- يجب وضع السفن الشراعية القديمة في مكان قريب من البحر ووضعها الحالي غير صحيح
- أحد الأشخاص طلب 12 ألف دينار لإصلاح بوم المهلب وقبلت أن أقوم بصيانتها بمبلغ صغير
- سافرت إلى دبي عام 1962 واستغرقت الرحلة إلى البحرين 18 ساعة في البحر
- كنا في المدرسة نحترم المدرس ونخاف منه فإذا رأيناه بالشارع ندخل البيوت
- كنت أذهب إلى المدرسة بالدراجة وأسابق الأولاد من دوار مخفر شرق إلى فريج المطبة
- والدي رفض التحاقي بالقسم الداخلي في ثانوية الشويخ خوفاً علي أول عمل لي كان في صناعة السفن «مزوري» والمقابل كان الغداء فقط
- دخلت «الأميري» مرتين للعلاج من «عضة» كلب و«نطحة» خروف
- أكملت دراستي بالمعهد التجاري وبعدها عينت كاتب حسابات في «التربية»
- عملت مع الوالد عندما كان مسؤولاً عن القلاليف لتصليح لنجات الدولة وكنت أجمع «الكشبار» والوالدة تستخدمه وقوداً
- كنت أحلب السخلة وأغسلها في البحر بأمر من والدي وآخذها إلى الشاوي صباح كل يوم
- عندي طراد حالياً أذهب به إلى البحر بهدف الحداق باستخدام الخيوط
- أنتمي إلى عائلة رجالها من القلاليف ومازلت أحتفظ بعدة الوالد لصناعة السفن وأستخدمها في تصميم نماذج صغيرة
- سنبوك الشيخ جابر العلي سجل عليه شادي الخليج أغنية «حالي حال» والمحتل العراقي حرق كل السفن لكنه لم يحترق
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع حسين علي البزاز، ولد في المطبة بمنطقة الشرق، والتحق بالدراسة عند الملا ماجد الشماع وتعلم وحفظ القرآن الكريم، وكذلك عند العلوية الموسوي، ثم التحق بمدرسة النجاح وناظرها المرحوم عبدالله حسين الرومي، كان والده يعمل قلافا وكذلك جده وأعمامه (صناع السفن الشراعية).
كان والده يأخذه معه لكي يعلمه صناعة الآباء والأجداد، يقول حسين البزاز انه كان يعمل مساعدا لوالده حيث كان يناوله ما يحتاج له في عمله من قطع الأخشاب والأدوات التي يشتغل بها، مضيفا انه كان يجمع «الكشباز» «مخلفات تنظيف الخشب» وينقله الى البيت وكانت والدته تجمعه لاستخدامه كوقود للطبخ والخبز.
التعليم والدراسة عنده تغلبا على الصناعة فحصل على الشهادة، واشتغل عند أحد التجار محاسبا وأمينا للصندوق، ثم عمل في الوزارات الحكومية الا انه لم يبتعد عن صناعة السفن واستمر مع والده في العمل.
كسب خبرة واسعة في العمل وشارك في المركز العلمي واستعانت به أماكن أخرى لعمل تصليحات في السفن الكبيرة.
شارك في نقل «فتح الخير» السفينة الكبيرة التي كان يقودها النوخذة عيسى بشارة من الدوحة الى المركز العلمي، وقد سقط في البحر.. فماذا حصل له، وكيف نجا؟ كذلك ولخبرته الطويلة يقوم بتصليح المهلب ويعده ويجهزه.
ويرى ضيفنا انه يجب ان توضع السفن الشراعية في أماكن مخصصة وتجمع بعضها مع البعض لكي يراها ويشاهدها المواطن ويعرف ماضي الكويت البحري.
وله في هذا المضمار الكثير من القصص، وهو حاليا متفرغ لصناعة النماذج للسفن الشراعية، وتستعين به بعض الجهات المختصة.
حسين البزاز فنان كبير في صناعة السفن منذ ان كان مع والده والى هذا اليوم وهو يعمل في صناعة السفن الشراعية وصيانة السفن القديمة.
نتعرف من خلال السطور التالية على المزيد.
في مستهل حديثه، يتناول ضيفنا حسين علي البزاز بداياته وذكرياته عن مرحلة الطفولة حيث يقول: ولدت في منطقة الشرق بالكويت عند مسجد الرومي، أخوالي من عائلة الأشوك وكانوا يسكنون المطبة، الوالد والوالدة من عائلة القلاليف (صناع السفن الشراعية)، تعلمت صناعة السفن من الوالد وكان - رحمه الله - كل يوم جمعة يكلفني بتنظيف عدة العمل مثل المنشار والمنقار والمغراس، ويوجد منقر حفر والرندة، فيوم الجمعة أعمال شاقة بالنسبة الي، وكل اسبوع آخذ السخلة (المعزة) الى البحر واغسلها بالبحر، وأحيانا احلب السخلة، والوالدة أيضا تكلفني بخض الاسقا المصنوع من جلد الغنم، وكانت هوايتي الحداق بالخيط لصيد السمك على الساحل، وكنت اذهب معه الى البنديرة لأنه كان يصنع سفينة.
كنت اصيد سمك مچوة، واذكر شاوي الغنم يقال له ابورجا والبربرية فوق.
أيضا الوالد كان يكلفني بسحب الماء من الجليب بواسطة الدلو، ومن جيراننا بيت الدريول والمرهون والشطي والبورسلي واسطى احمد، وأذكر احد الرجال كان يعطينا زلابية وحلوة وهو الحاج عبدالله العوضي.
الدراسة والتعليم
يتطرق البزاز بعد ذلك الى مشواره في ميدان التعليم حيث يقول: البداية التحقت عند المطوعة علوية الموسوي وتعلمت قراءة القرآن الكريم ومن ثم انتقلت الى مدرسة المطوع ماجد الشماع وكان شديدا على الطلبة وتعلمت قراءة القرآن الكريم وحفظته وتعلمت الحساب واللغة العربية وحفظت القرآن خلال سنتين وبعد ذلك التحقت عند ملا محمد السماك - رحمه الله - وتعلمت عنده، وبعد ذلك انتقلت الى مدرسة النجاح في منطقة المطبة وكان الناظر عبدالله حسين الرومي وعبدالوهاب الزواوي، واذكر بعض الاخوان الذين كانوا بالمدرسة مثل غانم القضيبي وأولاد الشملان والرومي هؤلاء بـ«النجاح» واكملت 4 سنوات في «النجاح» ومن الأنشطة الرياضية شاركت في فريق السلة بالمدرسة وكنا نلعب بملعب المدرسة كذلك كانت لي مساهمة في فريق كرة القدم.
وكنا نلعب بالمقبرة المجاورة للمدرسة وكانت ساحة لا أثر للقبور فيها، والمقبرة قديمة جدا - عند الدوار مقابل مخفر الشرق، وتخصصت بالسلة فقط واذكر الفنان محمد المنصور يلعب سلة، كنا نحرز بطولات والناظر كان اسمه عبدالله حسين وكنت دائما من الناجحين لم ارسب سنوات الدراسة وبعد ذلك نقلت الى مدرسة المتنبي بالشرق «دسمان» وجميع أصدقائي كانوا هناك والدوام على فترتين الصباحية وبعد العصر، نذهب ونرجع مشيا على الأقدام وبعد ذلك الوالد اشترى دراجة.
وتابع: لم أمارس لعب السلة، ولا أي نشاط رياضي.
وكان من طلبة المتنبي الشيخ علي جابر الأحمد ونايف الأحمد وكذلك الشيخ ناصر وحمد صباح الأحمد، الفصل في ذلك الوقت فيه طلبة صغار وكبار، وكنت من الشطار، فالمدرسون يسألونني عن المعلومات وكنت أجاوب بسرعة فقلت لهم سبق ان تعلمت في مدرسة المطوع وهي من المدارس الأهلية.
لا يوجد تعليم اللغة الانجليزية بالابتدائي وأذكر الاستاذ محبوب فلسطيني، كان شديدا على الطلبة وهو مدرس إنجليزي في المتوسط، كان احترام المدرس من أهم ما يقوم به الطلاب، اذا رأينا المدرس في الشارع ندخل البيت خوفا منه واحتراما، كنت شديد الاستماع لشرح الاستاذ في الفصل، وحفظ بعض القصائد، كنت أجلس فوق السطح للمراجعة على ضوء لمبة واحدة، والوالد (رحمه الله) يستمع لأخبار الاذاعات من الراديو: إذاعات صوت العرب وشرق الأردن وصوت بغداد، كنت أحفظ المخطوطات وبعض القصائد، وكنت أذهب الى البراحة مع الشباب يلعبون الصبة والتيلة، وبعد ذلك الوالد اشترى لي دراجة وكنت أسابق الأولاد الآخرين الى فريج المطبة من دوار مخفر الشرق ويقابلهم فريج العرضة، وأذهب بالدراجة الى المدرسة.
المهم أكملت رابعة متوسط في مدرسة المتنبي وانتقلت الى ثانوية الشويخ، وكان فيها صعوبة والوالد رفض التحاقي بالقسم الداخلي وكل شيء عليهم وكنت وحيد الوالدين، فكان يخاف علي، ولذلك لم أواصل تعليمي بثانوية الشويخ، ولكنني التحقت بعد ذلك بالتعليم المسائي وأكملت ثانية ثانوي، الوالد (رحمه الله) قال تعرف تقرأ وتكتب فقلت له نعم فقال كافي تعليم ولا تذهب الى المدرسة فترة كنت بالدراسة المسائية.
أول عمل عند تاجر
عن عمله بالتجارة بعدما ترك التعليم المسائي يقول البزاز:
التحقت بالعمل عند التاجر عبدالله القطان وكان عملي محاسبا وأمين صندوق، قبل ذلك الوالد طلب مني أن أعمل معه في صناعة السفن فرفضت لأن العمل متعب، فقال تعال اشتغل معنا «مزوري» (عامل - بقال - مطراش) أحضر الألواح أو العدة، وبدأت العمل عند الحاج أحمد الاستاذ مع الوالد وبدون مقابل فقط الغدا، بعد ذلك الوالد اشتغل في لنجات الدولة للتصليحات وعين مسؤولا على القلاليف واشتغلت معه، وكنت أجمع (الكشبار) وهو مخلفات وقطع صغيرة من تنظيف الخشب وكنت أستأذن من موسى سبتي وسلمان الاستاد وفردان، وأحتفظ بالقطع الصغيرة من الاخشاب وأخزنها فوق السطح لأيام الشتاء.
كان عندي حمام فوق السطح ووضعت «الكتويل» لاتجاه الرياح.
صار عندنا مخزون من الخشب «الكشبار» يستخدم كوقود في التنور أو للطبخ مثلا التنور للخبز أو شوي الصبور، بعد ذلك الوالد بدأ يشتري السعف من الفرضة ويخزن للشتاء وكذلك جيراننا بيت المري عندهم مخزن كبير ويخزنون السعف والأخشاب والكشبار هو قطع صغيرة من الخشب مخلفات تنظيف الأخشاب، فهذا يكفي للاستخدام في البيت والوالدة يوميا تخبز مرة واحدة مساء.
وأدركت جدي وكان قلاف سفن شراعية ونجار اشتغل في أبواب سور الكويت بالعشرينيات جدي أول نجار كويتي كان يصنع القبقات من الخشب وكانوا يسمونه قبقاب بو إصبع.
يصنع ويبيع، تعلمت صناعة القلاف مع الوالد، وكنت أعمل مع الوالد وعرفت أسماء الالواح والشلامين والعطف، وتجهيز العدة وهذه من أعمالي، وتعلمت الصناعة لكن لم أشتغل بالمحامل الكبيرة، بعد سنوات توفي الوالد (رحمه الله).
العمل في وزارة التربية
عن عمله في وزارة التربية يقول البزاز: أكملت دراستي في المعهد التجاري بالدوام المسائي وعينت في وزارة التربية، ومنذ ان كنت صغيرا كان عندي حب لمادة الرياضيات، فلذلك التحقت بـ«التجاري»، وعينت كاتب حسابات في التربية وكان رئيسنا مصريا وكان يطلب مني ان اعمل بعض الكشوف.
عدة الوالد
بعد وفاة الوالد احتفظت بالعدة وهي الأدوات التي يعمل بها في السفن الشراعية، وقد طلبها مني أحد المختصين بالمتاحف، كذلك اعمل مسؤولا في المتحف بالشرق عن الصيانة، وعدة الوالد قديمة جدا واعتقد انها أيضا من مجموعة جدي لأن الأدوات قديمة وأشتغل بها في صناعة نماذج للسفن الصغيرة وأنا محافظ عليها.
والمختصون والمسؤولون عن أماكن التراث والمتاحف مهتمون جدا بالسفن الشراعية الكبيرة القديمة.
اقتراح للمسؤولين
لدى ضيفنا اقتراح بخصوص السفن الشراعية القديمة يقول فيه: السفن الشراعية الكبيرة وجودها داخل مكان مسور غير صحيح، يجب على المسؤولين ان يجدوا مكانا على ساحل البحر مخصصا لتجميع هذه السفن حتى تكون بالقرب من البحر وهو المكان الطبيعي لها حيث يعطيها أهمية تاريخية، أما وجودها على الأرض اليابسة فيفقدها أهميتها، إذ ان الشمس تؤثر فيها والخشب يتفكك من حرارة الشمس، فوجود هذه السفن داخل نقعة أفضل وحماية لها.
البوم المهلب الحالي موجود داخل أرض مسورة وفوقها سور حديد، فالمواطن لا يستطيع ان يشاهد السفينة، حاليا حبال الدقل العود والصغير مقطعة وقد كلفت بإصلاحها، أحدهم طلب منهم مبلغا كبيرا من أجل الصيانة بحدود 12 ألف دينار وطلبت منهم مبلغا أقل بكثير من هذا المبلغ، وهو ألف دينار لشراء الحبال، وأما أجرتي فقلت لهم قدروها وأي مبلغ اعطوني فأنا راض به.
اشتريت الحبال وجهزتها، الكرين أجرته بـ 70 دينارا لمدة يومين، والعمال الواحد يوميا يأخذ مبلغا بسيطا والحبال ممدودة مع الكفيات جاهزة، واستوردت دهن الصل من الإمارات لكي ادهن الحبال عن حرارة الشمس.
يوجد نوعان من الصل الأفضل الهندي أو العماني ويوجد دهن صل مغربي لكن لا استخدمه والصل له رائحة قوية، واستورد 50 قوطي انقله بالسيارة، وقد استوردت مرتين من الإمارات، ودهن السفن رجل ايراني ويساعده رجل هندي.
والعمل بإشرافي البداية «نهب» السفينة بمعنى ننظفها من الشوائب من الخارج ونبدأ في الدهان بالصل، أيضا السفينة الخشبية نعمل لها شونة من التورة البيضاء والودج، شحم مخصص للسفن فكان للصل والجزء الأسفل للسفينة للشونة، أيضا علم المهلب نغيره بين فترة وأخرى حيث من السهل تغيير العلم الأمامي ومن الصعب تغيير العلم الخلفي وأقوم بعمل التغيير.
وأذكر أن موقفا حرجا حصل معي حينما استدعاني مدير المتحف وطلب مني تغيير علم سفينة المهلب وكان رجل مصري جالسا عند المدير وهو متفق معه على تغيير العلم ولكن بسعر مرتفع وبعدما جلست قال مدير المتحف أبو وليد نريد تغيير العلمين فوافقت على العمل.
وقلت له نحضر خيطا من الحرير وعلم الكويت عدد اثنين وأستطيع التغيير، فقال بكم سعر التغيير؟ فقلت بعشرين دينارا.
زعل المصري وقال كيف تقول بعشرين دينارا يومية الكرين بستين دينارا؟ فقلت له بدون كرين عاملين، فقال أحضرت سبعة عمال بنغاليين فلم يستطيعوا.
فكلمت المدير وقلت له خلال ساعتين تم تغيير سارية العلم الامامية والخلفية بعملية بسيطة وخرج المصري من عند المدير.
وبين فترة وأخرى يتم تغيير العلمين من فوق السارية.
كل شيء فيه صيانة للمهلب أقوم بعمله وأنا المشرف على هذه الأعمال بعد الهباب سوف ندهن المهلب وبالتورة والودج والصل وحسب الموعد سيزال السور من حول المهلب ولا يوجد أحد يفعل ما أقوم به.
أصنع مجسمات سفن صغيرة من خشب الساج وأما السفن الكبيرة فأستطيع أن أصنعها بمساعدة آخرين ممكن أصبح استاذا وأبسط القاعدة لأن حاليا كل شيء بواسطة الكهرباء.
أنتمي لعائلة رجالها من القلاليف (صناع السفن) فجدي لأبي وجدي لأمي ووالدي وأعمامي وأخوالي جميعهم يعملون في صناعة السفن.
أستطيع أن أصنع السكان (الجرخ) وحسب القياسات والقديم أفضل من الجديد والأخشاب غالية والأفضل خشب الساج.
أما الخشب المضغوط فضعيف ويتفكك والخشب الغيني مضبوط ويصلح خشب الساج القدم الواحدة بخمسة وثلاثين دينارا يعني اللوح الواحد بسعر ثمانمائة دينار.
أضطر لأذهب الى السكراب وأشتري الابواب القديمة والمصنوعة من خشب الساج وأنظفها من الاصباغ وأقطعها في المنجرة حسب طلبي، أصنع النماذج للسفن من الأبواب القديمة التي أشتريها من السكراب والخشب القديم أفضل ويقاوم أكثر.
من هذه الأبواب القديمة أصنع السفن، النماذج الصغيرة ، جميع القطع من الساج.
وأحسن ساج من الهند وحاليا ممنوع (لا يصدر) وأحسن الأخشاب حاليا البورمي والافريقي، وأبيع سعر البوم (السفينة) بثمانمائة دينار.
المرحوم صالح الغريب كان يعمل بصناعة السفن وحاليا ديوانية القلاليف يصنعون السفن وعندهم ورشة للسفينة يستخدمون الخشب (الميرنتي) ولونه أحمر خفيف لكن يبقى الساج أفضل في السابق عند الأولين كان البيص قطعة واحدة، واذكر اننا صنعنا «جالبوت» لمؤسسة التقدم العلمي وكنت المشرف عليه واشترينا البيص من عمارة الحاج حسن عبدالرسول، والبيص من الأفضل ان يوضع في الماء، والاستاذ علي الصباغة اشتراه بـ 600 دينار، السنبوك موجود في المركز العلمي في السالمية، وحسن عبدالرسول صنع البتيل.
وسنبوك المرحوم الشيخ جابر العلي - وقد سجل شادي الخليج على ظهره أغنية «حالي حال» وأثناء الاحتلال الصدامي حرق العراقيون جميع السفن لكن السنبوك لم يحترق واشتراه المركز العلمي.
زارنا الشيخ صباح العلي في الدوحة وشاهد جالبوت والده وكان يقول عنها البنيه.
نقل «فتح الخير»
تقرر نقل البوم (السفينة) «فتح الخير» من منطقة الدوحة الى المركز العلمي، ومنهم من اقترح نقله بواسطة التريلات (سيارات النقل) وكلفت بالعمل، وقمت بجولة بشوارع الكويت فاتخذت قرارا وقدمته للمسؤؤلين بأنه لا يمكن النقل بواسطة السيارات لوجود الجسور، فأنزلناه بالبحر وكان معنا د.يعقوب الحجي، واحضرنا مهندسين اقترحوا النقل بالكرين، وآخرون اقترحوا النقل بالهيليكوبتر، والحاج علي الصباغة قال «ننزله بالبحر على الحملة على ألواح» قلت المهلب القديم الذي حرقه الجيش الصدامي الغازي، المهندس الفلسطيني الذي أشرف على الملهب موجود في الكويت وبيننا تواصل ويعمل في احدى الشركات.
اتصلت عليه وحضر وشاهد السفينة «فتح الخير» وقال نضع السفينة على تريلة ونقلبها على جانب واحد فقلت لا.
قال عن طريق البحر كيف ننزله في البحر؟ فقلت له نصنع قفصا مفتوحا من الحديد، الحديد خمسه بيم من تحت وخمسه بيم من فوق حول السفينة، فالكرين يحمل الحديد وبداخله السفينة وننزله بالبحر، مياه الدوحة ضحلة والغاطس 7 أمتار وتم النقل بواسطة القفص بالكرين الى المقص، الأرضية صخر، المهم نزل ومياه البحر طفوح (المد في أعلى درجاته مع بداية الجزر)، نزل الماء وقطعنا الحديد من تحت ومن فوق، وقت السحب سقطت بالبحر والعاملون لا يعرفون عني شيئا والسفينة «فتح الخير» سحبها التك الى السالمية وبدأت اسبح من المقص الى الأرض اليابسة، وخلعت جميع ملابسي والجو بارد جدا، وناديت على الحارس وصار جسمي أزرق، وفتح الدفاية وبعد شروق الشمس انتبهوا الى أنني غير موجود معهم وحضروا عندي وسقطت مرة ثانية.
السفر للخارج
يتحدث البزاز عن سفراته الى خارج الكويت وكيف كانت، حيث يقول: سافرت الى دبي عام 1962 سياحة وكان معي اثنان بالباخرة، والبداية سافرنا الى البحرين وكانت مزدهرة، وكنت طالبا وركبنا الباخرة من ميناء الشويخ، واستغرقت مدة السفر 18 ساعة، أمضينا 3 أيام، وشاهدت مقهى ضاحي بن وليد وجلسنا مع رواده.
وأهل الدور أقاموا حفلا غنائيا، وكان في الحفل المرحوم عبدالله فضالة وعوض دوخي عام 1962، والحفل أقامه دار ابوعلاية، واذكر المطرب أبوشيخة والمطرب سالم الصوري، سهرنا تلك الليلة مع الحفل الغنائي، وثاني يوم قررنا السفر الى دبي بالطائرة، وكان سعر التذكرة 9 دنانير.
العملة في البحرين كانت الروبية، المهم وصلنا الى دبي وسكنا في فندق اليماني في سكة الخيل، والشارع كانت فيه محلات ومطاعم، وذهبنا الى حفل غنائي في دبي في ساحة كبيرة، وكان هناك بعض الكويتيين مع مطربين، وكان يوجد في الحفل رجال ونساء.
دبي فيها كهرباء وكانت المراوح فقط، من دون تكييف، وقررنا العودة الى البحرين واتفقنا مع النوخذة الذوادي صاحب اللنج، حيث قال لنا «غدا مسافر الى البحرين»، ركبنا في اللنج وفرشوا النيم واحضروا دلة القهوة والتمر وطبخوا لنا الغداء محمر على سمك صافي، انتظرنا والنوخذة لم يحضر، سألنا عن السبب قالوا حصل له طارئ وتأخر، وهو رجل كريم حيث اذكر اننا كنا في القهوة ودفع عنا سعر الشاي والحامض، كنا في ديرة في دبي ونستخدم العيرات بالتنقل، واذكر ان بر دبي كان فيه بعض الأسواق، إذ أكلنا في المطعم عيشا ومرقا.
سلمنا الشنط لـ«اللنج»، وسافرنا الى قطر بالطائرة من دبي ومن قطر الى البحرين بـ«اللنج»، وسافرنا من البحرين الى الكويت بالطائرة الفايكونت 4 محركات، وبعدما وصلنا الى البحرين وجدنا الشنط عند جسر المحرق، وفي البحرين مقاه كثيرة والمنطقة عامرة، النوخذة الذاودي قال انت «راعي بحر» تستخدم كلمات بحرية، وفريق الغوص ساعدونا بالعوامات وقت السحب، وكنت عند صدر السفينة (مقدمتها) وذلك فجرا.
وفي شهر رمضان كان الحوض جاهزا له بوابة على الهيدروليك، أدخلنا السفينة من صدرها بالحبال ورفعناه على الدكة وتم ضخ الماء داخل الحوض وعددنا كان 30 رجلا. أحضرنا فرقة العميري البحرية و سقينا على الدقل العود والصغير وركبنا الحبال سقينا، دفعنا والنوخذة عيسى بشارة صلى ركعتين حمدا وشكرا لله على سلامة وصول فتح الخير الى المركز العلمي بالسالمية، مع أن الوالد قال لا نروح لهم.
والوافد كان يذهب الى السينما في البحرين، وفي يوم من الأيام صارت له مشكلة مع اقاربه في البحرين ولم يقفوا معه ويساعدوه، الوالد في يوم من الأيام تغدى عندهم والداعي له قال له ما عندنا بنات تذهب للغربة مع ان الوالد لم يخطب منهم.
أول أيام عيد الأضحى
وعن موقف غريب مر به في احد سفراته يقول البزاز: كنت في إمارة عجمان بدولة الامارات العربية المتحدة وصادف ذلك يوم اعدام المجرم صدام حسين وكنت اسكن في فندق وانتظر احد الاصدقاء، وصلت عند العلاقات العامة في الفندق وقلت للرجل الواقف عيدك مبارك فقال لا يوجد عيد فسألته السبب فقال ما تدري ان اليوم أعدم صدام حسين؟ فقلت له خبر جيد وممتاز الرجل انصدم، صديقي وصل وقال اترك الفندق وبالفعل ذهبت الى ام القيوين.
حوادث الشباب
يستذكر ضيفنا موقفا مر به في شبابه مع كلب صاحبه انجليزي حيث يقول: اذكر ان رجلا انجليزيا كان يسكن في منطقة الميدان وكان عنده كلب بوليسي كبير حماية له وتحرشت بالكلب وعضني، كان ذلك عام 1958، والوالد نقلني الى المستشفى الاميري وعالجني من عضة الكلب، ومرة ثانية حصل ان الوالد اشترى خروفا له قرون ونطحني بالجبهة وربطوا جبهتي بالغترة ونقلوني الى «الاميري» وتم علاجي، وقد شاهدت احد المواطنين يخلع ضرسه بالخيط.
صناعاتي وأعمالي
يتحدث البزاز عن بعض اشغاله وأعماله في الوقت الحالي قائلا: اعمل ما بين المركز العلمي والمتحف، اعمل على السفن (النماذج)، ايضا ساعدت مواطنا لتنزيل العبارة الى البحر حيث كان يريد استخدامها كقهوة بالبحر، وأبلغته بأنه قد سبقه واحد في البحرين ولكن لم تنجح الفكرة.
وحاليا عندي طراد وأذهب للحداق واستخدم الخيوط، والصيد قليل، وأحيانا اذهب مع ولدي او احد الاصدقاء.
طراد بوسط البحر
يذكر ضيفنا موقفا ربما يكون درسا لكل من يهوى ارتياد البحر، ونصيحة لمحبيه، حيث يقول: كنت في رحلة صيد وشاهدت طرادا متعطلا بوسط البحر وفيه رجل واحد وليست عنده مجاديف، والأكل قد انتهى وكذلك الماء ولم يكن معه هاتف، وكان يلوح بالغترة، اقتربت منه وأعطيته ماء وأكل وسحبته الى البر وهذا من الاخطاء ان يخرج الرجل بنفسه دون اصدقاء، لأن البحر غدار ما تدري ما يحدث مع تقلبات الجو او الاعطال للطراد واستخدام جي بي اس.
السقوط مرة ثانية
لم تقتصر خبرة البزاز في السقوط بمياه البحر على تلك المرة التي تم فيها نقل «فتح الخير» بل تكرر ذلك مرة ثانية يقول عنها: ثاني مرة سقطت بالبحر عندما قرر سحب الشوعي مقابل راس السالمية، داخل النقعة الطراد سحب الشوعي فسقطت بالبحر، وكنت واضعا رجلا على الطراد والاخرى على الشوعي، وتحرك الطراد بسرعة فسقطت بالبحر بين الطراد والشوعي.