- الكويتيون بالسابق ما كانوا يأكلون لحوم التيس وحالياً بدأوا يقبلون عليه فارتفع السعر
- تعلمت قيادة السيارة عندما اشترى أخي شارع الرندي سيارة
- الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة في ذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات
- بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان
- في عام 1960 تركت سيارات التاكسي وعينت في كراج البلدية
- ولدت في الحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية
- أذكر دق الهريس بالمنحاز استعداداً لشهر رمضان
- بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف وأذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطست ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصوم
- أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ثم نقلت إلى المدرسة القبلية
- عائلة الرندي كانوا يسكنون في بيت كبير مكون من مجموعة من الغرف والطبخ فيه مشترك
- أول عمل في حياتي كان في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقاً
- عملت سائق تاكسي وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وذلك عام 1948
- اشتريت سيارة وانيت موديل جديد وكنت أنقل الركاب إلى مدينة الكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع راشد عبدالله الرندي من جيل ما قبل النفط، رجل مخضرم له باع طويل في الفن الشعبي، فهو ينتمي لعائلة رجالها من الفنانين.
يقول: تأسست فرقة الرندي في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح وكان رئيسها جدهم الكبير، وكانت فرقة للعرضة الحربية - ثم تطورت الفرقة مع مرور الأيام والسنين إلى يومنا هذا - وصار رئيسا لها منذ سنوات مضت، ولد ضيفنا في الحي القبلي والتحق بالمدرسة المباركية ومن ثم انتقل الى المدرسة القبلية، ولكن لم يكمل تعليمه، فترك الدراسة وتعلم قيادة السيارات وكان يسوق بدون إجازة، وعدة مرات كان أحد رجال الشرطة يعطيه مخالفة ويمنعه، وبعد فترة حصل على الإجازة من بلدية الكويت واشترى والده سيارة لوري وصار سائقا عليها، ينقل الركاب، ومن ثم اشترى سيارة وانيت فورد اللون أحمر، وكان ينقل الركاب من منطقة جليب الشيوخ والفروانية وخيطان، والراكب بنصف روبية وفي اليوم مرتين ينقل الركاب.
ومع بداية النهضة الحديثة ترك التاكسي واشتغل بالجمارك والبلدية حتى التقاعد، وتفرغ لرئاسة الفرقة الشعبية، يحدثنا عن بعض الحوادث والقصص والطرائف وبعض المواقف.
يحدثنا عن حارس الجاخور في منطقة كبد، وخاصة عندما دخل المستشفى، وبعد خروجه منه كيف وجد جاخوره، وماذا فعل عندما قدم شكوى للمخفر.
راشد الرندي يحفظ القصائد والأناشيد التي يرددها مع فرقته الشعبية.
المزيد من التفاصيل من حياته وذكرياته في السطور التالي:
في مستهل اللقاء يتحدث ضيفنا راشد عبدالله سليمان الرندي عن بداياته ونشأته، حيث يقول: ولدت في دولة الكويت بالحي القبلي عام 1933 وكان بيت الوالد بالقرب من المدرسة القبلية مقابل مسجد ملا صالح وعائلة الرندي كانوا يسكنون في ذلك البيت الذي يتكون من مجموعة من الغرف الطبخ فيه مشترك وكل عائلة يضعون لهم الأكل البيت الكبير فيه عريش وتنام على السطوح في الصيف.
الحياة القديمة تختلف عن حياتنا هذه الأيام مع ظهور الأجهزة الحديثة بذلك الوقت لا توجد كهرباء ولا تلفزيونات، ومع ذلك نثق ببعضنا البعض والتعاون والتلاحم بين أبناء الفريج الواحد والمساعدات بين الناس، الجار إذا سافر يوصي جاره على عائلته والعائلات مترابطة متعاونة، واذكر النساء كبيرات بالسن يجتمعن في بيت إحداهن ويحضر معهن بعض النساء (شاي الضحى)، واذكر دق الهريس بالمنحاز وجمعها مناحيز (عبارة عن قطعة خشب محفورة من الداخل يوضع بداخلها القمح ويدق بأعمدة خشبية لشهر رمضان ومما اذكر انني بدأت الصيام وكان عمري 7 سنوات أيام الصيف.
اذكر كنت مع شباب العائلة نضع ماء بداخل الطشت ونضع أرجلنا بالماء نخفف حرارة الصيف لكي نستمر بالصيام ونصوم بحزم من الوالدين.
ومن الجيران العجيل وعائلة عبدالملك والعدساني ومحمد الشرف واخواني تعلموا في مدرسته والزايد عندهم مذيعة وابن الشيخ.
التعليم والدراسة
أول مدرسة التحقت بها كانت المدرسة المباركية ومن ثم نقلت الى المدرسة القبلية (وعرفت بهذا الاسم لأنها في الحي القبلي) 3 سنوات في المباركية واذكر من المدرسين المرحوم عبدالملك الصالح واذكر ملا عثمان العثمان في المدرسة القبلية واذكر من الطلبة حمد الساير وفجحان هلال وآخرين من أبناء الفريج، ولم أمارس الرياضة في المدرستين، وعلمونا الكتابة بالحروف والقراءة.
السوالف كثيرة والطلبة والتعليم كان بسيطا والمدارس الأهلية لتعليم القرآن الكريم والقراءة والكتابة.
عام 1938
يكمل الرندي: كان عمري 9 سنوات في عام 1938، وفي صباح احد الايام حضر عندنا أحد المسؤولين وينادي على عبدالعزيز الرندي صاحب فرقة الرندي للعرضة والسامري وخرج جدنا الكبير وركب السيارة الوانيت وركبت معهم بالوانيت الأحمر، وأخذنا الطبول والطارات والبيرق وتوجهنا الى دسمان:
نحمد اللي عز والينا
شيخنا احمد ونتذرى به
واعذاب اللي يعادينا
بالمشوك نشلع أطنابه
طاب نوم العين حامينا
يوم فك العز بابه
لا تبي بالله توكلنا
طالبين الله وراجينا
وهذه القصيدة:
راكب اللي تسبق الطير خفاق الجناح
الى مرست خضر تصرم قوي حبالها
اندب المرسول على شيخ الصباح
قل لبوناصر بلادها يصفي حالها
والى انتهض طير السعد تو..
والى احترك سبع الجزاير تهز جبالها
شيخنا خل الحجايا تطير بها الرياح
لا تطيع اشوار ناس تربي مالها
الأعمال التي زاولها
عن أول عمل اشتغل به يقول الرندي: أول عمل في حياتي في إدارة الجمارك وكنت أشتغل سائقا، تعلمت قيادة السيارة عندما أشترى أخي شارع الرندي سيارة، فكنت آخذ السيارة وأخرج به الى بر جليب الشيوخ وكان عمري ست عشرة سنة وكنت شابا قويا وجريئا، وبعد ذلك والدي عبدالله الرندي اشترى سيارة لوري للنقل، ولكن لم يتعلم قيادة السيارة، فكنت أسوق اللوري بدون معرفة الوالد وأخي شارع وقد اشترى اللوري من العيار والوالد كان عنده أغنام ويبيع ويشتري فتكون عنده مبلغ واشترى اللوري، يوجد شرطي في سوق السلاح كلما شاهدني أعطاني مخالفة والشرطي بيتهم عند مسجد ملا صالح بشارع فهد السالم، وكنت أنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وأجرة الراكب نصف روبية وينزلون عند سوق السلاح وفي اليوم الواحد أنقل ركاب مرتين في اليوم صباحا وبعد العصر يعودون الى مناطق سكنهم، كان كل واحد منهم ينام في المسجد، وذلك عام 1948 وبعد ذلك لوري آخر، اشترى الوالد لوري فورد من شركة الحميضي، وذلك عام 1948 سيارة جديدة والفورد في ذلك الوقت له سمعة طيبة ومن يملكه كأنه ملك السيارات، وأذكر أن واحدا كان يشتكي عليه عند الشرطي وهو رئيس عرفاء نعرفه بولد المطوعة وبيتهم في الصالحية، وذلك الرجل دائما يقابله ويشتكي.
إجازة القيادة
عن قصته مع رخصة قيادة السيارة يقول ضيفنا: بذلك الوقت كانت بلدية الكويت تصدر الاجازات فتقدمت بطلب للحصول على الاجازة، وذهبت الى دائرة الشرطة وحددوا يوم الاختبار وأعطوني شرطيا لكي يختبرني واسمه علوان، وكان عريف شرطة، ونجحت من أول اختبار وذهبت الى مبنى البلدية القديمة مقابل تانكي الماء الكبير الموجود بساحة الصفاة، وتسلمت الاجازة من البداية في الوانيت وبعد ذلك اللوري.
سائق وانيت تاكسي
يقول الرندي: اشتريت سيارة وانيت موديل جديد وبدأت أعمل به بنقل الركاب من جليب الشيوخ وخيطان والفروانية وكانت تعرف «بالدوغة» قديما الى مدينة الكويت وسعر الراكب نصف روبية والركاب من الكويتيين وفي اليوم الواحد حصلت على مائة روبية منذ الفجر حتى المساء.
ويوجد محطة بنزين واحدة بشارع فهد السالم مقابل حديقة البلدية واستمررت بالعمل حتى عام 1958 ولمدة عشر سنوات وكان سعر الوانيت مرتفعا وبالأقساط نظام الكفيل كان موجودا والوالد هو الذي كفلني عند شركة الحميضي.
بعت الوانيت واشتريت سيارة بوكس سبعة راكب اللون أحمر الركاب ينزلون في ساحة الصفاة وبعدما ينتهون من السوق أنقلهم مرة ثانية الى مناطقهم والطريق رملي غير معبد بتلك السنوات، وأيضا الى الاحمدي وبعد سنوات بدأ تعبيد الطريق من الفروانية إلى المقوع والاحمدي ولا نذهب الى الاحمدي إلا إذا كان الراكب على حسابه بسعر عشر روبيات وبعد ذلك تركت التاكسي حتى عام 1960 واشتريت سيارة صالون نقل خاص.
العمل في البلدية
بعد العمل لفترة سائقا للتاكسي تحول الرندي للعمل في البلدية وعن ذلك يقول: في عام 1960 تركت سيارات التاكسي واشتغلت في البلدية وعينت في كراج البلدية والمسؤول أحمد العثمان، وقبل ذلك اشتغلت في الجمارك، بسيارة تفتيش ومكاتبنا في الشويخ وأمضيت ثلاث سنوات ومعنا أحمد الخبيزي ومبارك الحساوي في الجمارك، وفي البلدية كنت سائقا عند احمد العثمان، وكراج البلدية في الشيوخ وكنت أعمل مراقبا على السيارات أي سيارة متعطلة تبلغ عنها لسحبها إلى الكراج ومعنا محمد معتوق العسلاوي ومرزوق مبارك الفجي، والسواق من الكويتيين وأمضيت حتى عام 1984 ومن ثم تقاعدت.
جاخور أغنام
كذلك لضيفنا خبرة وتجربة في تربية الأغنام يحدثنا عنها: بعد التقاعد حصلت على جاخور لتربية الأغنام واستمررت بالعمل، ومن الأنواع عوارض ونعوج وخرفان، والعارضيات ألوانها حمراء والأسعار حاليا مرتفعة والنعوج أيضا السعر غال وقبل فترة نعجة بيعت بثلاثمائة وعشرين دينارا في سوق الغنم والأغنام تختلف عن بعضها البعض، مثلا الأغنام التي تلد أكثر من مرة يعني عدة مرات سعرها يختلف عن التي لأول أو ثاني ولادة لها.
ويقال ان النعاج تحمل ولا تتوقف عن الحمل حتى موتها، حاليا الأسعار غالية، ومثلا المحلي غير النعيمي وغير المهجن، وأغنام من السعودية قليلة التيوس الصغيرة غالية والكويتيون بالسابق ما يأكلون لحوم التيس حاليا بدأوا يتناولون لحم التيس فكذلك ارتفع السعر عندي ماعز (سخلة) أيضا أسعارها مختلفة، عندي عامل حارس عندما دخلت المستشفى العامل أخذ جميع الأغنام سرقها وهرب (انحاش) ذهبت إلى المخفر ولم أحصل على نتيجة.
فرقة الرندي للعرضة
يتحدث ضيفنا عن الفرقة الشعبية التي تحمل اسم العائلة حيث يقول: فرقة قديمة للعرضة أسسها المرحوم سليمان الرندي عندما قدم إلى الكويت من السعودية (نجد) وذلك في عهد المرحوم الشيخ مبارك الصباح، وجدي هو من منطقة الروضة من وادي الدواسر، وهو رئيس الفرقة ومعه أخوه ناصر الذي سكن الزبير، جدي سليمان صار عند الشيخ مبارك الصباح أمير الكويت السابع وكان دائما يمشي أمامه، وهو الذي يصوت ويفتح الطريق أمام موكب الأمير الشيخ مبارك الصباح، وجدي الكبير سليمان بالإضافة لعمله كان يرأس فرقة العرضة ومن بعده تسلم الفرقة عبدالله وكان يشرف على فرقة الرندي وعبدالله توفي قبل عبدالعزيز الذي تسلم الفرقة وبعد وفاته تسلمتها وأشرفت على إدارتها ومعي الأخ محمد الرندي ولايزال يشرف عليها ومما أذكر كنت المنشد وأقول القصائد وأرددها على أفراد الفرقة أثناء العرضة ونشارك في جميع المناسبات ومن القصائد نقول:
لابتي بالله توكلنا
طالبين الله وراجينه
صوت أبوناصر ملبينه
طاب نومه وحس الطوب له رنه
وأبله المصفوف وأرينه
هذه من العرضة
لابتي تقفون حناهل الديرة
إلي انثنينا يا هلا من يصاليها
بالديار ما نبي غيرها
لو تباع وتشترى
إن كان نشريها
ويضيف: كنت أشارك بحفلات السامري بالإضافة للعرضة وفرقة الرندي من الفرق القديمة ولا نزال نشارك في الاحتفالات الوطنية.
الحياة الاجتماعية
يتناول ضيفنا جانبا من حياته الاجتماعية وأسرته حيث يقول: تزوجت عام 1949 وعندي من الأبناء سليمان وهو الأكبر ومن بعده علي ومن ثم مشعل وعبدالله وسعود ومن البنات خمس وجميعهم متعلمون وكذلك البنات وجميعهم متزوجون أبناء وبنات، والحمد لله رب العالمين، أقول للشباب الله في الكويت بلدكم وأرضكم.
الحصَّاية
يستذكر العم راشد الرندي لوحة من صفحات الماضي حيث العمال يباشرون عملهم في بناء المنازل حيث يقول: مجموعة من العمال كانوا يعملون بجمع الحصى (الصلبوخ) خلف المطلاع، وينقل بالنساف وعددهم كبير ويستخدم الصلبوخ لبناء المنازل وأذكر بالسابق مجموعة من العراقيين يحضرون إلى الكويت بواسطة الحمير ومعهم دهن العداني والأغنام بساحة الصفاة واللبن والجرثي، ويشترون المواد الغذائية من سوق الكويت وينقلونها على الحمير إلى العراق وهكذا في كل موسم.
قصة طريفة
يحكي لنا الرندي قصة خفيفة الظل بقوله: قال لي الوالد إن حفل زار أقيم في أحد البيوت وطلب المريض خروفا أسود فلم يجدوا ذلك الخروف أحضروا خروفا صوفه أبيض فصبغوه باللون الأسود وقدموا للمريض واستمر الضرب على الطارات والغناء السامري والمريض يلعب بالوسط فقال المريض عندما عرف أن الخروف مصبوغا قال «شيبتوا راسه» واذكر أن بعض الفرق التي تقيم حفل الزار فرق نسائية وفرق رجالية وكان هذا الغناء موجودا في الكويت القديمة، وقد شاهدنا بعض المرضى يحضرون عند ابن الشيخ يقرأ عليهم وممنوع علينا دخول البيوت التي تعزف الزار، وبيت ابن الشيخ في الصالحية.
أبيات بعد الجراحة
بعد أن انتهى ضيفنا من عملية جراحية أنشد عدة أبيات قال فيها:
يا رجلي اللي من الساق قصوها
قصت بليل وأنا مدري
يوم الدكاترة تولوها