- كنت ألعب مع أقراني في الصغر الهول والمقصي وصاده ما صاده وكنت أصنع التناك من قواطي الكاز
- كنا صغاراً نذهب إلى نقعة الفلاح في التناك ونستخدم الغرافة أو المجداف أو القرقور في صيد سمك الميد والمجوة والزمرور
- كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيوراً قوية وأصيد القطا ونزل البحر والرهيز على ساحل البحر
- بعد أن تركت المدرسة ركبت السفن الشراعية «تباب» والوالد كان «سكوني» على بوم الفلاح وأول سفرة كانت السفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت
- عملت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري
- اشتغلت سائقاً على سيارة لرش الـ «دي دي تي» لقتل الذباب
- في عام 1960 عملت فني تمديد أسلاك في «الكهرباء»
- التحقت بالمدرسة الأحمدية القديمة وكان ناظرها راشد السيف
قديما كان البحر مصدر الرزق الأول للكويتيين، وجيلا بعد جيل صنعوا السفن الخشبية وسافروا بواسطتها الى الهند وشرق وغرب أفريقيا محمّلين بالأخشاب والحبال والبهارات وكل ما يحتاج له الكويتي، أو تصديره الى الدول المجاورة.
الشباب الكويتيون بعدما ينهون الدراسة عند المطوع كانوا يتوجهون للعمل في البحر بحارة.
ضيفنا عبدالله الطراروة واحد من أولئك الشباب الذين ركبوا البحر للعمل مع الكبار لكي يتعلموا منهم فنون البحر، بدأ حياته «تباب» على ظهر السفن الشراعية، حيث كان والده يعمل «سكوني» على ظهر السفينة أي قائد دفة السفينة، ويساعد النوخذة والمجدمي.
في هذا اللقاء يحدثنا عن أهوال البحر والمشاكل التي صادفها وتعرض لها مجموعة البحارة، ركب 4 سنوات مع سفن مختلفة كل سفينة لها مشاكل، يحدثنا عن السفينة التي انكسر الدقل فيها وبقيت من دون شراع.. والسفينة التي انكسرت على الصخور وحاولوا إنقاذ أنفسهم بسفينة الإنقاذ الماشوه، حتى وصلوا الى البر، وهناك ساعدهم الكويتيون بالمال وعادوا الى الكويت سالمين.
وبعد التعب والشقاء انتهت فترة البحر بعد ظهور النفط وارتاح البحار الكويتي وبدأ الكويتيون بالعمل بالدوائر الحكومية.. ضيفنا عبدالله الطراروة بدأ حياته العملية، في «الكهرباء» يمدد الأسلاك، وثانيا انتقل الى «الصحة» وتعلم قيادة السيارة واشتغل سائقا، كانت الحياة قاسية على الكويتيين أثناء العمل بالبحر والحمد لله حاليا الجميع يعيش بنعمة وخير ومحبة بين بعضهم البعض ونحن نعيش حياة الرغد والازدهار.
المزيد عن هذه الظروف التي مر بها ضيفنا عبدالله الطراروة وجيله والتحولات في المجتمع الكويتي نتعرف عليها في السطور التالية:
في مستهل حديثه عن الماضي وأحداثه وذكرياته يحدثنا ضيفنا عبدالله نجم الطراروة عن بداياته الأولى ومولده وكيف كانت الظروف حينها، حيث يقول:
ولدت بالقبلة بفريج سعود، بيوتنا كانت تطل على البحر - الجهة الشمالية، ومن جيراننا بيت عائلة النشمي وبيت اللوغاني منهم أحمد ويعقوب وهو رجل كفيف البصر، كان فريج سعود بالداخل وبين البيوت لا يوجد مسجد وانما مسجد المديرس كان خارج الحي، واذكر بيت الصبيح واذكر فهد الصبيح.
مسجد المديرس موجود حاليا واذكر جارنا خليفة وعائلة التورة وهم ملاك سفن لنقل المياه.
البيت الذي ولدت فيه كان ملكا لجدتي وله باب خوخه وفيه 3 غرف كبيرة وفيه جليب وعندنا 3 رؤوس من الماعز والوالد كان يحلبها، ومن الصباح نودعهم مع الشاوي مزيد حتى المساء وبعد عودة الشاوي الماعز تدخل للبيت بنفسها تدل وتعرف البيت وتدفع الباب برأسها، الوالد - رحمه الله - كان يحب تربية الأغنام، 3 معزات (سخول) الحليب كان كثيرا نعمل منه اللبن ويخض اللبن ويستخرج منه الزبدة.
وكان الاسقا من جلد الغنم يستخدم بخض اللبن، وبعد سنوات ومع بداية النهضة الحديثة دخل علينا لخض اللبن اسقا من المعدن، الزبدة منذ الصباح ريوق مع الخبز، الوالدة كانت تخبز رقاق على التاوه بوسط العريش، المرأة بنفسها تخبز وتطبخ وتنظف البيت وجميع الأعمال المنزلية وتغسل الملابس وبعض النساء يذهبن الى البحر لغسل الملابس، اذكر ان الوالدة أول خبزة تعملها نوع الحنوه وتعطيني إياها.
الحنوه خبزة صغيرة مدورة، الحياة كانت بسيطة وحلوة، كل شيء تغير مع التطور والنهضة الحديثة.
اذكر من الألعاب التي كنت ألعبها مع الأصدقاء الهول والمقصي والجيس مع الزبابيط وصاده ما صاده وكنت اصنع التناك وهي سفينة من الحديد من قواطي الكاز، الكيروسين.
عن المرح واللعب في أيام الطفولة يتحدث الطراروة بحنين كبير وعن احدى الهوايات والتصرفات الطفولية يقول:
صناعة التناك
التناك سفينة صغيرة نصنعها من قواطي الكاز الصفيح، نقص القوطي ونفرشه قطعة واحدة 4 قواطي نوصلها مع بعض وبواسطة ثني طرفي القوطي ونشبكها مع بعض ونضرب القواطي بالمطرقة حتى يصير لوح واحد بالطول كل ثلاثة أو أربعة قواطي مع بعض، بعد ذلك نحضّر خشبة طويلة نسميها الشاصي مثل بيص السفينة الكبيرة للقاعدة، ونثبتها بالمسامير، بعد ذلك نقوم بثني الصفيح الى الأعلى.
ونضع مقدمة للسفينة ومؤخرة، وجوانب السفينة نضع عليها عصا طويلة ومن الأمام الى الخلف على التريج ونضع له دقلا صغيرا وننزل به الى البحر، ونضع بقاع التناك الطاري مادة سوداء جافة لكي لا يدخل الماء أماكن المسامير.
ونستخدم المجداف ويسع اثنين ونخرج به خارج النقعة، وأحيانا نستخدمه للحداق، صيد السمك هذا هو التناك، ومجموعة من الشباب كل اثنين أو ثلاثة يشتركون مع بعضهم البعض.
أذكر اننا كنا نذهب الى نقعة الفلاح، أحيانا شخص واحد، في التناك نستخدم الغرافة أو المجداف ونصيد السمك بأنواعه الميد والمجوة والزمرور ونستخدم الصبور كييم للميدار، أيضا كنت مع الاصدقاء نستخدم القرقور ونصنع بلاطة سمك الصبور ونقطعه ونضعه بالداخل.
ننقل القرقور بحمله على الراس من الفريج الى البحر، ومن الشروط أن تكون مياه البحر في حالة الجزر (نقول الثبر) ونضعه ونربط طرف الحبل بالقرقور والطرف الثاني بقطعة من الخشب، كدليل على وجود القرقور في هذا المكان، والخشبة نسميها «چيبال» وإذا كان ماء البحر في حالة المد يدخل السمك بالقرقور وننتظر حتى يبدأ الجزر ونذهب الى القرقور ونجد السمك بداخله ونحمله الى خارج البحر ونأخذ السمك منه، نأخذه الى البيت، أحيانا نستخدم مادة السم التي نشتريها من العطار على شكل كرات صغيرة ندقها بالهاون حتى تصبح ناعمة ونخلطها بمادة الصل الذي يؤخد من سمك الحوت الكبير وله رائحة شديدة تجذب السمك.
السم نوعان، الاول يطفح على سطح الماء، والثاني ينزل بقاع البحر للسمك الموجود في قاع البحر، الاسماك تأكل منه وتدوخ ونصطادها باليد، وخاصة سمك الميد الكثير، الاسماك كثيرة ولا يوجد ما يزعج الاسماك.
صبيان السيف كثيرون ولا نعرف الاسواق، الجميع متواجد على ساحل البحر، أيام العيد نشتري الاكلات الخفيفة، كنا أولادا شبابا نلعب ونركض، كنت أصنع الفخ لصيد الطيور الربيعية المهاجرة وأصنع النباطة وفيها نجوم وأضع لها سيورا قوية، وكنت أميل لصيد الطيور، أيضا كنت أصيد القطا ونزل البحر، وهناك نوع آخر اسمه الرهيز على ساحل البحر، كنت أذهب الى مقبرة هلال المطيري لصيد الطيور والمقبرة القبلية.
الدراسة والتعليم
وعن مشواره في مضمار التعليم، يقول الطراروة: البداية في مدرسة الملا محمد صالح، وكان الطالب يدفع نصف روبية للملا لشراء المنقور البارية للجلوس عليها، وتعلمت عنده قراءة القرآن الكريم والقراءة، ولم أمكث كثيرا عنده، والتحقت بالمدرسة الاحمدية في الحي القبلي الواقعة على ساحل البحر وناظرها العم راشد السيف أخو والدي، عمي راشد قال للوالد يا أخي بوعبدالله الولد ترى ما عنده استعداد للدراسة خذه معك للعمل في البحر والوالد استانس لأنه سيأخذني معه تبابا على ظهر السفينة، وكنت الوحيد على السفينة، القلب غير متفرغ للدراسة، والوالدة رحمها الله قد توفيت.
الناظر يطلب من الفراش أن يذهب الى الفريج يبحث عن الأولاد الغائبين فيبلغ والدي عن غيابي، الفراش يعرف البيوت كلها واذا أمسكني سحبني بيده الى المدرسة وكان اسم الفراش عبدالله، عمي راشد يضربني بالمسطرة على يدي وإذا دخلت المدرسة أدخل الصف، والدراسة على فترتين العصر.
دروس دينية
أذكر الأستاذ ابراهيم الشاهين من مدرسة الأحمدي وهو الذي كان يدرسنا القرآن الكريم والدين، وعبدالعزيز الشاهين أيضا مدرس، ويدرسنا العصر ومن مدرسي الفترة الصباحية ملا أحمد وخالد النصرالله ولا يوجد مدرسون غير كويتيين ونلعب الرياضة بالدشداشة، ويوم الخميس نذهب في رحلة الى الفنطاس مثل الاشبال، والى الفحيحيل وذلك اهتمام من المعارف والطريق كان رمليا والأرض قوية ونذهب الى المزارع ونلتقط الكنار من شجر السدر.
أول سفرة بالبحر
شأنه شأن الكثيرين من أبناء الكويت في هذا الوقت كان التوجه نحو البحر للبحث عن الرزق والعمل، وعن تجربته يقول ضيفنا: ركبت السفن الشراعية «تباب» مع الوالد الذي كان «سكوني» في بوم الفلاح، أول سفرة كانت السفينة بالأصل لنقل المياه من شط العرب الى الكويت ولكن بعد سنوات أنزلوا خزانات الماء ورفعوا الجوانيب وصار سفينة سفار والنوخذة المرحوم سليمان الهارون، وعلي الفلاح مجدمي العود والوالد سكوني ومعه اثنان سليمان السجاري والثالث من أولاد الفلاح، كنت «تباب» أخرجني والدي من المدرسة وكانت تلك السفرة الأولى ولم أخف من البحر في الليل والنهار.
اذكر ان أحد البحارة أعطاني جلاس ماء من اليمه وفيه رائحة الصل الدهن وذلك لعدم الدوخة، ولكن الدوخة موجودة، خرجنا بالسفينة من النقعة بشراع واحد متجهين الى شط العرب وشاهدت التقاء الماء المالح بالماء العذب من شط العرب سبحان الخالق يعمل خطا واضحا يميز الماء المالح من العذب، الماء الأزرق مالح، الماء (الخابط) عذب، السفينة تشق البحر بين النخيل والزروعات، ذهبت الى ابو الخصيب.
والبحارة ينقسمون نصفين نصف يقف على ظهر السفينة والنصف الآخر يضعون لوحا خشبيا ينزلونه لنصف السفينة نسميه جالي مربوط بالحبال واللي على الجالي يسحبون الماء من الشط بواسطة الزيلة قوطي يملأ بالماء ويأخذه البحار الواقف على السفينة ويصبه بالتانكي بواسطة.
بعد ذلك نبدأ بنقل التمور من السفن الصغيرة الى السفينة الكبيرة حملنا من قرية ابوالخصيب قوع الديري، ونضعه بالخصاف الطويل والبحارة هم الذين يضعون الخصاف التمور داخل الخن بالسفينة وإذا زاد التمر نضعه على سطح السفينة نسميه (الكراخة) والنوخذة سليمان الهارون في بوم الفلاح وهو الذي يخرج المنافيست من ميناء الفاو حملنا التمور وخرجنا من شط العرب باتجاه الهند عبور المحيط الهندي نعبر غبّة سورت وغبّة بارطيه، غبة سورت ما لها قاع، البحر عميق جدا جدا لا يعلم إلا الله بها، كنت «تباب» وقصتي مع الطباخ أجلس بالكونه عند السريلان مطبخ السيفنة، الجدر الكبير للشاي واساعد الطباخ في عمل القهوة واجهز له الوقود من الأخشاب واحمس له حبوب القهوة باعتبار انني أمثل البحار أساعد الطباخ، أمضي الوقت عند الطباخ الى ان تغيب الشمس قبل أذان المغرب الطباخ يضع الأكل في مناكب من الخشب الايدام. لحم طريح أو سمك طريح.
قصة السمك
يحكي لنا الطراروة قصة.. يوم من الأيام كنا في ميناء بومباي، السفينة متوقفة مربوطة بالحبال باوره بالأمام باوره بالخلف والبحارة يساعدوننا من السفن الأخرى لنقل الحمولة، عندنا سمك خباط مالح وكنت أتحدث مع المجدمي العود وقلت له اليوم نطبخ لهم عيش محمر، سمك خباط مالح، على تمر، المجدمي وافق، الطباخ جهز القدر للطبخ وإذا هو مثقوب، أخذت السمك المالح غسلته بماء البحر لكي ينظف من الملح أخذت الزيله قوطي الماء ووضعته على النار ووضعت السمك المالح بداخله وهو على النار وطبخته، السمك بحاجة لطبخ طويل، القوطي به رائحة الصل، نوع من أنواع الدهون تطلى به السفينة.
النار كانت حامية وشديدة، والزيت ارتفع الى فوق الماء والسمك يطبخ والطباخ جهز العيش والنوخذة ينادي الأكل جهزوا الأكل المهم وضعنا العيش بالمناكب وأخرجنا السمك من القوطي ورائحته الصلة.
والبحارة كلوا الغداء عيش وسمك مالح مطبوخ بالصل لكن البحارة كل واحد ينشف يديه من دهن الصل والسمك، الأكل انتهى والبحارة شبعوا محمر خباط مالح.
من شط العرب إلى الهند
يكمل ضيفنا قائلا: وصلنا الى مدينة بومباي وتوقفت السفينة على مسافة قريبة من ميناء كراتشي وذلك قبل عام 1947، المهم انتظرنا لمدة 3 أيام وحضر تاجر هندي وشاهد وفحص البضاعة، وافق التاجر على شراء التمور والاتفاق يتم بين النوخذة والتاجر، حضرت سفن النقل الصغيرة وأنزلنا التمور وبعد 4 أيام انتهينا من تفريغ الحمولة وابتعدت السفينة عن رصيف الميناء، وتوقفنا بوسط الخور مع السفن، وانتظرنا حتى حصل النوخذة على بضاعة لنقلها الى مدينة أخرى وحملنا أكياس الطحين، وتحركت السفينة من ميناء كراتشي الى ميناء بومباي، وتبعد عن كراتشي مسيرة يوم وليلة، وقبل الوصول الى بومباي يوجد بالبحر منارة وعليها سراج يضيء للسفن ويوجد بويات ودخلنا من اليسار والبحر بحالة الجزر (الثير) وهوا - وراعي البلد يقيس عن غرز البحر، الوالد سكوني في تلك الفترة البحارة واقفون ويعرفون ان هذا ليس مجراه.
النوخذة يسمع الدق على الصخور القصيرة، ومن احد الجانبين دخل الماء الى داخل السفينة، والشراع معلق فوق الدقل المجدمي قال للنوخذة هذا الكلام فرد النوخذة قائلا: «على كيفكم نزلوا الشراع»، اصدر النوخذة امره وقال للمجدمي: نزل الجالبوت والبحارة كل واحد منكم يأخذ أغراضه الضرورية والتي تهمه، ركبنا نحن البحارة بداخل الجالبوت، مدينة بومباي على بعد 30 كيلومترا من مكان السفينة ونجدف الجالبوت بأربعة مجاديف من كل جانب مجدافان، تركنا السفينة ووصلنا الميناء، صعدنا سفينة حمد المباركي، وهو النوخذة، لأن سفينتنا تركناها في البحر، وفي صباح اليوم التالي وصل الخبر الى النوخذة بأن سفينتنا مكسورة واتفق النواخذة على سحب سفينتنا من البحر الى الميناء.
احضروا براميل ووضعوها تحت حملة السفينة ورفعوا السفينة واحضروا نبحا وهو التك وسحبوه الى الاسكله وخزروا الدقل بمعنى انزلوه.
ثم انزلوا حمولة الطحين من السفينة وجدفوا السفينة وكنا نذهب الى سوق يومي لشراء اللحم والسمك ويطلقون عليه اسم «العرصة» وهو سوق السمك وشاهدت مقبرة الهنود وشاهدتهم يعزفون الموسيقى وهم يحملون الميت الى المقبرة، وكان الذين يحملون الميت عددهم عشرة، وكان هناك رجل يحمل صينية في وسطها عمامة حمراء اللون وجلس على الجنب وحرقوا الميت وكنت أشاهدهم، وانفجر رأس الميت، وأخذت منهم الحلاوة من الصينية.
هكذا العادة عند الهنود غير المسلمين من الهندوس الذين يحرقون موتاهم وقد شاهدتهم وهم يحرقون الميت.
السفرة الثانية
أما عن السفرة الثانية فيقول عنها الطراروة: ركبنا تبابا مع النوخذة جاسم العصفور والوالد سكوني ونوخذة الشراع اسمه محمد خرجنا من الكويت الى شط العرب وحملنا التمور وتوجهنا الى الهند الى مدينة بومباي، وكان التمر من نوع الزهدي، وصلنا بومباي وأنزلنا التمور عند التاجر وبعد شهر سافرنا من بومباي الى كلكوت وحملنا كمية حبال وخشب مربع وأخشاب فرمن وقمنا بتحميل الاخشاب من فتحة آخر السفينة وهي مرتفعة عن الماء، خرجنا من كلكوت الى الكويت، وهبت علينا رياح شديدة في منطقة قريبة من ساحل فارس، واذكر اننا طفنا جبال سلامة وعيالها والاقرع والاقيرع، وكان الوقت ليلا والهواء شديدا، وأنزلنا الشراع العود ورفعنا شراع الجيب والقلمي، ومن الشروق شاهدنا سفينة كويتية ورفعنا النوف علم اسود، واحدى السفن سحبتنا الى جزيرة السنجة، ونزل النوخذة مع الوالد لشراء دقل وعادوا الى السفينة وأنزلوا القديم ورفعوا الجديد، بعد ذلك سافرنا الى الكويت وأنزلنا البضاعة، وكان البحر فيه خطورة كبيرة، ولذلك كل بحار معه الكفن «داخله مفقود والخارج منه مولود» الوالدة متوفاة وكانت علاقتي مع الوالد متينة.
السفرة الثالثة
يضيف الطراروة: ركبت تبابا مع النوخذة احمد بوقريص وعمي ووالدي من الكويت الى البصرة وحملنا التمور ومنها الى الهند مدينة بومباي ومنها الى كلكوت وحملنا البضاعة حبالا وأخشابا ومعنا مجموعة من البحارة ولم يحدث لنا اي شيء وكانت السفرة خفيفة ومن دون مشاكل والطباخ عبدالله العباد الفرحان.
السفرة الرابعة
أما عن سفره للمرة الرابعة فيقول ضيفنا: ايضا ركبت في بوم بن غيث والوالد سكوني والسفينة متوسطة الحجم وعمي خليفة نوخذة السفينة ومحمد نوخذة شراع وهو يقرأ الخريطة (النايله) والوالد سكوني وكنت تبابا بدون قلاطة وكنت نشيطا وبالقرب من السريدان، وكان هناك سكوني ثان اسمه احمد وسكوني ثالث نسيت اسمه، واستمررت بالبحر الى ان انتهى السفر وأذكر غرق سفينة النوخذة بلال الصقر لأنه خرج اثناء ضربة النجم.
العمل الحكومي
بعد ظهور النفط اتجه معظم الكويتيين للعمل في الحكومة، ينطبق ذلك ايضا على ضيفنا الذي يقول: تعلمت عمل النجارة واشتغلت مساعد نجار او كما يقولون معاون نجار وكان النجار محمد الشاهين واليومية خمس روبيات وآخذ القشباد مخلفات الخشب وكنا نسكن الشرق، والوالد تزوج بعد وفاة الوالدة، وبعد ذلك اشتغلت بناء وأول عمل مع الوالد في بناء مسجد الحمد اناول الاستاذ الاسمنت واليومية روبية، وبعد ذلك عند عبدالله التميمي والريوق تمر ولبن وخبز.
عام 1960 اشتغلت في دائرة الكهرباء «مساعد كهربائي» وتعلمت التمديدات وصرت «معلم كهرباء» وأمضيت 25 سنة في العمل وتقاعدت عن العمل.
البداية مثلا أبحث عن الخلل في الخطوط حتى أجدها وكل كهربائي معه العدة والأخشاب للتمديدات.
تعلمت قيادة السيارة لأن محمد ابن عمي قال لوالدي محمد يريد ان يتعلم قيادة السيارة فوافق الوالد وكان خائفا علي وتعلمت في بداية الستينيات بالقرب من المقصب وكان المعلم سفاح شنوف ولمدة عشرين يوما والذي اختبرني السيد عبدالوهاب.
العمل بـ «الصحة»
أما عن عمله بوزارة الصحة فيقول الطراروة: عينت في وزارة الصحة سائق سيارة صالون وكنت أنقل العمال والموظفين على سيارة لوري، وبعد ذلك نقلت سائقا على سيارة رش الدي دي تي ومن ثم مع مسؤول المشتريات وبعد ذلك عينت على سيارة صالون، اما سيارة الدي دي تي فكنا نرش المادة داخل البيوت ومن ثم في الشوارع.
وعبدالله المناعي مسؤول الكراج وبعد ذلك عينت سائق سيارة لنقل المرضى أو نقل الممرضات الى البيوت لعلاج السيدات الكبيرات في البيوت.
وانا حاليا متقاعد والحمد لله مرتاح، والكويت حلوة والله يديم النعمة على الجميع، والله يحفظ أميرنا وسمو ولي عهده الأمين ويحفظ الكويتيين جميعا.