- الكتاب يتضمن مجموعة من الدعوات للتحلي بالقيم والصفات الحميدة
أنوار التنيب
«علمتني الحياة عندما أنتقد شيئا، لابد أن أوجد له حلا أو بديلا وإلا فإن نقدي مجرد ثرثرة لا تفيد من علمها ولا تضر من جهلها».
هكذا بدأ أستاذ التنمية الإدارية والبشرية والإعلام التنموي د.عبدالأمير الهندال في مقدمة أول صفحة من كتابه # 356 + 1 فكرة وعبرة.
وحذر د.الهندال من برامج التواصل الاجتماعي وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، وأنه ما كان ممنوعا ومحظورا في الماضي، صار متاحا الآن وفي أيدي الجميع، لذا كان لا بد من معايشة الواقع والتعامل معه بطريقة ذكية، حيث قال: «هذا البرنامج وغيره من البرامج التي كنا نراها في أفلام الخيال أصبحت واقعا معيشا، الأمر الذي تطلب مني وقفة جادة ووضع عهد وشروط على نفسي بأن أسعى لتنظيف هذه البيئة وتقوية الحصانة بعدم الخوض في متاهاتها وعدم الانزلاق في عصبياتها وتعصبات أحزابها، فكانت الانطلاقة بإنشاء وسم (هاشتاق) #فكرة_وعبرة، لتكون في مسار تغريداتي ومشاركاتي وصوري».
ويقول: «استقر بي الحال أن أنتقي لكم 366 تغريدة (563+1) كدلالة على أيام السنة بما فيها تغريدة السنة الكبيسة ليوم 29 فبراير الذي يزورنا مرة واحدة كل أربعة أعوام».
ووصف هذا «الهاشتاق» الذي أنشأه بالمزرعة التي يتجول فيها ويغرس فيها البذور، ويسقيها كل يوم بماء الحروف والكلمات النقية ساعيا لتحقيق حلمه بتنقية بيئة برامج التواصل الاجتماعي.
ويقول: «تغريدات كتبتها أبتغي بها بناء الإنسان، وإعمار الأوطان وقبل هذا وذاك رضا الرحمن».
وفي صفحة 8 من كتابه، كتب عن موضوع الإدمان على برامج التواصل الاجتماعي برؤية جديدة ومختلفة عما يعرفها البعض، وعنونه بـ«ادمان من نوع آخر» قال: «الإدمان أنواع، والمدمنون فيما يدمنون مذاهب، واشتهر الإدمان بأولئك الذين أدمنوا المخدرات بأنواعها والمسكرات أو المشروبات الروحية، وحديثي معكم اليوم ليست له علاقة بهذه الفئة من المدمنين».
وفي فقرة أخرى يصف هذا الادمان «عندما تتحول هذه الهوايات أو الممارسات إلى أفعال وسلوكيات تسيطر على الفرد وتجعله أسيرا وعبدا ذليلا خاضعا تتحكم فيه عادة أو هواية اعتاد عليها لدرجة الإدمان، هنا لنا وقفة، ووقفة جادة للحالات المتقدمة والتي لا تختلف في خطورتها عن إدمان المتعاطي للمخدرات من الاضطرابات السلوكية أو التأثيرات السلبية على الحياة الاجتماعية وإهمال الواجبات الأسرية، ويتعدى ذلك إلى تأجيل الالتزامات المهمة التي كان يعملها الفرد ويطبقها في ممارسته الحياتية قبل الإدمان».
وطالب في نفس المقال بأن يراقب كل انسان نفسه، ويطرح الأسئلة المختلفة عليها، ليرى مستوى إدمانه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويتعجب من تسميته بعالم التواصل، وهو باعدنا عن التواصل الشخصي مع أهلنا ومجتمعنا، فصار مكانها التواصل بالمسجات والتغريدات و«الفلو واللايكات»! ويتساءل «يا ترى متى يأتي اليوم الذي نستطيع التحرر من هذا السجن، فنتخلص من هذه الكارثة التي ركضنا إليها وزحفنا زحفا بأرجلنا وأيدينا، متى نطهرها وننقيها ونداويها؟».
وفي نهاية كتابه طالب د.عبدالأمير الهندال القارئ بمشاركته ومساعدته في تنظيف بيئة هذه المواقع من التلوث الفكري، وأن يتم نشر الكلمات والتغريدات ذات القيمة الأخلاقية والفكرية والأدبية، لتطوير وتحسين النفس والمجتمع.
ومن تغريداته:
٭ الأخلاق الحميدة أصبحت عملة صعبة ونادرة هذه الأيام ويمكننا أن نشتري بها سلعة ثمينة وواحدة فقط هي «القلوب الطيبة».
٭ ما المانع أن يعذر أحدنا الآخر، وأن نقبل عذر من اعتذر إلينا، ونحسن لمن أساء إلينا، ويعتذر كبيرنا لصغيرنا.. ولنا أسوة فيما ورد في المأثور:
٭ «اقبل أعذار الناس تستمتع بإخائهم.. وألقهم بالبشر تمت أضغانهم».
٭ السلاح الأكثر فتكا بالإنسان هو طلقات اللسان، فقيده لتسعد.
٭ التقييم بلا تقويم، كمن يضع يده على الجرح ولا يعالجه.
٭ إذا أردت الحفاظ على شبابك، فاستثمر أوقاتك في التعلم والارتقاء بمهاراتك وسمو أخلاقك.
٭ أهم صفات القائد الناجح هي الاستقامة الدائمة غير المصطنعة، بدون تهور ولا كبر على الآخرين.
٭ قد يستطيع أي شخص توجيه القارب، ولكن تحديد المسار يحتاج إلى قائد هو «النوخذة».