-
الشيخ فهد السالم هو من خصص «سوق البشوت» وأطلق عليه هذا الاسم وكان إيجار الدكان 10 روبيات
-
كان على أحد المواطنين مائة روبية فأعطيته الفاتورة ولم آخذ المبلغ فعنّفني المسؤول وبعدها تم نقلي إلى المخازن
-
عملت في تحصيل أموال المستهلكين بوزارة الكهرباء ثم قارئ عدادات وكنت أحمل يومياً آلاف الروبيات في حقيبتي دون أي خطر أو خوف
-
سعر كيلو «الزري» ارتفع إلى 300 دينار لارتباطه بأسعار الذهب والفضة وإيجار المحل ارتفع من 50 إلى 350 ديناراً
-
تم فصلي من المدرسة لعدم انتظامي في الدوام بسبب بعد المسافة عن البيت
-
كنا نستورد الخيوط من الهند أوائل الستينيات ثم تحولت الصناعة إلى فرنسا وألمانيا
-
قماش الوبر المستورد من بوشهر الإيرانية لصناعة البشوت كان من أفضل الأنواع لأنه كان يُحاك يدوياً
انتشرت الصناعة اليدوية قديما في الكويت وكان لها محلات ومصانع مثل الخراز والمدبغة للجلود والأخشاب، كذلك البشوت كان لها صناع وخياطون، أولاد السليمان متخصصون في صناعة وخياطة البشوت وهي أنواع منها الشتوي والصيفي والربيعي ولها أسماء مثل الدريوية والبزوني وغيرهما من الأسماء الكثيرة. والبشت كلمة فارسية الأصل والعباءة الاسم العربي، وهناك البشت الرجالي وفي السنوات الأخيرة ظهر البشت النسائي، جميع الصناعات اليدوية القديمة انتهت واختفت مع التطور الحديث للدولة ما عدا صناعة البشوت اليدوية فلاتزال مستمرة وذلك لوجود من يستخدمها ولأنها من الأزياء الوطنية القديمة والحديثة، ضيفنا علي السليمان ورث صناعة وخياطة البشوت عن والده الذي افتتح له محلا ومصنعا في السوق منذ عام 1936، ويحدثنا عن البشت وأنواعه وأقمشته ومن الذين يلبسون البشت قديما وحديثا، الألوان والمقاسات وأسماء البشوت الشتوية والصيفية والربيعية ومصادر استيرادها وصناعتها وخيوطها. كما يتطرق الى الديوانية الصناعية والعمال وصناع البشت وسوق البشوت القديم والسوق الحديث. يقول علي السليمان ان النساء لهن بشت خاص بهن وهذه طفرة جديدة في صناعة البشوت، ضيفنا صاحب نكتة وهو من الظرفاء ومن يجالسه لا يمل مجلسه من السوالف والطرائف. يسرد علينا العديد من الذكريات والمعلومات عن صناعة البشوت وتطورها ومراحلها بالاضافة الى بيعها وزبائنها وغير ذلك من المعلومات الشيقة في هذا اللقاء مع ضيفنا الحاج علي السليمان، فإلى التفاصيل:
يبدأ الحاج علي سليمان محمد السليمان كلامه عن مشوار حياته وذكرياته بالحديث عن ميلاده في فريج الصوابر فيقول: ولدت في الكويت عام 1940 بالحي الشرقي بفريج الصوابر، واذكر بذلك الفريج دكانا كان يوزع فيه التموين على المواطنين والثويني والهارون كانا يشرفان على ذلك التموين، والحمد لله الكويت بخير ونعمة وفضل من الله، وكل ما نقوم به في الكويت غيرنا يأخذه ويطبقه، وفريج الصوابر قديما كان يعرف بفريج الحساوية، وبدأت أفهم الحياة عندما بلغ عمري الثامنة وبدأت بالتعليم في مدرسة الصباح واذكر سنة 1954م الهدامة الثانية عندما هدمت بعض البيوت لكن بيت الوالد لم يتأثر بتلك الأمطار وتم نقل المواطنين في هذا الوقت الى المدارس، الدولة في تلك السنة ساندت المواطنين، واذكر من الجيران بيت ناصر القطان وهو شاعر وضرير وكان يجلس عندنا في الديوانية ويسرد قصصا وسوالف للعمال وهم يشتغلون في البشوت، كما اذكر آخرين منهم محمد وعلي البغلي وبيت الشيخ خليفة ابراهيم وبيت الباذر والحرز والمهنا.
الدراسة والتعليم
في خضم حديثه عن كويت الماضي يتطرق الى التعليم والدراسة وعن تجربته هو في الدراسة فيقول: صار عمري 8 سنوات والتحقت بمدرسة الصباح، واذكر الريوق بعد الحصة الثانية في الشتاء شوربة العدس والصيف البسكوت والحليب والصمون، وكانت دائرة المعارف تصرف لكل طالب الأقمشة والأحذية، والدوام على فترتين صباحية ومسائية، انتشر التعليم وزاد عدد الطلبة وصاروا أصحاب شهادات عليا ومن أولى ابتدائي الى ان أنهيت رابعة ابتدائي وناظر المدرسة حمد الرجيب، ومن المدرسين الاستاذ ماجد وعباس والوكيل عبدالعزيز الشاهين واحمد المهنا مدرس الألعاب ويوسف العلي مشرف فريق الاستاد وايوب حسين مدرس الرسم، ولي معه موقف طريف حيث انه ذات مرة صورني وكنت سبق ان حلقت شعر الرأس وأيوب حسين كان من الأساتذة الطيبين الذي يأخذ ويعطي مع الطلبة، وبالنسبة للدراسة في البيت والواجبات كنت اعتمد على نفسي واذكر انني رسبت في 4 مواد والاستاذ عبدالله ضربني كفا على وجهي، ولكن في الفترة الثانية نجحت وصرت في الترتيب الثاني بين الطلبة كان المدرس قديما يعطي من قلبه ومن وقته كان قدوة يقتدى به، عكس هذه الأيام، والدروس الخصوصية ليس لها معنى ولا تفيد الطالب، نحن في المجتمع الحالي يمكن للطالب ان يخزن جميع حلول الاسئلة على الكمبيوتر، على الآباء والأمهات ان يعطوا أولادهم الكثير من الوقت وعلى الأب ان يباشر أولاده ولا يقول عندي شغل لأن الأولاد لهم الأولوية والأم لها دور كبير، وعندما كنت في الصباح كنت في فريق الكشافة حتى انتقلت الى الصديق المتوسطة والناظر الاستاذ احمد مرعي ومدرس البدنية عبدالإله ومدرس الرياضيات مصري، وما كنت احب الألعاب وفي داخل الصالة ضربني الاستاذ عبدالإله كفا على وجهي ومن ذلك اليوم كرهت الدراسة وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة صلاح الدين المتوسطة واذكر من الطلبة فيصل الكاظمي وابراهيم العباسي وراشد ومن أبناء الشمالي وأبناء الزقاح وابراهيم عسكر وهو مهندس وكثير من الطلبة ومن بعد ذلك فصلت من المدرسة بسبب عدم الانتظام بالدوام لبعد المسافة بين البيت والمدرسة وتركت المدرسة.
كما اذكر بيت النجادة والمؤمن وأبناء العطية وبيت الصباغ والزقاح وفريج الخرس وأبناء ابراهيم العبدالله واذكر الاستاذ عبدالرزاق البصير وهو ضرير، وكما يقال ان الطالب أشطر من أستاذه، فعبدالرزاق البصير صار أفضل من أستاذه ملا يعقوب وتفوق عليه.
أول عمل
ينتقل ضيفنا علي السليمان بعد ذلك لمرحلة جديدة من حياته بعد تركه الدراسة فيحدثنا قائلا: بعدما تركت الدراسة التحقت بالعمل بوزارة الكهرباء كموظف قسم التحصيل وعينت محصلا للأموال من المستهلكين وبعد سنوات عينت قارئ عدادات، وكان عندي شنطة وفيها الوصولات واطرق أبواب البيوت وآخذ منهم مبالغ استهلاك الكهرباء ومن بيت لآخر والدفع كل شهر وكل يوم الشنطة فيها الفان أو ثلاثة آلاف روبية وفي ذلك الوقت أمان لا خوف من ان يلحقني أحد وكنت ادخل على العزابية واحصل منهم المبالغ وكانت منطقتي بفريج البلوشي ومن يتأخر عن الدفع الشهر الثاني يدفع الشهرين ومن لا يدفع بعد 7 أيام نقطع عنه التيار الكهربائي ولا يوجد تلاعب والناس متعاونون، أمضيت سنوات بالتحصيل ومنها الى قراءة العدادات الكيلوواط (بونن) باتنين والدفع للصندوق ويعطيني وصلا بالمبلغ المتسلم وكان مدير الكهرباء مساعد البدر ثم عملت بعد ذلك كاتبا داخل الوزارة وكان التأمين على كل واحد يسكن بيت 200 روبية أو 100 روبية. وكان الراتب 640 روبية، فكنت اعطي الوالد ثلاثة ارباع الراتب والربع للمصروف الشخصي وكنت بذلك الوقت متزوجا وبنفس الوقت اشتغل على سيارة تاكسي من السوق الى الشرق وكنت اجني خمس عشرة روبية يوميا، المرحوم عبدالعزيز الرومي كان مسؤولي المباشر وهو الذي اعطاني الترقية ومما اذكر سهوا وقع خطأ مع احد المواطنين كان عليه مائة روبية واعطيته الفاتورة ولم آخذ الفلوس منه وبلغت المسؤول فقال انت مهمل وغير منتبه فقلت عندي شغل كثير ونسيت من زحمة العمل فقلت ماذا تريد فقال ننقلك الى الوزارة، عملنا تعميم وعرفنا ان المواطن من سكان حولي وخصموا عليه مائة روبية ومكثت في الوزارة شهرا من دون عمل ورفضت العودة للتحصيل فنقلوني الى المخازن وكان عندي سيارة مرسيدس موديل سنتها وكان مسؤول المخازن محمود المضيان واثناء خروجي من البيت الى الشويخ انقل ركابا من الدعية الى السوق واحصل على مبلغ وكذلك من السوق الى الشويخ ايضا انقل ركابا، ويوميا احصل على مبلغ ممتاز وامضيت في المخازن فترة والتحقت بدورة دراسية عن المخازن وانتهيت وكان ترتيبي الثاني وحصلت على مكافأة مائة دينار وسلموني مخازن الادوات الكهربائية والصيانة وبعد ذلك نقلت الى مخازن الكيبلات ومعي عبدالرحمن كنعان واشتغلت معه وتسلمنا الكيبلات والموقع في الشويخ شبرة كبيرة ويحضر المقاول وبعض الاخوان يحضرون الساعة الواحدة ظهرا اشوف انه قطع مسافة فاضطر ان اعطيه الكيبل لمنزله فقلت للمسؤولين اعطوا الامر للمقاول وهو بدوره يقدم القوائم وهو يتسلم البكرة ويوزع بالفعل على المواطنين واعطوني سيارة انتقل بها وكنت اذهب الى الوفرة في المخازن وفي عام 1987 قدمت استقالتي للتقاعد وكنت في الدرجة الثالثة وعلي عبدالكريم مسؤول علينا وقال لا تتقاعد انتظر فقلت له بعد التقاعد اطلبني بمكافأة شهرية خمسمائة دينار، فقال نعطيك «بونص» وقالوا نعطيك الدرجة الثانية وخرجت تقاعد بأربعة آلاف دينار.
صناعة البشوت
وينتقل بعد ذلك ضيفنا علي السليمان للحديث عن صناعة البشوت تلك الصنعة التي ورثها عن والده فيقول: كثير من الكويتيين كانوا يشتغلون في خياطة وصناعة البشوت وكذلك كان من اولئك الرجال الذين كانوا يخيطون ويصنعون ويبيعون البشوت الرجالية بجميع انواعها ومقاساتها، والوالد بدأ بالعمل في هذه الصناعة منذ عام 1936 واشتغلت مع الوالد منذ عام 1954، وكان عند الوالد ديوانية وفيها العمال الذين يعملون عند الوالد وهو صاحب الحلال والمشرف على العمال وصناعة البشوت وكان في البداية خياطا والوالد تعلم من والده عندما كان في الاحساء، والديوانيات كثيرة متخصصة في العمل لصناعة البشت مثل ديوانية سعود المخايطة وصالح التنيب وابراهيم العبدالله واحمد الخرس وحسن البغلي وعباس الشواف وعبدالله العباد وعلي العباد ومحمد المهنا وعلي العطية وجميع هؤلاء كانوا خياطين واصحاب دواوين وعندهم عمال يشتغلون، وقد كان الوالد في البداية خياط بشوت بيده وبعد ذلك خصص له عمالا يستعين بهم في العمل.
وكل واحد يعمل عند صاحب ديوانية وكنا نتعب ونبحث عن العامل الجيد الممتاز وندفع له المبلغ الذي يطلبه وبعضهم اذا حصل على زيادة ينتقل من الاول الى الثاني وكان اصحاب الديوانيات من المخايطة متعاونين مع بعضهم البعض، واذا كان مطلوبا ندفع عنه الطلب ونسحبه «ركز» او مبلغ مركوز عليه، وكل واحد يعرف الثاني والتعاون والعمل الواحد، والبشوت كثيرة ومتنوعة والاقمشة بألوانها الزاهية ـ الديوانيات موجودة في منطقة الحساوية حاليا الصوابر وهناك ديوانية الوالد وعنده عشرون عاملا وكان الوالد يقدم لهم الغداء والوجبات الاخرى والشاي والماي وينامون في غرفة مخصصة للنوم ـ الوالد عنده دكان بسوق البدر وبعد ذلك دكان بسوق البشوت وهذا السوق خصصه لهم المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح واطلق عليه سوق البشوت والايجار بعشر روبيات وحتى في صار الايجار اربعين دينارا.
ويكمل الحاج علي السليمان حكاياته عن صناعة البشوت فيقول: دلال البشوت محمد علي بوخلف كان اشطر دلال موجود وكان السعوديون يحضرون لشراء البشوت، كما اذكر ان سليمان وعبدالعزيز الدويسان كانوا من اصحاب المحلات لبيع البشوت وكذلك عبدالرحمن الخضير وفهد المسعود وكان يطلق عليه فهد «الدانة» وحسن البغلي وخالد وصالح العليان.
ويضيف: الدلال اذا عرف ان السلعة ليست بسعرها وان الحاضرين يريدون المزايدة فقط يرفع البيع ويعرف انهم يريدون ان ينزلوا سعرها.
أنواع البشوت والأقمشة
ثم يتحدث الحاج علي السليمان عن انواع البشوت فيقول: اما انواع الاقمشة قديما كانت محدودة منها الشتوي وهو الدورفي والوبر من ابوشهر وهو من احسن الانواع لان حياكة القماش يدوي ايضا عندنا النجفي من العراق، والالوان اربعة الوان الاسود والبدري والعوجي والادبس والاشقر اما الاسود البزوني هو الاسود المغالط او الكذاب والخيط القديم من خيط الوبر من الابل والخرفان وتغزل على اليد بالمغزل وحسب الاجادة، واما اقمشة البشوت الحالية فتتم خياطتها على الماكينات وفي الدول الاوروبية وهناك انواع من الاقمشة وألوانها عدة من واحد الى ستين لونا والانواع اختلفت ونقول لصاحب المصنع عطنا اللون الفلاني حسب طلبنا وعندي لوحة فيها ألف لون، العودي الوسط مكون من خمسة ألوان وغيرها من الالوان وحسب الطلب من دول انجلترا واليابان وفي بريطانيا تصنع الخيوط وتنسج الاقمشة وفي اليابان تستورد الخيوط وتنسج الاقمشة حيث في بريطانيا يصنعون الخيط ويصنعون قماش البشت ونقول الخيط أو البشت الانجليزي واليابان تفوقت على بريطانيا في الأقمشة ونشتري حسب طلبنا، من اللون أو القماش كل لون يقرر لنا 500 متر وقياس كل متر 7 أمتار ونفصلها حسبما نريد، وصاحب الدكان هو الذي يفصل البشت مثلا بالنسبة لمصنعنا،أنا الذي افصل والعامل يخيط البشت، أحيانا حسب العرض والطول نفصل والقصير بحدود 6.5 أمتار.
البشوت والخيوط
ويستطرد في الحديث عن عملية خياطة البشوت فيقول: خياطة البشوت منها أنواع مثل نوع المكسر الزري والمكسر البريسم والكرمك الدريوية منها العريض والوسط ومنها المنديلي وهو دون ألوان، أما السعوديون فيرغبون في الملكي ذي الخط الأحمر والنقطة السوداء الدريوية عرضها 2.5 سم بالصدر والبعض يطلب 6 سم والطول حسب طول الرجل.
أما أنواع الخيط فكانت تستورد قديما من الهند حتى أوائل الستينيات وقد انتهت صناعتها وتحولت الصناعة الى فرنسا والمانيا، لأنهم استعملوا الخيوط الزري المذهبة واستخدموها للبدلة العسكرية في الدرجة الأولى ونحن صناع البشوت عندما عرفنا ان صناعة الزري جيدة بدأنا نطلبها. والكيلو تقريبا 120 دينارا وحاليا ارتفع سعر الزري (الخيط المذهب) وصار الكيلو بـ 300 دينار والسبب ارتفاع الفضة، وكلما ارتفع سعر الذهب ارتفع سعر الفضة ويتبعها ارتفاع الزري عندنا، ومن الأنواع درجات أولى وثانية وصفر وهذا يعتبر تقليدا (لا يغرك شراعه تراه سماري) ما عليك من لونه ترى تقليد، والفرنسي عياره 22، الفرنسي يقاوم أكثر ولا يصدأ وخاصة عندنا استعمال البشت أكثر من غيرنا وأما السعوديون فيرغبون في اللون الأحمر وهو الماني ولكن خلال سنوات يبدأ يتغير.
ويضيف الحاج علي السليمان: الدرجة الأولى فرنسي عيار 22 و28 و12 والخيط الياباني لا يقاوم مجرد لون ويتغير مع مرور الأيام، كما ان العوامل الجوية تغير اللون مثلا دهن العود على البشت يغير اللون وكذلك دخان البخور أيضا يغير اللون.
ويستفيض ضيفنا الحاج علي السليمان في الحديث عن عملية صناعة البشوت فيتطرق لعملية تركيب الخيوط وطريقتها فيقول: أولا نقل فتيلة الزري وهي على شكل خيوط وما تنكسر الفتيلة نجمعها 6 خيوط ونلفهم على مطوي وبعد ذلك حسب ما نريد، أيضا نضع البطانة وخيط قطن وبعد ذلك العامل يركب الخيط مع الخيط البريسم ويشده على بداية البشت الذي يتكون من 4 أجزاء البداية أولا التركيب ثانيا الصمظ، ثالثا الهيلة، خيط تمت حياكته بالأخير المكسر، والبشت يشتغلون فيه 4 أو 5 معدل كل بشت 4 أيام ولكن عندما يوزع العمل الذي ذكرته ينتج أكثر من بشت، والعمال يسكنون في الديوانية وحسب مهارة العامل بإشراف صاحب المحل.
بيع البشوت
عن تسويق البشوت ومن يشتريها وكيفية بيعها يقول السليمان: البيع بالجملة والمفرد، الصناعة مهتمون بها أهل الكويت والسعودية والبحرين، الخياطة بالجاهز للبيع أو الطلب للزبون، وأهل الرياض كانوا يحضرون الى الكويت ويشترون وخاصة القماش الدورفي لأنه غير متوافر عندهم في السعودية.
ويضيف الحاج علي السليمان: منذ ان بدأنا بالبشوت حتى يومنا هذا والكثير من المواطنين يرغبون في خياطة البشت يدويا وليس على الماكينة، وانما لقط بالإبرة باليد، ولكن بعض الزبائن يشترون ولا يعرفون ما مدى أهمية البشت المهم انه يلبس دون الاهتمام بنوعية الخياطة، البشت اليدوي سعره غال، وليس كل خياط ماهرا بالخياطة.
ويقوم راعي الديوانية بتوجيه العامل بكيفية العمل اليدوي، البشت يباع جاهزا وبالطلب حسب ما يريد الزبون، أيضا بعض الدول العربية بدأوا يصنعون البشت الشتوي على الماكينة وليس الصيفي، والبشت الصيفي ما عليه اقبال شديد، أما البشت الشتوي فيقبل عليه المواطن لاستعماله في الشتاء للوقاية من البرد. وحاليا في الإحساء تم افتتاح مصنع للبشوت ويستوردون الأقمشة من أوروبا، ويسدون على الآلة.
ويستكمل ضيفنا الحديث عن عملية صناعة البشت فيقول: بعدما يكتمل البشت المعلم يبدأ بتركيب الزري المذهب وتركيب بلابيل يمينا وشمالا ويبردخه على خشبة تسمى البرداخة وبيد الهاون ويضرب الزري ولابد ان يكون متدربا من يبردخ البشت والغشيم ينقطع عنده البشت، والفرق بين الشتوي والربيعي والصيفي من الأنواع الراقية الوبر الطيب خيوط، وأصواف مغزولة من شعر الأغنام. والبشوت الصيفية والشتوية بهاري أو ربيعي والصيفي الأسود والبزوني والبني المحروق والأشقر والبدري.
ويقولون: «يا بوبشيت البدري كل من درى يدري»
وقديما كانوا يقولون ان البشت الواحد كان يزوج أهل الفريج ويلبسهم لأن الجميع يستعير البشت ويستخدمه للحالة البسيطة عند الكويتيين حاليا الحمد لله نحن بنعمة وخير وبيع البشت له سوق والبعض يستأجر البشت ليلة واحدة واعتقد انه خسران لو اشترى أحسن وأفضل له وخاصة ان المعرس قد أقام حفلة كلفته أكثر من ألف دينار ويستأجر بشتا بخمسين دينارا ويعيده اليوم الثاني.
وهناك البشت المقطع لانه بشت فيه الهيلة مقطعة وبشت المنديلي دربوية وغالبية الكويتيين يلبسونه وخاصة امراء الكويت يلبسونه وايضا منديلي قديم غير عريض وغير طويل توفير في الزري.
المهتمون بالبشوت
وعن ابرز من كانوا يهتمون بالبشوت وانواعها وخياطتها اليدوية وألوانها يقول ضيفنا: واما من كان يلبس البشت ويعتني بلبسها المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح حيث كان يهتم بالنوعية والخياطة اليدوية واللون، وكذلك التجار، ومما اذكر النواخذة الكبار كانوا يلبسون البشت ويعتنون بلبسها والمحافظة عليها واما الشباب فيشترون البشت للاعراس، وقد بعت على احد المواطنين بثلاثمائة وخمسة وعشرين دينارا بشتا نجفيا في قمة الأناقة والخياطة والقماش، بعض الشباب يقولون ان الزوجة في ليلة زفافها تلبس احسن الملابس فهو بناء على هذا في ليلة زفافه يلبس احسن بشت يضاهي ملابس الزوجة، كذلك فان عامة التجار يلبسون البشت الممتاز، وحاليا لايزال البشت موجودا عند الناس من جميع الطبقات.
السوق العام
ولضيفنا وجهة نظر في عدم وجود سوق خاص حاليا للبشوت وارتباط ذلك بحركة البيع حيث يقول: اذا فتحنا محلات لبيع البشوت في سوق خاص فإنه لن يدخل السوق الا من يريد شراء البشت فلذلك نفقد الزبون واما اذا صرنا في السوق العام فإن جميع الجنسيات تمر علينا الكويتي، المصري، السوري والسعودي وجميع الجنسيات الاجنبية فلذلك وضعنا في السوق العام افضل من وجودنا في سوق متخصص للبشوت، مثلا واحد في سيارته يريد بشتا جاهزا فإنه لا يجد موقفا يوقف سيارته فيه عند سوق البشوت، اما مع وجود المحل في سوق عام فإنه يقف في اي مكان وينزل ويدخل الدكان ويشتري، وتجدر الاشارة الى ان الذين يشترون البشوت ليقدموها هدايا، وتقديمها للعمدة عند المصريين، يختارون بشوتا جيدة واهل الخليج العربي يحضرون عندنا ويشترون، وفي بعض الدول العربية لا يلبس عامة الناس البشوت فقط يلبسها المسؤولون، فلذلك لا يوجد عندهم صناعة وخياطة البشت فعندما الخليجي يدخل الى السوق يبهر بالموجود وينتقل من محل لآخر ولكن عندما يكون سوقا خاصا نصير مثل بائع التمر، كل واحد يجلس بنفسه، ولذا فإنني لا ارغب في وجود سوق خاص للبشوت والافضل وضعنا الحالي.
ويضيف: حاليا نصنع بشوتا للحريم وخاصة في فصل الشتاء والتفصيل يختلف عن بشت الرجال، والتصليح والتنظيف للبشت يأخذ وقتا من الصانع الخبان والتنظيف والتقصير وتغيير الزري وفيه صعوبة في التغيير، والعمل لبشت جديد افضل من التصليح، وعندما نخبر المواطن بان التصليح بخمسين دينارا المواطن يندهش ويقول البشت الجديد بمائة واربعين والتصليح بخمسين؟ نعم التصليح فيه تعب اكثر من خياطة البشت الجديد، ونأخذ مقدم سعر التصليح الخبانة ونعمل على خبنه والسعر بخمسة دنانير. وسعر الايجار حاليا ثلاثمائة وخمسين دينارا وكان قديما بخمسين دينارا، فالخبانة بخمسة وهذا ليس بكثير، الناس الذين يريدون الهدايا للمعاريس، مثلا ابناء القبائل بدلا من شراء ساعة بخمسمائة دينار يشترون خمسة بشوت هدايا والبشت ذكرى والساعة لفترة قليلة، البشت يبقى الى الاولاد.
ويضيف الحاج علي السليمان: اهل دول الخليج يلبسون البشت الجيد ويشترون ويقولون عندكم احسن من الذي عندنا وخاصة الالوان ويشترون، وخاصة عندنا جميع الالوان وعندنا مشغل محل للبيع ومصنع وعمال بالراتب او القطوعة اي بالقطعة بعض البشوت مبرقعة ولها الوان وخاصة عند بعض الخليجيين، ايضا بعض النساء يلبسن الكشخة.
عائلة السليمان
يتحدث الحاج علي السليمان عن عائلته فيقول: الوالد كان يعمل في خياطة البشوت منذ كان شابا مع والده وتزوج والدتي من قبيلة الحروب ووالدها عبدالله البغلي، واما زواجي فكان من احدى العربيات وعلى معرفة الوالد، وباختيار الوالدة وهي بنت عبدالغني حسن من النجف الاشرف ودفع الوالد خمسمائة دينار والزواج مطلع الستينيات والمؤخر خمسمائة دينار والله رزقني منها بالاولاد والبنات حسين مساعد مهندس ومتزوج بنت خالته، صالح مهندس بالنفط متزوج، حمد مهندس بالنفط متزوج، د.فهد طبيب اسنان دراسات عليا، يوسف مدرس وسالم مدرس ايضا.
واما البنات فاربع وجميعهن مدرسات وقد حصلن على مائة الف دينار واعطيت الزوجة عشرين الفا هدية لها مني ووديعة باسمي والاولاد كلما تزوج واحد منهم اعطيه من جيبي الخاص هدية واذا عنده بناء بيت ونقص عليه اعطيه سبعين الفا مثلما يعطيه البنك، ويرجعها اقساطا بدلا من البنك واقساطه وشهريا يدفع الولد.
سوق البشوت
ثم يستفيض بعد ذلك الحاج علي السليمان في الحديث عن سوق البشوت وباعته واحواله فيقول: البداية كانت سوق البدر لبيع البشوت وسوق قيصرية فهد السالم والمخايطة والباعة كلهم انتقلوا الى تلك القيصرية والايجار كان خمس روبيات ثم تحول الى خمسين روبية وحاليا السوق تهدم وحاليا ايجار الدكان في السوق بمائتين وخمسين دينارا، سوق البشوت سابقا حاليا سوق المكياج دخل الغريب والاجنبي من البهرة واصحاب البشوت من الكويتيين خرجوا من السوق والبعض بالسيارة يطلب البشت ونعطيه له، وحاليا لا يوجد سوق خاص للبشوت، والبشت عند المعاريس ليلة واحدة وبعد ذلك لا يعرف البشت.
كلمة فارسية
عن اصل كلمة بشت يقول ضيفنا الحاج علي السليمان: بشت كلمة فارسية وليست عربية ومن يلبس البشت يهتم بالبشت مثلما يحب نفسه والالوان الزاهية والمرتبة ومما اذكر جاسم الخراز وحسين الحمد شاعرين كانا مهتمين بلبس البشت ويحبون الانواع الراقية والطيبة وليست شغل اليدين.