- كان إذا ارتفع سعر الذهب بالهند ننقله إلى هناك وإذا نزل سعره ننقله إلى الكويت
- بحار كويتي ربط حزاماً ثقيلاً من الذهب على وسطه ونزل به البحر ومات غرقاً
- حفظت القرآن الكريم على يد الملا محمد الحرمي وأقام لي والدي حفلاً احتفاء بي
- تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لرغبة والدي في العمل معه في البحر وعمري حينها كان 15 سنة
- أول سفينة عملت عليها كانت «توكلي» لحمد الصقر والنوخذة كان المرحوم صالح المهيني
- حصلت على مبلغ جيد في أول سفرة لي على السفينة «توكلي»
- البحار كان يحصل على سلفة «خمس روبيات» اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يشتري بها بعض الأغراض
- تعرضت على السفينة «مشهور» لمأزق كبير وكانت السفينة مشحونة بالبضائع
- الحياة قديماً كانت أفضل فالقلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعد بعضهم البعض
- رجال البحر الكويتيون عرفوا بالتعاون ومساعدة بعضهم في الهند وباكستان وغيرها من الدول التي يسافرون إليها
- آخر سفرة لي إلى الهند كانت في العام 1950
- عملت سائق لوري عند مقاول في شركة نفط الكويت لنقل العمال
- تركت البحر وأهواله والتحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات
- في العام 1974 تركت العمل وتقاعدت بعد صدور قانون التقاعد
- تزوجت في بداية الأربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة»
- غيمة ممطرة أنقذت إحدى السفن الكويتية بعد أن يئس بحارتها إثر نفاد الماء
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا في حلقة هذا الاسبوع هو احد رجال الكويت ذوي السواعد السمر الذين طوعوا البحر لهم بقدرة الله بسفنهم الخشبية الشراعية حيث يستحقون كل احترام وتقدير من ابناء هذا الجيل، لانهم قدموا الكثير للكويت فعبروا البحار والمحيطات بسفنهم ونقلوا الموارد والبضائع والتمور الى الهند وشرق وغرب افريقيا وتحملوا الصعاب واهوال البحر وضرب واعتراض الغواصات الحربية لهم في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية، ضيفنا من اولئك الرجال الاشداء الاقوياء ركب بحارا على ظهر السفن الشراعية وسافر الى الهند وافريقيا مع البحارة ونقلوا التمور وتعرضوا لمشقة النقل وحرارة الشمس، إنه الحاج فضل عبدالجبار الفضل.
يحدثنا الفضل عن المشاكل التي تعرضوا لها اثناء عبورهم البحار والمحيطات، وقد اشتغل سائق سيارة لوري وبعدها اشتغل في دائرة الكهرباء قارئ عدادات ومنها بعد ذلك صار مسؤولا عن مجموعة من الموظفين عندما كان المرحوم مساعد البدر مديرا للكهرباء والماء. تزوج وعمره 22 سنة في بداية الاربعينيات بمهر 200 روبية مع «الدزة».
وإلى تفاصيل اللقاء:
يقول الحاج فضل عبدالجبار الفضل: ولدت في الكويت بالحي القبلي بالقرب من بيت الخرافي والصبيح والبدر قريبا من مسجد البدر وكانت لدينا المطوعة حليمة والمطوعة أمينة، وهما من مدرسات البنات لتعليم القرآن الكريم، وأذكر نقعة المانع قبلي نقعة البدر أقرب لها نقعة الصقر، وأذكر من جيراننا بيت أحمد المواش وبيت البكر النواخذة وبيت الخرافي ويوسف وعببدالله الحمد ومن الجيران بيت فلاح عبدالله الخرافي نوخذة السفر الشراعي ومن نواخذة السفر من عائلة الخرافي أحمد الخرافي وأولاده عبدالمحسن وبيت السبيعي والبرجس وباسمهم حفرة البرجس وبيت حمد ويوسف وعبدالعزيز المير، ومن جهة اليمين علي وسليمان الحسن خوالي المشاري وبيت مبارك السهيل وبيت محمد الجارالله وسكة فيها الغربللي وزيد وعبدالله الصقعبي وبيت التواجر بالسكة ونعبر على بيت التجار إلى المسجد إلى البحر وبيت العدواني وبيت عبدالحميد عبدالجادر وهو نوخذة سفن.
الدراسة والتعليم
وعن دراسته وتعليمه قال الفضل: بداية تعليمي كانت عند ملا محمد الحرمي بالقبلة وهو والد ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم وأكملت المصحف، وحينها أقام الوالد حفل ختم القرآن ولكن كان ذلك في حدود ونطاق البيت لأن الوالد حالته المادية جيدة، ولبست يومها البشت ومسكت السيف ومشيت مع الأولاد وهم يرددون:
الحمـد لله الذي هـدانا آميـن
للدين والإسـلام اجتبانـا آميـن
نحمده وحقه أن يحمـدا آميـن
له الليالي والزمان سرمدا آميـن
.. حتى نهايتها ورجعنا الى البيت.
وقد أعطى الوالد لملا محمد روبيتين وكان في المدرسة يساعده ملا محمود وكان ملا محمد امام وخطيب مسجد الساير حاليا قرب منطقة الاسواق وكذلك ملا محمود الذي صار اماما وخطيبا بالمسجد ومن بعده ملا عبدالله وكذلك ملا جاسم الذي صار اماما.
وأضاف: وبعد ذلك التحقت بمدرسة أحمد الخميس الخلف وكان يدرس اللغة العربية والاملاء والحساب والانجليزي وكان خالد الشطي هو الذي يدرسنا اللغة الإنجليزية وتعلمت مبادئها وامضيت عنده حتى تعلمت وأتقنت الحساب وجدول الضرب والقسمة والجمع والطرح، وممن أذكرهم من المدرسين ملا ماجد علي التمار وكذلك ملا عبدالوهاب الفارس من المدرسين وكذلك خالد عيسى الشرف ومجموعة طيبة مخلصة من المدرسين في ذلك الوقت، وكان الشيخ أحمد الخميس شديدا على الطلبة، وأذكر أنه عاقب أحد الطلبة واشتكى عند أهله ولكن أهله لم يلوموه على عقاب أولاده.
وأذكر من الطلبة الذين درسوا في مدرسة ملا محمد الحرمي عبدالله السبيعي ومحمد الجارالله وعيسى الحساوي وأخي عبدالله وأولاد الخزام وأولاد بوغيث.
وأما مدرسة أحمد الخميس فكان فيها من الطلبة أولاد البدر وأولاد التورة وعبدالمحسن الخميس وأولاد البرجس وأولاد المانع وأولاد الهولي وعلي بن صالح وجدتهم.
العمل بالبحر
وعن عمله بالبحر يقول الفضل: تعلمت القراءة والكتابة والحساب وتركت الدراسة لأن الوالد كان يرغب في أن يأخذني معه للعمل بالسفن الشراعية وكان عمري تقريبا خمس عشرة سنة، والبداية مع سفن الغوص مع النوخذة غيث إبراهيم وكنت سيبا والنوخذة هو الغيص الذي اسوب عليه وكان عددنا عشرين غيصا وسيبا، والشوعي له أربعة مجاديف، وكنا نغوص مع السفن الكبيرة في الهيرات، البحار يلبس وزارا يلفه على جسمه، الريوق أربع حبات تمر وفنجانين قهوة وكان الغيص ينزل إلى البحر منذ الشروق عشر تبات (اقحمه) والنوخذة ينبه السيب في المرة التاسعة يقول النوخذة «صلوا على النبي» فالسيب يبلغ الغيص، والعاشرة بعدما يخرج يرتاح وتنزل المجموعة الثانية مع سيوبهم، وعن العشاء كان عيشا أبيض (چاول) إذا كان القرقور فيه سمك هذا شيء جيد، فالطباخ يطبخ مرق سمك، وهذا هو العشاء طبعا، ولا يوجد غداء نهائيا، وكان البحارة يسحبون القرقور من البحر قبل الغروب.
إذا وصل القرقور إلى سطح السفينة التباب بصوت عال يقول «قرقور» قرقورنا حبيبوه صاد السمك كلبوه قرقورنا المشير من شافه تحير، وأحيانا يكون السمك كثيرا لكنه صغير والشباب جياع والأكل في صحون من الخشب، فحياة الغوص صعبة جدا: شمس بحر وتعب وقليل من الأقل.
ويضيف الفضل مع أن الغوص مهنة قديمة جدا جيل من بعد جيل ومثله أيضا نقل الرمل والأكل تمر وخبز وقد عملت في الغوص سنة واحدة وكنت السيب.
ويذكر أنه في إحدى المرات سحبت الغيص ولكن فقط الديين من دون الغيص وصحت بصوت عال الغيص، يعني في خطر نزلوا بالبحر وإذا هو بعيد عن السفينة وهو النوخذة، وقد وجهت له اللوم بما حصل لأنه يجب أن يكون السيب دائما منتبها على الغيص ولا يتكلم أو يلتفت لأحد، فأصعب وقت على السيب عندما يكون الغيص تحت الماء يبحث عن المحار، عندما ينزل ويصل إلى قاع البحر يترك الحجر بهذه الفترة يكون آخر نفس له مع أن السيب يسحب الحبل والحجر، آخر نفس عند الغيص يبحث عن البحار.
أقول إن النوخذة الذي كنت معه نزل بالبحر وترك الحبل والديين ونقل فرش المحار بيدية وهو تحت الماء وضحى بنفسه من أجل المحار وبعد خروجه من البحر بدأنا بفلق ذلك المحار لم نجد سوى لولو سحتيت صغيرة، وبالغوص لم آخذ سلفة ولذلك لم يكن علي دين والمهم في تلك السنة أربعة شهور وقفلنا مع الغاصة بعد الفترة وأذكر في تلك السنة أن النوخذة احمد بن راشد كان عنده سفينتان للغوص وعبدالله بورسلي سنبوك وبوم وكان أحمد الراشد نوخذة في سفينة وولده راشد في السفينة الثانية، واذكر نواخذة الغوص في الحي القبلي منهم عيسى البكر نوخذة غوص وكان عند ثنيان الغانم وايضا عبدالجادر والبرجس عندهم سفينة غوص وعبدالعزيز حمد البرجس نوخذة في السفن السفر الشراعي، بعد اربعة شهور رجعت الى الكويت لم اسافر إلى الغوص مرة ثانية.
أول سفينة سفر
ويتذكر الفضل أول سفينة سفر شراعية، فيقول: كانت لمحمد الصقر وكان النوخذة المرحوم صالح محمد المهيني واسم السفينة «توكلي» وصالح المهيني ولد خالي، والمجدمي حمد الرجيب والسفينة حمولتها الف ومائتين (مَن) قوصرة تمر بهذا تكون من الحجم الصغير، والطباخ رجل عماني وخرجنا من نقعة الصقر بشراع واحد يسمى «القلمي» الى البصرة ونحمل التمور وبعد ذلك نعمل على نصب الدقل العود والسير ما بين فيلكا ومسكان، واذا صار فساد الماء فالسفن تنتظر وكان تجار الكويت يملكون نخيلا في قرى البصرة مثل الصقر يملكون النخيل في الدويب، وهي قرية في البصرة، المهم دخلنا شط العرب وذهبنا الى القرية وحضر عندنا المهيلة لنقل التمور لنا ونحن البحارة ننقل ونصف على السطحة، وما يزيد من التمور نضعه داخل الخن ويقال كراخه.
وكنا نمكث حسب تجهيز التمر، وهو من نوع الدوسان والعمران والحلاوي ننقله الى كراتشي، وحسب السعر، فاذا كان مرتفعا نسافر الى الهند وتحديدا الى مدينة براوه خورميان، التاجر للصقر اسمه عبدالعزيز العمر، ونخرج من شط العرب نريد ان نفيض الى البحر وفي البداية نذهب الى البنقلة مركز موانئ للتخريج والسماح لنا بالسفر وفي السنوات الاخيرة النوخذة بدأوا بتخصيص حراسة من البحارة على السفينة لوجود لصوص وبالليل يقطعون (العمار) حبال السفينة ويسحبونها، لكن الحراس من البحارة منعوا اولئك اللصوص من الاقتراب من السفن، وكانوا يحملون بنادق معهم.
واذا كانت الرياح شمالية فالسفر لمدة اسبوع من شط العرب الى كراتشي، واذا كانت «كوس» او «خواهر» فاننا نقضي شهرا للوصول الى كراتسي، وكان عبدالعزيز العمر هو الذي يخبر النوخذة بأماكن بيع التمور، اما براوه او خورميان، وهما مدينتان في الهند.
ويضيف الفضل: وصلنا كراتشي وأنزلنا التمور والوكيل باع التمور وحملنا العيش والفحم للتاجر الكويتي وكانت بعض السفن تنقل بضائع للتاجر العراقي وينزلونها في ميناء البصرة، اولا السفينة تنزل بضائع الكويت وتنتقل الى البصرة، واذكر ان في اول سفرة في توكلي حصلت على مبلغ جيد جدا وكان البحار اذا نزل في سوق كراتشي وسوق الهند يحصل على مبلغ خمس روبيات سلفة ويشتري بعض الحاجات البسيطة، والبحار الذي عنده مبلغ غير السلفة يشتري اقمشة لوالدته واخوته او يبيعها في فارس، وكان اهل البندر يركبون السفينة عند البحارة ويشترون، وبعد العودة ترفع السفينة لليابسة ونضع لها عريشا وتحتها طعوم ومجدافات لكيلا تسقط على جانبها، وبعد العودة لم اشتغل بل ارتحت والبعض يشتغل في نقل الرمل في الشويخ، خمس سنوات مع النوحذة صالح محمد المهيني..
السفينة مشهور
ويقول الفضل: كتب بحار في السفينة مشهور الأصل ملك هلال المطيري كغواص، يعني يستخدم للغوص، وقد اشترتها عائلة الصقر ورفعوها من الجانبين وكانت سريعة، وكان النوخذة صالح محمد المهيني، وركبت معه بحارا وهو نوخذة ومعلم لا يحتاج لمعلم.
المهم كنت بحارا لمدة أربع سنوات في مشهور وتوكلي مع النوخذة صالح محمد المهيني، وفي إحدى المرات وفي السفينة مشهور ضربتنا رياح شديدة جدا، وكنا قد خرجنا من كراتشي والسفينة مشحونة بالبضائع والحمولة فوق سطح السفينة فحم وعيش، وقال النوخذة: اقلبوا الحبال وكنا في بحر الخليج بعد سلامة.
والهواء كوس قوي والرياح شديدة ونزلنا الشراع العود، دفعنا شراع التركيت ثم انزلناه والقلمي ومن بعده الجيب وكان النوخذة صالح عنده قوة تحمل وصبر على اهوال البحر.
وبعد ذلك انقلب الهواء الشديد وخفت حدته واستقر على الخفيف ووصلنا إلى الكويت وسألنا النواخذة والبحارة في الكويت: هل رميتم جزءا من البضاعة؟ فقلنا لهم: لا لم نرم شيئا فتعجبوا من هذا الرد، وكان معنا النوخذة حمد الجيران في سفينة منصور الخرافي في الوقت نفسه الذي كنا فيه، فهو رمى نصف الحمولة ووصلنا ونزلنا عند التاجر وسافرنا الى البصرة ونزلنا بضائع للتاجر هناك ورجعنا إلى الكويت ورفعنا السفينة ووضعنا العريش، وقد تسلم التاجر امواله من الذهب والتجار وكان إذا ارتفع سعر الذهب في الهند نقلنا الذهب إلى هناك وإذا نزل سعره رجعنا ونقلناه الى الكويت، فتجارة الذهب كانت مربحة للكويتيين، ولم نتعرض لمشاكل، ولكن في تلك السنة تم إلقاء القبض على بحار كويتي كان مع أحد النواخذة الكويتيين.
ويضيف الفضل: ان من الحوادث التي وقعت أثناء نقل الذهب ان بحارا ربط على وسطه حزاما ثقيلا من الذهب ونزل البحر ولم يستطع السباحة فغرق ومات ولم يستطع ان يفك الحزام عن وسطه، رحمه الله. وقد عثرت الدوريات البحرية الهندية على جثته وبحثوا عن السفينة التابع لها البحار فتمت معرفته، وكان الكويتيون يتعاونون بعضهم مع البعض في الهند وباكستان والدول التي يسافرون اليها.
وممن أذكرهم يوسف المرزوق كان في الهند يساعد الكويتيين وهذا مشهود له بالتعاون والمساعدة كذلك التجار الآخرون هناك والعثمان عندهم اسطول من السفن فهم متواجدون في الهند مع التجار وهم ملاك سفن ونواخذة.
والنواخذة قسمان: نواخذة ملاك سفن، ونواخذة بالأجرة يطلق على احدهم نوخذة جعدة، ربما يستمر مع السفينة نفسها التي يعمل عليها او ينتقل إلى سفينة لمالك آخر.
والنوخذة صالح المهيني قال ان عائلته كان لها شراكة في توكلي وفي آخر سنة تركت عمل البحر ولكن رجعت مع صالح المهيني في لنج العثمان ونقلنا الذهب وكنت «سكوني» اثنا عشر يوما ولم يحصل لنا شيء.
وفي توكلي لم نكن نستطيع الدخول إلى الميناء، فكان هناك تفتيش ولكن بعض الهنود عندهم «هوري» سفينة صغيرة جدا تحمل اثنين فقط يعطونهما ورقة في الليل نكون قريبين من الميناء، وفي النهار نبتعد الى البحر وقد امضينا ليلتين نبحث عن الهوري لكي نعطيه الذهب، المهم تعرفنا عليه واعطيناه الذهب وذلك عام 1950 حيث آخر سفرة قمت بها إلى الهند والعمل في البحر.
سائق لوري
يضيف الفضل انه عمل سائق لوري بعد ذلك، ويقول: اشتغلت سائق سيارة لوري ملك البدر وكنت أعمل عند مقاول يعمل في شركة نفط الكويت وانقل عمالا يشتغلون في الكيبلات وذلك عام 1947 ثم تركتها واشتغلت بالكهرباء والماء.
العمل في الكهرباء
ويقول الفضل: بعدما تركت البحر وأهواله التحقت بالعمل في دائرة الكهرباء والماء قارئ عدادات واسلم الأوراق للموظف واذكر هنا مدير الكهرباء المرحوم مساعد يعقوب البدر وهو أول مدير للكهرباء وكان راتبي 250 روبية، وكان يقول من الأمثلة «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».
وكنت في ذلك الوقت متزوجا وبعد ذلك نقلت وعينت مسؤول مكتب في المرقاب، وكان يعمل معي في كتاب وقراءة العدادات وعددهم 12 موظفا وأكملت العمل حتى صدور قانون التقاعد فتقدمت للتقاعد وأصبحت حرا وذلك عام 1974، واذكر شباب القبلة الذين كانوا يشتغلون بالكهرباء، ومنهم جاسم وعبدالوهاب النجادة وأحمد السبيعي، اذكر عندما كنت بالمرقاب كان عندي موظفون من الجبلة.
ويذكر الفضل قصة النوخذة محمد الجارالله وهو نوخذة سفن السفر الشراعي ويملك سفينة، خرج من بومباي ومعه سنيار من أهل قطر اثناء الحرب العالمية الثانية خرج محملا بالبضائع للكويت وكذلك السنيار.
وهو بالبحر القطري رفع العلم الأحمر وهذا فيه خطورة لكن النوخذة اخطأ الغواصة في البحر فضرب سفينة محمد الجارالله وكسر الدفل نصفين وضرب السفينة فانقسمت نصفين وعندها رمى البحارة أنفسهم في البحر القطري ورأى سفينة الجارالله جهز نفسه ونزل الماشوه سفينة الانقاذ وسبح الكويتيون وسمك الجرجور يسبح بجانبهم لكن الحافظ الله سبحوا حتى وصلوا الى سفينة السنيار وركبوا بالماشوه معهم لأن الغواصة ضربت سفينة القطري وغرقت ورفعوا الشراع على سفينة الانقاذ حتى وصلوا الى بومباي والهواء دابر ووصلوا ساحل احدى القرى وشاهدهم أهل البر وأنقذوهم من خطر البحر ونزلوا عندهم وأعطوهم الطعام والماء.
وقد أخبروا مسؤول القرية الذي بدوره نقل البحارة الكويتيين بالقطار الى مدينة بومباي وقابلوا تجار الكويت هناك وجمعوا لهم عانية مبلغا من المال، ونقلوهم بالباخرة دواركه الى الكويت ورجعوا سالمين اما السفينة فغرقت بالبحر ولم يعد لها اثر.
ويتذكر الفضل قصة أخرى لإحدى سفن السفر الشراعي ممن تأخروا في البحر بسبب عدم وجود هواء يحرك السفينة ولطول المدة وهم في البحر وقد نفد ماء الشرب ولكن بقدرة الله واثناء وجوده في المحيط الهندي شاهدوا غيمة كبيرة وأظلم الجو عليهم فقال النوخذة جهزوا الطربال واستعد البحارة ونزل المطر بغزارة وجمعوا مياه المطر في خزان الماء حتى امتلأ والخزان الثاني بقدرة من الله وراحت الغيمة.
الزواج
وعن زواجه يقول الفضل: تزوجت في بداية الاربعينيات وعمري حينها اثنين وعشرين عاما، وكان المهر مائتي روبية مع (الدزّة) وهي مجموعة من الملابس اقول ما يدفعه المعرس لاهل العروس خلال اسبوع وجوده عندهم يقدمون له الاكل ثلاث وجبات كأنه استرجع المبلغ منهم ولمدة اسبوع طوال ايام اقامته عند اهل زوجته، واما الريوق فيتكون من الحليب والشاي والدرابيل وقرص العقيلي، والجوامع سمبوسة حلوة حاليا يسمونها والباچلة صباح كل يوم، واما الغداء فكان مرق لحم وعيش ودجاج وهذا كرم كبير من اهل العروس للمعرس لان الكويتيين في ذلك الوقت كانوا لا يأكلون الدجاج فهو فقط للبيض.
ويضيف: كان زواجي بدون احتفال ولا غناء والوالد كان يعمل بتجارة السفن الصغيرة وهو نوخذة قطاعي يستورد السفن من دول الخليج ويبيعها في الكويت، وأخي عبدالله مع الوالد وكنت اساعدهم فكانت الحالة ممتازة ولذلك كان المهر جيد جدا.
والوالد كان يبيع ويشتري، وقد توفي الوالد عام 1964 وكنا نسكن في الخالدية وكذلك توفي اخي عبدالله، وحاليا الحياة تغيرت والحمد لله وقديما كانت القلوب مرتاحة والناس يتواصلون ويساعدون بعضهم بعضا ونياتهم صافية، اما حاليا فالناس غير مرتاحين والحروب بين الدول والمشاكل كثيرة، والاكل كان قديما كل يوم بيومه لا ثلاجات ولا برادات، والناس متعاونون فالجار يسأل عن جاره اذا لم يره بالامس والنساء متعاونات فيما بينهن.
واذكر ان الجزافين بائعو السمك اذا غابت الشمس يعطون الاسماك مجانا للناس، وكل واحد يأخذ حسب حاجته، واليوم الاكل الزائد يرمى في الزبالة.
نوخذة الهرفي والسفر الشراعي
يقول الفضل من نواخدة السفر الهرفي صالح المهيني ثلاث سفرات في الموسم الواحد، وكنت وعيسى النشمي ويعقوب اليتامى واولاد مبارك ثلاث، ومن نواخذة السفر الشراعي، اذكر البعض منهم ابناء عائلة المبارك ومنهم يوسف وجاسم وخالد ومنصور وعلي وجاسم المباركي ويعقوب اليتامى وغيرهم.
والسفر الهرفي هو السفر المتكرر في الموسم الواحد بمعنى يسافر ويحمل التمور وينزل البضاعة في المدن الهندية ويعود مرة ثانية وثالثة ويحمل التمور مع عودة السفن الى الكويت يعود معهم محملا بالبضائع فيقال (سفر هرفي) يعني مبكرا والحمولة الاولى تمور الى كراتشي والثانية كذلك والثالثة فكان النوخذة صالح المهيني نوخذة يعتمد عليه لانه من النواخذة الاشداء الاقوياء، فالبحار الذي يركب معه بالسفينة يتحمل ويعرف انه مع نوخذة قوي فلا يخاف ولذلك ركبت وسافرت معه اربع سنوات في توكلي والسفينة مشهور وتعلمت منه الكثير وخاصة عندما ننقل الذهب من وإلى الكويت.