إعداد: محمد ناصر
«صحافة راقية تحترم الجميع» هكذا هو شعار اليقظة منذ صدورها عام 1967، وهكذا هو خط رئيس تحريرها أحمد يوسف بهبهاني الذي يطمح دوما ليكون الشعار لصحافة الكويت قاطبة وليس خاصا فقط بـ«اليقظة».
ورئيس جمعية الصحافيين لـ 10 دورات متتالية باستثناء مجلس (1990 ـ 1992) جمع الصحافة مع الاقتصاد وحقق في كل منهما سلسلة من النجاح والتميز جعلت لاسمه بعدا عربيا تمثل في فوزه بمنصب نائب رئيس اتحاد الصحافيين العرب.
حمل دبلوم إدارة الأعمال من جامعة جنيف في سويسرا وليسانس آداب قسم التاريخ من جامعة بيروت العربية ليبدأ رحلته المهنية التي كان النجاح فصلا من فصولها المتعددة والمتنوعة.
الوجه الحضاري
الصحافة الكويتية عنده ساهمت منذ بداياتها الأولى في إبراز الوجه الحضاري للبلد وتنمية البلد واشعال جذوة الحماسة في القضايا الوطنية، وكان لها دور بارز في التوعية فنمت في أجواء ديموقراطية عالية مكنتها من احتلال مراكز متقدمة.
الغالب في الصحافة عنده هو ممارسة الحرية والمسؤولية وهي ملتزمة بدرجات كبيرة لكن هذا لا يمنع برأيه ان تأخذ الرغبة أحيانا بعض الزملاء في تحقيق السبق الصحافي أو الإثارة، مما ينسيهم ضرورة الموازنة بين تلك الرغبة والمصلحة الوطنية، لكنه يعتبر ان هذه الأمور ليست قاعدة في صحافتنا.
مملكته الصحافية
مملكته الصحافية وواحته المفضلة التي يلجأ اليها دائما هي «اليقظة» وهي درة التاج عنده اذ تتغير الدنيا وتتقلب ولاتزال اليقظة «يقظة» بحسب تعبيره حيث يراها من أجمل المجلات العربية الموجودة على الساحة والتي تحمل تاريخا مهما من الانجاز المهني اضافة لمسؤوليتها تجاه قرائها بتقديم الأفضل والأجمل لهم.
كل شخص يعمل في اليقظة التي أتمت عامها الـ 43 عاما الشهر المنصرم مالك لها بالنسبة له فيقظة احمد يوسف بهبهاني عبارة عن صحافة تخاطب قلب القارئ وعقله صمدت أمام ظروف قهرية وعادت بثوب جديد بعد توقفها اضطراريا اثناء الاحتلال العراقي الآثم.
دلال «الفاخرة»
ومن رحم مجلة الأسرة الأولى «اليقظة» استطاع ان يضيف مفخرة جديدة للمجلات المتخصصة فكانت «دلال» المجلة الفخمة والفاخرة التي شكلت اضافة مهمة في سوق المجلات النسائية منذ صدورها عام 1998 وحاكت في صفحاتها مواضيع مهمة وبارزة.
كما صدر عن شركة دار اليقظة الاقتصادية الجديدة والأبعاد الخفية وهي نوع مختلف من المطبوعات تبحث عن الآفاق النفسية والطب البديل، ليثبت بهبهاني ان الصحافة صناعة كبرى لا يقوى على ادارتها والابتكار فيها والتفوق في اختباراتها ومواصلة مشاويرها الصعبة الا المؤسسات الكبيرة والمتطورة.
الحرية المسؤولة
يؤمن بحرية الصحافة ايمانا راسخا فرغم الحرية الكبيرة لصحافة الكويت يطمح وينادي دائما بالحرية المسؤولة التي ينعكس مردودها ايجابا على الكويت والصحافة في آن واحد وضرورة ان تنأى الآراء عن التجريح الشخصي والمصالح الفردية، وحتى نحافظ على نقاء وحدتنا الوطنية، ونرتفع بها فوق الخلافات الانفعالية غير المحسوبة.
يعتبر الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية فمن وجهة نظره من الطبيعي الا يكون هناك رأي موحد حول كل ما ينشر في الصحافة بل يجب ان يتم عرض مختلف الآراء والتوجهات ستعبر عن وجهات النظر المختلفة. يرى بهبهاني الذي يشغل ايضا عضوية المعهد الدولي للصحافة وعضوية نادي لوس أنجيليس للصحافة وعضوية مجلس ادارة وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الصحافة هي مرآة المجتمع التي تعبر عن القضايا التي تهم الشعب الكويتي ومنها الصفحات الاقتصادية اذ يعتبر ان مجتمعنا مجتمع تجاري منذ البدء حيث اشتغل الكويتيون بالتجارة قبل ظهور النفط وأصبحت الحياة الاقتصادية قائمة بالدرجة الأولى على التجارة ما انعكس اقبالا متزايدا على الصحافة الاقتصادية.
مأساة الأسرى
حمل صوت صحافة الكويت بعد التحرير وأظهر في أي ملتقى عربي أو عالمي مأساة الأسرى وخاصة الصحافي الأسير محمد المطيري الذي أسر بين أفراد عائلته في 24 أكتوبر 1990 كما بيّن فداحة الخسائر التي تعرضت لها مؤسسات ودور الصحافة الكويتية على يد الاحتلال العراقي الآثم وما لقيته من تدمير وسلب ونهب، فمرحلة الاحتلال العراقي كانت مفصلية في مسيرة الصحافة بالنسبة له حيث تغيرت توجهات واهتمامات الصحافة بعد مرحلة تحرير البلاد نتيجة افرازات الاحتلال وما نتج عنه من قضايا استحوذت على اهتمام الصحافة.
كلمة الحق
يقول كلمة الحق مهما كان وقعها، حيث ذكّر اتحاد الصحافيين العرب اثناء مشاركاته في مؤتمراته بالموقف السلبي للاتحاد عندما لم يحرك ساكنا أثناء الاحتلال العراقي الآثم.
الإعلام الرسمي عنده يعمل في ظل اهداف محددة تخدم المصالح الوطنية وتقدم الكويت للعالم بشكل لائق كذلك فهو متفائل دائما بتطور الاعلام الرسمي ليصل إلى مستوى متقدم يجاري التطور في المجال الإعلامي في العالم، ولدى سؤاله في احد اللقاءات عن مشاريعه للاعلام الرسمي لو قدر له تسلم وزارة الاعلام فاجاب بانه سيعمل على تحويل الاذاعة والتلفزيون الى هيئة مستقلة، تكسر الروتين والبيروقراطية، أسوة بالدول المتقدمة، على أساس تنافسي بين القنوات لان التلفزيون الحكومي مقيد بلوائح وروتين، وميزانيته خاضعة لديوان المحاسبة.
نادى ومنذ اعوام طويلة بضرورة فتح المجال للحصول على تراخيص إصدار صحف يومية وهو ما تحقق بالفعل لانه يعتبر ذلك حقا للجميع وعلى القارئ ان يفاضل بين الكلمة المعبرة عن همومه وتطلعاته.
الصحافة والديموقراطية
لا ديموقراطية كاملة عنده دون صحافة حرة، فالصحافة تعمل جنبا الى جنب مع مجلس الأمة لترسيخ الديموقراطية وتحقيق الرقابة على الأجهزة الحكومية وتقويم الاعوجاج الذي قد يظهر في بعضها كما تسهم في ابراز قضايا المواطنين وتحتاج الى حلول عاجلة لها وهي من هذا المنطلق تسهم مع مجلس الأمة والنواب في طرح الرغبات والمطالب الشعبية الملحة التي تتطلب الدراسة والعلاج.
ويؤكد انه لابد ان يكون للصحافة اثر في صناعة القرار بما تنشره من معلومات وبما تنبه اليه من قضايا وما تقدمه من آراء وغالبا ما تعبر عن مشاكل المواطنين ورغباتهم التي لابد ان يرعاها صانع القرار عند اتخاذه لقراراته.
الا انه يعتبر في المقابل ان اسلوب التخاطب في مجلس الأمة كان أسلوبا في قمة الرقي عكس ما يحدث هذه الأيام من استخدام عبارات غير مناسبة والتجريح والتشكيك.
بيت الأسرة
يطبق شعار «الحرية ـ المسؤولية» الذي يرتفع في أروقة جمعية الصحافيين وهي بنظره بيت الاسرة الصحافية التي تدافع عن حقوق الصحافي وواجباته وتستقبل فيها ضيوفها العرب والعالم وتعقد لهم الندوات والمؤتمرات لمناقشة القضايا المشتركة والتعرف على تلك الشخصيات ونجاحاتها. كما يتم عقد الدورات التدريبية التطبيقية التي يحاضر فيها كبار الصحافيين واساتذة الصحافة.
ومن هذا المنطلق يعتبر احمد يوسف بهبهاني ان الصحافي غير الكويتي هو اخ عربي ترك بلاده ليساهم بخبرته في تفعيل وتنمية الصحافة وهو بالتالي مشارك فعال في هموم واحلام وواقع الصحافة الكويتية.
نجاح اقتصادي
الجانب الاقتصادي عند احمد يوسف بهبهاني يحمل من الثراء ما يحمله الجانب الاعلامي حيث شغل عضوية مجلس ادارة البنك الاهلي منذ عام 1998 وترأس مجلس ادارته بدءا من عام 2004 ليضع بصماته الناجحة على مسيرة البنك من خلال تميزه محليا واقليميا بعد سلسلة تطورات انتهجها البنك كان لها الاثر الاكبر في تعزيز مكانته بين البنوك العالمية في الكويت ليضيف للبنك الاهلي صاحب المسيرة الطويلة التي تربو على 40 عاما سلسلة من الاعمال المصرفية والانشطة المصرفية التي دعمت حضوره، وكاقتصادي بارز ينادي بهبهاني بضرورة اقرار العديد من القوانين التي اصبح اقرارها مهما لاعادة هيكلة الاقتصاد ودفع عجلته الى الامام، اضافة لاعطاء القطاع الخاص دوره في عمليات التنمية وتبسيط الاجراءات وتجاوز البيروقراطية والروتين لتشجيع المستثمرين وتجاوز حال الركود ومعالجة كل القضايا الاقتصادية بسرعة ودون اي تأخير، لان التجارب بينت انه كلما تأخر الحل كانت تكلفته اكبر، لان التأخير سيؤدي إلى تعقيد المشكلة وتوسعها وبالتالي ازدياد تكلفة حلها ماديا ومعنويا.
يدرك بهبهاني ايضا انه لا توجد عصا سحرية يمكنها حل جميع المشاكل دفعة واحدة، لكن المهم بنظره تحديد الاولويات، والبدء ببرمجة تلك الحلول ووضعها موضع التنفيذ تباعا وان تتوافر الارادة الصادقة لاتخاذ القرارات المناسبة.