- بيت الشعــر مكـــان للرجال ولا يدخله إلا الرجال أما بيت الحريــم فلا يسمــح بدخوله إلا للزوج والأبناء والأب والإخوان حتى أخــو الــزوج ممنوع عليـــه الاقتــراب
- كان عندي غنم وأبقار وكنت أروح الكلية بسيارة «وانيت» محملة بالشعير وكل محاضرة أذهب للسيارة وأحضـر الكتـب وأمضيت سنوات الدراسة من البيت للكليــة للجاخـور
- أكملت تعليمي وحصلت على شهادة المعهد الديني ثم ليسانس الشريعة وكنت أكبر طالب أدرس في جامعة الكويت في 1988
- تزوجت دون مهر محدد وجميع بناتي جامعيات وعندما كنت صغيراً أكملت صيام شهر رمضان رغم الحر والعطش الشديدين
- والدي كان يسافر إلى الرياض ويتلقى العلم على يدي العلامة ابن باز ويتركنا لنرعى «الحلال» فـي أراضي الدول المجاورة
- ذهبنا في بداية الخمسينيات لقنص الوعول في جبل عرنان بالسعودية فأطلق الحراس علينا النيران وأمرونا بالمغادرة فوراً
- رئاسة الأركان أصدرت قراراً بطلب كل من يجيد القراءة والكتابة للتقدم لإدارة الطيران الحربي ويلتحق بدورة ميكانيكي
- تقاعدت من العسكرية ودخلت سوق «الجت» لشراء وبيع الأسهم لكن لم أخسـر ولم أدخل سـوق المناخ
يحكي ضيفنا محمد ناهي النومسي صفحات من الماضي والتي تمثل صورة لحياة اهل الكويت قديما، حيث ولد في بر الكويت وتعلم قراءة القرآن الكريم والكتابة على يد والده الذي كان معلما للقرآن بالاساس كما كان يملك ابلا واغناما وينتقل بها من مكان لآخر سعيا وراء العشب والماء، لذلك اشتغل الابن محمد ناهي العنزي برعي الاغنام مع اخيه كما كان يذهب لقنص الحبارى والغزلان ويقف ضيفنا عند حادثة خلال قنص الحبارى عندما صعد على جبل واطلق عليه النار من قبل حارس الجبل، ويؤكد انه بعد هذه الحادثة بدأ يفكر في الالتحاق بالجيش الكويتي وتحقق ذلك عام 1951 حيث عين مأمور لاسلكي في كتيبة اللاسلكي، وكان واحدا من افراد الجيش الذي شارك الجيش المصري في حرب 1967 ضد اسرائيل، وايضا حرب الاستنزاف، وكان شاهد عيان على قصف الطائرات الاسرائيلية للمطارات المصرية، عاد النومسي الى الكويت وتقاعد من الجيش، واراد ان يكمل دراسته فالتحق بالمعهد الديني ثم بكلية الشريعة وحصل على الشهادة الجامعية وهو اكبر طالب بين الطلبة بجميع الكليات، ويتحدث ضيفنا عن حياة البر وكيف تعلم السباحة في بر الخبر، ثم عمل اماما وخطيبا ولم يتوقف عن الخطابة وهو الآن امام في مسجد حمود الصقر في الصباحية، ضيفنا يقلب صفحات ماضيه وماضي الكويت في هذه السطور:
يقول الحاج محمد ناهي النومس: ولدت في بر الكويت بمنطقة الدبدبة خلف خباري وضحة وفي بيت الشعر وكنا لا نعرف الخيمة، ونعتبر انها للناس الذين يشترون ويبيعون، وكان الوالد عنده حلال (جمال واغنام) وكان صقارا وشيخ دين وكان يذهب الى الشمال ويبحث عن فروخ الصقور ويأخذها ويعتني بها ويبيع منها.
ويضيف: كان الوالد وعمي وابناء عماتي مشايخ علم ودين بل ان الوالد كان يفتي للناس ويصلي بهم في البر وكان المصحف دائما معه ولم يكن عندنا صلاة جمعة ولا عيد في البر، وكنا نصوم ونصلي التراويح والقيام ايام رمضان ونخصص مكانا للصلاة ويجتمع الرجال الساكنون بالقرب من بعضهم البعض واي رجل يؤذن في ذلك الوقت.
ويتابع: اذكر انني شاهدت القمر قبل الغروب وكان عمري ست عشرة سنة، حيث غابت الشمس وغاب القمر بعدها، وكنت اقرأ القرآن الكريم على ضوء القمر، والوالد علمني قراءة القرآن ونحن في البر، ومما اذكر ايضا ان النساء كان صعبا عليهن تعلم قراءة القرآن الكريم وكان احد شيوخ الدين يحاول تحفيظهن، وكان يحمل القرآن بداخل صندوق وينتقل من مكان لآخر على الجمل.
أيام في البر
ويزيد الحاج النومسي: الوالد كان صاحب اغنام وكنت ارعى بها وكذلك كنت ارعى الابل التي تحب شجرا مثل العرفج والرمث والحمض وتأكل شب البارز والسبب ان شفتي البعير كبيرتان واما الاغنام فتأكل العشب وللحقيقة فإن ايام الربيع بالبر جميلة حيث الهواء النقي والامطار والبرد وكنا ونحن اطفال نلعب على ضوء القمر في هذه الاجواء الجميلة.
ايام الصيف كنا ننتقل الى حنيفسه، وهي منطقة برية قريبة من العراق، وقد نزلنا عليها عام 1962 مع اصدقائنا وفيها عين ماء يعرف باسم خنيفسه، لكن لم ادخل العراق نهائيا فيما كنا ندخل الشعيب وفي احدى السفرات دخلنا الاردن وكان ذلك العام 1950 عام وفاة المرحوم الشيخ احمد الجابر، وكنا في ارض قاحلة وكانت الامطار قليلة جدا، واذكر ان الذئب كان يأكل الابل بعد ان يهجم عليها، ورغم ان الكلاب كانت تحمي الحلال الا ان الذئاب ذكية ومن ذكائها انها تهاجم في مجموعات ثلاثية احدها يهرب ويركض بعيدا لتلاحقه الكلاب فيأتي الذئبان الآخران ليهجما على الاغنام والابل.
ويستطرد: الوالد رحمه الله كان يتردد على الكويت لشراء بعض الحاجيات من السوق، ثم يعود للبر، خاصة ايام الربيع، ومازلت اذكر السدرة في الشامية، وتوانكي الماء القديمة في ساحة الصفاة، وعندما وصل عمري الى سبعة عشر عاما اتذكر ان الوالد كان يسافر الى الرياض ويلتقي مع المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن باز ويتلقى العلم على يديه اياما فيما كنا نتجول نحن في البر من مكان لآخر وندخل اراضي الدول المجاورة دون اي مشاكل، وكنا على النية السليمة والبعض كان يذهب الى الاردن والعراق ايضا لنشتري العيش الابيض والعنبر، وكان الوالد يعطي بعض الاصدقاء السمن والجمل ويبيعونه له ويشترون لنا التمر والعيش وكانوا يذهبون الى الرطبة.
المرأة قديما
ويتحدث الحاج النومسي عن المرأة قديما فيقول: كان لها بيتها وتنقل الحطب من البر وتنقل الماء من الخبرة، حيث تتجمع مياه الامطار وبالقربة تتزود بالماء وتطبخ الذبيحة والعيش وتحلب الغنم وهي موجودة بالقرب من بيت الشعر وبعض الاغنام لها حظيرة من الرمث والعرفج لمنع الهواء البارد والبهم الصغير لها «ربجة» وندخلها داخل البيت لحفظها من البرد، وبيت الشعر مكان للرجال ولا يدخله الا الرجال، اما بيت الحريم فممنوع نهائيا على الرجال الا الزوج والابناء والاب والاخوان حتى اخو الزوج ممنوع ان يقترب، اما اذا كان الزوج غير موجود فممكن لاخيه ان يحاسبها اذا اخطأت بشيء وله الحق ايضا ان يضربها ويعاقبها. اما مكان الطبخ فكان في الشق الخاص بالمرأة حيث تجهز الاكل، وبيت الشعر تقريبا فيه ثلاثة او اربعة او سبعة اعمدة وهذا يعتبر بيتا كبيرا لشيوخ القبائل، واما بيتنا فبأربعة اعمدة ويضم ديوانية للرجال وللعائلة وللاطفال، وكانت الذئاب لا تقترب من البيت لكن احيانا يسرق طلي صغيرا بعد ان يستغفل الكلاب وذلك مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «انما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
القنص والصيد
ويتحول الحاج النومسي الى القنص والصيد فيقول: بدأت بهواية صيد الحبارى والغزلان، وكانت عندي بندقية ام خمس طلقات، والصيد كان في وارة والقرين والوفرة والطويل، والمسافات في البر قريبة من بعضها البعض، والبر يختلف عن مناطق السكن وكذلك كنت اصيد في عريفجان، والوالد كان يبيع في البر وكنت انتقل من مكان لآخر واتتبع اماكن وجود الحيوانات لصيدها كالغزلان، والوالد سبقني بالصيد. والغزلان ثلاثة انواع اذكر منها اولا الادمي ثانيا الريمي ثالثا العقري وعندنا اسم لمكان اسمه كراع العقري خلف الروضتين وايضا حسو الظبي اما الادمي فلونه احمر وفيه خط اسود ما بين الجانب والبطن من الاسفل، وهو اطول واكثر سوادا ورقبته طويلة، واما الريم فلونه فاتح اقرب للبياض وجانبه عريض وجميل ولحمه كثير، والادمي لحمه مثل لحم التيس، والعقري حجمه صغير وظهره احمر خفيف وبطنه ابيض وكذلك الوعل الذي انقرض حاليا وكنا نصطاده غرب شمال السعودية، وكنت اقنص بواسطة البعارين وبعد ذلك بواسطة الوانيتات، ويزيد: في احدى السنوات توجهت مع اصدقائي الى جبل في السعودية اسمه عرنان وكانت فيه وعول كثيرة وأوقفنا السيارات ونصبنا الخيمة وبدأ واحد من الربع بالطبخ وتجهيز الاكل حتى عودتنا، وباشرنا الصعود الى الجبل واذا بطلقة جاءتنا من بعيد لم نعرف مصدرها ثم جاءت الطلقة الثانية وبدأ الرجل الذي اطلق علينا النار ينادينا واذ هو يعمل حارسا للجبل.
لأن الحكومة السعودية عينت على كل جبل حارسا يمنع صيد الوعول، وقال: جميع هذه الجبال عليها حراس ومن يقتل اي وعل يعاقب وكان ذلك في بداية الخمسينيات وعدنا من حيث اتينا، وركبنا السيارة ورجعنا الى الخيمة وبعد ذلك ذهبنا من الحفر الى الشام ثم الى ابرق الحباري والذي نقنص فيه بالصيف وهو موقع ارضه رملية ومليئة بالارانب حيث يحفر حفرة ويختبئ فيها ونحن نمد اليد ونسحب الارنب من جحره ـ ونأكل لحمه كما نأكل لحم الضبان، والحباري والوعل وكنا نقنص في ظهر الحمار وهو العدان حاليا ومقابل ام الهيمان وهي منطقة فيها شجر كثير، وفي عام 1972 اختفى طفل صغير بين الشجر، ولأن السيارات دمرت الارض لا يوجد عشب ورعي، كما انني لم اشتغل بالبحر ولم اركب السفن.
ويتابع الحاج النومسي: تعلمت السباحة في الحباري حيث تنزل الامطار وتتجمع على هيئة خبرة وهي مستنقع ماء في ارض مستواها منخفض ونسميها (خبرة) الدبدبة فيها حباري وسدر وفيها اودية ومسابل للماء، وحاليا انتهى كل شيء فيها.
ومما اذكر بعد ذلك اني سبحت في البحر، وفي احد الايام ذهبت بعيدا عن الجال حتى وصل الماء الى فوق صدري، وتعبت من السباحة ورجعت ماشيا على القدمين مقاوما الماء.
الحياة في الكويت
ويتحدث الحاج النومسي عن عودته للديرة فيقول: الهواية وعشق العسكرية اسكناني في الكويت وكنت اشاهد العسكريين عندما يحضرون الى البر بالملابس العسكرية، والبنات عيونهن عليهم ويلفتون نظرهن. ويزيد: عدت الى الديرة وسكنت عند فلاح محمد وفي اليوم التالي ذهبت الى المعسكر ووقفت بالطابور وكان فلاح يعمل حارسا في بريد الصفاة، ووصل الدور علي وقابلت المقدم سعيد السليم وكان مسؤولا عن التموين وقال: من يقرأ ويكتب يرفع يده، ورفعت يدي مع ثلاثة آخرين وخرجنا من الطابور وقال تعالوا غدا ونحن نريد سائقي سيارات وسجل اسماءنا ودخلنا على المرحوم الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح في رئاسة الاركان العامة وكنت اول المتقدمين من زملائي لمقابلته وسألني: ما اسمك، فقلت محمد بن ناهي النومسي، فسألني اين تسكن؟ فقلت بالدوغة (الفروانية حاليا)، وسألني واهلك؟ فقلت عائلتي بالدبدبة؟ فسألني: اين بالتحديد، فقلت (خباري وضحة) من سكة ابن هبدة، فسألني: كيف تعلمت القراءة والكتابة؟ فقلت: علمني الوالد مع تعليم نفسي بالقراءة والمطالعة، والتحقت بالجيش وبعد التدريب عينت باللاسلكي مع فهد الحقان وعبدالله فراج الغانم وصالح الجطيلي، وعرف علينا مناحي القويمة، وباشرت العمل مع صالح الجطيلي ثم مع فهد الحقان، وعين عبدالله فراج مساعد رئيس اللواء، واسمه البدوي، وهو رجل ذكي واذا حصل على فرصة يستطيع ان ينتج، واذكر انه كان هناك رجل انجليزي يقول اريد سلاحا انجليزيا ورجلا عربيا، فقيل له، السبب فقال العربي رجل ذكي ويستطيع ان ينتج، وباشرت العمل بعد النجاح في الدورة وتسلمت اللاسلكي.
حرب الأيام الستة
ويتابع: شاركت الكويت شقيقتها الكبرى جمهورية مصر العربية في حرب 1967 وما يسمى حرب الايام الستة، وكنت احد افراد الجيش الكويتي الذي شارك في تلك المعركة، وسافرنا من الكويت الى القاهرة بكامل اسلحتنا وانتقلنا الى مطار فايد وكنت برتبة عريف، وربعنا سافروا الى سيناء بالقطار الذي ضرب من قبل اسرائيل، وصباح اليوم التالي كنا ندرس ونحن في المعسكر وبدأت المعركة وشاهدت طائرة، ثم لحقتها ثلاث طائرات وكل واحدة اسقطت قنبلتين على المطار ودمروا المطار وقذفوا المعسكر بالرشاشات وكنت اشاهد الضرب ونزلنا بالخنادق الموجودة.
وقال احد الافراد سأضرب الطائرة فرد عليه ضابط اذا ضربتها اضربك، وبعد لحظات حضر ضابط آخر يقول حرب.. حرب، دافع عن نفسك، ولم نشاهد جنود اسرائيليين، ورجعت الطائرات وكان عندي سمك تونة واخذت وعاء ووضعت به ماء ووضعته على النار ووضعت به الشاي والسكر حتى استوى وناديت الجنود ووزعت عليهم الشاي إلا أن أحد الجنود تسلل وذهب الى الملازم عجاج شمروخ وقال له ان العريف محمد ناهي يعمل شايا ويوزع على الجنود فقال له روح. واحضر لي كوب شاي من محمد ناهي، كل ذلك والحرب شغالة وفي الليل بلغونا بأنه سيتم حدوث انزال عليكم فإذا حصل اركبوا في السيارات وإذا صار هجوم بالطائرات انزلوا بالخنادق فقلت للجنود إذا حدث انزال اطلقوا النار على الجنود الاسرائيليين واقتلوهم. وإذا حدث هجوم تصرفوا واجلسوا بالخنادق.. وانتهت المعركة وامضيت ثلاثة اشهر وبعد ذلك رجعت الى الكويت، ثم عدت الى مصر وشاهدت حرب الاستنزاف حتى تحررت سيناء ورجع الجيش الكويتي.
إدارة الطيران الحربي
ويستطرد: صدر قرار من رئاسة الاركان بطلب من كل من يجيد القراءة والكتابة ان يتقدم لإدارة الطيران الحربي ويلتحق بدورة ميكانيكي الطيران فتقدمت مع الآخرين وفي تلك الفترة كنت ملتحقا بالتعليم المسائي حيث حصلت على شهادة رابعة متوسط.
وسجلت في الطيران عند المقدم العسكري وقال لي قراءتك ضعيفة ولكن قبلناك. وباشرت الدورة ولمدة سنتين في الكويت وكان المعلمون انجليز، وتخرجت وحصلت على شهادة في ميكانيكا الطيران في تخصص فني طيران (هياكل ومحركات) وانتقلت الى صيانة محركات الطائرات والهياكل وتدربت على الطائرات «جت بووفست» و«هوكر هنتر» و«اللايتننك» و«الميراج اف ون» وطائرة سكاي هوك.
وصرت وكيلا أول، وبعد سنوات تخرج الشباب وعينوا بالجيش وكان يختلفون عنا في حياتهم وعشنا معهم، وهم مهندسون ونحن فنيون ـ وشاهدت اولئك الشباب وهم يؤدون الفروض الدينية، وكانت اعلمهم واباشر معهم العمل، جنبا الى جنب من اجل المصلحة العامة، والحياة العسكرية تعود الانسان على التعاون وحب الخير، وبعد 25 سنة من العمل المتعب في الطيران تقدمت للتقاعد ولكن في البداية رفضوا فقلت اما تعطوني تقاعدا او تفصلوني من العمل او «اهوب» عنكم، لا استطيع العمل حاليا بعد ذلك وفي عام 1980 تقاعدت ودخلت سوق الجت لشراء وبيع الاسهم ولكن لم أخسر ولم أدخل سوق المناخ.
وتوقف كل شيء بعد الخسارة في سوق المناخ.
المعهد الديني بعد التقاعد
ويحكي الحاج النومسي عن فترة ما بعد التقاعد فيقول: صار عندي وقت فراغ كبير فاتجهت لكي اكمل تعليمي واحصل على شهادة جامعية اكملت اربع سنوات في المعهد الديني وبعد حصولي على شهادة المعهد الديني التحقت بكلية الشريعة وكنت اكبر طالب سنا في جامعة الكويت وذلك منذ عام 1988 وامضيت اربع سنوات واكملت دراستي وحصلت على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة وكان يومئذ عميد الكلية د.عجيل النشمي ومما اذكر في تلك السنوات انه كان عندي اغنام وابقار فكنت أذهب الى الكلية بسيارة وانيت محملة بالشعير.. وكل محاضرة أذهب الى السيارة لإحضار الكتب من الوانيت وعندي الجاخور في مزارع ابوحليفة.. من البيت الى الكلية الى الجاخور هكذا امضيت سنوات الدراسة.
وكنت أبيع كيلو اللبن بـ 300 فلس والناس تصطف في طابور لشراء اللبن من الجاخور وكان لبنا طيبا جدا واستمررت بهذه الكيفية حيث كان غيري يبيع غاليا وكنت أبيع بسعر زهيد يناسب الناس الفقراء وأخيرا تركت أبوحليفة وتخرجت عام 1993 وحصلت على الشهادة الجامعية ـ كلية الشريعة.
العمل إماما وخطيبا
عينت إماما وخطيبا في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مسجد عمرو بن العاص ثم مسجد أم القرى وحاليا مسجد حمود الصقر، ومما أذكره انني هاجمت رئيس المجلس الوطني على كلام صدر منه، وهاجمت بعض الحكام العرب مثل المقبور صدام حسين وأعوانه، واستدعتني وزارة الأوقاف وحققت معي لأول مرة وقالوا خفف من خطابك وانتقادك وفي احدى الخطب سببت البعض وحقق معي وهددوني بالتوقيف عن العمل، وفي المرة الثالثة أوقفوني 3 أشهر عن الخطبة في المسجد.
وتوقفت عن الخطابة حسب الأوامر التي صدرت وأوقفت نفسي الى الآن وحاليا أقوم بإمامة الناس في صلاة الفروض في مسجد حمود الصقر.
وقت الفراغ
حاليا أمضي وقتي في القراءة في كتاب «المغني» لأبي قدامة (15 مجلدا) وفتح الباري وشرح النووي، وفكرت في أن أكمل الماجستير.
تزوجت دون مهر محدد
يقول الحاج النومسي عن زواجه: اقترنت بزوجتي أم الأولاد، وكان والدها ابن عمي وكان الوالد قد خطبها لي والمهر كان غير محدد، وزواجي كان في البر والعرضات والعشاء والغداء والله رزقني الأولاد والبنات وجميع البنات جامعيات عدا واحدة والأولاد عبدالعزيز مدرس وناهي عسكري وبندر في المرور وماجد في الهجرة وعبدالرحمن آخر النعقود وسلطان بالبترول.
البر والمدينة
عن البر والمدينة يقول: كل شيء في البر جميل.. الحرية الشخصية والجو والأكل حلو وجميل والحياة حلوة.
نصوم في البر وعندما كنت صغيرا بكيت من العطش والحر.. وأكملت شهر رمضان.. الحياة الحالية مختلفة عن الماضي وكل شيء متغير فيها قلة أمانة، الجيل الحالي يختلف عن الجيل الماضي فيه فوضى في الحياة، المخدرات بازدياد، قديما الأمانة والاحترام والتقدير، نحضر الى البر ونشتري من أبومسامح كنا نشتري منه ويسجل الاسم بالدفتر وإذا بعنا المنتجات نعطيه حلاله، هذا لا يحصل اليوم، وإذا أردت ان تستدين ما أحد يعطيك.
المرور ازدحام شديد والواسطة فوق القانون وواضحة للعيان والرشوة زادت، تجار الحشيش والمخدرات والخمور، يجب زيادة ملاحظتهم وإلقاء القبض عليهم، وانتشرت الرشوة.
حكاية العقيلي
تحدث الحاج النومسي قائلا عندما كنا في البر كان يحضر عندنا رجل تاجر أغنام يقال له العقيلي ويشتري من الوالد ويذكر انه من القصيم ويشتري أغناما وابلا وينتقل بها الى سورية والعراق وينتقل الى السعودية ويذهب الى مصر لبيعها، ومما يذكر انه يوما من الأيام تزوج وبعد أسبوع ترك زوجته عند أهلها وسافر وبعد 25 سنة حضر شاب يبحث عن والده التاجر وقابل بعض البدو في البر وسأل عن والده وكان العقيلي عنده ذهب ونقود معدنية عليها جورج وبيده سيف ريال ذهب.
وسعر الجمل غال وسعر الناقة يختلف عن الجمل ويشتري الناقة حاملا ومعها ولدها الصغير، والناقة تحمل سنة وتحلب سنة، أما الأغنام تولد أول الشتاء وحليبها يكثر أيام الربيع وآخر الربيع تبدأ الحمل في شهر ابريل وحملها 6 أشهر.