- الديوانية المكان الوحيد الذي يمكن للإنسان أن يفرّج عن نفسه فيه مع الرجال لكن إذا ما في ديوانية الفلوس محفوظة وما تسوي شيء
- اشتغلت سائقاً في «المطافي» و«نفط الكويت» وسائق تنكر في «الداخلية» وكنا نوزع الماء على الهجانة
- هيئة الزراعة ضغطت علينا فأخرجنا الأغنام الى السعودية.. هذا عمل غير طيب
- تعلمت القيادة على سيارة «همبر» وخضعت للاختبار على يد رجل إنجليزي ونجحت وعينت سائقاً على «تريلة»
- ركبت «غيص» مع النوخذة عبدالله العدواني من سكان الفحيحيل وكان آخر موسم للغوص عام 1936
- عملت في نقل الأسمنت بأجر روبية واحدة في اليوم منذ الفجر حتى مغيب الشمس
- كنا «نحطب» في العدان لمدة 3 شهور وأيام الصيف كنا نودع «الحلال» ونذهب لنواخذة الغوص
- غرقت سفينتنا على «هير أبو ظلام» مع النوخذة النويعير بعدما هبت علينا رياح شديدة
- الديرة مثل السجن تجلس في البيت والبر فرجة.. وما فيه مصاريف زايدة
العم حمود قايد العدواني أحد شهود العصر على قديم الكويت وحديثها ايضا بصفة عامة والفحيحيل بصورة خاصة، ففيها ولد، وفيها سكن، ومن خلالها عايش الحياة، ورصد ايام زمان الاهتمام بالعمل، والدخول والخروج من الدروازة، والبنك البريطاني وكيف كانوا يرعون بالبر. وفي الصيف ـ وبحسب ما حكاه لنا العم حمود العدواني ـ كانوا يودعون الاغنام عند مودع بأجر، وكانوا «يحطبون» في العدان لمدة 3 اشهر، وشأنه شأن رجالات الكويت يؤكد العم حمود العدواني انه واجه صعوبة شديدة في العيش، فقد كد وتعب ومارس العمل الشريف لكسب الرزق، حيث عمل في نقل الاسمنت بأجر روبية واحدة منذ الفجر حتى مغيب الشمس، مستدركا «الآن الحال تبدل، واهل البحر تركوا البحر واهل البر دخلوا المدينة». في عمل البحر والغوص يذكر العم حمود العدواني كيف غرقت سفينتهم على هير ابو ظلام مع النوخذة النويعير بعد ان هبت عليهم رياح شديدة. ويتطرق العم حمود العدواني الى بداية تعلمه قيادة السيارة في مدينة الاحمدي عندما كان يعمل في شركة نفط الكويت، ثم يتحدث عن عمله في «المطافي» و«الشؤون» و«الداخلية»، ثم شرائه جاخورا في كبد وفيه اغنام. يرصد العم العدواني الحياة في البر وكيف تجري الامور هناك، ويحكي عن ليلة مشى فيها من الشامية باتجاه الجنوب خارج الكويت حيث اهله عند الحفر. العم حمود العدواني يروي لنا تفاصيل شهادته على الماضي والحاضر ايضا، في التفاصيل الآتية:
يبدأ العم حمود قايد العدواني حديثه وسرده لذكريات الماضي بالكلام عن مولده بالفحيحيل وسكان هذه المنطقة في هذه الأيام حيث يقول أبوخليفة: ولدت في الكويت بالفحيحيل جهة البر وكان من سكانها العدواني والدبوس وحمد بن زويد وطاحوس بن شديد واحمد العجيل وأولاد المحيسن ومزيد العتيبي وبالقرب منهم جليب يقال له البرزة وبريع الخالدي وابن قطيم وقويعير هليوي وناس كثيرون وفيها سدرة كبيرة وفيها مدرس يعلمهم القرآن الكريم وعندما كنت صغيرا كنت أشاهد البر والأرض الخضراء والنوير وأنواع النباتات البرية وما كنت اهتم كثيرا بالدراسة وكنت اشاهد الأغنام والرعي، وهكذا كانت الحياة ترتكز على الاهتمام بالعمل والحلال، الدخول والخروج من الدروازة واذكر البنك البريطاني، وكنا نرعى بالبر على جعيدان وعريفجان والعزيز والجهراء وأم خوسان ومزرعة شبنان وآخر اسمه سعد.
حاليا الناس تركت البداوة وتعمل في الوزارات والتقاعد، لو الناس قديما عندهم الفلوس الحالية المتقاعد يأخذ راتبه وهو في البيت، واذكر كنا نأكل في مطاعم الكويت والروبية الواحدة نحن اثنين نشبع منها طوال اليوم.
وفي أيام الصيف كنا نودع الأغنام عند مودع ونعطيه أجرته وبالقديم الأغنام قليلة حاليا الأغنام كثيرة ولها أماكن خاصة بها، قديما اذا كان عند الرجل 20 أو 30 رأسا يعتبر كثيرا، وكان يتم الحصول منها على الحليب ومشتقاته والرجل المودع عنده يحتفظ بها.
اذكر كنا نحطب في العدان ولمدة 3 شهور يكفينا (للشبيب) وأحيانا ننزل أماكن أخرى نشد وننزل وعلى الجمال ننقل أمتعتنا.. والبعارين أحجام وأشكال وألوان وأسماء، الملحة والحمرا والشقحة والوضحة والسودة والشعلة، الجمال كان أعدادها كثيرة، والنعوج والأغنام صغيرة، واذكر أيام الصيف كنت أودع الحلال واذهب الى نواخذة الغوص.
العمل
شأنه شأن رجالات الكويت في الأجيال السابقة الذين واجهوا صعوبة العيش بالكد والعمل، فقد تعب العم حمود العدواني وكد ومارس العمل الشريف لكسب الرزق، وعن ذلك يقول:
عملت في نقل الاسمنت وكان الأجر في اليوم روبية واحدة منذ الفجر حتى تغيب الشمس.. وكانت الروبية لها مكانتها عند العامل، لكن الآن تبدّل الحال، فأهل البحر تركوا البحر وأهل البر دخلوا المدينة.
ومما اذكر اني أودعت جميع الأغنام وكان ذلك موعد السفر للغوص، وسفن الغوص منتشرة على ساحل البحر من الكويت والفنطاس والفحيحيل والشعيبة وأبوحليفة جميع هذه القرى فيها سفن ونواخذة غوص والرجل يختار من يريد من هؤلاء الغاصة، والغوص 4 شهور وأول مرة ركبت الغوص كان عمري 20 سنة وأول نوخذة مع نواخذة العدان شوعي صغير وغصت في مغاصات الجليعة والزور وهو بندر وعمقه 4 أبواع واستخدمنا المنظار للبحث عن المحار وأول نوخذة مع العربيد الرشيدي وبعد ذلك مع النوخذة خليفة الجاسم من أهل المدينة في المغاصات الكبيرة وغصت في هيرات عمقها 14 باعا، والبنادر التي نذهب لها اسمها بندر الضبيعية جنوب جعيدان بعد الشعيبة وبعدها الجليعة وبعدها جليعة الحرار ومن بعدها الخفجي وفيه خور ومنها الى المشعاب والى السقانية وتعتبر آخر بندر، وأما الهيرات فأولها عارض يوسف وأبوعصية ومن بعده من الجنوب عفيصان وشرقية البلداني والداب وحولي وابوظلام وخلالوة والبنادي وشقته وغميضه وبحرها يتراوح عمقه بين 8 أمتار و 14 باعا وآخر هير العجاح، وقطعة اسمها مويجله.
هير البلداني 11 باعا، حولي 12، الدام 10، وابوظلام 10... وابن عيد المطيري دائما ما يتعدى بوظلام، وفي الغوص النوخذة يعطينا السلفة والمبلغ يختلف من واحد لآخر وللسيب مبلغ وللغيص مبلغ، والغيص والسيب تحسب عليه لآخر الموسم ان حصل على أجر كبير من الغيص سدد المبلغ الذي أخذه واذا لم يحصل على حصباه أو دانة أو أي لؤلؤ أصبح عليه دين للسنة القادمة، وبالنسبة لأجر الرجال ما هم واحد كل حسب قدرته، السيب يعطى تقريبا 100 روبية، وأكثر مبلغ تسلمته 300 روبية، وأعطيتها للوالد والوالدة لنشتري بها نعجة أو بعيرا، حصلنا القليل من القماش (اللؤلؤ) والنواخذة بعضهم يحصلون على الشيء الثمين واذكر أن النوخذة ابن عيد حصل على دانة وفلاح الفلاح عنده سفينتان (سنبوك) و(بوم) وابن طويرش نوخذة وعنده سفينتان (جالبوت) و(شوعي) وحصل على دانة ولكن مستواها بسيط، وبعد الغوص التقيت احد الطواويش يشتري أغناما وعرفني على نفسه.. وهلال اكبر طواش. واذكر النوخذة عبدالله العدواني من سكان الفحيحيل والنوخذة خليفة الجاسم والنوخذة ابن طويرش سنة واحدة والنوخذة عوض بن خضير ويوما ما حضرت سفينة ماء في المغاصات حيث كان صاحبها يبيع الماء على القاصة وكانت السفينة ملك عبدالعزيز السمكة وهو نوخذة وينقل الرسائل من سفن الغوص الى الكويت لاهالي البحارة ويبيع العيش والقرم، وبعض المتأخرين من الغاصة والسيوب ينتقلون معه الى سفن الغوص.
النوخذة حمد بن زوير حضر الى الهيرات بسفينة السمكة الى سفينته الموجودة وعليها النوخذة عوض بن خضير وكان على مغاص حولي وكان معهم غيص عازمي وهو شاعر، وعوض بن خضير رجل طيب واخلاقه عالية ويعتمد عليه في البحر والبر.البحر تعب وشقاء فيه الجوع لكن البحر يعلم الرجال، الصبر والشدائد و«المرجلة» كان البحار يلبس دشداشة وغترة واثناء الغوص يشاهد الرجل حيوانات بحرية بعضها خطرة على الانسان، واثناء الغوص وقطع المحار يوضع بالمحار في داخل الديين وبعض المحار مصقول.
ومن نواخذة الغوص محمد الحقان وعبدالله الحقان من النواخذة الجيدين الطيبين وفلاح الفلاح، ركب معه اثنان من الجماعة، واما النوخذة عبدالله بن حسين فركبت معه غيص في الجالبوت، وكذلك غيص مع طاحوس شديد العتيبي في السنبوك وعنده بوم ايضا للغوص، وعندنا نحن البدو السيب عيب بينما الغيص يفضل اكثر، ومما اذكر انني اول ما تعلمت الغوص مع السفن الصغيرة التي تذهب الى هيرات العدان مثل الزور وجليعة وبعد العصر ننتخ الى البر (بمعنى نخرج من البحر الى البر) والنوم اما على ساحل البحر او بالسفينة.
والدي ركب مع النوخذة ابن حربان وكان في الفحيحيل لمدة سنة واحدة ومكث في البر وكان يمضي القيض في بر عريفجان وحمّا وام الهيمان وفيها جلبان ماء ونرحل الى الوفرة وبعدها حيان وفيها قصر جنون الصبيحية واذكر الطويل والعرفجية وفيها آبار ماء ومن يحفر الجليب يعرف باسمه والجلبان كثيرة وموزعة في البر والمياه احيانا عذبة وبعضها غير حلو، وبعض الرجال يخلطون النوعين ويعطونها للاغنام، والناس بذلك الوقت انفسهم قوية، كانت السفن الشراعية تتسابق يوم القفال، حتى تصل الى الكويت منهم من هو فرحان بما حصل عليه من قماش (اللؤلؤ) ومنهم من حصل على القليل وبعضهم لم يحصل على شيء، الا ما يسد مصاريفه.
غرق السفينة في الهيرات
مما اذكر ان احدى السنوات غرقت سفينتنا على هير ابوظلام مع النوخذة النويعير هبت علينا رياح شديدة وفي تلك السنة كان معنا ابن عيد في السنبوك وفي المساء عند المغرب نزل الغاصة والارض فيها محار كبير ولونها ازرق وبعد المغرب شعرنا بشيء من تمايل السفينة وفي الليل بدأت الضربة.
يحكي لنا العم حمود العدواني واقعة تعرض السفينة التي كانوا يبحرون عليها للغرق وماذا حدث في هذا الموقف فيقول: طوفان ونحن في الشوعي وسعيد بن عيد في السنبوك، والسيوب والغاصة مع بعض، قام ابن نويعير واخذ يتوجه من القطعة إلى مويجله، وقال لابنه صقر اليوش يا صقر واذا الشوعي على القطعة يدق يدق وابن عيد سمع الكلام والصيحة وقال ابن نويعير طبع (غرق) بالبحر وليل وانكسر الشوعي.
ابن عيد لف علينا والهواء شديد في البندر سمعوا صوتنا، صقر وسالم اولاد النوخذة بدأوا بالمساعدة كنا نخاف من الجرجور ونزلت البحر والقصار اطول مني، البيص (قاعدة السفينة) تكسرت وشفت التمر بالبحر ولكن المحار بقي على مقدمة السفينة وكنا خايفين عليه على الفجر مع الشروق حضرت عندنا السفن والعين على المحار، وسحبونا بعض السفن الى المشعاب ـ النوخذة ابن عيد عند السنبوك رفع السفديرة والقلمي على السنبوك الكبير وهو الذي سحبنا ودفع النوف الذي ربطه بالبيوار، وكان في تلك السنة من القاصة طاحوس شديد وفلاح الفلاح والحقان والعدواني عنده جالبوت اسمها «منيفة» الرجال اخذتهم الحمية وهبوا للمساعدة، بعد ذلك حضر العدواني ونقل بعض الاغراض ولكن لم نستطع دخول المشعاب وواصلوا الى السفانية الى فوق الساحل، وجلسنا هناك ونزلنا نحن السيوب والغاصة والنوخذة نصب لنا صيوان في البر واحضر لنا خرفان والغداء ذلك اليوم عيش ولحم وبعد ذلك توزعنا على السفن كل خمسة مع نوخذة.
وابن نويعير رجع الى الكويت وبعد اسبوع رجع لنا محملا بالادوات والاغراض والمحار تم فلقه وصار على كل واحد دين من السلفة، لان تلك السنة لم نحصل على شيء. آخر سفرة للغوص عن آخر ذكرياته مع ركوب البحر من أجل الغوص يقول العم حمود العدواني: ركبت غيص مع النوخذة عبدالله العدواني من سكان الفحيحيل وآخر موسم للغوص كان عام 1936 وبعد ذلك انكسر الغوص، وانتهى تقريبا وبعدها لم أركب سفن البحر ولم يعد يوجد غوص سوى من خلال سفن صغيرة مع بعض الاخوان، وتوجهت للعمل في بعض الشركات وتفرغت للأغنام والحلال وسكنا في الفحيحيل.
قيادة السيارة
بعد ذلك يتطرق العم حمود العدواني لبداية تعلمه قيادة السيارة فيقول: تعلمت قيادة السيارة في مدينة الأحمدي عندما كنت اعمل في شركة نفط الكويت وبداية التعليم في سيارة «همبر» لونها أسود مع أحد الأصدقاء وأيضا في سيارة تريلة وبعد ذلك خضعت للاختبار على يد رجل انجليزي ونجحت وعينت سائقا على التريلة ثم اشتريت سيارة وانيت لونها اصفر وبدأت العمل في الشركة.
الحياة بعد الغوص تغيرت كثيرا وعينت سائقا في الشركة وكان السكن في العشيش وبعد ذلك اشتغلت في المطافئ.
العمل في المطافئ و«الشؤون»
بعد ذلك يحدثنا العم حمود العدواني عن عمله في كل من المطافئ والشؤون والداخلية فيقول: اشتغلت سائقا في المطافئ واذكر ان العشيش اذا احترقت قبل ان نصلها الناس يطفون النار ومعي ابن عجيل بالمطافي وآخرون.
وبعد ذلك تركت المطافئ واشتغلت بالشركة وخصصت لي سيارة همبر، أمضيت 5 سنوات ومعي مواطن اسمه سند وآخر اسمه جعيدان وآخرون ومن العداوين اذكر سعود بن ثنيان ومحمد بن علي، كما اشتغلت بالداخلية سائق تنكر بالعبدلي، وكنا نوزع الماء على الهجانة، وكذلك اشتغلت بالشؤون الاجتماعية حارسا في الحدائق، ومن السوالف ان الداخلية حجزونا في مدينة العمال لمدة شهر عندما هدد الكويت المجرم عبدالكريم قاسم حاكم العراق، وكان من الزملاء زايد بن علي وراشد المسفري وعبدالله غازي ومسلط بن فهيران وعبدالمحسن وسيف الهياف.
ويضيف العم حمود العدواني: بعد ذلك اشتريت جاخورا في كبد وفيه أغنام واشتريت وانيتا وأيام العطل والاجازات كنت اذهب اروح هناك.
هيئة الزراعة ضغطت علينا وأخرجنا الأغنام للسعودية وهذا عمل غير طيب لا يوجد نعاج جميعها خارج الكويت، الخير كثير في الكويت فكان قديما منتجات الأغنام تباع في الصفاة دهن ولبن وإقط وصوف، والخير كثير والأغنام والجمال، ومما اذكر انه ما كان يوجد غبار شديد مثل هذه الأيام صار سنة كاملة غبار.
حياة البر
يتناول العم حمود العدواني الحياة في البر وكيف تجري الأمور فيقول: كنا في البر دائمي الترحال نشد وننزل حسب مكان الماء والزرع من الصبيحية الى الصمان مشيت على القدمين في احدى السنوات نزلت من سفينة الغوص ايام (أيصفِري) لا ماء ولا تمر ولا أكل.. الصبيحية فيها مزارع مشيت بالليل حتى خياري وضحة وأواصل بعض البيوت واصبح عندهم الفجر من العداوين عند جرية فطرت عندهم (الريوق) وعند جلبان خضيرة وشرب منها ماء (جليب ابن شبنان) عمقه 40 باعا، غابت الشمس وأجد بيتا وأمر عليه قال الرجل تعشيت فقلت لا والحقيقة انني لم أتعش فقط شربت قهوة وفي الصباح مشيت منه منتصف الفجر وواصلت السير طوال النهار وفي الليل وصلت عند رجل آخر وقدم لي العشاء عيش أبيض من دون أي شيء وعليه «ودج» حاولت ان أنام فلم استطع وعند الفجر واصلت وشاهدت بيوت شعر وكانت وجبتهم عيش ولبن وقدموا لي الخبز بالسمن وسألت عن أهلي فقالوا قريبون من هناك في روضة فيها شجر وواصلت السير حتى وصلت للمكان لكن أهلي كانوا رحلوا من المكان. ضربت الى الصمان والذئاب موجودة وأواصل المشي وامشي وسمعت أصواتا على ممشى البعارين وبعد ساعة سئمت الأصوات واذا هم أهلي، واحد من جماعتنا عدواني قال تعال هؤلاء أهلك وصلتهم ونزلت عندهم بعد عناء ومشقة المشي ليلا ونهارا.
المشي من الشامية إلى الحفر
ويضيف: في احدى السنوات مشيت من الشامية باتجاه الجنوب خارج الكويت وأهلي عند الحفر وبعد المغرب عند جماعة قالوا أهلك عند الحفر، ومشيت لهم بعد العشاء ونمت عندهم وعند الفجر رحت لأهلي ماشيا بنفسي واذا برجل يقابلني حاملا بندقية واذا بسيف الهياف العدواني وقلت له عندما شفتك من بعيد عرفتك من ممشاك، وكان ماشيا الى الكويت، لو ما أهل البر أعطوني أكل كان مت، وشاهدت 3 ذئاب وكنت اشتغل في الصبية وكنت انقل الحصى في الزبيل وتكسرت ضلوعي ومن الصبية في الشمال عبرت مع أهل السمك بحرا الى أهل الكويت. ومن السوالف البرية «سالفة الحاشي»: أخذت «حاشي» من النفود ورحت الى أهلي لكي ننقل عليه مع البعارين وبعد العصر شاهدت 7 ذئاب فقلت الليلة يمكن يأكلون القعود، وما كان عندي لا ماء ولا أكل وكنت الوحيد في البر وغابت الشمس وخفت، وجنوب شجر العوسج فيه بعارين ومنذ الصباح اطرد الحاشي وامسكه وجمعت الحطب واشعلت النار أخوّف الذيب وما كنت اشاهد أحدا في الليل وعند الفجر شاهدت البيوت أمامي، وهم عداونة وذهبت لهم، اعطوني «ماء ولبن وعيش» وشبعت وأهلي شدوا الى مكان خباري وضحا.. وفيها عشب. بصفة عامة أقول ان حياة البر حلوة «زينة شينة يا نومان» فيها الفرجة وتتابع حلالك.. الديرة مثل السجن تجلس في البيت.. البر فرجة.. وما فيه مصاريف زائدة، وحاليا نحن في بيوت كبيرة وجميلة ولكن يضيق صدر الانسان داخل الغرفة، والديوانية المكان الوحيد الذي يمكن للإنسان ان يفرّج عن نفسه فيه مع الرجال لكن إذا ما في ديوانية الفلوس محفوظة وما تسوي شيء، البر وناسة وفيه فرح وفي وقتنا هذا كل واحد عنده فلوس راتب وسيارة وشاليه، لكن البر عندك أغنام وجمال وفسحة البر تشرح الصدر وفيه ممشى، قديما إما البحر أو البر، ولكن في البر الحروب والغزوات وعشيش الشامية قديما راحت مع هذه النهضة الحديثة حاليا، وعندي جاخور فيه أغنام واذهب الى هناك أسبوعيا أسلي نفسي واروح من ضيقة الخلق والزعل. البر بيوت شعر، لا توجد خيمة قديما، والآن انتهى بيت الشعر.. والأغنام حاليا في الخارج.
أخيرا أشكرك على حضورك عندنا وانت اليوم ونستنا، ونتوجه لك بالشكر الجزيل والحقيقة سوالف البر حلوة وجميلة وفيها الحديث والقصص.