- كنا أطفالا نمارس في النهار الألعاب الشعبية «التيلة» و«الصفروق» و«الهول» و«طاش ما طاش» وإذا غابت الشمس نلعب «عظيم ساري»
- الكاتب فاضل خلف ساعدني في مشواري الأدبي وزوجتي وأسرتي لهم فضل كبير عليّ
- قابلت مجموعة من الأدباء والكتّاب المصريين واستفدت من نصائحهم في كتابة القصة
- في الماضي كان الكويتيون يشعرون بالسعادة رغم الحر والغبار
- أول مدرسة التحقت بها كانت «المرقاب الابتدائية» ثم «القادسية المتوسطة»
- أول عمل لي كان في «التربية» سكرتيراً ثم قررت أن أكمل تعليمي
- ألفت عشرين كتاباً وعندما خُيرت بين الاستمرار في العمل وكيل مدرسة أو التفرغ للكتابة اخترت التقاعد
- أول قصة قصيرة كتبتها كانت «الغريب» وكانت حقيقية عن شخص يواجه مشكلة وأسهمت في حلها
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الأسبوع المربي الفاضل والكاتب الروائي عبداللطيف الخضر يقول في هذا اللقاء:
ولدت في منطقة المرقاب وتعلمت في مدرسة المرقاب ومن ثم انتقل الوالد الى الرميثية فالتحقت بثانوية عبدالله السالم في ميدان حولي والوزارة وفرت لنا باصا.
يقول الأديب عبداللطيف الخضر: بعدما أكلمت الثانوية التحقت بالعمل وعينت أمين مخزن في مدرسة أبوتمام المتوسطة.. ولكن طموحي وحبي كان للتعليم.. فقررت مواصلة تعليمي فالتحقت بمعهد المعلمين وانتقلت للعمل المسائي وعينت أمين مكتبة فاستفدت بهذا العمل لحبي للقراءة فزادت عندي المعلومات.. كان بعض المواطنين المحبين للقراء والثقافة يرتادون المكتبة خاصة في الصباح، أما رواد المكتبة في المساء فبعضهم من الطلبة الذين يحضرون لمراجعة دروسهم. استمررت في التعليم وتخرجت وعينت مدرسا وبعد سنوات عينت وكيل مدرسة.
سهري بالليل مع الكتب والقراءة منعني من الذهاب مبكرا للعمل.
الناظر «زعل» واستدعاني وقال يا أستاذ لماذا تتأخر؟ فقلت له السهر بالليل للقراءة، فقال بالحرف الواحد: يا أستاذ إما العمل والدوام ،إما السهر والقراءة.. ففضلت القراءة والسهر مع الكتاب وقدمت استقالة للتقاعد وتفرغت للقراءة وتأليف الكتب ونشرها بمساعدة الفاضل الأديب الأستاذ فاضل خلف التيلجي، ومازال حبي وشغفي للقراءة ومتابعة النصوص الأدبية.. ولكن أقول ان زوجتي وابني أنور وابنتي وأختي أم إيمان لهم فضل كبير في مساعدتي ومساندتي فشكرا للجميع.
مزيد من التفاصيل عن ذكريات عبداللطيف الخضر في السطور التالية:
في بداية اللقاء يتحدث الأديب المربي الفاضل عبداللطيف خضر الخضر عن بداياته الأولى ومرحلة الطفولة المبكرة حيث يقول: ولدت في دولة الكويت في منطقة المرقاب، وعملت مدرسا ووكيل مدرسة، وأنا حاليا متقاعد، كما أنني روائي وقاص (للقصة القصيرة).
بيت عائلة الخضر من البيوت الكبيرة ويضم الجد والوالد والأعمام، من الجيران بيت النهام وبيت الخزام وعائلة الوهيب، والوهيب خوالي.
«المرقاب كانت تتكون من بيوت مبنية من الطين من مسجد الحمد الى مسجد الشملان ومسجد الوزان، منطقة مجمع الوزارات في هذه المنطقة، بيوت العائلة بعد تثمينها صارت مجمع الوزارات، وبالقرب من بيوتنا براحة كبيرة كنا نلعب فيها وأيام العيد نجتمع فيها ونشتري الحلويات، وكذلك أيام القرقيعان وكنا شيابا نحب بعضنا البعض نتمشى (بالفرجان) وفريج المرقاب سكيك صغيرة وكبيرة، كانت الناس سعيدة، ومع ان الجو حار وغبار الجد والوالد والأعمام كانوا يتناولون غذاءهم، تحت العريش، البحر بعيد عنا وأما النساء بعضهن يذهبن الى البحر لغسل الملابس واقرب مكان ساحل نقعة الشيوخ، ونحن صغار وشباب نذهب الى المجاص ورمادان والى سور الكويت.
المجاص يصنع فيه الجص، اذكر كنت اذهب الى القبلة ومنطقة الشرق.
إذا غابت الشمس وبدأ الظلام نلعب «عظيم ساري» وفي النهار نلعب التيلة والصفروق وهي أنواع مختلفة من الألعاب الشعبية، واذكر أنه كان في المنطقة دكان بقال نجلس بجانبه ونلعب طاش ما طاش كنا مجموعة من الشباب نحب بعضنا البعض.
كنا نلعب الهول، اذكر أنني كنت اذهب مع أهلي الى منطقة النزهة قبل المطار يوم الجمعة نقول نروح نكشف أو نروح الكشتة وكل واحد يحمل على رأسه بعض الأغراض أو تأجير سيارة لوري لنقل الأغراض والقدماء يستأجرون الحمير لنقل أدواتهم.
مع كل هذا كانوا مستأنسين، أقول خالي كان عنده فورد احمر ويقول اليوم نروح نلقط الفقع في بر النقرة وبعد بر حولي واذكر بعض أفراد العائلة فترة الربيع وهم ينصبون الخيام وإذا بدأت المدارس يرجعون الى بيوتهم. كنا صغارا نذهب مع العائلة.
كان أيام الربيع البر ينبت فيه النوير بألوانه الزرقاء والبيضاء والصفراء.
من خلف السور الى أن نصل إلى النقرة أو حولي البر خالي لا يوجد مناطق سكنية.
بعد سنوات تم تثمين بيت الجد وخصصت لنا قسيمة في منطقة القادسية وجدي بني لنا بيتا كبيرا على الطراز العربي غرف وأمامها الليوان وبدأ المواطنون يسكنون في المناطق السكنية الجديدة وتركوا البيوت القديمة داخل مدينة الكويت، بداية الانتقال كانت الحياة صعبة على الناس وكانت بعض المناطق السكنية لا توجد فيها مدارس وكانت الشوارع رملية.
الدراسة والتعليم
يتطرق ضيفنا بعد ذلك الى مشواره التعليمي منذ بدايته فيقول: أول مدرسة نظامية التحقت بها كانت مدرسة المرقاب الابتدائية، واذكر من الطلبة جاسم البناي وعلي الحليل جارنا وأولاد الخزام والنهام واذكر الأستاذ يوسف النبصة كان يدرسنا العلوم والأستاذ عبدالرحمن عبدالجادر وناظر المرقاب كان عبدالعزيز الدوسري، خلال 4 سنوات في مدرسة المرقاب لم ألتحق بأي نشاط رياضي أو ثقافي ولا موسيقى وانما تفرغت للدراسة وكان مدرس الموسيقى عبدالرؤوف مشهور وطلبت منه الانضمام للموسيقى ولكن لم يوافق وبعدما عينت مدرسا صادفته وذكرته بموضوع عدم قبولي بالفرقة.
أكملت المرحلة الابتدائية وبعد سنوات تم تثمين بيت جدي وبنى بيتا في القادسية، بيت عربي كبير وسكنا فيه، وبعد ذلك الوالد استأجر بيتا واستقلينا.
وعاد الوالد الى المرقاب ومنها الى الفيحاء وكان البيت بالإيجار كان بعض الكويتيين يستأجرون بيوتا ويسكنون فيها الى ان تم تخصيص بيت للوالد.
بعد النجاح بالابتدائي التحقت في مدرسة القادسية المتوسطة والناظر كان فلسطينيا.
وأذكر أبناء الفرحان وأبناء الشيخ الفارس وابناء الرميح والياقوت وكنا نذهب إلى المدرسة مع بعضنا البعض بالقادسية ـ المرحلة المتوسطة، وكنت اراجع دروسي وخاصة الجيل من الشباب اهتموا بتعليمهم لكي يحصلوا على الشهادة لكي يعملوا وكنت من الطلبة المهتمين، ودائما كنت من الناجحين، وكان نشاطي في القادسية المتوسطة لعب الكرة وكوّنا فريقا للكرة في المنطقة وكل واحد يدفع من جيبه الخاص وشاركت بتكوين فريق كرة القدم واسمه فريق القادسية وكنا نتشارك بعضنا البعض في الدفع ونشتري كأسا أو درعا ونقيم المباريات مع الفرق الأخرى بالمنطقة او مناطق أخرى، وبعد ذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل اسست ناديا للشباب ومقره القادسية حاليا مقابل منطقة المنصورية وكنت اذهب إلى هناك.
النادي حفظ الشباب والجميع كانوا متواجدين للعب كرة القدم والسلة والبعض يلعب شطرنج ودامة.. وألعاب أخرى مثل كرة الطاولة.
عندما كنا صغارا كنا نلعب بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة ومن المدرسة الى البيت والى النادي وكنت اشارك أبناء المدرسة في الالعاب.
اكملت سنة رابعة متوسط وحصلت على الشهادة المتوسطة ولم التحق بالكشافة ولكن أخي التحق بالكشافة، كان أخي يشارك بالمعسكر وكنا نذهب له ونزوره في المخيم ونحضر الاحتفال مع الوالد والاخوان.. حبي للقراءة منعني من الانشطة.
ثانوية عبدالله السالم
عن المرحلة الثانوية وكيف سارت الأمور فيها يقول الخضر: بعد حصولي على الشهادة المتوسطة التحقت بمدرسة ثانوية عبدالله السالم.. وبعد عام دراسي انتقلت إلى ثانوية الرميثية لأن الوالد انتقل للسكن في منطقة الرميثية أذكر الاستاذ عبدالله اللقمان وهو رجل طيب جدا كنت انتقل بالباص من الرميثية إلى عبدالله السالم وعندما التحقت بالرميثية كنت أذهب مشيا. أكملت رابعة ثانوي وكنت في النظام وعينت نائب الرئيس.
وضبطنا المدرسة ولا يوجد فيها مشاكل وعندما اصبحت مدرسا كنت مسؤول النظام في المدرسة.
المهم اكملت الدراسة الثانوية قسم العلمي والتحقت بالعمل.
أول عمل
أما العمل الأول الذي التحق به الخضر بعد التخرج في الثانوية فيقول فيه: عينت موظفا في التربية سكرتيرا في مدرسة ابو تمام المتوسطة وبعد ذلك فكرت أن اكمل تعليمي واخبرت الوكيل والناظر وقلت لهم لا أريد أن أعمل موظفا أريد أن أكمل تعليمي لأن الموظف لا مستقبل له فالتحقت بالفترة الصباحية طالبا في معهد المعلمين وبعد العصر في المكتبة العامة.
وكان خالي سالم الشويع بالتربية فساعدني على النقل والتعيين في مكتبة الشامية واستمررت بالعمل حتى التخرج من معهد المعلمين.
كانت المكتبة هادئة ولا يوجد ازدحام فيها، وهذا ما ساعدني على المراجعة والتخصص علمي مادة العلوم.
رواد المكتبات يسألون عن المراجع والمراجعة هدوء جدا وبدون ازعاج واحيانا عندي مساعدون، بذلك الوقت المكتبات كانت دوامين فترتين صباحية ومسائية أذكر أحيانا في الصباح يوجد مراجعون بأعداد قليلة.
بعد التخرج
بعد التخرج في «المعلمين» كان الخضر على موعد مع التدريس، يقول عن هذه الخطوة: بعد التخرج في المعلمين تركت العمل في المكتبات وعينت مدرسا في مدرسة الفنطاس الابتدائية مدرس علوم وبعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي تحولت المدرسة إلى مدرسة الفنطاس المشتركة وعينت رئيس قسم وذلك بعد سبع سنوات من العمل مدرسا، وبعد ذلك التحقت بدورة وكالة ونجحت وعينت وكيل مدرسة ونقلت إلى مدرسة الرقة ولمدة سنة، ومن الصدق بعدما قدمت للتقاعد كان هناك قرار بتعييني موجها لكن لم يحصل نصيب فخرجت متقاعدا.
عندما كنت وكيلا احيانا كنت أتأخر عن الحضور الى المدرسة فقال الناظر الاستاذ عبداللطيف: أنت إنسان طيب خلوق ولكن المشكلة هي التأخير وأنت إنسان كاتب ومؤلف قصص أقول لك إما أن تتفرغ للكتابة أو تتفرغ للوكالة فقلت له: أنا أسهر للقراءة والكتابة فقلت له أريد أن أكتب ولا أريد أن أعمل عندك.. وكان الناظر محمد الياقوت فتقاعدت وتفرغت للكتابة والتأليف وحاليا عندي عشرون كتابا من مؤلفاتي.
بداية كتابة القصة
عن كتابة القصة وكيف بدأت هذه الهواية لديه، يقول الخضر: بداية قصتي كانت مع أول قصة قصيرة كتبتها بعنوان «الغريب» البداية كانت القراءة.
زوجتي الأولى أم الأولاد (رحمها الله) قالت عبداللطيف: نحن الآن نعيش في بيت جديد لنا وأنت أخذت غرفتين للكتب فقلت أين أضعها، فقالت: أنت غير مستفيد منها أنت لا تكتب شعرا ولا تكتب مقالا فماذا تستفيد من الكتب؟ إما أن تكتب شعرا أو مقالة لكي يعرفك الناس أما فقط القراءة وتجميع الكتب أنا زوجتك وأريد لك المصلحة والمنفعة اكتب شعرا أو قصة، فزوجتي لها الدور الأول في دفعي للكتابة وخاصة كتابة القصة القصيرة، الذي منعني في البداية أنني أقرأ لكتاب ومؤلفين كبار فكنت أقول في نفسي كيف اصبح مثلهم وهؤلاء لهم سنوات طويلة ولكنني سمعت كلامها وعصر ذلك اليوم كنت حزينا، وفي الليل ذهبت إلى الديوانية وسمعت احد الحضور يقول صار لي اربعين سنة اعيش في الكويت ولم احصل على الجنسية، فقال له زميله هذا الأخ عبداللطيف رجل عنده إلمام وهو قارئ جيد ومدرس ورجل مثقف قل له يكتب قصتك فقال قصته وسمعته، ذهبت إلى البيت في الساعة الثانية فجرا وكتبت قصة ذلك الرجل كاملة كما سمعتها منه، وفي اليوم الثاني ذهبت الى الجريدة وقابلت الاستاذ فاضل خلف وقال آمر اعطيته القصة فقرأها وقال صورها وأحضر لي صورتك الشخصية وقال هذه القصة سوف أقرأها وإذا تصلح للنشر فسوف أنشرها يوم الأحد، وفي ذلك اليوم تم نشر القصة وطالبني فاضل خلف بقصة ثانية وبالفعل كتبت القصة الثاينة وزوجتي رحمها الله فرحت عندما قرأت القصة وكل يوم أحد أنشر قصة قصيرة.
وبالتعاون مع الأديب والشاعر الأستاذ فاضل خلف وله الشكر الجزيل لمساعدته ونشر ما اكتب بالصفحة المسؤول عنها.
وكنت التقي مع بعض الكبار واسألهم عن الحوادث والمشاكل التي كانت موجودة في الكويت، واذكر رجل بحار قال قصة عن البحر فكتبتها وأما الوافد الذي كتبت عنه القصة اتصلوا عليه من الإمارات وسافر إلى هناك وحصل على الجنسية الإماراتية.
والقصة الثانية سمعتها من البحار وكتبتها وعندما نشرت القصة الثانية اتصل فاضل خلف وقال رابطة الادباء يطلبون حضورك وزيارتهم، المهم ذهبت الى الرابطة واستقبلني المرحوم عبدالله العتيبي والدكتور خليفة الوقيان وعرفتهم بنفسي فرحبوا بي، وقالوا هذا مكانك وأي وقت تحضر، وذلك منذ اول قصة نشرتها حتى عام 1990.
اصدرت اول كتاب وجمعت فيه جميع القصص التي نشرتها وعددها ثماني عشرة قصة والكتاب بعنوان «اليوم المجيد» كانت اختي التي تساعدني في طباعة القصة منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا هي التي تساعدني على الطباعة.
الله يطول بعمرها ويحفظها، وكذلك ولدي انور يكتب ويطبع بالكمبيوتر وهذه مساعدة منهم، وزوجتي متخصصة لغة عربية فهي التي تراجع النص قبل نشره، سكرتارية عائلية.
الذين لهم فضل علي ودفعني للكتابة المرحومة زوجتي الاولى، وابني انور وزوجتي الحالية واختي بارك الله فيهم وجعلهم ذخرا.
ولدى سؤال ضيفنا عمن ساعده من خارج العائلة ومن سانده وشجعه قال: الدكتورة نورية المليفي لها فضل كبير بوقوفها معي وادخلتني في برنامجها مثل الاسئلة عن القصص التي كتبتها اقول اخر قصة كتبتها ونشرتها بعنوان «حب المريخ» وتم نشر قصصي والقصة اعجبت الدكتورة نورة المليفي، وبداية هذا العام تم نشر القصة عام 2015، والطباعة على نفقتي ولكن اربع قصص طبعها مكتب الشهيد طبعها، حاليا صدر لي واحد وعشرون كتابا، عندي اربع مجموعات قصص قصيرة والباقي روايات.
ولكن للاسف لم يتقدم اي منتج او مخرج للاستعانة وتحويلها الى تمثيلية او مسرحية ولا اعرف السبب، الروايات التي اكتبها جميعها قصص وحوادث محلية لموضوعات اجتماعية، وعن الحياة وقصص عن جميع الاحداث التي وقعت في الكويت، وعندي قصص الاحتلال الصدامي للكويت وما من حدث يقع الا واكتبه قصة قصيرة واما بالنسبة للشخصيات حسب الموضوع الذي اكتبه مثلا قصة عن البحر مثلا ما هي الفكرة مثلا بنت الطواش وآخر فقير مثلا غواص وحب بينه وبين بنت الطواش هذا مع وجود مغامرة لكي يحصل عليها ويتزوجها، وديرة بنت نوخذة ومات والدها في الطبعة فصارت يتيمة وكانت شاطرة (الديرة) الساعة التي يسير عليها نوخذة السفينة.
والجيران تبنوها وعاشت عندهم فالجار الذي تبناها اعطى السفينة لاولاده، وقال لهم «ديُرَة» تعلمكم لانها بنت نوخذة، ياليت ان احد المخرجين يأخذ هذه القصة ومع الدكتورة نورة المليفي بالتلفزيون وعندي واحد وعشرون كتابا بعض الكتب فيها عشرون قصة والآخر سبع عشرة قصة واقل على حسب المجموعة والكتاب مائتي صفحة، و«جنحت الشمس الى المغيب» عدد صفحاته مائتي صفحة.
هناك قصة عن فيلكا وبعض العائلات والقصة واقعية لأهل القصة، بعض المواطنين يعرضون قصتهم ودوري احولها الى قصة مكتوبة من الواقع ابنتي سارة تقرأ قصصي وتقول رأيها بكل قصة وابني انور هو بمثابة السكرتير وشبه مراسل يبعث رسائل للغير.
السفر الى مصر
عن احتكاكه بالادباء المصريين وكيف افاد من هذه التجربة يقول الخضر: بداية كتابتي للقصة وخاصة بعد ان نشرت قصتين كنت ارغب في أن احصل على معلومات اكثر وان اطور نفسي فحاولت وبعد تفكير ان اسافر الى القاهرة وان التقي بالادباء وكتاب القصة المصريين وبالفعل بدأت واجريت اتصالاتي بهم وسافرت الى القاهرة والبداية التقيت مع الاديب والكاتب فاضل خلف الشاعر والكاتب الكويتي زودني بأرقام بعض الكتاب فاتصلت على واحد اسمه عصام وهو الذي حدد لي موعدا مع احد الكتاب الساعة الثانية ظهرا فذهبت حسب الموعد وقابلت الاديب والكاتب ثروة اباظة وهو رجل كبير وعظيم وهو من الكتاب العظام الكبار.
وهو رجل فاضل دخلت مكتبه واستقبلني بحرارة وجلست وتحدثت معه، وقال آمر ماذا تريد فقلت له: كتبت قصتين وأريد ان أطور نفسي في كتابة القصة القصيرة ثروت أباظة أول ما دخلت عليه ارتبكت وتحدثت معه بالآتي، قال القصة القصيرة بسيطة وزمن كتابتها قصير، اما الرواية عكس ذلك وكتابتها بحاجة لشخصيات.
وقال أنصحك نصيحة ان تكتب من الحوادث المحلية ولا تخرج عنها لأن الحوادث المحلية لها سمعة طيبة، وعلى سبيل المثال، فيلم «بس يا بحر» قصة محلية، وثاني أديب مصري التقيت معه هو الاستاذ محمد جلال وقابلته بالتلفزيون وتحدثت معه والحديث كان عن العمل الأدبي.
وقال انا عايش في المنيرة وكل الحوادث التي تقع في المنيرة أكتب عنها، وهذا يؤكد كلام ثروت أباظة ان القصة المحلية لها أثر كبير عند القراء.
وثالث أديب مصري التقيت معه رئيس تحرير الأخبار وقال: نكتب كل شيء عن مصر وقال حاول ان تقرأ كثيرا خاصة الروايات، وكذلك التقيت مع الاستاذ أحمد بهجت وقابلته في مصر الجديدة وقال: الواحد مثلما يكتب القصة عليه ان يتمكن من الشعر العربي الفصيح، واعطاني بعض القصائد والأشعار التي يكتبها وأمضيت معه نصف ساعة والتقيت كذلك مع الاديب والكاتب الاستاذ عبدالقادر القط واستقبلني في مقهى «جروبي» وقلت له انت ناقد كيف تنتقد القصة؟ فقال بعد قراءة القصة اكتب عما يدور فيها من احداث ولغتها، وهل القصة خيالية أم واقعية، مثلا أي قصاص يريد ان يكتب القصة الواقعية وهذا ما يصير أو رومانسية تحدد بعد كتابتها.
وحاولت ان التقي مع نجيب محفوظ لكن ما كان موجودا وكذلك مقابلة الاديب يوسف ادريس، ولكن اعتذر على لسان ابنته وقالت هو نائم وهو رجل كبير لا أستطيع ان أوقظه والتقيت مع المرحوم د.عبدالله العتيبي ود.خليفة الوقيان.
وكيف الواحد يكتب قال د.عبدالله العتيبي: قديما الشاعر عندما يريد ان يكتب يذهب الى وادي عبقر ويجلس ويطالع ويصير شاعرا والشعر موهبة.
كلمة طيبة
يوجه ضيفنا عبداللطيف الخضر نصيحة الى الكتاب الشباب لاسيما في ظل الفورة الثقافية التي تشهدها الساحة حاليا حيث يقول:
اقول للكتاب الشباب: أمضيت سنوات طوال وانا اقرأ في الكتب خاصة القصص وقلت لفاضل خلف: ودي ان أكون شاعرا فقال: كم سنة وانت تقرأ حتى تصير كاتبا؟ فقلت: له أربع عشرة سنة وانا اقرأ فقال مثلهم من السنوات حتى تصير شاعرا وان تحفظ البحور فأقول للشباب ركزوا على القراءة في جميع الكتب، د.خليفة الوقيان قال حتى المعاهد لا تخرج شعراء وكتابا ولكن الأساس الموهبة، وآخر كلمة لأفراد عائلتي زوجتي وابني وابنتي واختي ام إيمان التي بدأت تكتب لي منذ البداية، والشكر الجزيل للاستاذ فاضل خلف ود.خليفة الوقيان والمرحوم د.عبدالله العتيبي.