- تكلفة تأشيرة الدخول من غزة إلى مصر كانت 25 قرشاً
- في الأيام الأولى من دراستي بمصر سكنت في منطقة منشية البكري بإيجار 5 جنيهات شهرياً
- عملت مدرس فيزياء في ثانوية الشاهين بعد تحرير الكويت
- والدي وجدي كانا يعملان بالتجارة وكنت أساعدهما
- دفعت 400 جنيه مصري مهراً عند زواجي
- في بداية تعييني عملت مدرساً بمعهد المعلمين 1965
- التحقت بمدرسة ابتدائية في بداية تعليمي وكنت أذهب في الفترتين الصباحية والمسائية برغبة من والدي
- في مرحلة الثانوية كنا نمشي ثلاثة كيلومترات إلى المدرسة
- قطعت 420 كيلومتراً بالقطار في طريقي من فلسطين إلى مصر
- جئت إلى الكويت بفيزا عن طريق ابن خالي
- ذهبت في العطلة الصيفية إلى مصر لاستخراج إجازة القيادة ثم عدت إلى الكويت
- انتقلت إلى ثانوية الدوحة وأمضيت بها ست سنوات وحصلت على المركز الأول في المعرض الزراعي
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
الوافدون العرب وخصوصا المدرسين لهم دور كبير وفعال في النهضة التعليمية الحديثة في الكويت منذ العام 1936 مع اول بعثة تعليمية فلسطينية، وقد توالت البعثات التربوية وبعض التخصصات الاخرى مثل الهندسة والاطباء، فهناك من حضروا الى الكويت منذ الثلث الاول من القرن العشرين مع التطور والنهضة الحديثة وخصوصا بعد استقلال الكويت، ومن هؤلاء ضيفنا المربي الفاضل زهير احمد لولو، فهو خير من يحدثنا عن التعليم في الستينيات وخصوصا انه بعد عامين من مجيئه نقل الى معهد المعلمين وكان حديث النشأة.
وقد ادرك بداية تعليم وتخرج الطلبة الكويتيين وتعيينهم مدرسين مع زملائهم من الوافدين، وكان تعليمه في قطاع غزة حتى اكمل الثانوية، ثم انتقل الى القاهرة والتحق بالجامعة، يقول: في القاهرة تعلمت الطبخ وتجهيز الاكل مع اصدقائي وزملائي، واضاف زهير لولو انه كان يحصل على سبعة جنيهات من والده، لأن الدراسة كانت على نفقته، وبعد التخرج جاء الى الكويت والتحق بالتعليم ولايزال يعيش في الكويت مع عائلته.
وإلى تفاصيل الحوار:
يقول المربي الفاضل الاستاذ زهير أحمد لولو: ولدت في قطاع غزة بفلسطين وأنا أكبر اخوتي الـ13 وكان الوالد يعمل تاجرا وجدي كذلك وكانا يعملان بالبقالة والعطارة، وأذكر أيام الحرب العالمية الثانية وكنا صغارا اثناء النكبة عام 1948 وقد هاجر بعض الفلسطينيين من مناطقهم وسكنوا في غزة التي تكثر فيها زراعة الحمضيات مثل البرتقال والليمون.
الدراسة والتعليم
ويضيف لولو: في عام 1948 كانت بداية تعليمي، والتحقت بمدرسة هاشم بن عبد مناف المشتركة في غزة، وكان التعليم على النظام الفلسطيني قبل النكبة وحسب الاحرف الهجائية وكنا مجتهدين وكان التعليم مجانيا وبعد عام 1948 تم فتح مدارس مسائية للطلبة المهاجرين الى غزة ووالدي من حبه للتعليم ادخلني في المدرسة صباحا ومساء وكان بيت الناظر بنفس الشارع الذي كنا نسكن فيه وقد طلب من الوالد تسجيلي بالتعليم المسائي.
وكنا نقول لابناء غزة مواطن أما المهاجر من بلده أو قريته فيقال عنه لاجئ.
وقد شاركت في الأنشطة الرياضية مثل ألعاب القوى كالقفز العالي والجري وكنا نضع حبلا ونقفز عليه واذكر من المدرسين الاستاذ منير النونو مدرس رياضيات وألعاب واكرم برزق مدرس انجليزي وكان دائما يحمل عصا وكان المدرس يوزعنا بداخل الفصل قسمين قسم المتفوقين وقسم الكسالى.
وكنت سريعا بالجري وكنت أقفز على الحبل ثمانين سنتيمتر وكانوا يوزعون الهدايا علينا.
ويضيف لولو: كنت من المتفوقين وترتيبي كان الأول او الثاني على طلاب الفصل في المتوسطة.
وكان الناظر حنا دهده مسيحي يحفظ من القرآن الكريم، وبعد ذلك انتقلت الى ثانوية فلسطين في قطاع غزة وكنا نذهب مشيا لمسافة ثلاثة كيلومترات، وفي الشتاء كنا نستقل الباص بقرش واحد لأن العملة المصرية كانت هي المتداولة في قطاع غزة واستمررت حتي انهيت رابعة ثانوي.
وكان مدير قطاع غزة مصريا، ومدير التعليم مصري أيضا، والمنهج كذلك مصري.. وبعد حصولي على الثانوية العامة ذهبت إلى القاهرة والتحقت بالجامعة.. وأذكر محمود شهاب (مصري) كان ناظر ثانوية فلسطين في غزة.
ومما أذكره ان ابن خالي سألني عن مستواي في اللغة الفرنسية فقلت له متوسط فقال عندي استعداد ان تحصل على 29 درجة في الفرنسية.
وقد أرشدني الى حفظ الكلمات الشاذة وتصريف الأفعال وحصلت فعلا على 29 من 30 في الاختبار ولا زلت حافظا للنص منذ عام 1961م وكنا نتلقى تعليم اللغة الفرنسية من الصف الأول الثانوي.
التعليم الجامعي
أما عن تعليمه الجامعي فيذكر لولو: سافرت من غزة الى مصر بواسطة القطار من السادسة صباحا حتى الثانية ظهرا وهو الزمن الذي يقطعه القطار وتقريبا 420 كيلومترا، ثم من قناة السويس الى القاهرة تقريبا مائة كيلو ونتوقف بأكثر من محطة البداية من رفح المصرية ورفح الفلسطينية وهو معبر رفح، ثم القنطرة والشيخ زويد، وكانت بعض التخصصات تستغرق سنوات طويلة وكان التعليم أربع سنوات في كليتي العلوم والتربية، وكلية المعلمين ومن ينهي تعليمه كان يعين مباشرة لأربع سنوات، ومن البداية كان يدرس طرقا خاصة في التدريس وعلم النفس ومواد كيمياء وفيزياء وأحياء ورياضيات هذا في السنة الأولى، أما في السنة الثانية فيأخذ الطالب فيزياء وكيمياء وأحياء ورياضيات ومن يتخصص في السنتين الثالثة والرابعة يدرس فيزياء وكيمياء.
والذي يريد ان يتخصص أحياء لا مانع.
ويضيف: كان تعليمي الجامعي على نفقة الوالد وكانت المصاريف خفيفة بحدود سبعة جنيهات مصرية وكانت غزة مفتوحة فكنا نذهب وننتقل ولكن بفيزا وممنوع الدخول الى مصر إلا بعد الحصول على تأشيرة الدخول، وكانت تكلفتها ربع جنيه.
وعن بداية حياته في القاهرة يقول لولو: في البداية سكنت عند عمي وكان يدرس بالأزهر في كلية اللغة العربية وهي تابعة للأزهر الشريف ومشيت من الأزهر الى منشية البكري ومعي العامل الذي يحمل أغراضي لمدة ساعة ونصف وسكنت في منشية البكري مع ثلاثة زملاء وكان إيجار الشقة خمسة جنيهات ونصف جنيه، وكان السكن قريبا من الكلية وبعد ذلك نقلت للسكن مع ابن خالتي ومعنا اثنان في شقة في شارع المعالي وهو قريب من الكلية وكان الإيجار سبعة جنيهات ونصف وذلك في عام 1962م.
والكتب كنا نشتريها وأحيانا يخبرنا الدكتور بأن هناك مذكرة نقوم بشرائها بجنيهين ونصف وبعد ذلك يقول المذكرة لها تلخيص ونشتريها وفي نهاية الفترة يقول يوجد تلخيص للاثنين بجنيه ونصف فنضطر لشرائها وكان الجنيه حينها قوي وله قيمة.
أما الدراسة بالكلية فكانت تمتد الى السادسة والنصف مساء ونحضر المحاضرات ويوجد نسبة غياب والحضور لا يقل عن 75% وممن أذكرهم د.صلاح مخيمر وكان يدرسنا علم النفس ويأخذ الحضور والغياب واذا تجاوز اي طالب النسبة فيبلغ من قبل الدكتور بمنعه من دخول الامتحان.
ويتابع: زهير لولو كنا خلال تلك السنوات وخاصة الأولى منها نتعاون نحن الشباب ونطبخ الأكل وكنت أطبخ المقلوبة ورز القدرة والخباز يجهزها وكنت أشاهد الوالدة وتعلمت منها، الغزازوة يحبون (المقلوبة) و«رز القدرة» وهناك أكلة شائعة مشهورة عندنا وهي العدس والسلك والرز والسلك ويسمونها فقاعية وسماقية ولكن لم أجد طبخها.
وفي الليل نذهب الى السينما، واذكر في شارع دمشق كان يوجد مطعم الشام وكنا نأكل صحن مرق وفيه حمام وطبيخ بعشرة قروش، اما السينما فكانت سينما مترو وذهبت اليها وشاهدت بعض الأفلام الاجنبية مثل فيلم «كلارك جفل» «وذهب مع الريح»، وبعض الافلام العربية بطولة فاتن حمامة ومحمود المليجي وذلك بعد الخروج من الجامعة وخصوصا ليلة الجمعة.
وأكملت اربع سنوات بكالوريوس العلوم والتربية واذكر من الدكاترة محمد طلبة مدرس احياء وصلاح مخيمر ومن الزملاء الذين درسوا معي اذكر رشيد بكر وقد حضر الى الكويت وصار مدرس اول احياء، وتخرجنا معه في العام 1965 والاستاذ باسم مدرس اول فيزياء في العديلية وكنت مدرسا في معهد المعلمين، ولكل طالب اربعون دينارا، واذكر ان وزارة التربية كانت تبعث بالاسئلة الى الامارات ونحن في الكويت نصحح اوراق الاختبارات.
اما عن مجيئه الى الكويت بعد التخرج فيقول لولو: في بداية تخرجي في العام 1965 كان ابن خالي في الكويت وارسل لي فيزا دخول وسافرت من القاهرة الى الكويت، وفعلا جئت في 26/9/1965 واستقبلني عادل ابوسيدو ابن خالي وكان يعمل بالاشغال العامة.
وفي اليوم التالي ذهبت الى وزارة التربية الواقعة بشارع فهد السالم وقدمت طلبا للعمل مدرسا، وكان يوم 27/9/1965 واجريت المقابلة ونجحت وعينت مدرسا في معهد المعلمين، واذكر ان اول من قابلني هو عبدالرؤوف قبلاوي مدرس العلوم، وقدمني لمدير المعهد، وفي اليوم نفسه اعطيت الجدول الدراسي عبارة عن 12 حصة اضافة الى 4 حصص تربية عملية.
وكان المدرس الاول لمادة العلوم فوزي عيسوي دغيم وبعده فتحي احمد ابوشرخ ومن المدرسين محمد ملحم وعبدالرؤوف قبلاوي ومحمد مسلم ومسلم ابومعلا وكان عدد مدرسي العلوم في حدود ثمانية مدرسين، وكان مجموع عدد المدرسين عامة بحدود تسعين مدرسا وبعد فترة قسموا معهد المعلمين قسمين: الصفان الاول والثاني في مدرسة قتيبة المتحف العلمي والصفان الثالث والرابع في مدرسة صلاح الدين بالمرقاب، والمدرسون مقيمون، وكان هناك مدير واحد للمعهد والمساعد له في الملحق وكان عدد الطلبة في البداية بحدود 100 طالب ولكنه زاد الى 300 طالب.
واستمررت بالعمل الى العام 1968 ولم تكن معي رخصة لقيادة السيارة فاضطررت في العطلة الصيفية للسفر الى مصر، وهناك تعلمت قيادة السيارة وحصلت على الرخصة، وفي العام الدراسي الجديد حصلت على اجازة قيادة من الكويت وطلبت النقل الى ثانوية خيطان وكان الناظر مبارك التورة وهو رجل طيب وعلى خلق كبير، وكان عدد المدرسين في ثانوية خيطان بحدود 65 مدرسا ومع ذلك كنت احفظ اسماء جميع المدرسين، وعدد الطلبة تقريبا كان اكثر من الف طالب ،كان العشرة الاوائل في اختبار آخر العام من ثانوية خيطان، واذكر الطالب عامر فواز العامر وهو حاليا طبيب استشاري جراحة وهو الذي اعترف بشهادته في دبلن، واذكر د.حسام القبلاوي وحصل على شهادة الدكتوراه، والعقيد حمد العيسى واحمد مراد وحصل على الدكتوراه في الهندسة، وظللت في ثانوية خيطان حتى العام 1980، وفي ذلك العام رشحت لمدرس اول وكان عدد المرشحين 50 مدرسا للعلوم، ومن شروط الترشح ان يكون المدرس قد حصل على امتياز في آخر سنتين، وقد مضى على خدمته عشر سنوات في الكويت، وشهادة جامعية بكالوريوس تخصص.
وممن أذكرهم في ثانوية خيطان من المدرسين أنور اللحام مدرس رياضيات ومحمد ماضي مدرس لغة عربية والقيشاوي مدرس اجتماعيات وعبدالله إسماعيل لغة عربية وأصبح ناظرا بثانوية خيطان وثانوية كيفان وبعد ثانوية خيطان نقلت مدرسا أول إلى ثانوية الدوحة.. أما بالنسبة للطلبة فمن الناحية الدراسية والعلمية، فالطالب يدخل المدرسة جاهزا وكان الطالب في خيطان يختلف عن طالب الدوحة ففي خيطان كان هناك من الوافدين وأولياء أمورهم متعلمون.
في الدوحة كان الناظر ابو طارق صالح عبدالصمد وفي بداية عملي عينت مشرفا على طلبة الدور الثاني.
وكان المدرس يستطيع ان يسيطر على الطالب وكان يبسط المادة حتى ان الطالب الذي يكره المادة كان يفهم.
مادة العلوم
وأذكر ان الاستاذ جمال مير كان يقول ان الرياضيات سيدة العلوم مثلا طول الصالون خمسة امتار وآخر يقول سبعة أو ثمانية المفروض الثمانية رقم لكن عندما اعطيه وحدة وأقول له سبعة امتار ما معنى طول هذه الغرفة سبعة امتار إذن السبعة عدد والمتر وحدة.
وجاليليو من البندول عمل الساعة.. الاستاذ جمال مير قال الرياضيات: سيدة للعلوم ولكنها خادمة للفيزياء والفيزياء الأساس لمادة العلوم وهي علم التطور أو التكنولوجيا.
ويضيف لولو: نقلت الى ثانوية الدوحة وأمضيت فيها ست سنوات وخلال تلك الفترة كان الاستاذ فتحي ابو شرخ موجها وبدأت المناطق التعليمية وفي تلك السنة في الدوحة حصلت على المرتبة الأولى في المعرض الزراعي وأصبحت مدرسا أول في ثانوية الدوحة.
وفي تلك الفترة فزنا بالمركز الأول في الزراعة ومع الاستاذ صالح الخزي وكان وكيل الثانوية، وبعد ذلك انتقلت إلى ثانوية الصليبخات مدرسا أول وأمضيت عامين وأذكر من مدرسي العلوم ظاهر البكر وابو عمر ومحمد مأمون وكان الناظر الاستاذ محمد سالم والوكيل محمد ابو مشاري وباشرت العمل في ثانوية ثابت بن قيس في الصليبخات من عام 1986 إلى عام 1988.
وأذكر اننا قمنا بتشجير السور، ومن ثم رشحني الاستاذ عبدالله اسماعيل وكان ناظر ثانوية كيفان للمقررات وعينت في ثانوية القادسية للمقررات وكان الوكيل عيسى أحمد كرم وسبق أن كان حكم كرة قدم وبعد سنتين حدث الاحتلال العراقي الغاشم وأمضيت شهور الاحتلال هنا في الكويت.
الاحتلال العراقي
ويتذكر لولو فترة الاحتلال العراقي: استدعانا العراقيون ولكن لم اشتغل معهم، وبدأت اعمل بالبيع والشراء، وفي البداية ذهبت الى شبرة الخضار لاشتري خضارا وفواكه وبيضا وابيع، واذكر انه في 17/1/1991 بداية الضربة الجوية كانت علبة السجاير الكبيرة (كروز) فيها عشر علب كان السعر بالدينار العراقي وقد وصل الى 250 دينارا عراقيا، والحمد لله تحررت الكويت وطرد العراقيون.
واعلن وزير التربية ان اي مدرس لم يعمل مع العراقيين سيعمل في «التربية» وفعلا بداية عام 1992 اشتغلت في مدرسة خاصة ثانوية الشاهين ولاازال اعمل مدرس فيزياء فيها.
حادثة ظريفة
ويضيف: عندما كنت مدرسا في ثانوية خيطان وبعد نهاية الدوام كان المدرس كما هو متبع يطلب من الفراش ان يغلق الغرفة والحمامات، وفي احد الايام قام الفراش باغلاق ابواب الحمامات وكان احد المدرسين داخل الحمام والجميع خرج من المدرسة، واثناء مروري شاهدت ان شباك الحمام الصغير يتحرك فناديت من يحرك الشباك فقال انا فلان، فناديت الفراش وفتح باب الحمام وخرج المدرس.
لجنة المسائي
في ايام الاختبارات نهاية العام كانت اللجنة المشرفة على الطلبة داخل الفصل تبلغ طلبة المسائي ان هذه المجموعة اختبارها يختلف عن المجموعة التي بجانبكم وذلك منعا للغش بين الطلبة، وبعض الطلبة كان يصور الاجابات على ورق صغير لكي يغش منها، ومن كان يضبط نكتب فيه تقريرا ونقدمه للادارة وهم يتخذون ما يرونه بحق الطالب.
حادثة في القطار
يقول لولو: يوم سفري من قطاع غزة الى القاهرة في القطار كان القطار يطلق عليه قطار التهريب، حيث كان بعض المسافرين يهربون الراديو الترانزستور من غزة الى القاهرة لبيعه، وفي احد الايام قام المفتش بتفتيش حقيبة لأحد الطلبة فوجد عنده السماعة فقال للطالب اين الراديو؟ فقال: ما عندي، وكان الطالب قد وضع الراديو على ظهره الا ان المفتش لم يلاحظ ذلك.
والدي وجدي
يذكر لولو بعض الامور من طفولته فيقول: كنت اجلس في بقالة الوالد ايام العطلة الصيفية من الخامسة صباحا حتى العاشرة مساء ابيع واشرف على البقالة، لأن قطار غزة من الخامسة والنصف صباحا يتحرك وفي تلك الفترة المسافرون يشترون القهوة والسجائر ويبيعونها في مصر، وتعلمت البيع والشراء، وكان الوالد رحمه الله يجلس بالمسجد يستمع لاحاديث امام المسجد على فترتين صباحية ومسائية، وادركت جدي وهو صاحب محل في مكان اسمه التركمان في غزة وكان ايام الحرب العالمية الثانية يوزع الكيروسين والسكر بالبطاقة.
حياتي الخاصة
كان جدي يجلس في دكانه وكان يقول لصاحبه واسمه عقلة طوبة، هذه السجائر فيها ضرر كبير وكان جدي لا يبيع السجائر اما الوالد فكان يبيعها.
العادات والتقاليد
ويقول لولو: الزواج عندنا مثلا ان ولد عم البنت يمكن ان يحجزها ويقول انها لي ومن الممكن ان ترفض لكن ابن عمها يحلف ويقسم بأن يتزوجها.
وفعلا أحيانا يحدث الزواج.. وأحيانا أمام إصرار البنت على رأيها بالرفض يؤيدها أهلها.
ومن العادات ان أم الشاب الراغب في الزواج أو اخوانه يخطبون له وكان يوجد عندنا نظام الخطابة، والمهور بالنسبة للدخل كانت عالية، اما بالنسبة لزواجي فكان المهر الذي دفعته اربعمائة جنيه مصري وثلاثمائة جنيه مؤخر الصداق وعندنا المقدم والمؤخر يدفع في حالة الطلاق، ولكن اذا طلبت الزوجة الطلاق فليس لها أي شيء من المؤخر لأنها هي التي طلبت الطلاق، أما بالنسبة لمراسم العرس فكتابة عقد الزواج في البيت وبعد ذلك تطورت العملية وصارت في المسارح والفنادق بحضور والدي الزوجين والمقربين من العائلة، أما أولادي فهم أول بنت رولا وهي دكتورة تعمل في دبي والثانية مهندسة متزوجة وحاصلة على الجنسية الكندية والثالثة خريجة هندسة معمارية والرابعة هندسة كهرباء قسم اتصالات والخامسة زوجة عايد الذايتي وعندي ولد واحد مريض والحمدلله على كل حال والولد تعلم ويعتمد على نفسه.
نصائح
وأخيرا فالتعليم هو سلاح ذو حدين فلا يوجد تمييز بين الرجل والمرأة والمرأة المتعلمة العلم هو سلاح لها، فالدنيا قوسان القوس الأول الولادة والقوس الثاني الموت فاصنع بينهما شيء نافع ومهما كنت مثاليا فستجد من يكرهك حتى الملائكة تكرهها الشياطين، واعمل بصوت هادئ غدا يتحدث عملك عنك بصوت مرتفع، ولا تؤجل ابني الطالب عمل اليوم إلى الغد.
حاول بل يجب عليك مراجعة ما درسته لكل المواد المهمة مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، ويجب عليك ان تحضر للدرس القادم او الاطلاع على ما سيناقشه المدرس في الحصة المقبلة، مع التأكيد على المتابعة الأسبوعية الدائمة حتى تكون اكثر تفاعلا مع المادة ومدرس المادة، وأكرر ان مادة الرياضيات سيدة العلوم ولكنها خادمة للفيزياء، فنحن في عصر التكنولوجيا والتقدم الذي حصل فيه بسبب الفيزياء.