- كنت أذهب إلى المدرسة في طفولتي على الأقدام وأحياناً أوصّل الماعز إلى الشاوي في طريقي
- تقاعدت من العمل في وزارة التربية عام 2008
- اهتممت بالرسم في المرحلة المتوسطة وكانت «التربية» تصرف الأدوات مجاناً حتى الثمانينيات
- التحقت بثانوية كيفان عام 1961 ثم انتقلت بعد عامين إلى «الدعية» وأصبت بمرض رئوي
- تم هدم «المباركية»
عام 1958 ونقلونا إلى الكلية الصناعية ففتحت أمامي مجالات الاهتمامات الفنية
- كنا 9 إخوة ولكن إخوتي كانوا يموتون صغاراً في عمر شهرين ووالدتي كانت تأخذني للمطوعات ليقرأن علي
- كنا أطفالاً نلعب كرة القدم في مقبرة قديمة جداً تحولت إلى ملعب
- في عام 1954 سنة الهدامة الثانية نقلت العائلات الكويتية إلى مدرسة الصباح بسبب الأمطار الغزيرة فانتقلت إلى مدرسة المباركية
- بدايتي في الغناء كانت في المستشفى الصدري وغنيت «جميل واسمر»
- عملت مدرس تربية فنية لمدة 7 سنوات في مدرسة ابن سينا
- بعد هروبي من حفل «المباركية» خوفاً من الرسوب تواريت عن المدرس المشرف عليه لمدة أسبوع
- التحقت بمعهد المعلمين عام 1964 بعد 6 أشهر في مستشفى الصدري وعينت مدرساً عام 1967
- اهتممت بالرسم في المرحلة المتوسطة وكانت «التربية» تصرف الأدوات مجاناً حتى الثمانينيات
- التحقت بثانوية كيفان عام 1961 ثم انتقلت بعد عامين إلى «الدعية» وأصبت بمرض رئوي
أصحاب الرؤية الفنية لهم نظرتهم الخاصة إلى كل شيء التي ربما تختلف عن غيرهم من الأشخاص. ضيفنا هذا الأسبوع مرب فاضل وفنان شهد طفلا وشابا وأثناء عمله في وزارة التربية الكثير من الأحداث على المستويين المحلي والعربي. يحكي لنا ضيفنا علي حسين كمال المشاري ذكرياته عن ماضي الكويت الجميل وكيف نشأ في الفريج وممارسة هواية كرة القدم مع الأتراب في الملعب الذي أنشئ فوق مقبرة. يتطرق إلى مشواره الدراسي بدءا من الروضة حتى تخرج في معهد المعلمين ويروي لنا العديد من القصص والمواقف الشائقة والتي يمكن من خلالها إلقاء نظرة على المجتمع الكويتي في هذه الفترة التي شهدت المد القومي العربي والاهتمام الكبير بالتعليم. إصابته بمرض في الرئة ودخول المسشتفى الصدري لمدة 6 أشهر كان حدثا فارقا حيث كان للأمر تأثير كبير على حياته الفنية وأنشطته. يحكي موقفا طريفا عن تهديد مدرس التربية الإسلامية له بالرسوب إذا ما غنى في حفل المدرسة أغنية «نورة يا نورة» وكيف طلب منه أن ينشد «أخي جاوز الظالمون المدى» وكيف هرب قفزا على السلك الشائك في المدرسة. التفاصيل في السطور التالية:
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
استهل ضيفنا علي حسين كمال المشاري حديثه عن الماضي بذكريات الطفولة وايام الصبا قائلا: ولدت في منطقة شرق بحي بن خميس شارع الميدان حيث كان بيت الجد والوالد ملاصقا لمدرسة النجاح من جهة المطبة، وهي منطقة سكنية كبيرة كانت مزدحمة بالسكان، اما المدرسة من الجهة الغربية نجد شارع الميدان ومن الجهة الثانية وزارة التخطيط وبراحة الفنانة سعادة البريكي لوجود بيتها بالبراحة، ومن جيراننا عائلة الغريب وعائلة معرفي وبيت بوصخر وبيت الهولي، وخلفنا بيت التركيت واليماني والمناعي والشرف وبيت بن عيسى نواخذة السفن الشراعية واصحاب كماير، ويوجد مسجد بن خميس.
التعليم والدراسة
عن مشواره الدراسي، يقول المشاري: بداية تعليمي كانت في مدرسة النجاح بمنطقة المطبة بالخمسينيات، وكنت اذهب مشيا على الاقدام واحيانا آخذ الماعز واوصلها الى الشاوي واواصل الى المدرسة، والشاوي كان يعرف باسم ابو رجا، والاطفال يغنون ويقولون «هذا شاوينا شاوي المطبة».
المهم تعليمي كان في مدرسة النجاح، واذكر أن الملعب كان بجوار المدرسة، والاصل انه كان مقبرة قديمة جدا وتحول الى ملعب، وفتح بها باب كبير، ويوجد ايضا مقبرة ثانية بالقرب من بيت بوسكندر، وتوجد براحة وفيها شاوي بورجا. التحقت باولى ابتدائي، وكل 3 اشهر ينقل الطالب لفصل آخر ويعتمد على مستوى الطالب، واذكر انني رسبت في سنة اولى وعدت الفصل وكان الفصل يعرف باسم الحيوانات، مثلا اولى بطة اولى غزال وهكذا.
وفي سنة ثالثة انتقلت الى المدرسة المباركية، وكنت اعتقد انها مدرسة متوسطة ولكن قرأت الشهادة فإذا هي مدرسة مشتركة.
والاستاذ عهدي اللبدي درسنا في مدرسة النجاح ونقل الى المباركية في السنة نفسها التي انتقلت بها، وكان يدرسنا اللغة العربية ودرست في الصف الرابع الابتدائي، وقد نقلت العائلات الكويتية الى مدرسة الصباح بسبب الامطار الغزيرة التي نزلت على الكويت، وتعرف بسنة الهدامة الثانية، لذلك انتقلت الى المباركية وبعض العائلات في مدرسة الصباح، والمباركية اقرب من الصباح حيث شارع واحد من حي القناعات الى السوق الداخلي الى المباركية.
الأنشطة المدرسية
عن الانشطة التي مارسها خلال الدراسة، يقول المشاري: اولا كنت ضعيفا جدا والوالدة كانت تأخذني الى المطوعات يقرأن علي، وكان عددنا 9، ولكن كانوا يموتون بعد الولادة بشهرين ويدفنهم الوالد في مقبرة هلال، المهم اكملت دراستي في المباركية وانتقلت الى مدرسة فلسطين المتوسطة ووصلت الى الصف الثالث المتوسط، ثم انتقلت الى مدرسة فلسطين وحصلت على الشهادة المتوسطة بسبب الانتقال، ان الوالد سكن في الدعية ولم تكن فيها مدرسة متوسطة، وأذكر أن الامتحان كان جماعيا لجميع المدارس المتوسطة ونجحت.
وكان لي نشاط متميز في المرحلة المتوسطة وباشرت هوايتي وكان تشجيعي على هواية الرسم من المدرس بالمدرسة، وكان كل شيء مجانيا ويعطى للطالب، وهذا ايضا من اسباب اهتمامي بالرسم، واستمرت التربية باعطاء الطلبة الادوات مجانا، حتى الثمانينيات، واذكر عندما كنت طالبا تعلمت على يد احسن وافضل المدرسين الذين وفرتهم وزارة التربية ، وانتشرت مادة التربية الفنية وتخرج على ايديهم مجموعة من الفنانين التشكيليين، كان المدرس هو الذي يكتشف الطالب، وعندما ذهبت الى معهد المعلمين كان الاختبار فسألني المدرس ما هواياتك؟ فقلت له الرسم، ولم يسألني عن الغناء.
بداية الرسم والرياضة
عن بدء نشاطه الفني في مجال الرسم يقول ضيفنا: أول ما بدأت ارسم كان لوحة في المرسم المدرسي تحت اشراف مدرس التربية الفنية وكان أول رسم خيمة وشجرا ووردا وقد استخدمت الطين، وكان المرحوم خليفة القطان يدرسنا في مدرسة النجاح وكان ناظر المدرسة عبدالله حسين الرومي.
وكنت اشارك في المعارض واشارك بالفريق الخاص الرياضي في مدرسة فلسطين، واذكر كنت اللاعب الذي صعد على السلم الذي يحمله أحد اللاعبين الكبار وكان وزني خفيفا جدا.
وكان الفريق الخاص يتم اختيار الطلبة من جميع فصول المدرسة تقريبا ،عددهم ستون طالبا، وحسب الطول، والسبب ان الاختيار من الفصول لان الفصل فيه مختلفون بالاجسام واذكر محمود الطرابشي في المباركية يدربنا فيها حتى انتقلت الى فلسطين رابعة متوسط.
اما في التربية الفنية فان الموهبة تظهر على الطالب من الابتدائي، بالنسبة لظهورها لي كان بالمرحلة المتوسطة مع المدرسين محمود أبوالمعاطي ومحمد العيتاني وهما من الجنسية المصرية، عندما كنت في المباركية نقلونا الى الكلية الصناعية وهدمت المباركية 1957ـ1958.
مع وجودي كطالب بالصناعية ونحن طلاب المباركية استفدت اكثر وفتح لي المجال والمكان مفتوح فكنا نجلس تحت الشجر وفي الملاعب.
المدرس عليه الدور الكبير في استخدام الألوان واذكر انه لا يوجد أقلام شيني للرسم حيث لم تستورد، وفي زمن عملي بالتدريس ظهرت ألوان الشيني بالسبعينيات، كنا نعمل بالألوان المائية ثم ألوان البودرة، أبوالمعاطي كان يدرسنا النجارة بعدما انهيت المتوسطة وانتقلت الى الثانوية.
المرحلة الثانوية
المرحلة الثانوية من أهم مراحل تكوين شخصية الانسان لاسيما اصحاب المواهب الفنية، عن هذه الفترة يقول المشاري: بعد تخرجي في المرحلة المتوسطة كان يوجد ثانويتان ثانوية الشويخ كانت تضم طلبة جميع المناطق بما فيها طلاب المناطق الخارجية والقبلة والمرقاب والشرق وبعض طلاب المنطقة الشرقية التحقوا بثانوية كيفان والناظر حسن زغلول ثم نقل الى ثانوية الدعية أول افتتاحها.
التحقت بثانوية كيفان العام الدراسي 1961-1992 وبعد عامين انتقلت الى ثانوية الدعية، في تلك السنة اصبت بمرض الرئوي ودخلت المستشفى الصدري على اثره ولمدة ستة شهور، بداية العلاج بمستوصف الدسمة ولم يكن هناك ازدحام سيارات، وتم تحويلي الى المستشفى الصدري الموجود في منطقة الصباح وقد بني عام 1956.
المستشفى الصدري
قضى المشاري بعض الوقت في مستشفى الصدري ويقول عن ذلك: دخلت المستشفى الصدري كمريض خضعت لعلاج المرض الرئوي ولمدة ستة شهور الوالد والوالدة كانا يزوراني كل اسبوع وكانت الرعاية الطبية ممتازة، وشاركت في احد الاحتفالات الترويحية عن المرضى وغنيت بعض الاغاني التي كنت احفظها مثل عنابي والتي كان يغنيها المطرب المصري كارم محمود ومن بعده ظهر محمد قنديل واشتهر بأغنيته جميل واسمر.
كيف تم اختياري؟
يوجد في المستشفى قسم للعلاقات العامة وافراد القسم كانوا يزورون الاجنحة ويسألون المرضى من الذي عنده موهبة الغناء او التمثيل فقلت لهم انني اجيد الغناء واحفظ لصالح عبدالحي وعبده الحمولي وكارم محمود ومحمد قنديل، وانا شخصيا من عشاق المطرب المصري القديم صالح عبدالحي.
سألني مسؤول العلاقات العامة ما الاغاني التي ستغنيها فأخبرته واذكر ان راشد الرشيد حضر عندنا وهو موسيقار وكان برفقته لجنة من وزارة الشؤون الاجتماعية وذلك للترفيه عن المرضى، وتم اختياري للغناء واذكر الممثل كنعان حمد، وآخر وقد انشأوا المسرح في الساحة الداخلية وقد اخترت اغنية «جميل واسمر» ولم امثل ولكن قمت بالتدريب أثناء التدريس.
انتهت الحفلة في المستشفى، ولكن قبل ذلك كان لي دور في الغناء.
الغناء في المدرسة المباركية
قبل دخولي الى المستشفى وعندما كنت طالبا في المدرسة المباركية اشتركت مع فرقة التمثيل فيها، وكان المدرس المشرف الاستاذ حامد الجادرجي، الخطوة الأولى في المدرسة ان المدرس يعلن عن قبول طلبة للغناء والتمثيل فتقدمت وسألني المدرس ماذا تغني فأخبرته وتم اختياري مع المجموعة وقلت له احفظ اغنية «ما قاللي وقلت له» وغنيتها أمامه وقال لا تكمل وغنيت الثانية «نورة يا نورة».
وغنيت الاغنية وسمعها الاستاذ ولمدة اسبوع كان التدريب وقال المدرس غدا تبدأ الحفلة، وذهبت الى الفصل ودخلت الفصل والمدرس الموجود المرحوم الاستاذ محمد محمود عبدالحليم الشيخ، وهو استاذ ازهري، وأول سؤال كان: اين كنت ومن اين حضرت؟ فقلت له: كنت عند الاستاذ حامد الجادرجي اتدرب لأن غدا عندنا حفلة، فقال: ماذا ستقدم؟ فقلت له: اغني (نورة يا نورة)، بدأ الغضب والزعل، فقال: بدلا من ان تغني «اخي جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدى»،تغني «نورة يا نورة»، في ذلك الوقت كانت معركة 1956 فقلت لم يطلبوا مني ان اغني «اخي جاوز الظالمون المدى»، فقال لي غدا لا تذهب معهم والا فستسقط في التربية الاسلامية، المدرس هددني بالرسوب، ادين بالفضل لذلك المدرس لأنه منعني من الغناء وكان في ذلك الوقت بروز وظهور شادي الخليج.
ماذا فعلت لعدم الحضور؟
لبست ملابس الحفلة، وذهبت الى المطعم مع الطلبة وأكلت معهم، وبدأ النداء على الطلبة المشتركين، ولكن ماذا افعل؟ ذهبت الى الفصول الخلفية والمبنى ملاصق للملحق وعليه سلك شائك لمنع الطلبة من النزول، وعلى الحوائط توجد بايبات صحية، وكان الاستاذ نايف دلول بيده الخيزرانة ويلاحق الاولاد وبعض الطلبة الكبار.
بالنسبة لعدم مشاركتي فقد هربت من الحفلة ونزلت من الفصل بواسطة البايب النازل من السطح وكان هناك طلاب هاربون من المشاركة في الحفلة وقد نزلوا قبلي وكان امامهم شبك من الحديد، وبعد الشبك يجب ان اقفز، وصلت الى الارض وهي السكة التي بين المسجد والملحق، ورجعت الى البيت، احد الطلبة اخبرني بان اسمي ذكر على المسرح.
وفكرت كيف اذهب الى المطعم لتناول الفطور في المدرسة وامضيت اسبوعا لكي لا يراني الاستاذ الجادرجي كنت آكل كثيرا بالبيت واتخفى عن المدرس.
اما مدرس التربية الاسلامية فشكرني لعدم مشاركتي بحفل الغناء والتمثيل، ونمت علاقتي معه الى ان توفي رحمه الله، ومدرس المسرح نسي هذا الموقف وشجعني على الغناء بعدما دخلت المستشفى الصدري وغنيت هناك مع المرضى «جميل واسمر»، وكان عندي الاستعداد منذ ان كنت مريضا وراشد الرشيد كان موسيقار وتوفي بعد تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي.
بعد الخروج من المستشفى
بعد 6 اشهر امضيتها في المستشفى الصدري وبعد خروجي ذهبت الى ثانوية الدعية وذلك في العام 1964، وفي تلك السنة تم افتتاح معهد المعلمين والتحقت به حتى تخرجت وعينت مدرسا للتربية الفنية في العام 1967 واول مدرسة عينت بها كانت مدرسة ابن سينا الابتدائية وناظرها المرحوم الاستاذ عبدالكريم علي عرب، وعين معي بالمدرسة نفسها كل من عباس بوعباس وعيسى القلاف وغانم البناو.
وكنت المدرس الوحيد بالتعيين تربية فنية، الا ان الاستاذ عبدالكريم قبازرد سبقني وهو اول كويتي مدرس تربية فنية في ابن سينا ومعه احمد حسين الصايغ، ومعهما مدرس ثالث نقل الى مدرسة اخرى، وعينت بدلا منه، امضيت سبع سنوات مدرسا في ابن سينا للتربية الفنية.
كنت أعمل عملين: الاول مدرس والثاني فنان تشكيلي، وبالفعل كان تركيزي على الطالب الذي امامي وانصب اهتمامي على المادة والطالب كيف اوصل المعلومة له كمدرس وهو طالب.
الا اني كنت اداوم مساء الخميس والجمعة مع الطلبة للعمل بالجداريات والرسم مع اشرافي والعمل ايام الشتاء وذلك بعد الاستئذان من ناظر المدرسة، وبعد موافقة ولي الامر، ولا يجوز تأخير اي طالب الا بعلم الاثنين الناظر وولي الامر.
الزمن تغير والسيارات تسبب ازدحاما شديدا، ولي الامر يخاف على ابنه، مشاكل كثيرة بالطريق، مشاجرات طلابية، لكن العلاقة الحميمية بين المدرس وولي الامر احترام الطالب لمدرسيه ورغبة الطالب بالتعلم، التنافس بين الطلبة وكذلك اولياء الامور تنافس شريف لكي يحصل الولد على درجات كبيرة متقدمة، قديما كان ولي الامر امي غير متعلم ولكن كان مهتما بتربية اولاده وتعليمهم.
كان اهتمامي بالطالب وتعليمه وتزيين المدرسة، وفي مدرسة ابن سينا تسلمت النشاط الفني ونشاط التمثيل وتدريب الطلبة اصحاب المواهب كنت آخذهم إلى المعارض الفنية لمشاهدة الرسومات، وأذكر أن الطلبة اخذتهم الى معرض سالم محمد آخر السنوات من عملي كان الطالب يلتقط ما يشاهده.
وكان عندي طالب موهوب في مدرسة ابن سينا وهو محمد شريف كان رساما ممتازا واذكر انه شارك مع اثنين من الطلبة ورسموا لوحة فنية ممتازة كبيرة، فالفن له ذوق ووقت يرسم فيه، تقاعدت عام 2008.
المشاركات الفنية
ويضيف المشاري: شاركت في معرض للرسم أقيم في قصر خزعل وقدمت لوحتين، والطلبة الذين عندهم موهبة أشركهم معي، وايضا ادخلت بعض الطلبة في معاهد فنية بعدما اتفقت مع ولي الأمر.
واذكر إحدى وليات الأمور كان ولدها يرسم اللوحات بالفحم ولوحاته جميلة جدا ويرسم بالطباشير على الورق الاسود وبالفحم على الورق الأبيض، واستدعيت والدته وشرحت لها ان ولدها لديه موهبة فاعتنوا به.
وفي إحدى السنوات صار عندنا تجمع في الصالة وقلت لناظر المدرسة لماذا لا نشارك وعندنا كل شيء؟ اعطونا اربعة امتار في ستة امتار على مسرح الصالة، فتمت المشاركة وكان تفكيري في هذا الولد واشركته معي وحضرت والدته ودهشت من رسوم ولدها، وإحدى الجرايد اليومية حضرت وصورت المعرض وقدمت هدية للولد كتبا، الطالب حاليا في كلية الهندسة بالجامعة، وطالب آخر في مدرسة السالمية ومعه زميله يجلسان مع بعض وظهرت عليهما موهبة الرسم ووقفت بجانبهما وساعدتهما والاثنان حياتهم عجيبة.
الطالبان علاقتهما حميمة مثلا بعد الدوام يزوران بعضهما في البيت بعد الدراسة، وكل واحد معه كتابه وكراسته يقرآن قصة، واحد يقرأ والثاني يرسم على الكراسة، الصفحة الثانية يكتبان الكلام.
وأعرف واحدا منهما اما الثاني فلا اعرف عنه شيئا، وقد قلت لهما اثناء الدراسة ان واحدا منكما سيصبح مخرجا تلفزيونيا والآخر سيصبح مؤلفا، وأعرف اسم الاول محمد سلطان الكندري وتعلم في التطبيقي وبعد التخرج حاليا يدرس هندسة في انجلترا، الحين لا يعرف بعضهما حيث تفرقا بسبب ظروف الحياة.
وايضا في مدرسة عمير بن سعد تخرج واحد من الطلبة وصار فنانا.
كيفية تعيين الوكيل
عن الطريقة التي يتم من خلالها تعيين وكيل المدرسة يقول المشاري: يتم ترشيح المدرس الحاصل على أكثر من امتياز وتتكون لجنة في الوزارة من بعض القياديين ويخصص يوم أو أكثر لاستقبال المدرسين المرشحين للوكالة أو النظارة ويتم استدعاء المرشح ويقابل اللجنة وتجري مناقشة حسب آلية الاختيار وكل عضو باللجنة يسأل المرشح وينظر الى شخصيته وحسب كلامه واجابته ويمكث تقريبا عشر دقائق في المقابلة بعض المرشحين ينجحون من دون مقابلة ويعين وكيلا أو ناظرا.
ويضيف: بعض المدرسين يستدعى كل سنة ثلاث أو أربع مرات ثم يُصرف عنه النظر، وبعض المدرسين اثناء المقابلة يعتذرون ولا يرغبون في أن يكونوا إداريين ويرغبون في العمل مدرسين حتى التقاعد.
وعندما قابلت اللجنة كان أول سؤال هو، قال انت مدرس واثناء الشرح من آخر الفصل طالب قذف عليك طباشيرة ماذا تفعل؟
فقلت له طالب بهذه الاخلاق اعاقبه بشدة، فقال ها هذا هو العلاج فقلت نعم، وهكذا الاسئلة مختلفة، بعض المدرسين ينجح من دون مقابلة والبعض بعد عدة مقابلات.
عندما كنت مدرس تربية فنية كنت اتعامل مع الطالب بكل احترام ومراعاة شخصيته مهما كان صغيرا واثناء الفرصة اجلس بالمرسم وبعض الطلبة يحبون المادة بسبب معاملة المدرس مع الطالب وحسن تصرف المدرس.
المتحف المنزلي
فيما يعتبر جانبا مهما من اهتماماته الفنية قرر المشاري إنشاء متحف فني يقول عنه: بعد التقاعد فكرت في إنشاء متحف لحفظ ما تبقى من قديم الكويت وباشرت جمع كل ما يقع بيدي من المعدن والحديد والاسطوانات والأنوار والفوانيس وجميع أنواع الأثاث. وكذلك لدي رادو «آر سي ايه» رممته وأعدته من جديد، المتحف موجود حاليا بالمنزل ومن المتاحف الجيدة.
تعيينه وكيل مدرسة
عن اختياره وكيل مدرسة يقول المشاري: بعد اثنتي عشرة سنة من التدريس عينت وكيل مدرسة، وأول مدرسة عملت بها الإدريسي بالفحيحيل وكنت ارسم بالمرسم عند أحد المدرسين، كنت وكيل مدرسة وأعمل بالمرسم، وذلك بوقت الفراغ، وقد عملنا لوحات علقناها على واجهة المدرسة وكذلك كنت أدخل الفصول أثناء غياب اي مدرس، وأذكر أنني أخذت جدول أحد المدرسين أثناء غيابه آخر حصتين في اليوم الدراسي ـ الطلبة في مدرسة الادريسي كانوا ممتازين وعلى خلق كبير، وأحسن طلاب في الفحيحيل ونوعية الكويتي الذي كان يسكن هناك «المستوى عال» ويحبون تعليم أولادهم ـ ايضا اختلاط الطالب الكويتي مع أصدقائهم من الوافدين العرب أو أجانب، فالبيئة المنزلية لها دور كبير في التأثير على الابن.
وأمضيت سنتين في «الادريسي» ونقلت بعدها الى «أبوذر الغفاري» في الرقة ولمدة ست سنوات.
ناظر «الادريسي»كان حسين عبدالخضر أصغر، عملت مع اربعة نظار.
وأول ناظر كان عبداللطيف القلاف وكنت معه وكيل مدرسة ومعي وكيل آخر اسمه فيصل التمار أي وكيلان في المدرسة، أما السنة الثانية فعين ناظر آخر اسمه حسين ابراهيم راشد المنصور ومعه ناظر آخر بنفس الوقت ونقل الوكيل فيصل التمار، وهذه أول مرة يوجد بها ناظران ووكيل واحد، ولكن شهادة لله كل واحد منهما أحسن من الآخر لا أفرق بينهما، وبعد ذلك نقلت ومكثت بالعمل لمدة ست سنوات في الرقة، كونا مجموعة طيبة وكنا نخرج في رحلات برية متعاونين، واذكر بيوم من الأيام كنا في حفلة في صالة المدرسة وحضر احد المواطنين وقال أين الناظر؟ فقيل له الناظر ذلك الرجل الذي يوزع الصحون فقال أين الوكيل فقيل له انه ذلك الرجل الذي يوزع الأكل على الجلوس من الناس تعجب الرجل ان الناظر والوكيل يعملان ويشتغلان بأيديهما مع وجود العمال.
واذكر عندما كنت في ابن سينا.. ان بعض المدرسين كانوا يشترون الباجله والنخي والخبز.
اذكر في ابن سينا الصف الرابع حيث كنا نخرج معهم في رحلة برية والإدارة المدرسية كانت تشاركنا الرحلة، كنا مجموعة مدرسين متآخين متحابين لا فرق بين مدرس وآخر وهكذا في جميع المدارس كان التعاون السمة المتميزة بين المدرسين كويتيين كانوا او من الوافدين العرب.. وفي الرقة ايضا كنا نشارك ونقيم الحفلات.
قصة العودة للتعليم
لعودة ضيفنا علي المشاري الى التدريس مرة اخرى بعد التقاعد قصة يرويها قائلا: عام 1967 صدر قرار من الوزير ان من أمضى الثلاثين عاما يتقاعد وبعد مرور سنوات صدر قرار بإحالة مجموعة من المدرسين والمديرين والعاملين للتقاعد ومن لا يرغب في التقاعد ينتقل الى ديوان الوزارة ويعتبر تجميدا.
فتقدمت للتقاعد بعد خدمة تقريبا ثمانية وعشرين سنة عام 1995 تقدمت للتقاعد في تلك السنة، أمضيت وقتي في بناء دور في البيت لأن سالم ولدي مقبل على الزواج، سنة ونصف السنة كنت مشغولا.
خلال السنة ونصف السنة نزل وزني خمسة عشر كيلو أمضيت، وقت الفراغ في بناء البيت لمدة سنة ونصف.. في القانون لمن يريد ان يرجع للعمل مدرسا لابد ان تمضي عليه سنتان، بقي على ذلك ستة شهور، امضيتها وبعد سنتين من التقاعد ومعي المرحوم راشد المنصور وكان ناظرا ومع ذلك قالوا لنا الناظر يرجع «مدرسا» والوكيل يرجع «مدرسا» ولا يوجد لكما مكان سوى التدريس، بعد التوكل على الله قررت العودة مدرسا لمادة التربية الفنية واشتغلت اثنتي عشرة سنة بعد العودة وعينت في مدرسة سالم الحسينان وكانت مشتركة.
السنة الأولى بعد فصل المرحلة الابتدائية عن المتوسطة وصل كتاب الى ناظر المدرسة فيه اسمي مرشح وكيل مدرسة قرأت الكتاب لكنني رفضت بسبب التعقيدات ولا اريد ان التقي مع اللجنة التي تختار الوكلاء.
رفضت لعدم رغبتي في التعامل مع من هم أصغر مني، ورجعت للتدريس مدرس تربية فنية.