-
قطعت دورة للتصوير في ألمانيا لتصوير فيلم «بس يا بحر» مع خالد الصديق ووجدنا صعوبة كبيرة في تصويره
-
انتقلت مع أبي إلى العراق وضاعت مني خمس سنوات في الدراسة ما بين الكويت والعراق
-
كنت أخرج بعد الدراسة مع زميلي محمد الأربش لتصوير الطبيعة
-
ادخرت مبلغاً من مصروفي الشخصي واشتريت كاميرا 8مم من محلات أشرف
-
وثقت الكويت القديمة من خلال الصور خاصة عندما بدأت الحكومة هدم البيوت والفرجان والسكيك
-
قوات المقبور صدام حسين سرقوا أشرطتي السينمائية وصوري التي وثقت فيها بعض تاريخ الكويت
-
أجريت مقابلة مع الشيخ جابر العلي وزير الإرشاد والإنباء وقام بتعييني في قسم السينما بالوزارة
-
سافرت في بعثة إلى بلجيكا ومصر وأخذت دورات في التصوير بألمانيا
-
كنت ثاني كويتي بقسم التصوير في وزارة الإرشاد وعيّنت وأنا مازلت طالباً
-
قضينا تسعة أشهر في السودان لتصوير فيلم «عرس الزين»
-
أسست إذاعة أيام الاحتلال الصدامي الغاشم وكنت أبثها من بيتي في صباح السالم
-
خصصت غرفة من البيت كاستوديو وأنا في المتوسطة
-
الفنانون قديماً كانوا يعملون دون شروط مسبقة أو سؤال عن الأجر
-
استخدمنا بعض الخدع أثناء تصوير فيلم «بس يا بحر»
-
كنت أحمض الفيلم عند محلات أشرف وأقوم بالمونتاج في بيتي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا في هذا الاسبوع اسم كبير في عالم الإخراج السينمائي بالكويت، ولد في منطقة شرق، التحق بالتعليم وعاش مع والده فترة في العراق، ثم عاد مرة أخرى الى الكويت، ظهرت لديه هواية التصوير وهو صغير الى درجة انه ادخر من مصروفه الشخصي ليشتري كاميرا، كما جهز غرفة في بيت والده وحولها الى استوديو.
التقى بوزير «الإرشاد والانباء» الشيخ جابر العلي وعينه مع صديق له في الوزارة وهو لايزال طالبا. انه توفيق الأمير الذي عمل مصورا في قصر السيف أيام الأمير الراحل المرحوم الشيخ عبدالله السالم، كما عمل بتلفزيون الكويت مصورا.
التحق بكثير من الدورات في أكثر من وحدة ليطور من نفسه، وسافر في بعثات لدول أوروبية ليعود بعدها ويشارك في تصوير أفلام مثل «بس يا بحر» و«عرس الزين» و«وجوه الليل»، كما أسس شركة النورس للإنتاج الفني. كانت له مواقف بطولية أيام الاحتلال الصدامي الغاشم، حيث أسس إذاعة في بيته في صباح السالم، وكان معه حميد خاجه ويوسف مصطفى.
يحكي توفيق الأمير عن عمله في التصوير وهو لايزال طالبا صغيرا، كما تطرق لعمله بتلفزيون الكويت والأعمال التي شارك في تصويرها، والأفلام التي شارك فيها ضمن فريق العمل، كذلك تحدث عن المواقف والطرائف التي كانت تواجهه أثناء التصوير،
فإلى التفاصيل:
ولدت في الكويت بمنطقة الشرق بشارع دسمان قديما مقابل مدرسة الصباح، واذكر من الجيران عائلات المطوع والمجادي والعطار، وكنا متقاربين في البيوت والعائلات الكويتية.
واذكر عندما كنت في مرحلة الشباب كنت ألعب مع ابناء وشباب الفريج كرة القدم، واللبيده والهول، ولعب الكرة في براحة المطبة وفيها طنبورة ونشاهد النساء والرجال يؤدون ادوارا وحركات بارعة.
وكنت اذهب مع يوسف العطار وتوفيق وحميد بوحمد وابناء البغلي وكان معنا فيصل الضاحي واذكر جدته وهي امرأة كبيرة بالعمر، وامينة المطوع وجدتي وكن يجتمعن مع بعضهن البعض، وفي الليل ننام على السطح ونفرش على الارض.
التعليم والدراسة
عن تعليمه ودراسته، يقول توفيق الامير: اول مدرسة التحقت بها مدرسة الصباح للبنين بشرق، وكان الناظر المرحوم حمد الرجيب، وكنت اذهب مشيا عبر الشارع، حيث لا يوجد ازدحام للسيارات.
وفي الصف الاول الابتدائي كنت احب المدرسة، حيث كنت ألعب مع الطلبة بالساحة، ومن المدرسين الذين اذكرهم مدرس الالعاب المرحوم يوسف العلي واحمد مهنا، وتعلمنا الرسم والموسيقى، ولكن لم يكن لي نشاط فيهما.
وكنا نحيي العلم في طابور الصباح يوميا ونهتف باسم امير الكويت، وكانت الوزارة تسلمنا دفاتر عليها صورة سمو الشيخ احمد الجابر، ونذهب الى المدرسة بالدشداشة، وبعد سنوات لبسنا البنطلون، وكانت الملابس من الوزارة لجميع الطلبة كويتيين ووافدين، وتتكون من بنطلون وقميص وبالطو.
وعن التغذية في المدرسة، يقول: بعد الحصة الثانية شوربة عدس، وفي الدوام الثاني حليب وبسكويت وللجميع سواء كويتيون او وافدون.
مدرسة الصديق المتوسطة
ويضيف توفيق الامير: انتقلت من مدرسة الصباح الى مدرسة الصديق ومكانها حاليا وزارة الداخلية، وكنت اذهب ماشيا واتخطى البيوت واعبر الطرق مع ابناء الفريج، وكنا نحمل الكتب بأيدينا ولا توجد عندنا شنطة مثقلة بالكتب او نحملها على ظهورنا مثلما نشاهد هذه الايام، وكنت اعبر من داخل المقبرة ونقطع الطريق مع الزملاء حتى الجهة الثانية ونخرج من المقبرة ومقابلنا مدرسة الصديق.
وكنت اشارك في بعض الانشطة مثل الاذاعة المدرسية، وشاركت في التمثيل، وكنت مطيعا واسمع للمدرسين وانتبه للشرح، وكان العقاب البدني موجودا في المدرسة، ويعاقب الطالب المهمل وغير المنتظم، واكملت الصف الرابع متوسط والتحقت بنشاط الكشافة وكان لي دور بارز فيها مع المجموعة.
كانت دراستي متوسطة ومستواي العلمي وفي الصفين الاول والثاني لم يكن للطالب نشاط يذكر في المدرسة، فالنشاط يبدأ من الصف الثالث والرابع الابتدائي مثل الاشبال والالعاب الرياضية، وفي المرحلة المتوسطة هناك الكشافة والفرق الرياضية مثل كرة القدم والسلة والطائرة وهذه اشهر الالعاب، وكنا نلعب قبل طابور الصباح والطابور كان ملزما للطلبة مع تحية العلم والاذاعة المدرسية، وكان الدوام على فترتين صباحية ومسائية، وكنا نقوم برحلات مع الاشبال الى مزارع الفنطاس ومزارع المنقف يوم الجمعة منذ الصباح ونرجع بالمساء، وكانت الوالدة رحمها الله تعطيني اكلا بالسفر عبارة عن عيش ومرق وبلاليط مع البيض والحلوى والرهش والبعض معه البحصم.. واذكر انه كانت لا توجد لغة انجليزية وكانت أهم المواد الدراسية هي: اللغة العربية والدين والحساب والعلوم.
الانتقال للعراق
وعن انتقاله للعراق يقول توفيق الامير، الوالد انتقل الى العراق وسكن في مدينة كربلاء وقبلها في الكاظم والتحقت بالمدرسة الحيدرية وكان هناك اختلاف في المنهج العراقي عن المنهج الكويتي ثم التحقت بالمدرسة في كربلاء دون نقل رسمي من مدرسة الصديق، ولذلك فالسنوات التي كنت فيها بالعراق لم احصل على شهادة والعكس بعدما رجعنا الى الكويت لم احصل على شهادات او نقل رسمي ولذلك ضاعت مني خمس سنوات في الدراسة بين العراق والكويت ولم استفد شيئا.
اما سبب السفر للعراق فقد جمع الوالد اخواني في يوم من الايام وقال لاخوتي الكبار انه يرغب في السفر للعراق للسكن وجوار اهل البيت انتم الكبار تبقون هنا في الكويت اما توفيق وابراهيم فسأخذهما معي مع والدتكم، وقد رجع الوالد بعد خمس سنوات وتوفي هنا في الكويت بعد التحرير.
هاوي تصوير
ويضيف توفيق الامير: رجعت الى مدرسة الصديق بعد العودة من العراق وأنا في الصف الرابع المتوسط، ظهرت عندي هواية التصوير وقد تعلمتها في العراق، وكان لي صديق اسمه محمد الاربش ايضا يهوى التصوير فأصبحنا اثنين هواة تصوير وجمعنا مبلغا من المال من مصروفنا الشخصي وذهبنا انا وصديقي الى محلات اشرف واشترينا كاميرا تصوير ثمانية ملم وكلما جمعنا مبلغا ذهبنا الى محلات اشرف واشترينا افلاما.
وفي تلك السنوات تم تثمين بيت الوالد فانتقلنا الى منطقة كيفان وكان الوالد من اوائل من سكن تلك المنطقة وذلك عام 1957 وكان البيت يضم سردابا فحصلنا على غرفة صغيرة وجهزتها كاستوديو وكان محمد الاربش يزورني ونشتغل بالتصوير، ومما اذكره اننا كنا نصور الشوارع والطبيعة، ثم انتقلت الى مدرسة الخليل بن احمد المتوسطة وكنا بعد العصر نخرج للتصوير وفي ذلك الوقت كان المنتشر من الافلام ثمانية ملم وستة عشر ملم وبروفشنل خمسة وثلاثين ملم، واستخدمت الفيلم ثمانية ملم.
وكنت احمض الفيلم عند اشرف وفي السرداب أقوم بعمل المونتاج للفيلم مع محمد الاربش.
ويضيف توفيق الامير ان التصوير متعة واتخذته وظيفة فيما بعد، كنت اصور البحر والفرجان القديمة وبدأت اوثق الكويت القديمة وخاصة عندما بدأت الحكومة في هدم البيوت، ومن ضمن هذه البيوت القديمة الفرجان والسكيك قبل هدمها وبعدها بدأ الهدم.
وصورت كذلك السفن القديمة على ساحل البحر والقلاليف وهم يصنعون السفن الصغيرة والكبيرة واحتفظت بتلك الصور سنوات طويلة ولكن المقبور صدام حسين وقواته سرقوا كل شيء بما فيها الاشرطة السينمائية التي صورتها طوال السنين.
هاشم محمد والتلفزيون
ويحكي توفيق الامير عن رفيقه هاشم محمد وهو من سكان كيفان وانه كان من جيرانه وكان يعمل في تلفزيون الكويت منذ بداية تأسيسه وقل لي: يا توفيق انت والاربش عندكما هواية التصوير وتصرفان الكثير على التصوير ما رأيكما ان آخذكما الى ادارة الارشاد والإنباء، لتقابلا الوزير المرحوم الشيخ جابر العلي.
وتمت الموافقة، وكنت مازلت طالبا في مدرسة الصديق، وهاشم محمد يعمل بالارشاد والانباء، وذهبت انا ومحمد الاربش وادخلونا على الشيخ جابر العلي واستقبلنا وتحدثنا معه عن هوايتنا، وبعد ان استمع لنا استدعى وكيل الوزارة سعدون الجاسم وقال له خذ هذين الشابين وعينهما بالوزارة، وفي التلفزيون، وكان في دسمان، مقابل ساحل البحر، وذهبت مع محمد الاربش وكان مدير التلفزيون حينها المرحوم خالد المسعود الفهيد، اما جواد حسون فكان المدير المالي، وتم تعييننا مصورين، مع كل هذا كنت آخذ كتبي واخرج من البيت على انني رايح للمدرسة ولكن في الحقيقة اروح للتلفزيون، وفي احد الايام ابلغت الوالدة بما حدث، وعينت بقسم السينما، وكان رئيس القسم حينها عبدالوهاب السداني رحمه الله، وباشرت العمل، وكان المصور في قسم السينما هاشم محمد وكان بدر المضف في المونتاج ومحمد جاسم الجزاف بالصوت واحتفظت بمعداتي، وكنت ثاني كويتي بقسم التصوير والاول هاشم محمد، وكان يوجد اثنان مصريان واحد اسمه محمد صادق ومحمود سابو وفلسطيني اسمه سليم، وكانت الاخبار جميعها تصور، وبعد التصوير ننقل الفيلم الى المعمل في ثانوية الشويخ التابع لوزارة التربية، وبعد ذلك قسم السينما يعمل لها مونتاجا ومساعد المنصور في المونتاج، اما المشاهد الخارجية للتمثيليات فننتقل لتصويرها، مثلا المستشفى والسوق نصورهما بكاميرا التلفزيون 16 ملم، وجميع البرامج تسجيلية، وكانت الاستديوهات بسيطة جدا، وممن اذكرهم رضا الفيلي وجاسم شهاب وعبدالرزاق السيد وحمادة وليلى شقير من المذيعين.
كما اذكر اول مذيعتين امينة الشراح وباسمة سليمان.
مصور لقصر السيف
وعن عمله مصورا بقصر السيف، يقول توفيق الامير: بعد سنوات من العمل نقلت كمصور لقصر السيف لتصوير استقبالات سمو الامير المرحوم الشيخ عبدالله السالم، ومن المواقف التي اذكرها ان السكرتارية ابلغوني ذات مرة بوصول احد الضيوف، وكنت ساعتها امشي في الممر، وقد وصلت سيارة الضيف ونزل من سيارته وصعد والسكرتارية غير موجودين ولم ابلغ، فماذا افعل، ومن الضروري تصوير صاحب السمو وهو يستقبل ضيفه، فما كان مني الا ان ذهبت الى مكتب الامير وهو يستقبل ضيفه وبدأت بالتصوير.
واستمررت بالعمل في قصر الديوان الاميري، وايضا كنت اكلف بالتصوير في الخارج للتمثيليات.
وكان تلفزيون الكويت خلية نحل من العاملين، الجميع يعمل من اجل رفعة وسمعة تلفزيون الكويت، وفي الستينيات كان تلفزيون الكويت يعتبر الوحيد في المنطقة وبرامجه يشاهدها الجميع، ان فترة البث كانت قصيرة وكنا نعتبر الدوام هويتنا الثانية، فنعمل حتى يغلق التلفزيون حتى لو انني في البيت واتصل المسؤول فنلبي الدعوة ونذهب للدوام، واثناء عملي في تلك السنوات زاد عدد العاملين، واذكر بدر القطان في قسم السينما، اما قسم الكاميرات فكان عملهم بالاستديوهات، واذكر انني كنت استخدم كاميرا فولكس القديمة وآدفولكس (35 ملم) وتطورت الكاميرات، وكنا نستخدم افلام البكرة ونعتني بالافلام ونحفظها من التكسير، وفي نهاية الستينيات اسسوا مصنعا للافلام واذكر مقر التلفزيون على ساحل البحر وبعد ذلك اصبح التلفزيون يبث 12ساعة.
من الهواية إلى العمل
أما عن عمله بالتلفزيون فيقول توفيق الأمير : من هواية التصوير مع زميلي محمد الأربش صرت موظفا بالتلفزيون وأصبحت مصورا تلفزيونيا، ومع مرور تلك السنوات في العمل طورت نفسي من خلال الدورات التي كان يقيمها التلفزيون وكذلك من خلال البعثات الخارجية والتدريب، فمثلا شاركت في دورة تصوير في ألمانيا ولمدة شهور وايضا بعثة إلى بلجيكا والى جمهورية مصر العربية، وكانت دورات مكثفة ولمدة طويلة وكل دورة ما بين ستة وتسعة شهور، ومع هذه الدورات ايضا تطورت الكاميرات، وأذكر من المديرين أول مدير المرحوم خالد المسعود الفهيد ود. يعقوب الغنيم ومحمد السنعوسي وجواد حسون للشؤون المالية ورضا الفيلي.
وتم توظيف سيدات مثل سعاد عبدالله وشكرية محمود اضافة الى سيدات من مصر، وقسم السينما كان يوجد به التصوير والصوت والتحميض والمونتاج والانتاج، ولكل عمل فني متخصص، وهو الذي يتحمل مسؤولية عمله. وطورت عملي، وأثناء العمل في الدورات في ألمانيا اتصل علي الصديق خالد الصديق.. وقد كنت قبل السفر أجلس معه في مكتبه الخاص وكلمني عن فكرة لعمل فيلم.
فيلم «بس يا بحر»
وعن فيلم «بس يا بحر» يقول توفيق الأمير : ان فيلم بس يا بحر كتب قصته عبدالرحمن الصالح وهو من دولة الإمارات، وكنا نجلس في مكتب خالد الصديق والفكرة والإنتاج منه، كنت حينها في ألمانيا في دورة تدريبية واتصل بي خالد الصديق وبالحرف الواحد قال: احضر الى الكويت نريد أن نبدأ تصوير فيلم بس يا بحر، وكان كل شيء جاهزا حتى الاتفاق مع الممثلين، المهم قطعت الدورة في ألمانيا ورجعت الى الكويت وباشرت العمل، ودوري مصور الفيلم وخالد الصديق كان ولايزال من نوادر الفنانين الكويتيين، وكان له مجهود كبير وكان كل شيء على حسابه إلى أن انتهى الفيلم، هذا الرجل له دور عظيم في اخراج وبروز الفيلم للوجود وهو الفيلم الوحيد الذي حاز أكثر من عشرين جائزة وكان في بداية السبعينيات وكان التصوير في الكويت واتخذنا من سواحل الكويت المكان المناسب للتصوير.
وفي جميع المناطق البحرية في دولة الكويت وفيلم «بس يا بحر» من الأفلام الوثائقية التاريخية التي برزت في السبعينيات.
وكان يساعدني مصور إيراني اسمه مصطفى وكان في الأصل موظفا عند خالد الصديق، وقبل كل شيء قرأت القصة وحضرت البروفات مع الممثلين.
بداية تصوير الفيلم
ويتذكر توفيق الأمير تصوير الفيلم فيقول: تصوير الفيلم صعب جدا، واستخدمنا الخدع التصويرية، مثلا أثناء الغوص، فكان العمل أو الأداء داخل حمام السباحة، وأحد المواطنين ساعدنا في بناء الحمام في بيته ووضع (الجام) الزجاج والتصوير خلف الزجاج وبعض المشاهد صورت بالبحر، وكان على ساحل البحر في منطقة الشرق، وكانت عندنا كاميرات خاصة تصور تحت الماء توضع داخل البليم منعا لدخول الماء ولم انزل البحر، وكان هناك مصور آخر أجنبي لديه الخبرة في التصوير تحت الماء، وكان يغوص تحت الماء، وشاركنا مجموعة من الفنانين أذكر منهم سعد الفرج وحياة الفهد ومحمد المسعود ومحمد المنيع ومحمد المنصور، وكنا مجموعة متماسكة ولم يطلب الممثلون أجرا محددا، ولم يسألوا عنه وعملوا جميعا بجد واخلاص وتفان وقبضوا ما دفع لهم من دون شروط تحديد السعر.
وكان هذا أجمل ما في العمل، كنا نعمل لإظهار اسم الكويت في فيلم «بس يا بحر» الى درجة أن المجموعة تخرج للعمل منذ الصباح ولا ترجع إلا في المساء من دون كلل أو ملل.
والفنانون كانوا يتسابقون فيما بينهم من يشتري ويجهز الريوق ومن يحضر الغداء والعشاء، وأقول إن التماسك كان مهما في العمل السينمائي، والجميع كان محبا للعمل، ولكن اليوم الممثل يشترط كم تدفع قبل ان يوقع العقد! وربما إذا دفعت له قال: أريد أكثر! وهكذا عكس الممثلين الأوائل.. كما انهم حاليا يتشاجرون على من يكتب اسمه قبل الآخر، وخالد الصديق هو الذي اطلق اسم «بس يا بحر» على الفيلم.
ولا أنسى مشهد الفنان محمد المنصور عندما وضع يده في فم السمكة وكانت خدعة، وكان محمد المنصور اصغر الممثلين وكان عبدالعزيز المنصور مسؤولا عن المكياج.
وأما السفينة فكانت بتبرع من حسين معرفي وسيف مرزوق الشملان فقد تعاونا معنا وساعدنا كما استعنا بالفرق الشعبية للغناء البحري.
عرس الزين
عرس الزين قصة كتبها الأديب السوداني الطيب الصالح وكانت تربطه علاقة صداقة مع الفنان خالد الصديق.
وكنت مدير التصوير لهذا الفيلم.
وجهزنا كل شيء وكل ما يحتاج له الفيلم ثم انتقلنا الى السودان للتصوير هناك.
أما السيناريو فكتب في الكويت، والقصة عن السودان قديما، وذهبنا الى السودان وأمضينا فترة طويلة لمدة 9 شهور في السودان لتصوير الفيلم، مع المعدات والممثلين وكنا ننتقل من قرية لأخرى والطرق كانت رملية.
ومما أذكره اننا خرجنا في احد الأيام من العاصمة الخرطوم الى مدينة دنقلة التي تبعد عن العاصمة 1200 كيلو متر ووصلنا دنقلة وبدأنا بالتصوير وكان الطريق محاذيا لساحل النيل، وطوال الطريق كنا نرى ثمر المانجو على الأرض من كثرته، والشعب السوداني كريم جدا، وعندما وصلنا أخذنا الدليل الى مختار المنطقة وبعد السلام ذبح لنا 7 رؤوس من الأغنام، وأعطونا الكبد والقلوب والخبز الحار، وبعد الأكل بدأنا التصوير.
وأقول ان أرض السودان إذا استغلت زراعيا فانها تكفي ثلثي العالم، وهذا الكلام صادر عن تقرير من الأمم المتحدة، فأرضها خصبة ومياه النيل موجودة والأيدي العاملة متوافرة.
وقد ساعدنا الأهالي في التصوير لأن الفيلم يحكي عن زواج رجل اسمه زين على الطريقة السودانية وأفراحهم، ومدة الفيلم ساعتين وجرى تحميضه في لندن.
وكان أول فيلم قبل «بس يا بحر» شاركت في تصويره هو و«وجوه الليل» ومدته 40 دقيقة عن قصة قصيرة، وكان سعد الفرج ضمن الممثلين.
شركة النورس
ويقول توفيق الأمير : بعد العودة الى الكويت من السودان اتفقت مع مجموعة من الاخوة الفنانين وأفراد من العائلة على تأسيس شركة إنتاج، كنت مع عبدالعزيز المنصور وبدر البلوشي ومعنا اخواني علي وحسين ومحمد المنصور وكانت من أولى الشركات العربية التي تعمل بالفن والإنتاج وعندنا سيارة نقل للمعدات، والدراما نصورها بالأماكن الطبيعية من دون ديكور في البيوت أو المستشفيات او المزارع، وأول عمل قمنا به وقدمنا «حبابة» من ثلاثين حلقة عمل درامي أخذناه من برنامج إذاعي وحولناه الى التلفزيون، والدراما كنا نسجلها 13 حلقة ولكن بعضها 7 حلقات، وحاليا صار البعض يعملها 30 حلقة وأول عمل قدمناه طيبة وبدر والحب الكبير وكان الممثل يعمل معنا من دون شروط،الى ان حدث الاحتلال العراقي، وقد دمر الجيش العراقي كل شيء وسرقوا معدات شركة النورس ولم يتركوا مكانا في الكويت الا وكسروه وسرقوا المعدات والسيارات، والنورس من ضمن تلك المؤسسات التي دمروها وسرقوا معداتها، وبعد التحرير نصحني البعض بأن أقدم على تعويض، ولكني لم أقدم وانتهت الشركة، حتى الأرشيف حصلت على بعض أجزائه عن طريق الشراء من رجل فلسطيني اشتراها من الجيش العراقي الذي سرقها وكانت أشياء بسيطة.
ويضيف الأمير: اشتغلت فترة بسيطة في مؤسسة الإنتاج المشترك مع هاشم محمد وتركت العمل، وبعدها لم أشتغل، وقد رزقني الله بولد واحد هو بشار، وعين مديرا لتلفزيون الوطن في بداية تأسيسه، وهو متزوج وعنده عبدالله وعلي.
وأذكر انني أيام الاحتلال الصدامي الغاشم أسست إذاعة عندي في البيت «هنا الكويت» خرجت من بيتي في صباح السالم وكان معي حميد خاجة ويوسف مصطفى الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون حاليا، ونعم الرجل المخلص في عمله وعلاقته الطيبة الممتازة مع زملائه.
واستمررنا بالإذاعة إلا اننا كنا خائفين حيث كانوا يبحثون عنا ونقلنا المعدات الى السالمية وسلوى.