- كنت أذهب إلى النقعة لممارسة الحداق وعندي خيط أصيد بواسطته السمك وأيضا كنت استخدم القمبار
- ولدت في المطبة عام 1935 وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق وبيوت الكويتيين فيها مبنية من الطين
- كان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل
- في الماضي كان أصحاب بسطات السمك إذا صار وقت الغروب يتركون الأسماك سبيلاً للمحتاجين وكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يومياً
- في سن الـ 17 الوالد شغلني في مطبخ «الأشغال» على ساحل البحر وكنت أعمل الشاي وأمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم
- قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري وبدأت باستيراد البخور ودهن العود عام 1979 وبعد سنتين لم يكن هناك ربح كاف فدخلت في تجارة السجاد
- «السجاد الإيراني يرتفع سعره مع مرور السنوات» هذا كلام مأخوذ عليه وغير صحيح
- الإقبال على السجاد الإيراني قل عن الماضي والزولية الإيرانية بعد 3 سنوات من الاستعمال إذا غسلتها تعود كالجديدة
- استوردت سجاداً من باكستان وإيران وسافرت الهند 5 مرات وكنت أزور المصانع لأطلع على المنتوجات
- عملت باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم وكنت مرافقاً معه في كل مكان حتى يوم وفاته وسافرت معه في جميع سفراته
- عملت بـ«الموانئ» منذ عام 1953 وتقاعدت عام 1983 وضممت 3 سنوات من عملي بـ«الأشغال» فصارت خدمتي 33 سنة
- بعض السجاد الأصفهاني تستغرق صناعته 3 سنوات وتشتغل فيه 4 سيدات
- أول عمل لي كان في عمر 14 سنة على سفينة لنقل المياه من شط العرب إلى الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيلة وكان أجري في أول سفرة 20 روبية
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع هو الحاج عبدالواحد شهاب الكلبي، من مواليد منطقة الشرق، رجل عصامي كون نفسه من لا شيء، من عامل الى ان تبوأ الآن مكانة مرموقة في سوق العمل التجاري،حيث يملك محلا كبيرا لبيع السجاد الإيراني، التحق بالمدرسة عند المطوع ملا أحمد، إلا أن قسوة المطوع وضربه بشدة جعلته يترك الدراسة.
يقول انه سحب العصا من المطوع وضربه على رأسه وهرب ولم يذهب الى البيت وإنما لجأ الى العائلات الكويتية خوفا من والده وبعد فترة التحق بعمل بسيط، وكان يعمل الشاي ويقدمه لضيوف مديره في الميناء.
يحدثنا عن مطبخ وزارة الأشغال العامة، ثم انتقاله لعمل آخر بعدما استدعاه المرحوم أحمد الصرعاوي وعينه في قسم تجهيز السفن واللنجات.
بعد ذلك فتح له محلا بسيطا في أحد المجمعات لبيع البخور والعطور، إلا أن الربح كان بسيطا ولم يكن لديه رأسمال، ولكن أحد التجار كفله في أحد البنوك وبعد سنتين ونصف السنة ترك المحل وحوله الى محل لبيع السجاد باقتراح من أحد أصدقائه ونجح، سافر الى باكستان ومن ثم الى الهند وبعد ذلك الى إيران لاستيراد السجاد الإيراني (الزوليه الإيرانية).
يحدثنا عن صناعة السجاد الإيراني، حيث زار المحلات والمصانع هناك والمدن التي يصنع فيها والألوان والأحجام.
نتعرف من خلال السطور التالية على لمحات من حياة ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي.
فإلى التفاصيل:
يبدأ ضيفنا عبدالواحد شهاب الكلبي (أبوتوفيق) حديثه عن الماضي وذكرياته بتقليب أولى صفحاته حيث يقول:
ولدت في دولة الكويت بمنطقة المطبة عام 1935، كانت منطقة سكنية وكانت تعتبر قلب منطقة الشرق، ساحة كبيرة حولها بيوت الكويتيين المبنية من الطين وبيوت صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم حسب عدد السكان بكل بيت، وكانت السكك ضيقة وطويلة وكان سكان المطبة من أهل البحر والعماير على ساحل السيف وكانت تباع فيها قطع غيار السفن الشراعية الكبيرة والصغيرة مثل الدهون والشحوم وزيت الصل لدهان السفن والحبال والمسامير هذه الأدوات تباع في العمارة، والتاجر الكويتي يجلس في العمارة يباشر عمله بنفسه والبحارة يشترون ما يحتاج له صاحب السفينة أو النوخذة، بعض العماير يبيعون الجندل والباسجيل.
أول عمل
وعن أول عمل اشتغل به يقول: أول عمل سافرت مع النوخذة جاسم خلف بالسفينة لنقل المياه من شط العرب الى دولة الكويت ولمدة سنتين وكنا نأخذ الماء بواسطة الزيله واحد يغرف من شط العرب ويناول الواقف على سطح السفينة وهو يفرغ الماء بالتانكي.
البحار يقف على الجالي يغرف من البحر ويعطي للواقف بالسفينة بالزيله ويصب الماء في التانكي بواسطة السليفة، كان عمري في حدود 14 سنة وكنت مع النوخذة جاسم محمد خلف وهو صاحب البوم وفي أول سفرة أعطاني 20 روبية وثاني سفرة 15 روبية وفي الثالثة 5 روبيات والرابعة 10 روبيات وهذه العملة القديمة قبل الدينار الكويتي الحالي.
كانت السفينة تقف في النقعة والحمارة والكنادرة يشترون الماء والمبلغ الذي كنت احصل عليه أعطيه للوالد وهو الذي يصرف منه على البيت والرجل دائما هو المسؤول عن البيت اخواني أصغر مني ولم يشتغلوا بالبحر.
الفريج والأصدقاء
عن ذكرياته حول الفريج وأقرانه من الأطفال في مقتبل الصبا يقول الكلبي:
المطبة كان فيها مجموعة من الشباب وكلنا كنا نلعب مع بعض، وكان هناك المسجد وخلفه بيت حياتي وبيوت الرومي وعائلة العصفور ومن أولادهم بدر الرومي وعبدالرحمن البدر وبرجس البرجس وحمود الزبن، ومما أذكر أن بداية الخمسينيات عندما تأسست دائرة الأشغال أنشأوا لهم مطبخا ويقع على ساحل السيف بالشرق ويوجد طباخون يجهزون الأكل لجميع العمال الذين يعملون بالأشغال والمسؤول كان البالول وكان صاحب تشاله سفينة لنقل الصخور من منطقة العشيرج ومعه الغريب ويكسر الصخور بالهبب وهو عمود من الحديد القوي، ومن الهوايات كنت أذهب الى النقعة لصيد الاسماك وهو ما يعرف بالحداق، وعندي خيط أصيد بواسطته السمك، أيضا كنت أصيد السمك بما يعرف بالقمبار وهو انني كنت أذهب مع أصدقائي الى البحر في الليل وعندما يسمى بالكابر نضرب السمك ونصيده والكابر عبارة عن عصا طويلة بطرفها قطعة حديدية مدببة الطرف نضرب السمك أثناء بداية المد.
بالخمسينيات وما قبلها كان السمك في الكويت متوافرا والحداقة والصيادون يصطادون الكثير، قبل ذلك إذا زاد السمك وأذن المغرب الجزافون وبائعو السمك يوزعونه على المواطنين لأن بذلك الوقت لا يوجد ثلاجات ولا فريزرات فنحن الشباب كنا نحدق ونصيد للبيت، كان النويبي متوافرا والشماهي رخيص جدا.
الدراسة والتعليم
وبعد ذلك يتحول ضيفنا للحديث عن مرحلة أخرى من حياته، ويستذكر مسار التعليم قائلا:
بداية حياتي والطفولة أدخلني الوالد مدرسة ملا أحمد وكنت كثير الحركة، والملا يزعل مني وفي يوم من الايام كلفني بغسل المدرسة ولكن بعدها ضربني بالخيزرانة ضربة قوية، وسحبت منه العصا وضربته بقوة وتألم، وهربت من البيت ولجأت الى بيت الشيوخ عند أولادهم، وأذكر مسقف المرحوم الشيخ صباح الناصر، وأذكر بيوت الشيوخ متقاربة خلف المسقف ونعرف المكان بفريج الشيوخ.
وأذكر كشك الشيخ حمود والمدرسة بالقرب من بيت معرفي وفيها ثلاث غرف، المهم هربت من ضرب المدرس وكنت آخر طالب في الفصل، لم أذهب الى البيت خفت من الوالد وكان عنده حظور وكان الوالد أيضا يجمع ضرائب من بعض أصحاب الحظور وكان يجلس في سوق الجت عند أحد تجار المواد الغذائية، والوالد كان يبيع السمك ويحصل على المال، ولكن إذا صار وقت الغروب أصحاب البسطات يتركون الاسماك سبيلا للمحتاجين، فكل واحد يأخذ حسب قدر حاجته يوميا هكذا، وحاليا السمك قليل.
وأمضيت ستة شهور بعيدا عن البيت، ولكن الوالد كان يعرف ذلك والوالدة تعرف كذلك وخلال شهرين أيضا سكنت في بيت المرحوم الشيخ جابر العلي رحمه الله، وبعد ستة شهور أبو ماجد رجعني الى بيت الوالد وسامحني.
العمل في مطبخ الأشغال
عن عمله في مطبخ وزارة الاشغال يقول ضيفنا:
المرحوم أبو ماجد بعدما أرجعني إلى البيت، الوالد ساعدني وشغلني في مطبخ وزارة الاشغال العامة الواقع على ساحل البحر وكان عمري سبعة عشر عاما، مكان وزارة التخطيط، وكنت أعمل الشاي وفي المطبخ كان يشتغل برجس البرجس وحمود الزبن والبحوة والبالول والغريب.
أمضيت سنتين والراتب عشر روبيات في اليوم، كنت أجهز القدو بروبية زيادة عن الراتب.
البالول والبحوه كل واحد يعطيني روبية وعندي كارت للدوام للجميع، وهنا المكتب ويسمى مطبخ بن عمير نسبة للاسم القديم وعمال الاشغال يحضرون الى مقر المطبخ يتناولون الغداء.
والمطبخ مجهز بكل شيء وعدد الذين يحضرون للغداء تقريبا من أربعين الى خمسين عاملا وموظفا، الاسماك الوجبة الرئيسية والمحمر من الأكلات التي يحبها العمال بالنسبة لأكلي لا أزال آكل المحمر.
وبعد أيام نعمل المحمر في الشتاء سمك الخياط المالح وفي الصيف الميد مشوي، أمضيت ثلاث سنوات في الأشغال.
العمل في الميناء
وعن مرحلة أخرى من العمل يقول الكلبي:
أبوماجد نقلني الى الميناء، وكان المدير محمد قبازرد ورئيس الموانئ الشيخ خالد عبدالله السالم الصباح، وجاسم العنجري نائب المدير هذا عام 1953، محمد قبازرد كان يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وأيضا يوجد مواطن يترجم للمراجعين، ويعرف باسم أبوهارون عبدالسلام شعيب مدير الجمارك.
وعلي الخبيزي كان مسؤول عن سيارات الجمارك، كان عملي عند محمد قبازرد في مكتبه، وبعد سنة ونصف السنة طلبني أحمد الصرعاوي وقال تم اختيارك أن تعمل باللنشات الخاصة.
كان عملي هو تجهيز اللنشات من تصليح وأكل وماء، وذلك للرحلات البحرية أيام العطل الخميس والجمعة أو الذهاب الى فيلكا والجزر الكويتية، وتلك السفن تعتبر تحت إدارة الموانئ، وحتى المصاريف والبنزين والديزل، وذلك للحداق والنزهة البحرية.
أمضيت العمل بالموانئ منذ عام 1953 وتركت العمل 1983 وضميت ثلاث سنوات من عملي بالأشغال فصارت خدمتي ثلاثا وثلاثين سنة وتقاعدت عام 1983.
المحل التجاري
بداية عملي باللنش مع المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح، وكنت مرافقا معه في كل مكان، وكنت مرافقا معه في الدمام، ويوم وفاته رحمه الله، وسافرت معه الى جميع الدول التي سافر اليها.
وبعد التقاعد من العمل كان لضيفنا قرار آخر وهو خوض العمل الحر، يقول عن ذلك:
عام 1983 تقاعدت عن العمل، ولكن قبل التقاعد بدأت بالعمل التجاري والفكرة كنت صديقا لمجموعة من الشخصيات الكويتية مثل فهد النفيس وحمد النفيس، قال: الى متى تبقى بالوظيفة اقترح عليك أن تفتح لك محلا صغيرا تمضي فيه وقت فراغك، فقلت له: «ما عندي رأس مال»، بتلك الفترة كان افتتاح البنك الأهلي، ومقره مقابل الدهلة وأول رئيس مجلس إدارة سعود العبدالرزاق والمؤسس مراد بهبهاني وهو صاحب الفكرة ومعه حسين مكي ومجموعة من الشخصيات، وعلاقتي مع سعود العبدالرزاق تعرفت عليه عندما كان يحضر عند الشيخ فهد السالم، وكنت موجودا معهم وأذكر عبدالله الفلاح مدير البلدية بعد وفاة المرحوم الشيخ فهد السالم عام 1959، سعود العبدالرزاق لم يتركني.
الفكرة من حمد النفيس أبومشعل الذي كفلني في البنك الأهلي بخمسة عشر ألف دينار كويتي وحصلت على القرض الذي فتحت به محلا هو سعود العبدالرزاق.
في البداية بدأت استورد البخور ودهن العود والمحل في مركز الدولية بالقبلة وذلك 1979/11/15 استمررت بالعمل لمدة سنتين ولكن لم يوفي بالربح، زارني حمد النفيسي وسألني عن العمل، فقلت إن البيع قليل وفيه خسارة، فقال غير وبع السدو ومخدات ومفارش، ومن هذا دخلت في بيع السجاد.
محل للسجاد
بعت ربع راتب التقاعد فصار عندي مبلغ من المال، هنا ارتفع رأس المال والبداية استوردت السجاد من الهند وباكستان والسجاد الإيراني كان غاليا، في الهند عندهم نوعان وكنت أول كويتي استورد السجاد الكشميري ولمدة سبع سنوات، وهو جيد، وشاركت رجلا باكستانيا والسجاد ليس حريرا بالكامل، ولكنه مخلوط، أما الهندي فيتكون من ثلاثين نوت وهو خيط، والبنات الصغار هن يشتغلن بها لأن أصابعهن صغيرات والحرير خيطه ناعم يحتاج لأصابع صغيرة لكي تكون الزولية (السجادة) خفيفة، ويوجد فرق ما بين الباكستاني والهندي وكنت أزور المصانع في الهند وخمس مرات أذهب وكنت أشتري من المحلات سجادا جاهزا، لأن التعامل مع المصنع يأخذ وقتا طويلا، ولذلك لا أستطيع الانتظار، والتجار موجودون بالسوق بأعداد كبيرة، والتعامل معهم سهل ويوفرون لنا «الزولية» وحسب المقاسات التي يتطلبها السوق الكويتي.
بعض السجاد الاصفهاني تستغرق صناعته بحدود ثلاث سنوات، وتشتغل فيه اربع سيدات، و«زوليه» سجادة مقاس 4 × 6م خمسة افراد يشتغلون فيها بحدود سنتين ونصف السنة والعمل متواصل، الذي يميز السجاد الايراني انه يدوي ولا تدخل فيه الآلة، وفي هذه السنوات لا استطيع ان انتظر فاشتري من الاسواق واصدرها الى الكويت.
البداية من الهند ثم باكستان وسبب الانتقال هو الطلب، بالكويت كانوا يرغبون في السجاد الباكستاني فسعره رخيص، اثناء عملي بالسجاد اسست شركة للمطبوعات والاثاث مثل مكاتب وكراسي من الصين واوروبا، ولكن العمل متعب والشركاء الذين كانوا معي بدأوا يتلاعبون فتركت العمل قبل ان اغرق ومن هنا توجهت الى ايران لاستيراد السجاد الايراني.
السجاد الإيراني ودبي
عن عمله في السجاد الايراني، يقول الكلبي: دبي كانت مركزا تجاريا للسجاد الايراني، وفي الكويت قليل، فذهبت الى هناك وبدأت استورد السجاد الايراني ولمدة ثلاث سنوات وبعد ذلك توجهت الى ايران، وبعد دراسة وتعارف مع تجار السجاد في دبي عرفت المصانع والافراد والتجار في ايران، وهذا دفعني للسفر الى هناك، وبدأت استورد السجادة الايرانية الزوليه الايرانية المشهورة، والحمد لله عرفت المصنع.
استوردت السجاد الهندي والباكستاني والايراني والفرق بينها كبير والايراني افضل والصناعة عندهم تختلف عن غيرها مثلا عندي سجادة بسعر 50 الف دينار والعمل فيها يستغرق خمس سنوات لأنه عمل يدوي، عندي سجادة قياس 8 × 12م حرير صناعتها خمس سنوات، عندهم سجادة بـ 200 دينار وعندهم سجادة بـ 3 آلاف دينار والمقاس نفسه.
يوجد فرق في السجاد، مثلا سجاد تبريزي وسجاد قم وسجاد نائيل وكاشان بين اصفهان وطهران وسجاد شابور وفيها صناعة سجاد كثيرة، تعرف السجادة حسب المدينة التي تصنع فيها، البعض يصنع في البيت لأنها صناعة يدوية، والفرق ان 12 خيطا ارخص بالسعر، والسبب انها تصير سميكة وكلما قل عدد الخيوط تصير السجادة احسن، واربعة خيوط احسن وافضل، وهو القمة بالنسبة لنائيل، جميع السجاد الذي ابيعه في المحل صناعة يدوية، والسجاد تصنعه البنات والنساء، والرجال يخططون ويمدون الخيوط بمعنى هم الذين يهندسون لصناعة السجادة، قمت بزيارة لعدة اماكن لصناعة السجاد، شاهدت النساء وهن يشتغلن بصناعة السجادة بجانبهن چوله وعليها وعاء الاكل، واحدة على اليمين والعاملة الثانية على اليسار.
يشتغلن ويطبخن الاكل، هذه الحياة الصعبة لكسب الرزق، ويعملن حسب القطعة وفي الشهر الواحد تحصل على ما يقارب 100 دينار.
في ايران يصنعون الخيط ويستوردون خيط الحرير من الصين وهو احسن الخيوط الموجودة في العالم، حاليا مصر تزرع شجر القطن الحريري ولكن الصيني احسن ويركبون عليه الالوان.
كان الايرانيون يستخدمون قشور الرمان والتفاح والعنب في صباغة الخيوط.
يطبخ ويبرد ويضعون الخيوط بداخل القدور او الدرامات.
أسعار السجاد في الكويت
عن اسعار السجاد في السوق الكويتي، يقول الكلبي: سعر السجاد الايراني قبل خمس وعشرين سنة فيه فرق كبير عن هذه الايام، قديما لا يوجد سجاد صناعي للموكيت، حاليا توجد مصانع في الكويت والسعودية،الاقبال على السجاد الايراني حاليا قليل، قديما كانت مبيعات السجاد الايراني اكبر من اليوم مع الفرق في السعر وتقلبات الاسواق، بقي 50% من المواطنين متمسكين بالسجاد الايراني.
السجاد الصناعي يختلف عن الايراني، وهناك ميزة ان الزوليه الايرانية بعد ثلاث سنوات من الاستعمال اذا غسلتها تعود كالجديدة، ولا تتغير لونها وحاليا يوجد مختصون في غسيل السجادة الايرانية، مواطن كويتي اشترى ثلاث قطع ايرانية، الايراني افضل من السجاد الهندي بالنسبة للخلطة والتركيبة المصنوعة من الحريري تغسل بالماء البارد بالثلج.
السجادة بأربعة خيوط السعر اعلى واثمن ولا يوجد فيها قطن.
السجاد يختلف بعضه عن البعض مثلا البساط خيطه سميك أما بالنسبة للنقشات فلها متخصص والبنات أمامها الخيوط معلقة والمصمم هو البداية يصمم ويضع النقشات ويمد الخيوط الملونة والعادية.. مثلا السجادة الايرانية يشتغل بها 4 فئات المصمم والذي يعمل الألواح النجار والذي يمد الخيوط البنات العاملات والسجاد المستورد الايراني شراؤه صار قليلا مع وجود سجاد المكائن.
وكان احد التجار الكويتيين هو الوحيد الذي كان يستورد السجاد الصيني.. أقول لم يجرب اي كويتي ان يفتح مصنعا للسجاد الايراني في الكويت لأن مصاريفه وتكلفته باهظة، بعض التجار الايرانيين يتفقون مع صناع السجاد بالقطعة يعني بالاتفاق مع العاملات ويصنعون السجادة في بيوتهن ويوفرون لهم المواد، البعض من التجار يتفق مع صناع السجاد بالمناصفة بعد البيع، والبعض يصنع بالأجرة وحسب نوع الزولية وآخر يتفق بالمناصفة، هو يشتري الأدوات والنساء يصنعن، ومتى تم البيع مناصفة بالمبلغ وتحدد المدة الزمنية للعمل.
الأمور في صناعة السجاد الإيراني مختلفة من مكان لآخر ومن مدينة لأخرى.. والبعض الآخر عنده مصنع رسمي لصناعة السجاد (الزولية)، فترة الانتظار لصناعة السجاد فترة طويلة ولذلك أشتري الجاهز من التجار، ربما الاتفاق يكون فيه غش في الصناعة، لكن الجاهز هو الأفضل، سأستورد مائة قطعة من السجاد الايراني عندنا محل كبير في الكويت يضم مجموعة كبيرة من السجاد للبيع بجميع المقاسات والأشكال والأحجام.. وتقدر أموال السجاد الموجود تقريبا بالملايين.
استخدام السجاد القديم
من واقع خبرته حدثنا الكلبي عن جودة السجاد الايراني وقيمته وكيف تزيد مع الزمن قائلا: يقولون ان استخدام السجاد الايراني قلما يستخدم ومع عدد السنوات يرتفع سعره، هذا كلام مأخوذ عليه وهو صعب ولا أحد يشتري سجادة قديمة بسعر أغلى من الجديدة، هذا كلام غير صحيح، القديم يبقى قديما وسعره غير الجديد بل أقل بكثير والجديد أفضل من القديم.
في أوروبا يختلف عنا.. ربما أصحاب الهوايات يشترون من أصحاب السجاد القديم كهواية، اعرف طبيب كويتي يملك سجادا ايرانيا منذ 50 سنة مضت، هذه هواية.
السجاد الإيراني بحاجة لرعاية بالتنظيف والجو البارد يحفظه من التلف، وماكينة التنظيف تؤثر إذا استخدمت بالعكس للسجادة.
والسجاد الايراني لا يغسل بالماء العادي فقط، حاليا توجد مواد خاصة لغسيل السجاد.
صناعة السجاد تطورت..
تركت البلاد الأخرى، وحاليا عندي زبائني لشراء السجاد وبعض المواطنين يحضرون لشراء السجاد.
سيدة كويتية
يحكي الكلبي قصة واجهته أحداثها حيث يقول: كانت هناك سيدة كويتية من الزبائن ودائما اذا احتاجت سجادا إيرانيا تحضر عندي وفي أحد الأيام أرسلت ولدها لشراء سجاد ايراني، فذهب الولد الى محل آخر واشترى، والدته سألته من أي مكان اشتريته فأخبرها، فقالت لا ارجعه واذهب الى محل كذا ـ تقصد محلي ـ وبالفعل اشترت من عندي وبعد شهرين توفيت تلك السيدة الكويتية، رحمها الله، وبعد الوفاة الولد باع السجادة ايضا لسيدة كويتية لها خبرة في السجاد الايراني، حضرت عندي واشترت 4 قطع وبعد ذلك استبدلت احدى السجادات فوافقت واستبدلتها وأخذت جديدة، السجادة ما فيها اي شيء نظيفة جدا وغير مستعملة.
الأسرة والحياة الاجتماعية
عن أسرته يقول ضيفنا: أولادي أربعة أولاد، وفي وظائفهم: توفيق كابتن، ومحمد مهندس، وفهد مهندس وباحث ومعلم وعادل موظف.
أولادي غير متفرغين للعمل التجاري ويوم الجمعة يزورونني ويجتمعون عندي.
الوالد في البداية كان عنده حظور لصيد السمك ومع بداية النهضة الحديثة فتح محلا تجاريا لبيع المواد الغذائية في حولي.
حفظ الله الكويت بحكامها وسكانها ومواطنيها وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة تحت راية سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والأسرة الحاكمة الكريمة.
مع خالص التحيات والتبريكات بالعام الجديد الى جميع العاملين في جريدة «الأنباء» لإخلاصهم في العمل الصحافي.