شافعي سلامة
الوقت من ذهب وقديما قالوا: «الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك» وقد أصبحنا في زمن تتصارع فيه وسائل الإلهاء والتكنولوجيا والتواصل وغيرها على نيل نصيبها من هذا الذهب الذي يتضاءل مع كثرة الطامعين فيه. انطلاقا من هذه الأهمية الكبرى للوقت، جاء كتاب م. طارق جمال الدرباس «هندس وقتك» ليكون دليلا بسيطا وسلسا وعمليا قابلا للتطبيق بعيدا عن التعقيدات النظرية والفلسفة الجوفاء التي تتجافى مع واقعنا المعاصر.
تصميم الكتاب، الذي يقسمه الدرباس إلى 7 فصول يطلق على كل منها «ساعة» وينطوي على 110 صفحات من القطع المتوسط، تغلب عليه الصور التوضيحية والتعبيرية والألوان الرائعة التي تخدم الفكرة وتبسطها وتمثل شكلا من التنظيم يتناسب كأفضل ما يكون مع الفكرة الرئيسية للكتاب وهي «تنظيم الوقت».
في الساعة الأولى (الفصل الأول) يبدأ المؤلف رسمه الهندسي الرائع من خلال الحديث عن «أهمية الوقت» حيث يعرض مجموعة من المفاهيم المهمة عن الوقت وأهمية استثماره والأسباب التي تمنع الكثيرين من التعامل معه بطريقة احترافية.
ويذكر في هذا المضمار نموذجين يجسدان القمة في النجاح القائم على الاستفادة القصوى من الوقت وهما الراحل د.عبدالرحمن السميط وكذلك د.فيصل محمد مندني.
يذكر المؤلف فوائد استثمار الوقت في تحقيق التوازن وتخفيف الضغوط وإعطاء كل ذي حق حقه وزيادة الإنتاجية وتحسين العمل ومعرفة الأولويات وإنجاز أهم الأعمال، لينهي الفصل بطرح لأسباب هروب الناس من هندسة الوقت ومنها الاعتقاد أنها للمشاريع فقط أو أنها مضيعة للوقت أو أن حياتهم سلسلة من الأحداث المفاجئة، او الخوف من فشل الخطة.
في الساعة الثانية «عوائق هندسة الوقت» يتناول الدرباس مجموعة من الأمور التي تحول بين غالبية الناس وتنظيم الوقت بشكل فعال، ومن أهمها التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي وفوضى المكتب والأوراق المكدسة وعدم القدرة على قول «لا» وكذلك الاجتماعات المطولة وغير المجدية والمقاطعات الهاتفية والزيارات المفاجئة. كما يطرح حلولا عملية وواقعية للتغلب على هذه المعوقات.
التركيز في الساعة الثالثة على الطرق العملية لهندسة الوقت وكيفية التخطيط والتنظيم له بشكل أسبوعي، وبهدف البعد عن النظرية فقد تضمن هذا الفصل تمارين تطبيقية عملية.
اشتمل الفصل الرابع على أساليب لتنفيذ عملية هندسة الوقت استكمالا للجهد المبذول في الفصل السابق.
في الفصل الخامس من الكتاب يتحدث المؤلف عن وسائل التكنولوجيا واستخدامها في هندسة الوقت، حيث تطرق لمجموعة من الوسائل والأدوات الموجودة بين أيدينا ونستخدمها في أغلب الأحيان وكيفية تسخيرها لهندسة أوقاتنا من خلال الإيميل ومجموعة من البرامج على الحاسب الآلي والهواتف الذكية.
أما الساعة السادسة فتشتمل على مجموعة من المقابلات والأسئلة، حيث طرح م. طارق الدرباس الموضوع على كل من د. أحمد عبدالملك والشيخ فهد الكندري ود.فواز العجمي والاستاذة نورة الحميدي وأحمد سامي بوعركي، حتى يستفيد القارئ من خبراتهم في تنظيـــم الوقـــت والتي تتجلى من خلال آرائهم وإجاباتهم عن بعض الأسئلة.
الساعة السابعة من الكتاب تسرد عددا من الرسائل الواردة إلى الدرباس من بعض الذين شاركوا في الورشة التدريبية #هندس_وقتك، حيث يبين هؤلاء الأشخاص كيف استفادوا من الفكرة في عيش اللحظة والاستمتاع بالعمل مع الإبداع والتميز.
طرق عملية لتنظيم الوقت
في الفصل الثالث يذكر م. طارق الدرباس مجموعة من الخطوات العملية لاستثمار الوقت، منها:
٭ كتابة الأهداف الأسبوعية
٭ ترتيب الأولويات
٭ التفويض
٭ دمج الأهداف
٭ الاستفادة من الأوقات البينية
٭ المرونة في تبديل المواعيد
٭ تنظيم مكان العمل (يستعين الكاتب هنا بمقالة تفصيلية عن طريقة 5s لتنظيم مكان العمل)
أساليب استثمار الوقت
يذكر المؤلف في الفصل الرابع عددا من الأساليب العملية لهندسة الوقت تشتمل على:
٭ المحافظة على صلاة الفجر.
٭ وضع وقت لكل مهمة.
٭ الالتزام بعهد مع النفس للانتهاء من المهمة.
٭ مكافأة النفس.
٭ التعرف جيدا على المهام.
٭ إنجاز المهام المهمة أولا.
٭ التعامل مع الأعمال الروتينية.
٭ استخدام قانون الخمس دقائق.
٭ تعلم مهارة القراءة السريعة.
م. طارق جمال الدرباس
[email protected]
al_derbass@