- كنت ألعب مع أبناء الفريج الجنجفة والدوامة ونذهب إلى نقعة الخرافي للسباحة في البحر وصيد السمك
- كان والدي يستأجر أفلاماً ويعرضها في البيت ويحضر الجيران رجالاً ونساءً وأطفالاً لمشاهدتها وكنا من أوائل من اشتروا جهاز تلفزيون
أبي فتح دكان بقالة في الخالدية وكانت أمي تشاركه في البيع من خلف ستارة
- لدي عملي في «العدل» وكنت أحاول التوفيق بين الدائنين والمدينين وذات مرة تنازل صاحب الدين عن ماله عندما رأى زوجة وأطفال المدين
- تعلّمت العزف على العود عام 1967 وكنت أرافق خالي سالم السلاحي وكان فناناً يضرب المرواس
- تزوجت من ابنة خالي عام 1973 وكان الزواج عن حب
- والدي ركب البحر وخاض أهواله وعمل بحارا بالسفن الشراعية
- كنت من مؤسسي فرقة التلفزيون وشاركت معهم في الغناء ولكن عندما دخل فيها الرقص تركتها
- سافرت إلى البحرين وقطر والإمارات وأقمت حفلات غنائية وسجلت العديد من الأغاني ولي الكثير من الأصدقاء هناك
- كنا نلعب الكرة بالخالدية وكانت منطقة برية ونادي كاظمة كان صيهد فيما العديلية مزارع قمح
- أول عمل لي كان في وزارة العدل لإعلان المطلوب حضورهم أمام المحاكم وكنت أذهب إليهم مشياً على القدمين
- لدى دراستي بمدرسة الخليل بن أحمد جحشني خالد الفهيد وزير التعليم الأسبق في الطابور
- أثناء عملي مأموراً لتنفيذ الأحكام شاهدت فيلات كبيرة خالية من أي أغراض وبها عائلات ينامون على الأرض
- عزفت مع فرقة الأضواء الكويتية على العود وسجلت في الإذاعة كمطرب شعبي عام 1978
- كنت أمارس الرياضة في الفريج مع الأصدقاء وألعب في الهجوم واتجهت للتحكيم
اعداد: منصور الهاجري
ضيف هذا اللقاء الفنان الشعبي ناصر جاسم العوض. يحدثنا بداية عن ميلاده والفريج في الحي القبلي وشارع فهد السالم قديما ما قبل النفط ثم عن تعليمه والمدارس التي التحق بها، وبعدها يذكر عمله في وزارة العدل كمندوب ويشرح لنا طبيعة عمله فيها، يتطرق كذلك الى الحديث عن الفن وكيف واين بدأ مشواره في هذا المجال، كما يتحدث عن خاله سالم السلاحي الذي جمع وسجل كثيرا من الاغاني لمجموعة من المطربين واين ذهبت هذه الثروة التراثية، اضافة الى كيف تعلم العزف على العود ومع من كان يجتمع وفي اي مكان، وفي البخار الذي نقول عنه الدكان تعرف على مجموعة كبيرة من الفنانين الذين سبقوه بالعمل الفني، وكان يزور بعض الفنانين في مقر تجمعهم في الدوحة وفي الخالدية وفي العديلية وكانوا في مرحلة الشباب فأخذ منهم علم فن الصوت وادائه. يحدثنا عن الصوت العربي والشامي والسامريات، وعن سفره الى دول الخليج العربي ومشاركته فناني تلك الدول. ناصر جاسم عوض فنان شعبي له عدة مساهمات في حفظ الفن الشعبي، نتعرف على ذلك اكثر من خلال هذا اللقاء:
يبدأ الفنان الشعبي ناصر جاسم العوض حديثه الشائق عن ذكريات الماضي ومسالكه ودروبه واحداثه الجميلة التي لاتزال عالقة في ذهنه، ويستهل بالحديث عن مولده قائلا:
ولدت في الكويت بالحي القبلي بجوار مسجد المهارة والمنطقة قديما كانت مكتظة بالسكان من الكويتيين.
واذكر الجيران وايام الطفولة مع ابناء الفريج طفولة حلوة وجميلة ـ الناس بذلك الوقت كانوا متحابين راضين بما قسم الله لهم، ومتآخين يحب بعضنا البعض وما كنا نتشاجر.
ومن جيراننا بيت المشوطي وبيت الحجمة وبيت حمد عشيرة وبيت ام ادريس وتقيم حفل ليلة الجمعة للزيران وابراهيم العبيد وبيت الصومالي وحسين الاصمخ وبيت بلال والحساوي وبيت علي السيفان ومما اذكر شباب ذلك الزمن وصديقي سعود المشوطي وخالد احمد الحجمة ويوسف المجيم وطالب وكنت ألعب «الجنجفة» مع صديقي عبدالوهاب، وكنت اركب الدراجة واتجول بها من حي لآخر.
وعلاقتنا عائلية حتى الامهات والآباء، واذا البنات لعبن البزوي نتدخل وننهي لعبهن نلعب الدوامة وكنت اذهب الى البحر نقعة الخرافي ونسبح ونصيد السمك، مع شباب اكبر منا مثل المجري والماجد وكان عندهم فريق كرة قدم ونلعب معهم.
كنا اخوان الآباء والامهات يعرفون ابناء الفريج بالواحد ولا يخافون علينا لانهم يعرفون ان الولد يلعب مع اصدقائه من ابناء الفريج واذا ابتعدنا نذهب الى البحر او حوطة ابن الجراح لصيد الطيور ايام الربيع وفيها شجر الكنار وشارع فهد السالم الحالي على الجانبين بيوت قديمة من الطين وشجر الاثل.
السينما المنزلية
يتحول العوض للحديث عن جانب من الترفيه في حياته وظاهرة كانت بدأت تنتشر في المجتمع الكويتي في تلك الآونة الا وهي السينما فيقول: كنت اذهب لمشاهدة الافلام العربية اسود وابيض وكان الوالد يستأجر افلاما ويعرضها في البيت، وجميع الجيران اولاد ونساء ورجال يحضرون لمشاهدة الفيلم والبيت يتحول الى مسرح والوالدة تستغل الفرصة وتبيع على الحضور (دندرمة) آيس كريم تصنعه بنفسها من شربات الفيمتو بالعصا وكذلك بالحليب وشربات البرتقال.
ويوميا كانت الوالدة تبيع بعدما اشترى الوالد جهاز تلفزيون كبيرا ووضعه في ليوان البيت والاولاد والبنات يحضرون لمشاهدة التلفزيون وخاصة مع بداية التلفزيون لم يكن متوافرا بجميع البيوت فأبناء الفريج يحضرون وكان القسط عشرة دنانير وبعد انتشار التلفزيون قل حضور ابناء الفريج.
وكنا نتعجب من عنتر وهو يضرب ويصارع الممثلين، اقول ان الوالد فتح له دكان بقالة في بيتنا بالخالدية، وكانت الوالدة ايضا تشاركه في البيع بالدكان.
تجلس خلف الستارة وتبيع على من يحضر ويدفع او يضع المبلغ على الطاولة، بعد الحي القبلي سكنا الخالدية وتغيرت الحياة فالاصدقاء غير الاولين والبيت الحديث غير البيت القديم وكل شيء تغير.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في التعليم يقول عوض: بدأت حياتي التعليمية من مدرسة المثنى الابتدائية الواقعة في الصيهد بالصالحية ومن أولى ابتدائي وكانت المدرسة قريبة من منزلنا بالقبلة ولا يوجد ازدحام سيارات وشاهدت السيارات اللوري وكان كثير من الأولاد يستخدمون الدراجة «الكاري» وفيه اضاءة وأرميجر ودينامو ومن مدرسي المثنى عقاب الخطيب ومحمد النشمي وعبدالحميد عطية وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة عمر بن الخطاب على ساحل البحر – الناظر سعدي بدران والوكيل محمد غيث ومن بعد يعقوب الرشيد، ومدرس اللغة الانجليزية صالح شهاب ومدرسون كويتيون ووافدون أما المراجعة فقد كنت بنفسي اكتب الواجب، فالوالد والوالدة لا يعرفان القراءة ولا الكتابة لم أمارس الرياضة في المدرسة وكان نشاطي الرياضي بالفريج مع الأصدقاء، وكنت العب في الهجوم واتجهت للتحكيم وكان بالمصادفة وكان ملعبنا بالخالدية مقابل الحديقة وملعب آخر بالخالدية أيضا مقابل الحديقة وكنت احكم بين الفرق، ومن الليل نتفق على اللعب عصر اليوم الثاني، وكانت الخالدية منطقة برية ونادي كاظمة الحالي في العديلية كان صيهد نلعب بتلك المنطقة وكانت العديلية مزارع للقمح.
أيضا من أنشطة الشباب كنت اصيد الطيور بالفخ.. الطفولة كانت جميلة وحلوة أحلى من هذه الأيام ومن الأصدقاء عناد السهلي ومحمود سويدان والفنان محمد مطر.
مدرسة الفيحاء
يستطرد ضيفنا حديثه عن سنوات دراسته قائلا: التحقت بمدرسة الفيحاء ومنها نقلت الى الخليل بن أحمد بكيفان وكان الناظر المرحوم خالد المسعود الفهيد وزير التربية الأسبق وقد جحشني أثناء الطابور ومن ثم نقلت الى الفيحاء المتوسطة، والناظر فلسطيني ومن بعد ذلك انتقلت الى المعهد التجاري والتعليم لمدة سنتين للحصول على دبلوم متوسط، وكانت التجارية في المثنى بشارع فهد السالم وبعدها أنهيت دراسة الدبلوم، ومن حسن الحظ تم افتتاح معهد تجاري ثانوي فالتحقت به ولمدة 4 سنوات.
أنهيت الدراسة بحصولي على دبلوم تجاري ثانوي وكان الوالد - رحمه الله - يوصلني الى المعهد ذهابا وإيابا وكان عنده سيارة «زفير» وبعدها «فوكصول» موديلات قديمة.. وكان معي محمود سويدان وناصر بخيت وعناد السهلي وبعد حصولي على الدبلوم الثانوي تقدمت للعمل، أما بالنسبة للثانوية العامة فكان المطلوب تقديم امتحان في مادتي الانجليزية والجغرافيا، ما قدمت واتجهت للتجاري بعد حصولي على دبلوم المتوسط، واثناء العمل التحقت بالدراسات الليلية وحصلت على الدبلوم الثانوي التجاري.
أول عمل في العدل
بعد الانتهاء من الدراسة كان عوض على موعد مع الدخول الى ميدان العمل وعن ذلك يقول: عينت موظفا بوزارة العدل بعد حصولي على الدبلوم المتوسط وبعد ذلك حصلت على الدبلوم الثانوي التجاري أثناء العمل بوزارة العدل، وعينت في عمل مندوب إعلان وكان وكيل الوزارة الحاج عبدالعزيز المطوع (ابوصافي)، وقد قال «نعينك في الاعلانات» فقلت «أنا متخصص بالإعلانات التجارية، فقال «لا هذا يختلف»، انت تعلن المطلوب الحضور أمام المحاكم، وكان المدير المستشار راشد عبدالمحسن الحماد وسلطان السبيعي وناصر المعيلي كان راشد الحماد يتعامل مع العاملين معه برقي وحسن الخلق وطيب النفس وهو رجل طيب جدا ورجل متسامح واذا غاب موظف يجلس معه ويستفسر عن سبب غيابه بكل طيب ومحبة وقد حددت لي المناطق النموذجية والأسواق والمدعي يحضر ونذهب معه الى المدعى عليه، وذلك لعدم وجود عناوين واضحة، ومنذ الصباح يحضر صاحب القضية، وأحيانا يتكرر إعادة الإعلان للمدعى عليه وأحيانا تحدث مشاجرات قوية بين الدائن والمدين.. واذا لم يتسلم نعلن مختار المنطقة، ومخفر الشرطة نسلمهم البلاغ، كان هذا العمل فيه إرهاق وتعب وكان معنا بعض الوافدين ولديهم خبرة طويلة بالعمل.
حاليا العمل توزع والموظفون زاد عددهم وكنت دائما ماشيا... وبعد ذلك تعلمت قيادة السيارة – والوالد اشترى لي سيارة والقسط الشهري 20 دينارا.
وكنت استخدم السيارة الفولكس للتنقل بها من منطقة لاخرى، كان البداية في العمل رئيس الاعلانات سلطان السبيعي وحسين الملا رئيس القسم وكذلك سعود الوقيان وحسين دشتي، نحن بين كتبة ومسؤولين كويتيين ومعنا بعض الوافدين، ومجموعة مندوبين.
الترقية إلى مأمور
بعد العمل لبعض الوقت في وظيفة مندوب تم ترقية العوض الى مأمور وعن ذلك يقول: المأمور يعطى طبيعة عمل علاوة وكانوا بحاجة للمأمورين الكويتيين المندوب غير المأمور وهو للتنفيذ، فنقلت مأمورا لتنفيذ الحكم، واحيانا آخذ معي شرطة واذن من مدير التنفيذ بأنه لا مانع من استخدام الشرطة وهو للحماية واذ وجدنا الباب مغلقا نطلب من المدعي بالتصرف بفتح الباب بأي وسيلة، وندخل داخل البيت ونجرد ونسجل ما يراد بيعه والمحجوز عليه ومشاكل كبيرة، مثلا ندخل الفيلا الكبيرة المحجوز على الاغراض ولا نجد شيئا من الاثاث شاهدت بعض العائلات ينامون على الارض باستخدام اثاث بسيط، الاب يبيع لانه مطلوب من عدة جهات وعند الحجز لا نجد شيئا، دخلت بيوتا كبيرة وبعد ذلك حصلت على ترقية من مأمور الى رئيس قسم ومراقب.
وحصلت على قرار ان اعمل مدير تنفيذ بالوكالة اثناء غياب المدير الاصلي، وفي هذه المرحلة شاهدت مشاكل انسانية كثيرة ولم يكن المدراء قضاة في السابق بل كانوا اداريين وكان مديرا واحدا في ادارة التنفيذ حاليا المدير ومعه مساعدون في الادارة وفي الخارج.
قديما كنا في العاصمة صرت مراقب ادارة ومسؤولا عن المأمورين وأضع جدولا للجميع للتوزيع على العاملين حسب المناطق واذا المأمور لم يجد احدا في البيت المراد الحجز على ممتلكات صاحبه يذهب الى المخفر ويضع حراسة على البيت ويرفع الامر الى مدير التنفيذ وبدوره يصدر القرار لا مانع من استعمال القوة الجبرية، العمل متعب وفيه امانة، واقول ان المأمورين يستاهلون مكافأة طيبة ومجزية كذلك المندوبون.
مثلا اذا كان البيت ثلاثة طوابق يفتش بالكامل حسبما هو مطلوب، والمأمور يحجز على الجزء المراد دفع ثمنه، واقول هنا ان القضاء الكويتي سليم ونزيه وادارة التنفيذ 30 سنة واقول ان المأمورين جنود مجهولون، والمأمور في حالة خطر، المأمورون يدخلون المعهد القضائي لعقد دورة لهم، بما يتناسب وعمله، والمزاد العلني المأمور يتواجد مع الدلالين للبيع ويشرف على البيع كل يوم ثلاثاء، واذكر من الدلالين الصقران والعصفور والفورط والريش والعطار، مسجلين عند الادارة وكل اسبوع على واحد، واحيانا اصحاب الشركات الدائنة يعيدون جدولة الديون ويتم الاتفاق بين الدائن والمدين، واحيانا اقول للدائن ترى المدين ما عنده المبلغ بالكامل يدفع لك النصف فيقول حاضر ويتسلم النصف ويتنازل عن الباقي فالمأمور احيانا يخفف ويتفق مع الطرفين.
ومما اذكر ان احد الدائنين تنازل عن المبلغ بالكامل عندما شاهد الاطفال وامهم، وابلغني بذلك ووقع امامي على التنازل، كمسؤول تنفيذ ادخل واسطة بينهم واقول للدائن اذا لم يدفع بوجهي المدين بخون واتحمل الدفع وآخرين المبلغ ناقص واكمله عنه، واخلاء محلات وبيوت وكراجات كلها بسبب الديون ايضا مرات اخلاء البيت عدا طابقا واحدا تبقى فيه المطلقة زوجته مع اولادها الصغار والمشاكل بازدياد واما الوافدون فيتم عليهم ضبط احضار ومنع السفر.
الحياة الزوجية
دخل الفنان ناصر العوض مرحلة جديدة من حياته الاجتماعية حيث تزوج عام 1973 وعن هذه الخطوة المهمة في حياته يقول:
تزوجت عن حب وهي قريبة من عائلتي وكانت طالبة والدها عبدالرحمن السلاحي والوالدة خطبتها وتمت الموافقة من دون تردد والشيخ ناصر المعيلي كتب عقد الزواج (الملچة) وعمها سالم السلاحي حضر عقد الزواج لأن والدها كان متوفى والقاضي سألها: هل أنت موافقة؟ فقالت: نعم. وكان ذلك عام 1973.. والدها خالي.. فهي بنت خالي.. أنهت الثانوية العامة واشتغلت والله رزقنا بولدين وابنتين، الأولى مديرة فرع في أحد البنوك وقد أسميتها الجازي على اسم جدتي وأما الثانية فهي أسماء موظفة وعبدالرحمن يعمل بالنفط وبدر عسكري.. عبدالرحمن على اسم خالي والد الزوجة.
حياة الوالد
يستذكر العوض والده وبعض المواقف من حياته فيقول: والدي ولد في الكويت بالحي القبلي وبداية حياته كان يعمل مع السفن الشراعية بحارا وأمضى حياته مع النواخذة ولكن لا أعرف مع من من النواخذة.. وبعد البحر عمل بالوزارات الحكومية، والدي رحمه الله كان رجلا هادئا كان عنده راديو يسمع الأخبار خاصة بعد التقاعد، ويذهب الى ديوانية ابن حسين ويشاركهم الفن والغناء والصفقة أثناء الغناء وكان ينش وهي حركة الدوران وهو وضع أو زخرفة معينة وهو مثل الزفان حركة على حسب اللحن.
حادث حريق
بعد وفاة خالي سالم السلاحي ولده عبدالله أخذ جميع الأشرطة والمسجلات واحتفظ بها وخزنها بالشبرة فوق السطح، المهم اني كنت أريد الاحتفاظ بتلك الأشرطة والاسطوانات والمسجلات لكن وضعها فوق السطح بالشبرة أدى الى احتراقها كلها بسبب تعرضها لحرارة الشمس لسنوات عدة، وانتهى التراث الذي جمعه خالي سالم السلاحي، بنفس الفترة كنت اذهب الى بيت خالي اجتمع مع ولده محمد وكان يدندن على العود.. وكنت ارسم واخط على لوحة بنفس المكان واذا تعبت آخذ العود وأيضا ادندن، من تلك الدندنة تعلمت العزف البسيط على العود وكان ذلك عام 1967 وأول أغنية «مر ظبي سباني» سباتي والثانية «بالبله دانه» بنفس الوقت تعرفت على طارق العوضي وسعد فرحان الرومي وكذلك عيسي دشتي وكان في أنحاء القوى وكان يسكنون في العديلية ويجلسون في ديوانية سعد الرومي.
تعلم العزف
يستطرد الفنان ناصر العوض في حديثه عن تعلمه العزف على العود وضرب المرواس ويفصل في هذا الأمر قائلا: هكذا بداية تعليمي العزف على العود والغناء عندما كنت مرافقا لخالي سالم السلاحي وكان فنانا يضرب المرواس ويقوم برقم المراويس وكذلك من هواياته التسجيل للمطربين ما يسمع عن مطرب إلا وراح يسجل لهم ومما اذكر انه سجل عدة أشرطة للفنانين مبارك النومان وسعود العروج وللفنان عبدالعزيز بورقبة ومطربين بحرينيين آخرين وكان يعمل نماذج للسفن الشراعية فكان فنانا، وفي البداية تعلمت من خالي سالم السلاحي ان أرقم المرواس وعنده من الأولاد اثنان وكانا مهتمين بالتراث... وكنت معهم.
وعيسى دشتي كان يسكن بالقرب منهم رجل عماني اسمه عبدالله وكان يعزف على العود وطارق العوضي بيتهم بالعديلية وكنا نجتمع في البراحة مقابل الفيحاء وديوانية مقابل البراحة وكنا مجموعة من الشباب، وكان طارق العوضي يفرش لنا سجادة ونجلس عليها وسعد فرحان وطارق العوضي يضربان على المرواس والعماني يجلس معنا.
بدأت العزف وفي الفيحاء ديوانية كان مشاري المسباح من رواد تلك الديوانية فكان يعبر عن الفيحاء الى العديلية ويجلس معنا وكان من العازفين الممتازين وكان يقلد ضاحي بن وليد في الغناء، وكل ليلة يغني لنا اغنيتين، هذه المرحلة الاولى من تعليم العزف، اما المرحلة الثانية فكانت في ديوانية خالي عبدالله في العديلية متمكن من الزفان ويضرب المرواس والكف ومن اصدقائه الفنان الشعبي مبارك الحجي والفنان يوسف الفهد وطارق المنديل وابراهيم الوهيب والفنان مصطفى العدساني ومحمد الحمد وآخر اسمه سيف، ايضا معنا خلف المسعود وعلي المسعود وعبدالوهاب عبدالسلام فكنت اذهب مع خالي عبدالله عندهم في مخيمهم في الدوحة عند المدينة الترفيهية الحالية.
وكانوا يجتمعون كل اثنين وخميس فأكون متواجدا عندهم وبعد العشاء يبدأ العزف وحفلة السمر، وعندهم مسجد بجوار الشاليه وبعد الصلاة يبدأون الحفل، وآخر الليل بعد الانتهاء من السمر يناديني الفنان مبارك الحجي ويعطيني العود واباشر العزف على العود واذكر حمد اللوغاني يقول من هذا اللي صوته وصواصه، وفي الخالدية توجد ديوانية محمد مطر العبيدان وعبدالله يعزفون العود ومحمد عنده بشتخته يشغل الاسطوانات، وكنا نجلس في البخار وهو عبارة عن دكان خالي والوالد عنده دكان وفيه عامل يبيع والكبار يلعبون كوت ابوستة.
التواجد في البخار
نحن مقابلهم في البخار نعزف العود، وبخار آخر لاحمد الدويخ يجلس ويجتمع فيه الشباب بذلك الوقت وهو عازف عود وشاعر وكنا نطلق عليه الحوري، ومما اذكر عندي حمامة اسميتها الحوري نسبة للشاعر، كان يجلس عنده جمعة الطراروة وهو فنان ومغن ومحمد المطر ايضا فنان وهو مطرب ممتاز.
وكان اخي احمد يعزف العود والكمان وكان مبدعا فيهما وكان راشد الحملي يعلم اخي احمد وكانا يغنيان اغاني ام كلثوم، وكان محمد ويوسف المطر يحضران عندي، هكذا تعلمت العزف على العود بالتواجد مع مجموعة الفنانين بذلك الوقت.
وكنت اعزف العود لراشد الحملي وهو يغني واخي احمد يعزف الكمان واستمررت في العزف والتعلم بدأت مع ثلاث مجموعات.
فرقة الأضواء الكويتية
شارك العوض بالعزف مع فرقة الاضواء الكويتية حيث كان يعزف على العود وعن ذلك يقول: تأسست فرقة الاضواء اواخر الستينيات وحضرت عندهم وكنت اعزف العود على الخفيف ورئيس الفرقة سعود الرندي ونائب الرئيس احمد خلف بوراشد وسعود الفرج ايضا من ضمن الفرقة وسالم الفرج وفاضل عبدالله وصالح سلطان وسليمان الملا وهو عازف وناجي سلطان وعبداللطيف الحمدان وطارق الدلامة وجميع هؤلاء فنانون ايضا عبدالله الراشد اسير.
استمررت في العمل وكنا نشارك ايام الترويح السياحي كذلك كنا نستأجر بيتا في خيطان من بيوت عبدالعزيز الرندي ونجتمع فيه للفن وكان يحضر عندنا المرحوم ابوسعود الرندي هنا حضر عندنا احمد درويش ويوسف الملا وسليمان الملا واحمد درويش من الفنانين الممتازين في تلك الفترة بدأت اغني ومعنا عبدالعزيز حسن عازف القانون وابراهيم البخار يعزف قانون، ومما اذكر ان طلبة بحرينيين كانوا يحضرون عندنا وعبدالله بوخيري، تمكنت من العزف، قدمت للاذاعة عام 1978 للتسجيل كمطرب شعبي واول اغنية سجلتها صوتا كانت «امانة ايها القمر المطل» ثم بعدها «باح دمعي بالذي اخفيته» وبعد ذلك سجلت عشرة اصوات بمرافقة فرقة جاسم العصفور الشعبية واستمررت معهم وتركت فرقة الاضواء كان خالي مع فرقة العصفور أيضا كنت أذهب مع خالي سالم الى ديوانية أولاد ابن حسين والوالد ايضا مع ابن حسين
انشقت الفرقة حمد بن حسين وحمد بن حسين، والوالد مع الاثنين حسب إقامة الفرقة للحفلات الشعبية، استمررت مع جاسم العصفور في فرقته وفتح له ديوانية وصرت مطرب الفرقة ومعنا المرحوم سعود العروج وأما المرواس فأذكر خلف المزيعل وحصلت على هوية كمطرب شعبي في الاذاعة حتى الغزو العراقي وبعد التحرير ذهبت الى الاذاعة للتسجيل كان الملف مفقودا.
وعملت ملفا جديدا بدرجة (ج) عند مراقبة البرامج.
حاليا الموظفون القدماء تغيروا، وحاليا مطرب شعبي ونهام ودرجة (جـ : أ).
استراحة الفنيطيس
كانت لضيفنا استراحة يتجمع فيها نجوم الفن وغيرهم من الشباب ويقول عنها:
بعد هذا المجهود والعمل بالفن أسست استراحة فنية واستأجرت بيتا في الفنيطيس، وأطلقت عليها «استراحة دار الطرب» وأحد الاصدقاء كان عنده استراحة اسمها «دار الفن».
بدأ الفنانون بالحضور ومجموعة من الشباب وحمد خليفة من الحضور واحتفلنا معه وسجلت له أصوات وهو فنان كبير وقديم حضر عندي من الفنانين علي المسعود ومحمد المطر وسالم الفهاد وإبراهيم سجل عدنيات وأصوات وفهد سناف وكثير من المطربين، وأذكر مبارك الحجي وصلاح حمد خليفة، استمررت حتى الغزو العراقي ومحمد الحمد وأبو بشير الماص وعبدالله الماص وعبدالله الدخيل وبعد التحرير من براثن الغزو العراقي أسست دار الطرب للمرة الثانية واستمررت بها وحضر الشباب الجيل الثاني وعلي المسعود.. المروسة ضاربي المرواس الاولين والذين كانوا بالقمة كانوا مدارس وهم أدركوا فترة البحر والسفر الشراعي، أيضا حضر عندنا عام 1996 مجموعة كبيرة من الشباب والمخضرمين، وسليمان اللهو قد فتح له دارا وديوانية في بيته، أيضا حضر عندنا محمد التناك والعمارة وصلاح جويد وناصر الفوزان وأحمد زيد أبوخالد واستمرت الدار الى عام 2001 كنت بنفسي أدفع الايجار.
كذلك أيضا انتقلت الى دار ثالثة في الفنيطيس والفن والفنانين والشباب والكبار وحضر عندي حميد مجيد لغناء المقامات، وكذلك حضر عندنا أبوعوف من هذه الدار أنشأت مدرسة خاصة لي وعندي مقلدون ومحبون لفن الصوت وأحفظ شعر الزهيري وحفظت الشعر الفصيح وهذا نموذج من شعر الزهيري الذي أحفظه:
يا من غرامه بأقصى الضماير حكم
وأثر المقادير تجري والمقدر حكم
شتان بيني وبينك بالدعاية حكم
حالي نحل وانتحل وصار النفس مقطوع
من يوم حبل المودة بيننا مقطوع
حتى في لعب الورق ذاتي أنا مقطوع
كل ما أقط له ورق ينزل علي حكم
زهيرية للنهمة التي تعلمتها عند محمد بن حسين وهو نهام رجل طيب ذو أخلاق عالية ويحب الخير للجميع، وقبل ذلك البداية مع جاسم العصفور وكذلك أدركت المرحوم سعد العبكل أبومساعد وشاركته في النهمة.
ومع راشد الجيماز وعيسى بن جاسم وعيسى العميري وياسين جميعهم مشاركتهم النهمة البحرية، أقول ان النهمة أداؤها صعب وكنت أذهب الى البحرين وأشاركهم وتعرفت على الصديق سالم العبدالله ضارب مرواس قال لي يا أبوعوض إما ان تكون مطربا لغناء الاصوات أو تتفرغ للنهمة وهي صعبة وتنتهي صوتك حاليا أنا مطرب أصوات والنهمة قليلا ما أؤديها.
الحفلات الغنائية
سافرت الى البحرين وشاركت الفرق البحرينية بالسمرات وكونت صداقات مع فنانين بحرينيين كذلك سافرت الى قطر وأقمت حفلات وسجلت بعض الاغاني، أيضا سافرت الى دولة الامارات وشاركت في الحفلات وسجلت أغاني أصوات وبعد كل هذه المشاركات أقول ان الصوت الكويتي في أدائه يختلف عن أداء الصوت البحريني، الصوت الكويتي طربي ملحن حلو وسريع، أما الصوت البحريني فيأخذ مساحة أكبر وفيه نقش للعود ومساحة للخرفان والصفقة فيه فراغات.. الكويتي موسيقي مثل صوت «حرق شجوني غزال فاق البدر والغزالا»، ومثل:
قف بالطواف ترى الغزال المحرما
حج الحجيج وعاد يطلب زمزما
ما الاسم قالت سلمى والمنازل مكة
والبيت ما بين الحجون وبينما
وأقول هنا إن الحكومة ووزارة الاعلام ما يقصرون معي كل ما أطلب تتم الموافقة، والفن الكويتي الآن في القمة كل شيء ممتاز ودول الخليج لا يوجد فيها دعم للفن الشعبي مثل الكويت، نحن سنويا نسجل للاذاعة وقبل شهر بتاريخ 29/3/2011 قمت بتسجيل حفلة للاذاعة.
ودائما معي عبدالمحسن ستيل واحمد الدخيل وجاسم مصطفى وجمال العروج يضربون مرواس وابني يعزف كمان لمشاركتي ومحمد رويشد على القانون لحن لي أصوات عددها ستة أصوات حاليا يشرف على فرقة التلفزيون وأنا واحد من المؤسسين للفرقة، وشاركت معهم بالغناء، والفرقة تأسست على أساس للفنون والاغاني الشعبية بعد ذلك دخل فيها الرقص والحركات فتركت الفرقة.
الفن الشعبي بحاجة للدعم فنيا وماديا، التلفزيون مطلوب الاهتمام بالفنانين الشعبيين خسارة بأن الكبار توفوا.. عندما يحضر فنان من الخارج يسجلون له وتعرفت على الشاعر أحمد النمش كتب زهيرية وهي:
اسأل إلهي الرحمن يحفظ الكويت وأهلها
مثل امي عزت علي والكرام أهلها
أهل الاصل والطيب الصفاة أهلها
الوطن غالي ولازم تلتزم بأرضك
مهما طالت الغربة لازم تقدس أرضك
الناس تاكل بعض الله يستر على عرضك
عاشرت جميع الاجناس ما شفت طيب من أهلها
أيضا بعث لي احمد النمش بهذه الابيات:
يابو عوض يا شيخ الرجولة
طيب والنعم من الطفولة
آخر شيء أقول كنت أكتب في احدى الصحف اليومية ولمدة ليست قصيرة وأكتب عن فنون شعبية موجزة عن كل مطرب قبل ذلك جريدة فنون ولمدة سنتين بعد ذلك أنهيت العمل الصحافي.
آخر شيء أقوله يا بوطلال شكرا لك على هذا المجهود الطيب، وشكرا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالشخصيات الكويتية وحفظ التاريخ الكويتي.