزى العنوان يدل على وجود حقائق مدفونة داخل الكتاب متوقعا ان يجد تشويقا، ومتمنيا قراءة المزيد من الإصدارات للكاتبة الطبيبة.