- أطمح دائماً لأن أقدم عملاً يليق بوطني ويرتقي بالأغنية الوطنية بعد سنوات من الانحدار الذي أصابها
- عندما أكتب أسترجع كل جراحاتي وآلامي أمام عيني لينزف الشعر قبل أن يكتب
- بدأت الكتابة في عمر الـ 15 وأول ما نشر لي عام 1994 في «اليقظة»
- لا يوجد شخص يعبِّر عن الحب والألم والفراغ والشكوى إلا وبداخله عاشق عظيم ينزف في كل لحظة
- الشعر الفصيح أعظم وأشمل تاريخياً ولغوياً من الشعر النبطي
- العمل الغنائي يتطلب تواجداً مستمراً ودائماً في الساحة قرب الفنانين والملحنين والموزعين
- لا أجد نفسي كثيراً في الأمسيات الشعرية
- عندما طُلب مني أن أكتب عملاً غنائياً وطنياً استحضرت كل ما أملك من إحساس وفكر في كتابة «يا بلادي»
كتب الغزل فأجاد، وتغنى بالوطن فكان له ما أراد حتى أصبحت كلماته في القلوب والعقول، أسلوبه حزين وقلبه كبير وطموحه واسع، وإحساسه يصل للجميع، التقيناه في «الأنباء» فعبر عما يجول في خاطره وتحدث بكل أريحية بكلمات نابعة من القلب، وبالتأكيد ستصل إلى القلب، فإلى التفاصيل:
حوار: يوسف غانم
متى كانت بداياتك مع الشعر والظهور الإعلامي؟
٭ بدأت الكتابة وأنا في عمر الخامسة عشرة، وكان ذلك عام 1990، وأول أبيات نشرت لي كانت في مجلة اليقظة سنة 1994، أما اللقاء التلفزيوني الأول فكان عام 1996 على تلفزيون الكويت.
تأخرت كثيرا في إصدار أول ديوان شعري لك؟
٭ نعم وذلك لرغبتي في الظهور بأفضل شكل يرضي ذائقة القراء وذواقة الشعر.اسم الديوان «أحتاج لامرأة من السماء»،
أثار الكثير من التساؤلات قبل النشر، لماذا هذا الاسم؟
٭ المرأة أعظم شريك للإنسان، وأصعب شيء يمكن الحصول عليه في هذا الزمان، لذلك أحلم دائما بأن أجد امرأة من السماء نقية كالغيم وصافية كالسماء.
وهل هو عنوان لقصيدة؟
٭ لا هو عنوان للديوان فقط.وما طبيعة قصائدك في هذا الديوان؟٭ يحتوي هذا الديوان على قصائد بالشعر الفصيح والأكثرية شعر نبطي، حيث إنني في الأساس شاعر نبطي، وأكتب أيضا الفصيح لامتلاكي المقدرة على ذلك.
وما موضوعات تلك القصائد؟
٭ تتنوع موضوعات قصائدي في الديوان ما بين الوطني والغزل والشكوى والرثاء، حيث تتناول تلك الموضوعات بأشكال متعددة.
المدح والذم
أليس بينها هجاء ومدح؟
٭ أبدا.. فديواني خال تماما من قصائد المدح والهجاء، مع أنني كتبت عددا من قصائد الهجاء، لكنني لا أحب ذكرها لارتباطها بذكريات سيئة عندي، فهي تلتصق بالشخص المعني أو المهجو لمدى طويل، وربما تستمر للأبد، لذا لا أود أن أذكر أحدا بسوء أو ذم ويتبع ذلك شعور بالندم مستقبلا، وأنا بطبيعتي شخص متسامح ومتصالح مع نفسي قبل الناس وأحب أن اكسب رضا الجميع، ولو أجهدني ذلك.أما قصائد المدح فهي قصائد تتعلق بمناسبات معينة وبأشخاص معينين، وهي قصائد خاصة لا أعتقد أن الديوان مكانها.
لو قرأنا الديوان، هل سنعرف يوسف الشطي على حقيقته؟
٭ أنا واثق تماما ان من يقرأ الديوان سيعي ويعلم ويكشف عن الجانب الحزين من شخص يوسف الشطي، أما الجانب العملي والحياتي والطبيعي من يوسف الشطي فسيعرفه من يعيش بالقرب مني كالأهل والأصدقاء.
لمن تقرأ من الشعراء الشعبيين؟
٭ قرأت الكثير فيما مضى ومنذ بداياتي رغبة مني في الاطلاع على مجمل ما قدمه الشعر النبطي في المنطقة، أما الآن فإن قراءتي للشعر النبطي محدودة جدا، حيث أتابع وأقرأ بشغف الشعر الفصيح منذ العصر الجاهلي الى يومنا هذا.
ولماذا؟!
٭ لأن عمر الشعر النبطي يكاد لا يذكر قياسا بالشعر الفصيح، فالشعر الفصيح أعظم وأشمل تاريخيا ولغويا، ويعود على القارئ أو الشاعر بالفائدة الفكرية واللغوية أكثر بمراحل من الشعر النبطي.
حب القراءة
كتبت الشعر وعمرك 15 سنة، فمنذ متى وأنت تقرأ؟
٭ قبل ذلك بكثير، فمنذ طفولتي كنت أحب القراءة بشكل عام وكانت تستهويني العبارات الجميلة والموضوعات الأدبية من شعر وقصص كانت تقع بين يدي، وكانت متعتي بقضاء الأوقات في المكتبات العامة، وكنت كلما مررت من أمام مكتبة خاصة أدخلها وأسأل عن الجديد في مجالات الأدب وأشتري ما يعجبني.
هل تفكر في تسجيل هذا الديوان أو بعض قصائده صوتيا؟
٭ الفكرة موجودة، ولكن الموضوع بحاجة إلى دراسة وتأن ليظهر للجمهور بالشكل اللائق.
ما أكثر قصائد الديوان تأثيرا بك؟
٭ هذا الديوان لا يحمل بين طياته جميع قصائدي، حيث إن هناك قصائد جديدة لم انشرها بعد، وكذلك هناك قصائد كتبتها في بداياتي وأرى أنها غير ملائمة للنشر مقارنة بما جاء بعدها من كتابات من حيث الأفكار والصياغة والمضمون. ولكن كل ما يحتويه هذا الديوان قريب إلى قلبي من دون استثناء أو تمييز أو تفضيل لأي قصيدة عن أخرى.
واقع حقيقي
بعد اطلاعي على الديوان وجدت بعض القصائد تحوي أسماء صريحة، فهل هذا الديوان واقع حقيقي عشته وهل يحمل يوسف الشطي بين أحشائه كل هذا الحب والعشق الذي يضمه الديوان بين طياته؟
٭ معظم القصائد الموجودة في الديوان لها واقع حقيقي في حياتي، لذا تجنبت ذكر تواريخ القصائد لكي لا أقع في حرج أكبر من ذلك، ولكي لا أصبح عرضة للتساؤلات أكثر، وبالنسبة للعشق فأعتقد انه لا يوجد شخص يعبر عن الحب والألم والفراغ والشكوى بتلك الطريقة إلا وبداخله عاشق عظيم ينزف في كل لحظة وساعة ويوم.
وهل تتعمد الألم في شعرك؟
٭ نعم فأنا عندما أكتب أسترجع كل جراحاتي وآلامي أمام عيني لينزف الشعر قبل أن يكتب.
يا بلادي..
هل توقعت لقصيدة يا بلادي «الخز الموشى بالذهب» هذا النجاح الكبير؟
٭ للأمانة لم أكن أتوقع كل هذا النجاح، ولكن انطبق علي القول «على نياتكم ترزقون»، حيث إنني كنت أطمح دائما لأن أقدم عملا يليق بوطني ويرتقي بالأغنية الوطنية بعد سنوات من الانحدار الفني الذي أصابها، لذا عندما طلب مني أن أكتب عملا غنائيا وطنيا استحضرت كل ما أملك من إحساس وفكر في كتابة هذا العمل وفي وقت وجيز جدا، فكان هذا النجاح الباهر الذي لا يعود ليوسف الشطي فقط وإنما لكل من ارتبط اسمه بهذا العمل، خصوصا الفنان الرائع نبيل شعيل وأخي وحبيبي بشار الشطي وشركة «زين» التي دعمت العمل دعما كاملا، والمخرج المبدع خالد الرفاعي وبقية فريق العمل.
ولماذا لم تضمها للديوان؟
٭ قصيدة الخز الموشى بالذهب «يا بلادي» ليست بحاجة الى ان توضع ضمن هذا الديوان بعد أن أصبحت مكتوبة على جدران المدارس وفي مداخلها ودخلت قلوب الكويتيين، وباتت تتردد في كل مناسبة وتجمع وطني، لذا أرى أنها أصبحت جزءا من تاريخ الأغنية الوطنية قبل ان تكون جزءا من تاريخ يوسف الشطي، فهي أغنية الكويت والكويتيين قبل ان تكون أغنيتي.
لكنك غائب عن الساحة الغنائية؟!
٭ الساحة الغنائية ساحة مختلفة نهائيا عن ساحة الشعر النبطي أو الفصيح، وسأشرح ذلك بالتفصيل، فالقصيدة التي تكتب لغرض النشر هي قصيدة تكتب بفكرك المحض وخيالك الخاص على عكس القصيدة الغنائية التي يتدخل بها أحيانا الملحن أو الفنان، وأنا من الناس الذين يكتبون ما يريدون وما يشعرون به لا ما يراد أو يشعر به. كما أن العمل الغنائي يتطلب تواجدا مستمرا ودائما في هذه الساحة بالقرب من الفنانين والملحنين والموزعين وأطراف الساحة الغنائية، وضيق وقتي والتزاماتي يحولان دون تواجدي معهم، إلا أنني لا أمانع بأن أقدم ما أستطيع تقديمه لأي فنان في حال طلب مني ذلك، وأتشرف بالجميع.
لكننا نعلم أن ليوسف الشطي الكثير من الأغاني في الساحة، وهذا يناقض جوابك عن سؤالنا السابق؟!
٭ على العكس لا يوجد أي تناقض، حيث انني على استعداد لتقديم أو كتابة أي نص يطلب مني، والأعمال الغنائية التي قدمتها كلها جاءت من خلال علاقات شخصية تربطني بالفنانين أنفسهم، مما يسهل التبادل الفكري، والآراء فيما بيننا في حالة سماعهم لقصيدة معينة، ومن الأمثلة على ذلك الفنان نبيل شعيل والفنان خالد الشيخ والفنان عبدالعزيز الضويحي، وكذلك أخي الفنان بشار الشطي الذي له نصيب الأسد من هذه الأعمال كونه يشاركني الكثير من تفاصيل حياتي، كما أنني أطلعه بشكل مستمر على آخر كتاباتي الشعرية.
الأغنية الوطنية
يوسف الشطي شاعر غزلي من الطراز الأول، لكننا رأينا نجاحا باهرا لك في مجال الأغنية الوطنية، لماذا برأيك؟
٭ بالنسبة للقصيدة الغزلية هي غرض من أغراض الشعر والأكثر انتشارا بين الأغراض الأخرى، أما بالنسبة للقصيدة الوطنية فأنا مقتنع تماما بأن ساحة الأعمال الوطنية تعاني من فراغ كبير وهي بحاجة الى جهد وعطاء أكبر، لذا كان إصراري كبيرا على أن أقدم أفضل ما يمكن أن يقدمه شاعر لوطنه.
وما طموحك بالنسبة للأغنية الوطنية؟
٭ أطمح دائما لأن أقف مجددا أمام سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمير الإنسانية، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد حفظه الله، لإلقاء قصيدة كما وقفت أمام سموه قبل 15 عاما بمناسبة وضع حجر الأساس لقاعدة صباح الأحمد البحرية، وكما وقفت أمام الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ جابر الأحمد، وأيضا الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله.
أصبحنا نرى يوسف الشطي في اللقاءات والحوارات التلفزيونية أكثر من مشاركاته بالأمسيات الشعرية، فما السبب وراء ذلك؟
٭ الساحة هذه الأيام مثل السوق.. عرض وطلب، فعندما يطلب مني لقاء أو أدعى لأمسية تناسبني من حيث المكان والزمان والظرف فبالتأكيد لن أرفض، وسأقبل الدعوة، كما أنني لا أجد نفسي كثيرا في الأمسيات الشعرية.
ولماذا لا تجد نفسك في الأمسيات الشعرية؟!
٭ لأنه ومن خلال تجربة 26 عاما تأكدت من أن جمهور الشعر النبطي هو جمهور يسعى لتسييس الشعر والفن والأدب، وأنا شخص أحب أن أدلي بدلوي وألقي شعري على من يسمعني لا من يصنفني.
الشعور بالألم
وما أفضل الحالات التي يتجلى بها الشعر عندك، وأين؟
٭ أشعر بحاجة الى كتابة القصيدة عندما أشعر بالألم، أما المكان فغير مهم عندي، والأهم أن أكون في عزلة عن العالم، وسواء كنت في بيتي او في السيارة او في أي مكان آخر.
وهل تنتهي من كتابة القصيدة من المرة الأولى؟
٭ هناك قصائد أكتبها كاملة في ذات الوقت، وهناك قصائد أخرى تمتد لفترة أبعد من ذلك، فأحيانا تجدني أكتب في أكثر من نص في نفس الوقت، وهنا بالتأكيد ستمتد كتابة القصيدة الى أيام أو أكثر حسب ورود الأفكار وتسلسلها.
من القصائد التي أعجبتني في الديوان قصيدة «الخطب الجلل» بكلماتها الرائعة ومعانيها الغنية ومزيج الفصحى مع العامية، فما قصتها؟
٭ بالفعل تعتبر هذه القصيدة من القصائد القريبة الى قلبي لأنها تحمل الكثير من المعاناة الانسانية، بما تتضمنه من تفاصيل لواقعنا الذي نعيشه، وما يحمله من بؤس وشقاء، وقد تغنى أخي الفنان بشار الشطي بجزء منها، إلا أنني أتمنى أن تغنى القصيدة كاملة لما تحمله من معنى يمثلني بشكل كبير.
مزجك بين الفصيح والعامي وعلى نفس القافية والبحر ظاهر في بعض قصائدك، فمتى بدأت ذلك مع أنه شيء مستحدث في الشعر النبطي؟
٭ منذ سنة 2000 تقريبا، وذلك من خلال قصيدة وطنية بعنوان «الصك الضمان»، التي مزجت فيها بين الفصيح والعامي، وعلى نفس القافية والبحر، بعد رؤيا رأيتها في منامي.
وهل سبقك أحد الى ذلك؟
٭ أنا قارئ ومطلع جيد، ولكنني لست باحثا في الشعر والأدب، وحسب ما اطلعت عليه وقرأته لمن سبقوني لم أجد من مزج بين الشعر العامي والشعر الفصيح على نفس البحر والقافية، أي في قصيدة عمودية.
معظم القصائد يملؤها الحزن، فما السبب وراء ذلك؟
٭ لأنني شخص لا أجيد التعبير عن الفرح مثلما أجيده عن الحزن، فالحزن يملأ مساحة كبيرة مني كشاعر وليس كإنسان.لو دخلنا الى بيت يوسف الشطي، فما الذي سنجده في مكتبته الشخصية؟٭ في الغالب أكثر ما يستهويني هو قراءة الشعر خاصة والأدب بأنواعه بشكل عام والتاريخ أيضا، هذا ما ستجده في مكتبتي.
وهل ترى أن الشعر هو الأرقى بين فنون الأدب كالرواية والقصة بأنواعها؟
٭ في بداية التسعينيات قرأت رواية للكاتب إحسان عبدالقدوس بعنوان «دمي ودموعي وابتسامتي» وقد بكيت كثيرا وفي أكثر من موضع في تلك الرواية، حتى انتهيت منها، ومنذ ذلك الوقت لا أستصغر أي نوع أو جانب من جوانب الفن والأدب، فكل يعبر وفق رؤيته وكل تعبير صادق سيصل يقينا الى كل قلب ويلامس كل إحساس.ما أكثر شيء يبغضه يوسف الشطي؟
٭ الظلم، نسأل الله تعالى أن يبعدنا ويبعدكم عنه.
وما أكثر صفة يكرهها؟
٭ الغرور والكبر فهما مقبرة النجاح.
وإلى ماذا تطمح؟
٭ أن يصل ألمي الى كل بيت وقلب وعقل.
ولماذا؟!
٭ ربما أجد في ذلك من يشاركني آلامي وجراحاتي ويحمل جزءا منها عني.
موقف أثر فيك بشكل كبير وفتح قريحتك للكتابة مباشرة؟
٭ وفاة عمي بدر رحمه الله في ابريل الماضي شكلت صدمة بالنسبة لي، فقد كان عما وأبا وأخا وصديقا، شاركني الكثير من تفاصيل حياتي في السراء والضراء و«الحلوة والمرة»، وكان دائما معي إما من خلال الاتصال او الحضور الشخصي لاسيما أثناء فترة علاجي حتى وأنا خارج الكويت، ففقده كان عندي عظيما ومازال يؤلمني، لكنها مشيئة الله ونحن مؤمنون بقدره ولا نطلب منه تعالى إلا الرحمة والمغفرة له ولجميع موتانا وموتى المسلمين.
وهل كتبت بهذه المناسبة قصيدة؟
٭ نعم وبعد وفاته مباشرة، وكانت بعنوان «القصيدة الباكية»، وقد صورتها وحملتها على «يوتيوب» ولاقت صدى واسعا واستحسانا عند الكثيرين خصوصا الذين يعرفون عمي عن قرب.وبماذا تحلم؟٭ أحلم بأن تعود الكويت كما كانت درة الخليج فنيا وشعريا وأدبيا وثقافيا، وأن أرى المنابر الثقافية تصدح من هنا وتبدأ من هنا الى العالم العربي كما كانت سابقا.
ولمن تهدي ديوانك هذا؟
٭ أقدم هذا العمل المتواضع الى كل مهتم بالأدب وبالشعر، والى كل من يحب شعر يوسف الشطي، متمنيا أن يشكل إضافة الى مكتبة الشعر العربي ويقدم شيئا الى جمهور الكلمة والأدب في وطننا.
وماذا عن إطلاق «أحتاج لامرأة من السماء».. متى وأين؟
٭ ستكون بداية إطلاق هذا الديوان يوم الأربعاء 16 نوفمبر الجاري، خلال مشاركتي بمعرض الكتاب الدولي في أرض المعارض، وذلك في جناح «دار تقاسيم» للنشر والتوزيع، أما خارج المعرض فسيكون متوافرا في مكتبة ذات السلاسل وبالنسبة لحفل التوقيع فسيكون يوم الأحد 20 الجاري خلال الفترة المسائية للمعرض في جناح «دار تقاسيم».ما أروع أن يتكلل النجاح برؤية ثمار ما نزرع، وبمشاهدة الغرس ينمو أمام أعيننا ليقدم لنا ما نشتهي، وما أروع أن يجمع الشاعر قصائده التي عانى في جمع حبات عقدها الفريد، ليضعها على جيد عشاق الأدب والكلمة والإحساس، وهذا ما قام به شاعرنا يوسف الشطي، الذي خطت أنامله أجمل الحروف فأبدعت أروع الكلمات لتشكل أبياتا من الشعر الفصيح والنبطي، مع مزيج أخاذ منهما، جمعها كلها في ديوانه «أحتاج لامرأة من السماء».
الخطب الجلل
كل شي يكبر وأنا عندي أمل
إني أكبر مثلما حلمي الصغير
إن وصلت أو ما وصلت أو ما وصل
هالجسد يكفي تخطيت الكثير
الجبل موكل حالاته جبل
والكبير اللي انكسر يبقى كبير
والزمن لو هو تجمل ما حمل
ودامك انت بخير فالدنيا بخير
آه من طعم المرارة فـ الجمل
وآه من شي أبيه وما يصير
آتعثر والحياة تمشي عجل
وآتهيا لأول الدرب الاخير
واتحزم بالصبر لا يوم امل
واتجدى بالبصير وبالضرير
كل شي وله زمان وله اجل
وكل علم له قبل يقبل نذير
وكل جاهل يحسب انه ما جهل
وكل من اطلق يده وده يطير
وكل رجل وله مكان وله محل
والحكيم اللي يشار ويستشير
لا تهيم وتاخذ الدنيا هزل
لا ولا ترجي اليسير من العسير
خذ زمانك بالروية وبالعقل
واستدر قبل الحوادث تستدير
واجتنب مالا يطاق ويحتمل
واقتنع تغنم من الدنيا كثير
قل هو الله يقينا وعمل
فهو الرحمن والمولى القدير
أوليس الباز أولى بالقلل
وسيوف الهند أولى بالجفير
فالله الله لا يغوث ولا هبل
نعم مولانا ويا نعم النصير
قد ملاناها رجالا وأسل
وطوينا الارض لفحا وهجير
وركبنا الخطب والخطب الجلل
وكرعنا ما لكعب وجرير
واجتهدنا ثم إنا لا نزل
نلبس الآمال درا وحرير
ورسمنا الشعر ملكا فاكتمل
وأنا اليوم لما كان أمير
أي ملك وأمير لم ينل
عرش كسرى أو خزائن أردشير
قد ورثت الفقر قهرا لا وبل
ساقني للحتف دهري كالحسير
إنما الأيام لغو وخطل
فصفير الطير أضحى كالزئير
ولأن الحق نجم قد أفل
صار أدنى الخلق كالهادي البشير
فجزافاً سُمي الجُبن خجل
ومجازاً سُمي الليث بعير
سبع أعوام
ولا كن السما إنتي
ولا عطر اللقا كنتي
ولا شي يشبه عناقچ
ولا شي يكتب غيابچ
لأنچ نور من لا نور
لأنچ ما تركتي الا
وجع ذكرى وبقايا شعور
كأنچ لا ولا أي شي
وكأنچ في العمر كل شي
تعبت أكتب عن أوجاعي
تعبت أتنشق ترابچ بلا داعي
يا دنيا قد محت دنيا
أنا دونچ
قلم يكتب لأجل يحيا
***
مشاوير السهر طالت
ولا طلتچ
كتبت أسمچ على الجدران
وضميتچ مثل روحي
ومثل روحي وسط روحي ضوى شلتچ
***
أنا كثر السما مشتاق
وكثر الحب
وكثر الشعر
إذا غرد على الأوراق
أنا مشتاق
وإذا مره سمعتي أني
بموت من الوله ذا صدق
وأبي تْعَرْفين
بأن الشمس
من جبينچ عمر تشرق
وإن العمر
يمر شتات من دونچ
وإن الكحْلْ..
ما لاق إلا لعيونچ
وإني وأنا مثل النخل
أحتاج لامرأة
من السماء
في رشفة هوى أغرق
***
يا رحلة ذات يسكن ذات
يا وصل الحي بالأموات
يا اسم أردده كل يوم
وظليت أردده كل يوم
وذي مرت سبع أعوام
وأنا أظنچ رحلتي العام
سبع أعوام
وأنا أعد الثواني عد
مثل طفلٍ
يبي يتعلم الأرقام
سبع أعوام
وأنا أتوضى بطهر نورچ
وأتعلق على سورچ
مثل طفلٍ
نسى ياكل
نسى يشرب
نسى لا ينام