- الراشد: الرواية تعكس واقعاً مؤلماً لأشخاص يمتهنون الطب ويسيئون إليه
كريم طارق
ضمن فعالياته المميزة احتفل ملتقى المحروسة الأدبي بإطلاق وتوقيع رواية «منير.. الأبيض لا يليق بكم» للأديب والروائي الزميل د. طارق البكري، وذلك مساء امس الأول بحضور السفير اللبناني ماهر الخير وسفير النوايا الحسنة للسلام بالأمم المتحدة الحاج حسان حوحو وعدد من أعضاء الجالية وأركان السفارة اللبنانية، حيث قدم الاحتفالية الشاعر عبدالله صبري.
ويتحدى البكري في روايته الجديدة «منير.. الأبيض لا يليق بكم» واقع القراءة المستجد، يستهدف من خلالها اليافعين من منطلق الإيمان بأهمية توفير ثقافة بناءة وهادفة لأجيال المستقبل.
بدأت الاحتفالية بكلمة المحامية ليلى الراشد التي أشادت بدور البكري في إثراء الواقع الثقافي العربي والمكتبة العربية بعشرات الكتب للأطفال وعدد من القصص والروايات.
وأضافت الراشد أن الرواية تعكس واقعا مؤلما في حياتنا من بعض أشخاص يمتهنون مهنة الطب ويسيئون إلى سمعتها وهم أقلية في مجتمعاتنا، مؤكدة أن الطب مهنة إنسانية وجدت لمساعدة البشر وللأخذ بأيديهم ليعيشوا بلا آلام ولا أنات، لكن أن تتحول إلى مصدر للأحزان والدموع، وأن تفقدنا أغلى الناس عندنا وتحرمنا منهم إلى الأبد نتيجة إهمال أو خطأ طبي فهنا تنحرف المهنة عن أهدافها السامية، وهذا ما عبرت عنها الرواية والتي تعد رسالة سامية إلى كل المجتمعات في كل أنحاء العالم، فهذه الرواية وإن كانت من نسج خيال الكاتب فهي تحاكي الواقع المرير الذي نعيشه راجية أن تكون هذه الرواية سببا لإعادة الطب إلى مساره الصحيح.
من جانبه، أوضح رئيس ملتقى المحروسة الأدبي الشاعر أشرف ناجي انه زامل د.طارق البكري في رحلة العمل الصحافي، وصفها بأنها مشوار حياة يزيد على العشر سنوات عايشته واقتربت منه، وتعلمت منه الكثير، أولهما الصدق والبساطة، لتعامله في معظم كتاباته مع عالم البراءة من الأطفال ممن لا يعرف الكذب طريقا إلى ألسنتهم، ولا النفاق طريقا إلى قلوبهم، ولا الخيانة طريقا إلى أعينهم.
وأوضح ناجي أن البكري كان يقول عن نفسه في معترك الأزمة التي كانت تمر به بسبب مرض فلذة كبدة منير «أنا أب بقلب أم » وظل صامدا حتى آخر لحظة إلى أن سلمت الأمانة إلى بارئها، كنت أتابعه عبر زيارتي له بالمستشفى والاتصالات الهاتفية، ورغم صعوبة المحنة كان جبلا من الجبال الصبر.
بدوره، لفت حوحو إلى أن طارق البكري إنسان متواضع محب لكل الناس، ما رأينا منه سوى الصدق والأمانة وحبه للخير، وخلال صداقتي له عبر عقدين من الزمان لمست فيه الطيبة والشفافية، كما أنه ذلك الإنسان المبدع الذي يسعدنا دائما بكتاباته المتميزة، فما أحوجنا في هذا التوقيت إلى رجال مخلصين يعشقون الأوطان مثل الدكتور طارق البكري.
وأضاف حوحو قائلا: «نقدر جهده الفكري وإبداعه في كل مجالات الكتابة ونستهل هذا اللقاء لنبارك له على هذا الإصدار الرائع وروايته الجديدة منير التي تفتح آفاقا جديدة نحو الكتابات الإنسانية».
كما قدم الناقد د.مصطفى عطية قراءة في رواية د.طارق البكري، مؤكدا على أنها من أعظم الروايات الإنسانية التي قرأها، وهي نوع من الكتابة يجعله في مصاف العالمية، فرقي الفكرة وجمالها وروعة الأسلوب وبساطته، كل هذا يضاف إلى الرواية، مشيرا إلى نماذج حية وواقعية مما تعكسه تلك الرواية في واقعنا الذي نعيشه، مبينا أن جميع الإسقاطات التي استخدمها الدكتور البكري في روايته هي انعكاس لهذا الواقع ولا تنفصل عنه، داعيا كل الشباب والحضور بقراءة هذه الرواية لأنها بحق جديرة بالقراءة.
وتقدم البكري بالشكر لجميع الحضور وعلى رأسهم السفير اللبناني ماهر الخير والحاج حسان حوحو، ولملتقى المحروسة الأدبي على احتضانه لتلك الاحتفالية، مثمنا دور الملتقى في إثراء الواقع الثقافي العربي الذي انطلق من ارض الكنانة عام 1991 وحتى هذه اللحظة يقيم فعالياته المتميزة بالكويت الحبيبة، مقدما الشكر للمكتبة الوطنية على استضافتها الجيدة.
وفي الختام تقدم رئيس وأعضاء ملتقى المحروسة الأدبي بتكريم ثلاثة من رواد العمل الثقافي والاجتماعي والقانوني وهم الحاج حسان حوحو ود.مصطفى عطية والمحامية ليلى الراشد.