- العائلة الكيلانية ترجع في النسب إلى أشرف البيوت العربية القرشية وهو البيت الهاشمي
- العلماء يعتبرون مدينة أبي الفداء الشهيرة «حماة» من أقدم المدن الأثرية في العالم
- «المؤشر» كانت أكاديمية لتعليم العديد ممن يعملون حالياً بالصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والقنوات الفضائية
- أسست مجلة التعاون الخليجي مع الشيخ عبدالله سعود الصباح والشيخ صباح المحمد السعود الصباح
- شغلت منصب مدير تحرير جريدة المؤشر الاقتصادية مع عائلة المعوشرجي الذين أكنّ لهم كل المحبة
- حصلت على أكثر من 100 شهادة تقدير من كبرى الشركات والبنوك وجمعيات النفع العام بالكويت
عشق الكويت منذ أن اشتم هواها يافعا وأحب كل ما فيها حتى انه اعتبرها وطنه وديرته فهي «بحسب قوله» أرض الخير والاصالة كما انها احدى عواصم الثقافة العربية ومن هنا دفعه شغفه بالصحافة وعالم المعرفة إلى الاستقرار في الكويت وامتهان العمل الصحافي الذي يلبي كامل طموحاته، وما لبث يعمل حتى أجاد وأفاض وأسس ودرب وعلم وأصبح مؤسسا لمدرسة صحافية من نوع خاص، واعتبر منذ البدايات أن الكلمة سفير يمكنه التمثيل في كل الميادين. سعد الله حسن الكيلاني اسم عرفته الصحافة العربية بوجه عام والكويتية على وجه الخصوص فهو من ابرز الاعلام الصحافية في البلاد، فقد جند نفسه لتلك المهنة الشاقة والمضنية التي تسبب الكثير من المتاعب ولكنها بالنسبة للكيلاني تمثل الحياة نفسها فزاولها واحترفها ومارسها حتى في أحلك الظروف. كاتب ومفكر ومعلم ومؤرخ تخرج على يديه أجيال من الصحافيين النابغين والفائقين لاسيما الاقتصاديين منهم فهي مدرسته الخاصة ومنطقته المهنية وعلامة النبوغ له ولتلامذته الذين يفخرون بأستاذيته لهم فقد كان بينهم بمثابة الأستاذ والمعلم والمرشد والأخ الأكبر طيلة أيام عمله. نموذج متميز بين الوافدين الذين اقبلوا إلى الكويت بحثا عن العمل وفرص العيش الكريم معتمدين على الجهد والعلم والبذل متوسمين فيها الخير فلما عرفوها جيدا أمضوا العمر فيها حبا وعشقا. سعد الله الكيلاني «سوري الجنسية كويتي الهوى» علق على تمسكه بالعيش في الكويت طيلة هذه المدة واعتبارها ارضه التي ولد ليمضي حياته بها بحبه لهذه الديرة مستندا إلى قول صاحب السمو الأمير «الكويت لمن احبها»، فإلى اللقاء التالي:
يقول سعدالله: ولدت بحي الكيلانية في مدينة «حماة» المعروفة بأبي الفداء وسط سورية، تلك المدينة المشهورة بالنواعير الضخمة على ضفاف نهر العاصي، حيث تعيش الغالبية العظمى من أسر عائلة الكيلاني القاطنين في هذا الحي الأثري الذي يعتبر الأشهر بين الأحياء الأثرية في تلك المدينة التاريخية، وعشت فيها حتى اتممت دراستي الثانوية.
نشأت في أسرة مكونة من الأب والأم وعشرة من الإخوة والأخوات ثلاثة من الذكور وست من البنات وكنت العاشر والأصغر سنا بينهم، وهذا العدد من الإخوة أفادني كثيرا وأكسبني خبرات الحياة خصوصا أنني كنت أصغرهم فحظيت بالرعاية والعناية من قبل الجميع لاسيما بعد وفاة الوالد يرحمه الله.
وكانت عائلتي تعمل بالزراعة كباقي عوائل حماة، وكان أصدقائي في الطفولة هم أبناء عمومتي من آل الكيلاني ومن عائلات العظم والبرازي والبارودي والشيشكلي وطيفور والعاشق والحريري والمسلماني كما كنت أتزاور مع أبناء العمات آل الحراكي في مدينة معرة النعمان، حيث أحببت هذه الزيارات التي كنت انتظرها أيام الإجازات والعطلات الرسمية.
الوالد أجمل الشباب
توفي والدي ـ رحمه الله ـ وكنت طفلا رضيعا وكما يروى أنه كان من أجمل شباب العائلة وتوفي عن عمر42 عاما إثر حادث أليم وقام بتربيتي عمي شقيق الوالد نقيب الأشراف الشيخ محمد المرتضى يرحمه الله ومن بعده أشقائي الشيخ عبد الجليل يرحمه الله ومن بعده عبد المجيد الذي يعيش حاليا في اسطنبول منذ أكثر من ثلاثين عاما وواصل من بعدهم أخي عطاء الله يرحمه الله.
الوالدة حفيدة الوالي
كانت والدتي رحمة الله عليها نعم النموذج للأم المسلمة التي أحسنت تربية أبنائها فقد أورثتنا حب الدين وحسن الخلق واهتمت بأن نكون كرماء، وهي حفيدة محمد باشا الأرنؤوط الذي كان واليا لحماة وهي من أصول ألبانية من بلاد الأرنؤوط، وقد ورثت عن أجدادها ووالدها سعيد باشا الأرنؤوط أملاكا كثيرة وكانت تبيع في الأملاك لتنفق علينا وتلبي احتياجات ومتطلبات الحياة كما كانت تنفق جزءا كبيرا على الفقراء والمحتاجين خصوصا الأرامل واليتامى وكانت من المحسنات وظلت ثرية في الأول والآخر بالدين والتقوى والإيمان وكانت مثقفة ومتعلمة ومؤرخة ومتحدثة فصيحة اللسان وتجتمع عندها جميع نساء العائلة صبيحة كل يوم في أرض الدار الكبيرة بين الخضرة والأشجار وتحت ظلال الأعناب وتوفيت عام 1970.
المرحلة الابتدائية
يقول الكيلاني: التحقت بابتدائية الشهيد علاء الدين الكيلاني بمدينة حماة وكان مديرها في ذلك الوقت العم أبو حسام محمد الكيلاني ـ يرحمه الله ـ وكان مدرسي في الصف الاول الابتدائي الشيخ هاشم الكيلاني ـ رحمه الله ـ وكان جميع اساتذتي في هذه المرحلة على مدار 6 سنوات من أبناء عائلة الكيلاني بين الأعمام وأبناء العمومة، اذكر منهم الأستاذ صادق فضل الله الكيلاني ومصطفي فضل الله الكيلاني ومحسن الكيلاني، ومن بين من درسوني ايضا في المرحلة الابتدائية أخي الأكبر الشيخ عبد الجليل الكيلاني ـ رحمه الله، وهو من قام بتربيتي بعد وفاة الوالد، وكان بمثابة الأب والأخ والمرشد والمعلم حيث أغدق علي حنانا وعطفا وقد عوضني بفضل من الله عن فقدان الوالد في هذه السن الصغيرة إلى حد كبير، وقد تعلمت على يديه الكثير من علوم اللغة العربية وحفظ القرآن بخلاف ما علمني من أسباب الحياة.
درست بهذه المدرسة لمدة 6 سنوات تعلمت فيها مبادئ اللغة العربية والحساب والمواد الاجتماعية والكثير من علوم الحياة، وتعلمت أيضا في هذه المرحلة السباحة والفروسية وركوب الخيل والصيد حتى نهاية المرحلة الثانوية.
ثم انتقلت إلى ثانوية عثمان الحوراني لأستمر بها ايضا 6 سنوات أذكر انها كانت بالنسبة لي مرحلة اعداد جيد وتجهيز للخوض في معترك الحياة بخلاف انها كانت مؤهلة بالفعل لاستكمال الدراسة في مراحل التعليم العليا من جامعة وخلافه.
حماة موطن الكيلانية
ويسرد الصحافي والمؤرخ سعد الله كيف استوطن آل الكيلاني مدينة حماة قائلا: في عام 656 هجرية هاجم التتار بقيادة هولاكو بغداد ودمروها وقتلوا نحو مليون نسمة من أهلها، بعد ذلك عزم الجد الشيخ سيف الدين يحيى الكيلاني على الحج سنة 685 هجرية ونوى عدم العودة ثانية إلى بغداد وفي طريقه إلى أداء الفريضة مر بمدينة حماة فأعجب بها وبمياهها وبساتينها وعند عودته من الحج حط رحال عائلته وحاشيته في مدينة حماة، وكان ذلك في زمن المظفر الثالث محمود وإسماعيل أبي الفداء سلطانها من الأيوبيين الذي أنعم عليه ومنحه أرضا بشرق نهر العاصي، فبنى فيها الزاوية الكيلانية كما بنى بيوتا له ولعائلته ومن ثم توسعت هذه البيوت التي بنيت على نمط القصور القديمة، ما جعل السلطان سليم العثماني عندما زارها يقول عنها هذه جنات على الأرض، وحل بها ضيفا على عائلة الكيلاني سنة 922 هجرية.
ويتابع الكيلاني: جدي الأكبر الشيخ سيف الدين يحيى الكيلاني أحد أحفاد الإمام الكبير وسلطان الأولياء والعارفين الشيخ عبد القادر الكيلاني المتوفى في بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك في القرن الخامس الهجري ويرجع نسبه الشريف الى الإمام الحسن عليه السلام من جهة أبيه والإمام الحسين عليه السلام من جهة أمه أبناء الإمام جدنا على بن أبي طالب كرم الله وجهه ووالدتهما البتول فاطمة الزهراء عليها السلام وهما سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما جاء من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية «يرحمه الله» عن الشيخ عبدالقادر الكيلاني أنه ونحوه من أعظم مشايخ زمانهم أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر.
كما قام جدنا الكبير الشيخ ياسين الكيلاني ببناء الزاوية الكيلانية ومسجدا كبيرا وقصرا كبيرا حتى أصبحت قصور آل الكيلاني تحفة فنية معمارية أثرية ويأتي الزوار والسياح من جميع دول العالم ليأخذوا الصور التذكارية عندها، ومع الأسف هدم كل ذلك عام 1982م وقامت العائلة ببناء 15 مسجدا في حماة ولم ينالوا شهرتها إلا بسبب التقوى والصلاح وكان شعار عائلة الكيلاني «نحن بالله عزنا لا بجاه ومنصب وكل من رام ذلنا خصمه الله والنبي».
الطريقة القادرية
عندما قام جد الوالد الشيخ محمد المرتضى الكيلاني الكبير بزيارة الباب العالي في اسطنبول في عهد السلطان عبدالحميد، طيب الله ثراه، وحل ضيفا على صهره زوج ابنته أبوالهدى الصيادي شيخ السلطان عبدالحميد وشيخ الطريقة الرفاعية في عموم الديار الإسلامية وكذلك حل ضيفا على ولده جدنا سيف الدين باشا الكيلاني وأمضى فترة في هذه الديار تعرف فيها على عادات وتقاليد هذه البلاد بعدما استقبله السلطان عبدالحميد شخصيا وأخذ عنه الطريقة القادرية تبركا كما عرف أن السلطان عبدالحميد سالكا للطرق الصوفية كالنقشبندية والرفاعية والشاذلية وقد أهداه السلطان عبدالحميد بضع شعرات مباركة من لحية سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكما كان يقول هي أعظم هدية أهدي بها في حياته وما كان ليطمع في شيء أعز من هذه الهدية المباركة.
وبعد وفاة جد والدي الشيخ المرتضى أرسل السلطان عبدالحميد أكبر ثريا (نجفة) لتوضع فوق قبر الشيخ المرتضى، ويقال ان هذه الثريا ليس لها مثيل إلا واحدة موجودة بمتحف آيا صوفيا باسطنبول، وأرسل السلطان مع هذه الثريا اثنين من المهندسين لتركيبها وتشغيلها بالشكل اللائق والمناسب فوق القبر وهي مصنوعة من الكريستال الملون الخالص الذي لا مثيل له بخلاف انها كانت تحتوي على مائتي شمعة ومن ثم تحولت الثريا من الإضاءة بالشموع إلى الكهرباء، وأمر ببناء قبة فوق قبره ودفن تحت هذه القبة من بعده أولاده سيف الدين باشا وصالح ونجيب ووصفي وابنته نائلة زوجة أبوالهدي الصيادي كما ذكرنا سابقا، وتحت نفس القبة دفن نقيب الأشراف عمي محمد المرتضى الكيلاني عام 1970م.
ويقول عميد الصحافة الاقتصادية: عندما اتذكر مرحلة الطفولة والشباب لا أتذكر أننا تناولنا الطعام مع الأهل إلا قليلا بسبب كثرة الضيوف والمريدين والمحبين وكانت بيوتنا ومضافتنا مفتوحة منذ ساعات الصباح الأولى حتى أواخر الليل لاستقبال الناس والأهل والضيوف.
وعندما توفي عمي نقيب الأشراف محمد المرتضى عام 1970م وكان عاما حزينا علي لفقد والدتي وعمي في نفس العام وتوافدت علينا مواكب المعزين من جميع المحافظات السورية ومن تركيا ولبنان وكثير من دول العالم لتقديم واجب العزاء لعدة شهور واصلنا في استقبال الضيوف المعزين حيث كان نقيبا للأشراف وشيخ الطريقة القادرية في عموم الديار الإسلامية.
ويضيف: أتذكر أيضا في طفولتي شيخ حماة محمد الحامد، طيب الله ثراه، عندما كان يأتي بعد عصر كل جمعة لمضافة النقيب وبحضور جميع علماء حماة ابتداء من فضيلة المفتي وحتى أصغر العلماء سنا ويأخذ بيده ليقبلها وبدوره يرفض النقيب في كل مرة ويصر الشيخ الحامد على تقبيلها ويقول له لا تحرمني تقبيل يد حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويا سيدنا أما سمعت ما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه «يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له».
وقبل وفاة عمي نقيب الأشراف الشيخ محمد المرتضى كان قد استخلف على مشيخة الطريقة القادرية شقيقي الكبير الشيخ عبد الجليل بن حسن المرتضى الكيلاني وبعد وفاة النقيب تسلم الشيخ عبدالجليل مشيخة الطريقة ونقابة الأشراف وعلمت الحكومة السورية آنذاك فأصدر رئيس الجمهورية د.نور الدين الأتاسي مرسوما جمهوريا بإلغاء وظيفة نقابة الأشراف بجميع محافظات سورية وبعد تسلمه المرسوم عمل خطيبا متطوعا في جامع النوري بحماة وبعد أداء الصلاة سأل الله تعالى أن يجيب الدعاء مستندا إلى قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) وقال بالحرف الواحد والجميع يشهدون على ذلك: اللهم يا مغيث ان تزيح نور الدين الاتاسي عن حكمنا وقيادتنا هو وكل من سعى إلى إلغاء نقابة الاشراف وأن تزيلهم من الحكم بقدرتك يا أرحم الراحمين، وقام سماحة مفتي حمص العم الشيخ الطيب الأتاسي، طيب الله ثراه، بمعاتبة ابن عمه رئيس الجمهورية لاتخاذه هذه الخطوة وتوقيع هذا المرسوم المشؤوم واقسم له بالله بأنه أمر من اللواء صلاح جديد الذي كان يحكم بل ويتحكم بسورية من خلف الستار في ذلك الوقت وبعد 100 يوم زال حكمهم مع طواغيتهم بتاريخ 16/11/1970م وإلى الأبد، وصدق شعار العائلة «نحن بالله عزنا لا بجاه ومنصب وكل من رام ذلنا خصمه الله والنبي».
الانتقال إلى الكويت
يمضي الكيلاني في حديثه ويذكر سفره إلى بيروت لتلقي دراسته الجامعية فيستطرد قائلا: بسبب حبي وعشقي لمادة التاريخ دخلت كلية الآداب وعند وصولنا لبيروت استأجرنا بيتا كبيرا مفروشا للطلبة مع المرحوم أخي عطاء الله الذي توفي في الكويت عام 1987 وأقربائي ثريا العظم وعزام الداية وأصدقائي من مدينتنا حماة هيثم البارودي وحاتم السلق وهيثم طنجير ومحمد المسلماني وكذلك كان لي أقرباء بنفس الجامعة ابن عمتي المرحوم عبد الإله البرازي وحكمي العلواني، علما بأن شقيقتي المرحومة هناء تسكن بيروت مع زوجها ابن خالتي اللواء زياد الحريري قائد ثورة الثامن من آذار بسورية عام 1963 الذي كان يحكم سورية في ذلك التاريخ وكانت أكثر إقامتنا عندهم.
وعند قيام الحرب الأهلية في لبنان قررت أن أغادر بيروت وأرسل بطلبي من الكويت ابن عمتي عبد الكريم الحراكي وسلمني بطاقة الزيارة العم المرحوم حسن أبو السعود الكيلاني ووصلت الكويت بتاريخ 1/7/1975 وكانت إقامتي في بيت زوج شقيقتي وابن عمتي حازم الحراكي وتسلمت عملي فورا في شركة الخليج للتأمين بواسطة ابن عمتي طاهر الحراكي وبقيت بالشركة حتى 1980 ومن بعدها عملت مع الأخ جاسم اللنقاوي صاحب شركة المياس للمقاولات العامة وأسسنا مع بعض شركة أسس الكويت وهو أقرب الأصدقاء الأوفياء ولا نزال نعمل معا حتى الآن منذ ثلاثين عاما وحاليا هو مدير إدارة العلاقات العامة بمجلة حياتنا.
الزوجة والأولاد
يقول الكيلاني: في شهر أبريل 1976 تزوجت من إحدى قريباتي ووالدتها من بنات عمنا آل الكيلاني ووالدها كان محاسبا قانونيا معتمدا وهو المرحوم محمد تيسير الشملي، وكان عمرها لا يتجاوز الـ 16 عاما وكنت في بداية الـ 20 عاما وكانت باكورة زواجنا ابنتنا فتون المتزوجة من خالد الدندشي ولهم ثلاث بنات ومن ثم ولدت لي زوجتي باسمة «حسان وحسن وجيلان وحسين» وجدة زوجتي والدة أمها الحاجة رشيقة الكيلاني كانت من النساء الصالحات الزاهدات وجددت جامع جدها زاوية الشيخ حسين الكيلاني على نفقتها الخاصة وكانت من أصحاب الأملاك والعقارات والأراضي الشاسعة وباعت كل شيء من أجل الصرف على الفقراء والمحتاجين والمساكين والأسر المتعففة من الأرامل واليتامى، ولقد أدت فريضة الحج أكثر من أربعين مرة وكانت تأخذ معها بعض النسوة على حسابها وبعد وفاتها، يرحمها الله، ورثت بناتها بيتا واحدا وهو الذي عاشت به في الفترة الأخيرة.
شارع الصحافة في الكويت
يسترجع الكيلاني ذكرياته عن أول مقال له وكان بعنوان «لولا الأمل لبطل العمل» في جريدة الفداء التي تصدر في حماة وكان يملكها زوج ابنة عمه المرحوم المحامي عثمان العلواني وقد شجعني على الكتابة الاستاذ ياسر الفرا الذي كان رئيس تحريرها، ومن ثم بدأت الكتابة وذلك بداية عام 1969، ولي مقالات عدة في نفس الجريدة، ولا أنسى فضل أساتذتي في اللغة العربية العم المرحوم محمد الكيلاني أبو حسام والأستاذ المرحوم وليد قنباز والأستاذ جورج عبود.
وبدأت بعملي الصحافي بالكويت عام 1980 بمجلة صوت الخليج التي كان يملكها المرحوم باقر خريبط ومارست العمل بها حتى أصبحت نائب مدير عام للمجلة، وكان يعمل معنا الشاعر المشهور أحمد مطر والفنان ناجي العلي وكان مدير تحريرها محمد عبد الجبار وسكرتير تحريرها نزار عادلة وكثير من الزملاء الصحافيين، وتخرج في «صوت الخليج» أكبر الصحافيين والإعلاميين، وفي نفس الوقت شاركت الاستاذ مصطفى الصابوني في مجلة عالم الرياضة وكنت مديرا لها، وفي عام 1984 كنت أحد مؤسسي مجلة التعاون الخليجي مع الشيخ المحامي عبدالله السعود الصباح والشيخ صباح المحمد السعود الصباح رئيس تحرير جريدة الشاهد حاليا، وشاركت في أكثر من 50 دورة تدريبية في مجال الصحافة والإعلام والتسويق والعلاقات العامة والتميز الإداري للمديرين العامين والتميز العصري لمديري التحرير، وشاركت كذلك في دورات خاصة عن سوق الكويت للأوراق المالية وحصلت على الشهادات التدريبية المعتمدة لدى المعاهد، وحاضرت في دورة تدريبية لطالبات جامعة الكويت قسم الاعلام كما شاركت في ندوات كثيرة وبعد ذلك عملت بمجلة حياتنا عام 1989 ولنهاية عام 1994 وكنت مديرا لها ومن ثم عملت بجريدة المؤشر الاقتصادية وكنت أحد أعمدتها ومن مؤسسيها تحت مظلة الاستاذ والأخ خالد محمد صقر المعوشرجي والاستاذ الأخ صقر أحمد المعوشرجي وستبقى محبتهما ومعزتهما في قلبي إلى آخر يوم في حياتي لهذه العائلة الكريمة آل المعوشرجي الكرام وبقيت معهما لنهاية عام 2006 وكنت مديرا عاما ومديرا للتحرير بجريدة المؤشر الاقتصادية، كما تتلمذ على يدي الكثير من الزملاء والزميلات في جريدة المؤشر وكانت أكاديمية لتعليم الذين يعملون حاليا بالصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والقنوات الفضائية.
ويتابع الكيلاني حديثه لـ«الأنباء» بأنه لبى كثيرا من الدعوات الرسمية لزيارة بعض الدول العربية والأجنبية وإجراء لقاءات صحافية مع بعض الشخصيات الكبيرة وحصل على أكثر من 100 شهادة تقدير وتكريم من كبرى الشركات والبنوك وجمعيات النفع العام بالكويت كما له مئات المقالات والتقارير وخاصة بالاقتصاد.
وكذلك أقام مؤتمرا عن المستثمر الأجنبي بالكويت عام 2000 بالتعاون مع «وول ستريت» وجريدة «المؤشر» الاقتصادية والزميلين سامر ميرخان وسعادة حداد وكان المؤتمر تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وكان وقتها نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وافتتح المؤتمر نيابة عن سموه الشيخ أحمد العبدلله الأحمد الجابر الصباح وذلك في فندق شيراتون الكويت، كذلك قام الزميل الكيلاني باختيار أكثر من 30 شخصية من كبار رجال المال والأعمال بالكويت ومنحهم وسام الاستحقاق من جريدة المؤشر الاقتصادية ويتذكر منهم عبد السلام العوضي وعبدالفتاح معرفي وحامد السيف وجواد بوخمسين ومها الغنيم وعدنان المسلم وفؤاد الحمود وابراهيم الغانم ود.سعد البراك ومجبل المطوع ووليد الرويح والمرحوم سامي البدر وعبدالعزيز الدخيل وعبدالوهاب الوزان وعبدالله السيف وسليمان السهلي ومحمود حيدر وشخصيات أخرى.
بلاط صاحبة الجلالة
عملت مستشارا إعلاميا في بلاط صاحبة الجلالة للعديد من الشركات وكذلك شغلت منصب نائب المدير العام في جريدة «الشاهد» تحت مظلة الشيخ صباح المحمد السعود الصباح الذي تعود معرفته به لعام 1984 عندما أسس معه مجلة التعاون الخليجي وبنفس الوقت عمل الكيلاني مديرا عاما لجريدة الناس التي يملكها الزميل نبيل الخضر.
ويتابع الكيلاني: كما يؤخذ برأيي عن التداول والأسهم والمؤشرات في سوق الكويت للأوراق المالية في إذاعة الكويت وكنت محللا ماليا عن أوضاع السوق.
وكنت رئيسا تنفيذيا لشركة كولورادو وأقمت مؤتمرا عن الوباء الكبدي بمشاركة جمعية الهلال الأحمر الكويتي وذلك عام 2007 بمكرمة من رجل الأعمال جواد بو خمسين.
مجلة حياتنا
وعدت إلى عملي الجديد القديم كمدير تحرير لمجلة حياتنا بعد غياب 16 عاما عنها وذلك بداية عام 2010 التي يرأس تحريرها وزير الصحة السابق د.عبدالرحمن العوضي وكذلك الزميل انور بورحمة نائب رئيس التحرير وقد شقت مجلة حياتنا طريقها الحديث وأخذت طابعا مميزا ومتميزا بما يخص الأسرة العربية عامة والكويتية خاصة، علما أن مجلة «حياتنا» من أقدم المجلات التي صدرت بالكويت وذلك في شهر يناير 1967 ولاتزال وستبقى بإذن الله تعالى مستمرة في العطاء إلى ما شاء الله.
الكويت لمن أحبها
يختم الكيلاني حديثه لـ «الأنباء» مسترجعا فضل الكويت تلك الأرض الطيبة التي عشق هواها قائلا: كانت حياتي جزأين، الأول قضيته في سورية فأحببت ترابها وسماها وشوارعها وكل ما فيها حيث تكون فيها جزء كبير من وجداني فاثرت في حياتي وتكونت عندي أسارير الذكريات الجميلة بها فلن أنسى ولن تغيب عن قلبي هذه البلاد التي آوت طفولتي وشكلت وجداني.
اما الجزء الثاني من حياتي فأمضيه هنا بالكويت وهو الجزء الأكثر زخما وحراكا وعملا وحبا فهنا عرف الحب الذي بادلته زوجتي وهنا كتبت أروع صفحات حياتي وهنا أيضا شهدت التقدير والاعزاز فأحببت تلك الديار ومن سكنوها وحملت في قلبي قضية حب جديدة وهي حب الكويت وكنت اشعر أحيانا اني أنازع أبناء الكويت في حبها حتى جاءت الكلمة السامية لصاحب السمو الأمير والتي عبرت عني وعن كل محب لهذه البلاد عندما قال حفظه الله «الكويت لمن أحبها».
الملوك والأمراء والسلاطين في ضيافة الكيلانية
يذكر الكيلاني أن عائلته استضافت السلاطين والملوك والأمراء والولاة والحكام على مدى التاريخ، وقام مدحت باشا الصدر الأعظم أيام السلطان عبدالحميد بزيارة حماة وحل ضيفا على العم نوري باشا الكيلاني. ولقد زار عائلته في مطلع القرن العشرين الشريف فيصل بن الحسين الذي أصبح ملكا على سورية ومن ثم ملكا على العراق وحل ضيفا على أبناء عمومته آل الكيلاني وكانت إقامته عند عمنا عبدالقادر الحسني الكيلاني الذي كان زعيما لمدينة حماة بلا منازع في ذلك الوقت وكان صديقا للشريف فيصل عندما كانوا أعضاء في مجلس المبعوثين بعاصمة الخلافة اسطنبول وهو من مخططي الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي سنة 1916م ومن ثم أصبح العم عبد القادر الحسني الكيلاني وزيرا للأوقاف ووزيرا للتجارة ثم وزيرا للزراعة وعين الشريف فيصل العم بدر الدين الكيلاني الذي كان يشغل منصب المفتي رئيسا للحكومة الوطنية بمدينة حماة وتنازل عن الافتاء للعم نورس الكيلاني الذي أصبح فيما بعد محافظا لحماة ومن ثم محافظا لدمشق ووزيرا للداخلية، وكذلك كانت رئاسة البلدية للعم عارف توفيق الكيلاني الذي يرجع له الفضل الكبير في فتح الشوارع وتعبيد الطرق وتجميل المدينة علما بأنهم لم يتقاضوا جميعا أي مرتب أو مكافآت من أي من الحكومات التي عملوا لديها بل كانوا يتبرعون به للفقراء والمحتاجين جزاهم الله خيرا بما فعلوا. وكذلك قام الملك سعود بن عبدالعزيز طيب الله ثراه بزيارة إلى سورية أيام حكم الرئيس أديب الشيشكلي يرحمه الله وزار مدينتنا حماة وأقامت له العائلة سرادقا كبيرا لحضور حفل الغداء المقام على شرف جلالته واستقبلته كوكبة من فرسان آل الكيلاني على صهوات جيادهم العربية الأصيلة وقد فاق عددهم الـ 150 فارسا من خيرة أبناء الكيلاني وكانت العائلة تحرص على تربية الخيول العربية وهناك أكثر من 25 مربضا لتربية الخيول، ومضافات آل الكيلاني مشهورة بحماة حيث يوجد اكثر من ثلاثين مضافة «ديوانية»، وكذلك قام زعيم ثورة العراق العم رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء الأسبق ونقيب أشراف بغداد بزيارة أبناء عمومته بمدينة حماة بدعوة من ابن عمه محمد المرتضى الكيلاني نقيب السادة الأشراف شقيق والدي وكانت اقامته في منزل العم محمد نوري الكيلاني ولقد هبت حماة بأسرها للسلام عليه لما له من مكانة وشهرة واسعة بالعالم العربي وذلك عام 1958م بعد الانقلاب الدموي على العائلة الهاشمية المالكة طيب الله ثراهم جميعا. كما زار عائلة الكيلاني الأمير عبد القادر الجزائري وقد كان على الطريقة القادرية وحسني النسب وكذلك الملك محمد الخامس ملك المغرب فقد كان ايضا حسني النسب وقادري الطريقة، وحاليا من الزعماء من يتبعون الطريقة القادرية الكيلانية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورئيس جمهورية العراق جلال الطالباني وكثير من رؤساء الدول الافريقية وكذلك رئيس وزراء باكستان الحالي من العائلة الكيلانية.