- في مدرسة النجاح كان مدرس «الإسلامية» يحلق لأي طالب شعره طويل على الصفر
- بعد 7 سنوات من العمل بـ «التربية» أكملت دراستي في جامعة الكويت وبعدها منعني شرط السن من الحصول على الماجستير
- بينما كنت أدرس في أحد فصول التعليم المسائي أقام أحد الطلاب صلاة العشاء وصلى الجميع صفاً واحداً وكان هناك طالب يمنييحضر ومعه بقشة أقمشة
- كنت أصطاد سمك الزوري بالمشخال للحصول على ما أحتاج إليه من ييم للحداق
أول مدرسة عينت فيها كانت الخباب بن الأرت بالجابرية وقد درّست فيها المدير الحالي لمركز المعلومات بجامعة الكويت
- كنت أركب الباص بوعرام من القادسية إلى سينما الحمراء يومياً لمشاهدة الأفلام.. وعملت في بيع التذاكر أثناء الدراسة
- أول فيلم شاهدته في السينما الشرقية كان «عنتر بن شداد» من بطولة سراج منير وكوكا
- العقاب الشديد في المدرسة جعلني أتعلم الخط جيداً حتى صرت خطاطاً
- في أيام الدراسة الابتدائية كنا نشاهد الساحر الهندي يعزف للحية «ماصول» حتى ترقص
- عملت في مدرسة الصم وفي أحد الأيام تم القبض على أحد الطلبة لأن تجار المخدرات استغلوه في الترويج
- في أيام رمضان كنا نذهب صغاراً إلى ساحل السيف عند الطوب لسماع رمي المدفع وليلة العيد نشاهد رفع العلم على البنديرة
إعداد: منصور الهاجري
ضيفنا هذا الاسبوع رجل تربية وتعليم بدأ حياته منذ الطفولة في منطقة المطبة فالتحق بمدرسة النجاح الابتدائية ومن ذلك الفريج كان يذهب الى البحر للسباحة وصيد السمك مع ابناء الفريج وكان صديقا لأخواله، فكان يذهب معهم الى سينما الشرق ويشاهد الافلام العربية والاجنبية فصار عنده هواية مشاهدة الافلام واستمرت معه هذه الهواية حتى يومنا هذا، يحدثنا عن تعليمه ثم عن عمله في التعليم كمدرس وخاصة في مدارس الصم والبكم وهذه المدارس وطلبتها، وكذلك عن عمله في دور السينما منذ ان كان طالبا في المرحلة المتوسطة، ماذا كان يعمل في البداية، والى اين وصل. اما التعليم فقد تكشفت موهبته في رسم الخط، ولايزال يعمل خطاطا في احد الاندية البحرية وله مدرسة خاصة به في تعليم الخط. ضيفنا ابراهيم الخياط يقول ان والده كان يعمل خياطا في السوق الداخلي سوق التجار وكان يخيط الدشاديش وبعد ذلك باشر خياطة البنطلونات، عمل بالسينما لحجز التذاكر واستمر في عمله حتى صار مديرا متنقلا من سينما لأخرى، كل ذلك وغيره نعرفه من خلال تفاصيل هذا اللقاء:
يستهل ضيفنا ابراهيم محمد علي الخياط كلامه عن الماضي وذكرياته بالحديث عن بداياته الأولى فيقول: ولدت في الكويت بالحي الشرقي منطقة المطبة شارع الميدان خلف الطنبورة وكانت الحفلات تقام ليلة كل جمعة وبيوت المعرفي من الميدان الى البحر واذكر كان اهلي يقولون لا تنظرون لهم عندهم «ذيران» واذكر من الجيران يوسف كمال وبيت الطبطبائي وعائلة شهاب منهم الدكتور ناصر شهاب والحسين شهاب مدرس تربية بدنية.
كانت طفولتي في بيت جدي لأمي وكنت العب مع ابناء معرفي ومنهم المرحوم د.عباس معرفي وامير معرفي والاستاذ امين ابوالقاسم معرفي كان يعمل مدرسا اذكر ايضا عبداللطيف معرفي كنت اذهب مع الاصدقاء الى البحر للسباحة والحداق، اذكر كنا ننام فوق السطح بالليل بعد الفجر وكنا نسمع صوت المطرقة عند القلاليف وهم يصنعون السفن وعمارة محمد جواد معرفي ومكتوب عليها انشئت العمارة عام 1954 (حاليا وزارة التخطيط).
كنا نجلس تحت سقف المرحوم الشيخ صباح الناصر بعدما نرجع من البحر، ايضا كنت مع الاصدقاء نذهب الى ساحة كبيرة كانت ملعبا للكبار وكنت اصيد الطيور في تلك الساحة ايام الربيع وكنت ادخل الحظرة بعدما يخرج صاحبها منها محملا بالأسماك فكنا نحن الشباب نلتقط ما تبقى من الأسماك الصغيرة ونشوي السمك بالفريج، واذكر ان صاحب الحظرة كان ينقل السمك على ظهر الحمار، كما اذكر في احد الايام ضربتني فريالة من الاسماك السامة ونقلت الى الطبيب السوري وعالجني من ضربة الفريالة بالقرب من بيت ديكسن وكنت امارس صيد سمك الزوري بالمشخال حيث اغطيه بالقماش واضع بداخله عجينا وأضعه بقاع البحر فيدخل السمك الصغير الزوري وآخذ ما احتاج إليه للحداق (ييم) وأوزع الباقي على الاطفال وحتى الآن امارس هذه الهواية.
وفي ايام رمضان نذهب الى ساحل السيف عند الطوب نسمع رمي مدفع الافطار كذلك ليلة العيد نسهر حتى نسمع صوت المدفع ويعلن عيد ويرفع العلم على البنديرة وديوانية معرفي على ساحل البحر وكنت اسبح هناك.
كذلك اذكر الاسواق القديمة وبحكم ان الوالد كان يعمل بالسوق كنت اذهب معه ومعنا اخي د.رضا الخياط مدير تطوير التعليم بوزارة التربية وبحكم الذهاب مع الوالد كنت اتجول في الاسواق المحيطة بسوق التجار مثل سوق الغربللي وسوق السمك وسوق التمر وسوق الحلوى، وجدي لأمي المرحوم اسماعيل حسين اصلاح محله آخر سوق الحلوى جهة سوق الغربللي وكان يبيع السجائر جملة ومفردا.
واذكر عبدالله الحلواجي وآخر سوق الحلوى محل اشكناني لبيع الحلويات وسوق الباجة وكذلك محل اليوسفي مقابل محل جدي اسماعيل والعب مع بعض ابناء اصحاب المحلات واذكر سوق الحمام خلف سوق الحريم في الدهلة واذكر المقبرة التي تحولت الى حديقة البلدية ولاتزال موجودة واذا اذن الظهر ارجع الى دكان جدي قرب سوق الحلوى.
الوالد كان خياط بدل، وفي عام 1960 بدأ يخيط ملابس الطلبة في المدارس.
ومما اذكر عندما كنت طالبا واثناء قياس خياط ملابس الطلبة تعرف علي الخياط فقال لي نحن من طرف الوالد، ونعمل معه، والاستاذ سألني: ماذا يقول لك الخياط الهندي، فقلت: يقول نحن من طرف والدك، وكان يحدثني بالاوردو، واسم دكان الوالد «خياط الايام السعيدة»، والدي توفي منتصف الستينيات، واذكر حسن مشهدي وعلي مقدس اصحاب محلات، واذكر بعض الايرانيين خياطين الوالد استفاد كثيرا من عمله كخياط وعرف الخياط لنا لقبا.
الدراسة والتعليم
يتحول ضيفنا بعد ذلك للحديث عن مشواره في التعليم فيقول: اول مدرسة التحقت بها مدرسة النجاح التي كانت في المطبة، وكان ناظر النجاح الاستاذ محمود والوكيل الاستاذ زهدي يدرسنا علوم ومدرس اسمه عبدالسلام ويدرسنا اسلامية ويشرف على طابور الصباح، وأي طالب شعره طويل يحلق شعر رأسه صفر، واذكر في مدرسة النجاح الساحر الهندي الذي يقدم لنا بعض الحركات مثل لعبة الحية يعزف لها ما صول وترقص، ومن المدرسين كذلك منير الدقاق مدرس الالعاب وبعدما عينت مدرسا وفي الثمانينيات قابلته وعرفته بنفسي وعرف اني مدرس، فاختارني مدرسا في الاندية الصيفية وشعره احمر وكان حكما ومدربا ومدرس تربية بدنية.
بعد ذلك انتقل الوالد للسكن في القادسية، فالتحقت بمدرسة سيف الدولة، وفي تلك المرحلة كنت اقلد احد المدرسين في الخط واي طالب يخطئ يعاقبه، حتى ان الوالدة حضرت الى المدرسة وأنبت المدرس لأنه ضربني لعدم قدرتي على تقليده في الخط.
وبحضور ناظر المدرسة وبناء على ما حصل، تعمد المدرس رسوبي واعدت السنة الدراسية، وبسبب العقاب الشديد تعلمت الخط وحاليا اعمل خطاطا، اذكر كنت اذهب لمشاهدة اعمال الخطاطين في السوق.
بعد ذلك انتقلت الى القادسية المتوسطة ثم التحقت بثانوية الدعية واكملت الدراسة فيها ومن ثم التحقت بالمعلمين وتخرجت مدرسا وعينت في مدرسة، وكان معي امين معرفي عين مدرسا، وسبق ان عملت في التربية لمدة سنة وبعد ذلك رجعت الى الدراسة حتى تخرجت والفضل يعود للاستاذ ابراهيم الفارس مدير ادارة البعثات، وقد شجعني على العودة الى الدراسة وهو الذي ساعدني والتحقت بمعهد المعلمين، وكنت اخط اللوحات للادارة لجميع الاوراق.
أول مدرسة عينت فيها
عن اول مدرسة تم تعيينه فيها، يقول الخياط: عينت في مدرسة خباب بن الارت في الجابرية وكان الناظر عيسى السلمان وقد علمت ابنة د.عبدالله السلمان حاليا مدير مركز المعلومات في جامعة الكويت، وكنت ادرسها اللغة العربية ولمدة سبع سنوات وكان الطلبة يطلقون علي المدرس العصبي لأنني كنت اعاقب كل طالب لا يحصل على درجة عالية، وكل طالب مطلوب منه درجة 90% حتى لا يعاقب بالضرب، وفي احدى المرات صادف ان مواطنا عسكريا برتبة عريف قلت له ان الذين معك سبقوك برتب عالية لو اكملت دراستك لكنت مثلهم.
جامعة الكويت
بعد سبع سنوات من العمل التحقت بجامعة الكويت بعد حصولي على اجازة دراسية براتب واكملت اربع سنوات دراسة تخصص لغة عربية جيد جدا مرتفع، ورجعت الى التدريس وقدمت للتربية لدراسة الماجستير فقيل لي ان عمرك تجاوز السن القانونية لدراسة الماجستير وحصولك على اجازة، قلت لمدير الموارد البشرية ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اطلبوا العلم من المهد الى اللحد»، في وزارة التربية حددتم العمر هذا قتل للطموح عند الانسان.
ولم احصل على اجازة للماجستير، فعينت في مدرسة صباح السالم المتوسطة مدرس لغة عربية واذكر الناظر الاستاذ علي آرتي وبعد سنة نقلت الى مدرسة سعد بن ابي وقاص في منطقة صباح السالم وامضيت فترة حتى عام 1995 والناظر احمد دشتي وهو رجل طيب وصاحب حق ولم يفرق بين المدرسين.
واصبت بضعف بالسمع فحولت الى اداري لمدة سنة وثالث مقابلة قلت للمسؤولين ترتيبي الثاني على دفعة القيادة التربوية على اساس ان تؤهلني مدرسا اول.. فتركت التدريس الى العمل اداريا وعينت لمدة اسبوعين في منطقة حولي التعليمية وبعدها نقلت الى ثانوية عبدالله المبارك، وكانت في العدان وكتبت جميع اللوحات الداخلية للمدرسة والآيات القرآنية وكتبت اسماء الفصول وبعد سنة استخدمت سماعات طبية فكانت مزعجة وكانت تعمل لي دوخة.
مدرسة الصم
تحول الخياط بعد ذلك للعمل في مدرسة الصم وعن ذلك يقول: انتقلت الى مدرسة الصم والناظر محمد علي رمضان فاستمررت معهم وكان النظار ينظرون لي على اني خطاط اكثر من اني مدرس.
وهنا اقول انهم في «التربية» يهتمون بالشكليات اكثر من الاهتمام بالتعليم واذكر ان ناظرا طلب مني ان اساعد طالبا للنجاح فقلت له لا استطيع ان انجحه لانه لا يستاهل النجاح وهو بحاجة الى اثنتي عشرة علامة.
فقال: اقول لك انا مسؤولك المباشر فرديت على الناظر لا استطيع ان اساعده على النجاح وقلت له انت تحمل المسؤولية على النجاح فصار الناظر ضدي، واحد النظار ايضا قال وكان آخر العام واخر امتحان رياضيات قال الناظر ساعدوهم على النجاح اثناء الامتحان فرفضت وبعض النظار يساعدون الطلاب على النجاح.
واذكر كنت في سنة ثانية ثانوية وعندي دور ثان في مادة الاحياء وبحاجة لعلامتين للنجاح وقلت للاستاذ نجحني وساعدني فقال ان الناظر يبحث عن كيفية لمساعدتكم للنجاح، وطوال العطلة الصيفية كنت ادرس حتى نجحت.. ما كنت اعطي الطالب درجات للنجاج الا عن حق يستحقه.
استمررت بالعمل في مدرسة الصم، وعندهم مشاكل كثيرة اكثر من التعليم العام، واذكر ان طالبا من الصم كان دائما ينام في الفصل وابلغت الناظر فقال ان هؤلاء يسهرون.
وفي يوم من ايام الدراسة دخل علي اثنين ومعهم الاخصائي الاجتماعي.. استأذنوا مني وكان احدهم يريد الطالب (فلان) فناديت عليه واخذه الاخصائي.
وتبين ان ذلك الطالب الاصم مروج مخدرات استغل من قبل تجار المخدرات لانه اصم وهو مدمن وحكم عليه، فعلى اولياء الامور ان ينتبهوا لابنائهم.
وقال احد الاداريين يا استاذ انت متنبه للطلبة وايضا من مشاكل الصم، حدث موقف من اول يومين دوام ولا اعرف الاشارات وكنت احتياطيا وحضر طالب يستأذن للذهاب الى الحمام، ولم اعرف ماذا يريد فتح الباب وهرب الى الحمام، كذلك اشتغلت في الاندية الصيفية للصم وحمام سباحة للصم.
عندما اشتغلت معهم اذكر ان طالبا دخل على الناظر وهو يكتب واذا بالطالب يضرب الناظر من دون سبب.
وهرب الى النادي الصيفي واذكر مع انتشار الهواتف النقالة كان الأصم يستخدم التلفون مع أصدقائه ومكالمات خارجية خاصة الرسائل الهاتفية.
كلمة حق في الإداريين أقول انهم منتبهون عليهم ومهتمون فيهم ويقدمون لهم الهدايا ويساعدونهم نقديا ولهم رواتب لكل طالب 25 دينارا.
ويقدمون لهم الأكل والسكن لمن يحتاج ولمدة 7 سنوات في المعاهد الخاصة، أكملت 31 سنة في العمل قدمت للتقاعد تعلمت لغة الإشارة للصم.
مهنة التدريس تريد مدرسا فاهمها ويحبها، عملت في الابتدائي واشتغلت مدرسا بالتعليم المسائي ـ وكنت أتعامل مع رجال كبار ـ ومن المواقف يقول الطالب أريد النجاح لأنه إذا حصلت على رابعة متوسط احصل على درجة، وكنت اقول لهم الحضور أولا.
ومن المواقف في التعليم المسائي يوما ما كنت اكتب على السبورة وإذا بطالب يمني يدخل ومعه بقشة الأقمشة، سمعت طالبا يقيم الصلاة أثناء التدريس وقفوا للصلاة صفا واحدا وأدوا صلاة العشاء والطالب اليمني كان يضع الملابس خلف الباب، وصادف احدى المرات في البنك كنت واقفا وإذا برجل يسلم عليّ وقال عرفتني، انا حاليا مدير في البنك وانت أستاذي علمتني في مدرسة الخليل بن احمد، هذا ما يحصل عليه المدرس في حياته معرفة الطلبة له.
ايضا، أوقفني ضابط لأني كنت حاملا لوحة بداخل دبة السيارة نصفها خارج السيارة وأوقفني وقال انا اعرف لماذا انت حامل هذا اللوح من الخشب يا أستاذ انت خطاط.
حاليا اعطي دروسا لمن يريد تعلم الخط خاصة مدارس البنات وأصبحت متخصصا في تعليم المدرسات، اقول ان إقبال المدرسات على تعلم الخط اكبر من حضور الرجال والمكافآت من نظار وناظرات المدارس، واهتم بالدرع التي حصلت عليها أفضل من المال لأنه يصرف ولكن الدرع احتفظ بها وتبقى زمنا طويلا للذكرى.
الدروع أحسن من الفلوس
بعد أداء عملي في المدارس خاصة دورات الخط البعض يعطيني ويدفع نقدا وانا امتنع عن أخذ المبلغ وأفضل اعطائي درعا أو كأسا وهذا أفضل لي في المستقبل ويبين لأحفادي وأولادي الأعمال التي كنت أقدمها، أما المال فهو زائل ولا يبقى ولا يبين لمن بعدي ماذا قدمت فكنت أفضل الدروع والكؤوس، والمدرسون والمدرسات يطلبون رقم تلفوني فأكتبه على السبورة وبعد شهرين أو أكثر يصلني اتصال من احدى المدارس تطلب تعليم تحسين الخطوط والوقت حسب طلب المدارس أحيانا أسبوع أو أقل (لمدة 3 أيام مثلا) كل يوم ساعة والحضور يستفيدون.
حاليا أعمل في منطقة الأحمدي التعليمية وايضا في النادي البحري فبعض الشباب يطلبون مني أعمل لهم دورة في تحسين الخط، وقلت لهم بلغوا الإدارة فهم يكلفوني بالعمل في النادي البحري منذ عام 1977 كنت أخط لهم للأنشطة الصيفية وعضو في النادي
وما أزال أعمل خطاطا وعضوا في النادي وأخط وأكتب الإعلانات للأنشطة مثل الغوص والحداق وأعمل لهم بوسترات وأكتب على الاقمشة والبلاستيك وقبل فترة قصيرة كتبت لوحة إرشادات وليالي رمضان مسابقات شعبية، أكتب لوحات وعندي غرفة خاصة في النادي البحري وجميع الأدوات ايام الاحتلال العراقي نقلتها من النادي البحري واحتفظت بها في البيت وبعد التحرير اعدتها للنادي وحاليا احتفظ بالبوسترات القديمة منذ ثلاثين سنة وعند زيارة الوفود يطلبونها مني ولكن أشعر بالخوف عليها لأني احتفظ بها للمستقبل.
ايضا جميع الألعاب الشعبية اعمل لها لوحات وبوسترات وأحصل على مكافآت.. ولكن البداية حصلت على عضوية النادي وحصلت على ثلاثين دينارا في الشهر.. واشارك بالسباحة في النادي وقد تعلمت السباحة منذ الطفولة عندما كانت الوالدة تذهب إلى البحر حاملة بقشة الملابس تغسلها على ساحل البحر فكنت أذهب معها وتعلمت السباحة ـ وكنت أشاهدها تضرب الملابس بالمضرابة وتنشر الملابس على الصخر منذ ذلك الوقت، وكنت اسبح وأيضا استمر بالسباحة حتى عودة الوالدة الى البيت ومعي بعض الاصدقاء من الشباب.
السينما في حياتي
منذ افتتاح السينما الشرقية وحب مشاهدة الافلام في دمي وأول الأفلام شاهدت عنتر بن شداد أيام كان يمثل سراج منير وايضا في البيوت كان بعض العائلات يعرضون الأفلام في بيوتهم ونحن صغار نذهب لمشاهدة الأفلام.
سراج منير وكوكا في فيلم مغامرات عنتر، واذكر مع افتتاح السينما الشرقية كنت أذهب مع خوالي.
البداية السينما البيتية وبعد السينما الشرقية وكنت مولعا بمشاهدة الأفلام (اسود وأبيض) وكانت البداية مع الأفلام المنزلية، ثانيا: السينما الشرقية مع خوالي، وشاهدت فيلم الفارس الأسود بدور كوكا، وأفلام إسماعيل ياسين، وكان خالي حمزة وعباس اصلاح وجعفر وخليل إصلاح.
خالي جعفر كان أكبر مني بست سنوات، أحببت السينما حبي لنفسي. عام 1959 زاد حبي لها وبعدما سكنا القادسية بدأت أذهب بنفسي إلى السينما ماشيا واذا عندي فلوس أركب الباص الأصفر نسميه بوعرام.
كنت مولعا بالأفلام العربية فصرت أجمع صور الممثلين والممثلات واحتفظ بها وصور الافلام ايضا، كنت أذهب إلى السينما لمشاهدة الافلام الهندية وأشهرها (فيلم بادل) وعرض في الشرقية وفيلم شرابي الهندي وفيلم نرجس، من أجل أبنائي وعرض عدة مرات.
وشاهدت محمود المليجي وفريد شوقي وعندما نشاهد الجزء الذي يختفي خلف الباب نقول خلف الباب يصرخ وأدركت سينما حولي الصيفي وشاهدت ما عرض فيها من أفلام أسود وأبيض.
ومما اتذكر انني في يوم واحد دخلت أربع مرات إلى السينما.
مثلا الفردوس صباحا والظهر الحمراء وبالليل الاندلس وآخر الليل من التاسعة الى الثانية عشرة سينما حولي.
اروح البيت والوالدة تضربني لاني تأخرت، ومن المواقف يحدد في سينما الحمراء يوم للنساء والفردوس ايضا للنساء يوم الاثنين افلام عربية ونحن الشباب ممنوع الدخول فكنت اكلم احدى النساء الكبيرات باعتبار اني ولدها وتشفق علي وتدخلني معها واثناءعرض الفيلم تعطيني السندويشات والبيبسي حتى نهاية الفيلم وهذا يدل على اني مولع بالافلام وهذا لم يمنعني من مواصلة تعليمي.
مدير سينما الحمراء
لضيفنا حكاية اخرى مع السينما يقول في تفاصيلها: مدير سينما الحمراء عبدالهادي السعدون قابلني في يوم من الايام وسألني انت كويتي او غير كويتي؟ فقلت له انا كويتي، فقال سمعت انك كنت تبيع تذاكر وتركت العمل وحاليا رجعت وانت تعمل مدرسا، ما قصتك مع السينما؟
فقلت له عندي تراث السينما احتفظ به في البيت وعندي اوراق احتفظ بها منذ الستينيات فقال قدم كتاب طلب لتعيينك مديرا للسينما فرددت عليه ما عندي واسطة فقال ابحث لك عن واسطة وحصلت على مساعدة من حسين الحشاش نائب مدير سينما الفردوس وكان يقول حرام انت مدرس وتشتغل ببيع تذاكر. ناظر المدرسة عرف بعدما عينت مدير سينما المرحوم عيسى السلمان وقال لي سمعت انك تشتغل بالسينما وانت مدرس اسلامية ولغة عربية؟ فقلت له لو كان راتبهم يعادل راتب التدريس لتركت التعليم ولكن الراتب قليل في السينما، فقال ما يصير ولكن لم استمع لكلامه.
عدنان الحنيف اصدر قرارا بتعييني مديرا للسينما وبواسطة من عدنان بهبهاني واول سينما عينت فيها مساعد مدير سينما السالمية وبعدما تم افتتاح سينما جليب الشيوخ نقلت مديرا لها، ويوسف الشاهين نقلني الى سينما الفردوس مديرا لها وقال لي جرب الافلام واكتب ملاحظاتك عن كل فيلم.
وكنت افحص الافلام من الساعة الثانية عشرة ليلا حتى الفجر ومع الشروق ومعي رجل هندي ويحصل على اضافي وامضيت ست شهور في سينما الجليب ومن الفردوس نقلت مديرا لسينما الاندلس في حولي، وخصصت لي غرفة لتجربة الافلام، ولجميع السينمات، وكنت اراقب الممنوعات منها السياسية والجنسية والفساد في المجتمعات.
أمضيت العمل في السينما حتى حصولي على اجازة دراسية، وقدمت اجازة وناداني يوسف الشاهين وحاول اقناعي بالاستمرار بالعمل لكن لم أستطع الرجوع وتركت السينما عام 1982.
قديما كان مدير السينما هو الآمر الناهي فيها الآن تغير الوضع ولم يعد كالسابق.
ومن المشاكل انه عندما كنت في سينما الفردوس ضبطت الذين يبيعون التذاكر في السوق السوداء، مثلا نفتح الشباك صباحا وخاصة أيام الأعياد وأيام الجمعة لبيع التذاكر ليوم السبت وخاصة إذا كان الفيلم هنديا وله جمهور فالبعض يشتري عشرين او ثلاثين تذكرة فالذي يحضر متأخرا لا يحصل على تذاكر والذي اشترى يبيع عليهم التذكرة بسعر مرتفع بالسوق، وممنوع البيع بعدد خمسين تذكرة، وحتى أتمكن من الإمساك بالبائع كنت ألبس بنطلونا وقميصا، هذه من المشاكل.
ومن المشاكل ان يدخل واحد مع صديقته يحجز لوج ويجلس معها وإذا تم ضبطهما نخرجهما من السينما.
جليب الشيوخ
تم عرض فيلم «شعبان تحت الصفر» وهو فيلم مصري بطولة عادل إمام وذلك عندما كنت مديرا لسينما الجليب وكان العدد كبيرا من جمهور المشاهدين.
كذلك فيلم «أمسية في باريس» شامي كابور بطل الفيلم ونرجس انديا، وفيلم جنكلي بطولة شامي كابور، مثل فيلم كان باشان حاليا. حاليا أشاهد الفضائيات التي تعرض أفلاما عربية وأجنبية وهندية وخاصة الأسود والأبيض وأذكر الأفلام الشهيرة التي عرضت في الفردوس، مثل: «القائد» بطولة كومار، و«أمسية في باريس» بطولة شامي كابور، وتعرفت على مجموعة من المحبين للأفلام وبدأت أتعاون معهم، هوايتي السينما وأتابع الأفلام التي تعرض وكنت أتعاون معهم ولا أزال. أتابع الفضائيات التي تعرض الأفلام الأبيض والأسود، ويعجبني قراءة أسماء الممثلين القدماء والسيارات القديمة وشوارع القاهرة القديمة، والممثلات والممثلين سراج منير، كوكا وتحية كاريوكا ونعيمة عاكف ومحمود المليجي وفريد الأطرش وأفلام شكري سرحان وزكي رستم عندما يمثّل ويؤدي دوره ويقال لا يعرف القراءة والكتابة، حسين رياض في دور الأب ما تقول تمثيل كأنه الأب الأصلي للولد، حاليا بعض الممثلين أثناء العمل ينظر الى الكاميرا، شوف محمود المليجي في فيلم أبوالليل، شوف فريد شوقي في أفلامه، وعندي مذكراتهم وخاصة من الجرائد والمجلات كتبت بعد التحرير للسيد عبدالله الشيتي اربع مقالات، خوالي انتهوا من السينما وأحدهم يقول لي: الى الآن تحتفظ بخرابيط السينما؟!
يوم المباريات بين الأندية أرتاح وأنبسط لعدم وجود رواد وإزعاج ومواقف خالية، والجميع متجه الى المباريات.
وفي ليلة من الليالي كان مدير سينما الصليبخات عنده حالة وفاة واتصلوا بي لأذهب الى الصليبخات، وتبعني رجل كان يعمل بالسينما يشرف على جلوس المشاهدين، وسلّم علي وكان يمسكني عندما كنت صغيرا واصارخ ويطردني وعندما شاهدني قلت له اني مدير سينما جليب الشيوخ. ومن المواقف عندما كنت اذهب الى السينما ولا اجد مكانا كان الناس يساعدونني فعندما اشتغلت بالسينما واشوف المواطنين لا يوجد لهم مكان استدعي العمال ليحضروا ثلاثين كرسي زيادة عن العدد الموجود واقول للواقفين تفضلوا فيقطعون تذاكر ويجلسون على جوانب السينما، وكان مدير السينما يسألني عندك زيادة بالمدخول من اين حصلت عليها فأقول له ابيع تذاكر زيادة واجلسهم على الكراسي فقال لا هذا ممنوع رحلهم للحفلات التالية.
لو حصل حريق المشاهدين لا يستطيعون الخروج لأنك وضعت كراسي بالجوانب.
واذكر اول فيلم عرض في الاندلس اسمه آخر أيام بومباي، ايضا فيلم واسلاماه بطولة احمد مظهر ولبنى عبدالعزيز وفريد شوقي وانتاج آسيا، الفيلم تاريخي وصرف عليه الكثير، هوايتي الخط وشكرا جزيلا لجريدة الأنباء لاهتمامها بتسجيل ونشر التاريخ الكويتي والشكر الجزيل للأستاذ منصور الهاجري المهتم بالتاريخ والشخصيات الكويتية فله الشكر الجزيل.
وإلى المزيد والرقي.
حياة الوالد
استذكر ضيفنا مواقف من حياة والده فيقول:
والدي محمد الخياط كان يعمل خياطا للملابس ومحله كان يقع في شارع الامير (السوق الداخلي) مقابل المدرسة المباركية ومن اصدقائه صاحب مكتبة ابو رويح وحسن مشهدي وطالب جمال الذي كان يملك محلا لبيع الاقمشة وكان الوالد يسوق سيارة سنة 1950 وكان يوقفها بمواقف قريبة من مسجد السوق الكبير.
واذكر أن المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح كان يوقف سيارته بنفس المواقف وأذكر أنها كانت تحمل ارقام وعلم الكويت فعندما كنت صغيرا كان يعطينا نصف روبية.
بائع تذاكر في السينما
أحب الخياط السينما منذ الصغر وكان لذلك تأثير كبير على حياته وعن ذلك يقول: من حبي وولعي بالسينما عندما كنت في الصف الثاني الثانوي تقدمت بطلب عمل لدى المسؤولين في شركة السينما فتم قبولي وعينت على شباك التذاكر، ابيع بعد العصر، وعائلتي لا يعرفون وكان مدير السينما يوسف المير ابو عدنان وذلك عام 1972 وفي سينما الحمراء والراتب سبعمائة وخمسين فلسا وخمسة وسبعين فلسا بدل صرافة، والعشاء دينار واحد، فكان رواد السينما الذين يعرفونني يقولون تأكل بدينار والراتب اليومي اقل من دينار؟ فأقول لهم هوايتي السينما وحبها في دمي لذلك اشتغلت لحبي لمشاهدة السينما وبعد التذاكر تغير العمل.