- تابعت جلسة البرلمان الأردني بعد بداية الغزو بيومين لاتخاذ قرار حول وضع العراق مع الكويت
- تجمع عدد من الجنود العراقيين عند سفارة بلادهم لدى الأردن وكانوا يريدون الهجوم على سفارتنا هناك لكنني سيطرت على الموقف بعلاقاتي مع المسؤولين الأردنيين
- بعد أن تم تأنيث هيئة التدريس في المرحلة الابتدائية ضعفت الرياضة في الكويت
- مثلت الكويت في مؤتمرات كشفية دولية بكل من كندا والدنمارك ومصر وإنجلترا ولبنان
- شاركت ضمن فريق الكشافة المدرسية في معسكر أبوقير بالإسكندرية عام 1956 كنت ثاني كويتي يدرس التربية البدنية بمصر بعد فيصل عيسى مطر وكان ذلك عام 1961
لايزال الألم يعتصرنا عندما نتذكر المأساة التي عشناها على مدى 7 اشهر بدأت منذ الثاني من اغسطس 1990 واستمرت حتى منّ الله على كويتنا الحبيبة بنعمة التحرير، الا اننا يجب ان نحرص على معرفة اي تفاصيل تتعلق بتلك الفترة لتبقى للتاريخ يتعلم منها ابناؤنا واجيالنا المقبلة، وضيفنا اليوم هو يوسف محمد خريبط، رجل تربوي وسياسي، يحمل خبرة كبيرة في المجال الرياضي تحصل عليها منذ نعومة اظافره لحبه الشديد لممارسة الرياضة ثم دراسته للتربية البدنية وعمله في مجال التدريس لفترة طويلة، الى ان جاءت محطته مع العمل السياسي وتصادفت ان تكون خلال فترة الغزو العراقي، حيث عمل ملحقا ثقافيا للكويت لدى الاردن، وقد كان شاهدا على احداث مؤسفة حدثت مع بداية الغزو. يروي لنا يوسف خريبط كيف تجمع عدد من الجنود العراقيين في باصين عند سفارتهم لدى عمان، وكانوا يريدون الهجوم على سفارتنا هناك، الا انه بفضل علاقاته واتصالاته مع المسؤولين الاردنيين تمكن من السيطرة على الموقف وحماية ارواح العاملين معه، كما يحدثنا عن جلسة البرلمان الاردني التي عقدت بعد يومين من بداية الغزو لتحديد موقف الاردن من الوضع العراقي، ثم يتحدث عن حياته خلال هذه الفترة وعودته بعد التحرير للعمل في وزارة التعليم العالي. اما المحطات البارزة في المجال التربوي والرياضي فهي واسعة تحمل الكثير من الخبرات يعطينا خلاصة هذه الخبرة بانتقاده لتأنيث المرحلة الابتدائية، مؤكدا ان ذلك اضر بتجهيز طلاب متميزين في المجال الرياضي، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
يقول المربي يوسف محمد خريبط: ولدت في الكويت بالحي الشرقي بدروازة العبدالرزاق، وكان الوالد يعمل في البحر ثم اتجه للعمل صائغ ذهب واكتسب المهنة من والده الذي كان أيضا يعمل في صياغة الذهب بسوق الصاغة، وكان والدي له زبائن معينون يصوغ لهم الذهب بشكل خاص، وبعد ذلك الوالد سافر الى المملكة العربية السعودية وفتح له محلا لصياغة الذهب هناك ومكث هناك لمدة 25 عاما ثم عاد الى الكويت ومارس مهنته من جديد في الكويت.
بذلك الزمن كان العمل اليدوي مربحا لصاحبه، أيضا لم تكن توجد الدوائر والوزارات الحكومية ولكن كانت هناك البلدية والشرطة والجمارك والمصارف فكانت الأعمال محدودة ومن عنده عمل يدوي يزاوله.
مقر سوق الصاغة حاليا مبنى البورصة واذكر الحدادين كانوا بنفس المنطقة، الوالد - رحمه الله – استمر في عمله حتى السبعينيات ومع تقدم العمر أصيب بالمرض وسافر الى لندن واستفاد من العلاج، ومما اذكر ان والدي – رحمه الله – كان يعشق الحداق (صيد السمك) وهذه من هواياته وكان أسبوعيا يخرج الى البحر مع زملائه، كذلك كانوا يذهبون الى السعودية لصيد السمك إلا أن حادثا وقع له بالسيارة وعاد الى الكويت وبعدها توفي – رحمه الله.
الدراسة والتعليم
ويسترسل ضيفنا يوسف خريبط في ذكرياته، فتحدث عن مرحلة تعليمه قائلا: في بداية تعليمي التحقت بمدرسة الروضة الموجودة في الحي القبلي ولايزال المبنى موجودا، وكان الناظر عقاب الخطيب ومن ثم انتقلت الى المدرسة المباركية ومكثت فيها عاما دراسيا واحدا، وفي عام 1950 تم افتتاح مدرسة الصباح فانتقلت اليها وموقعها كان بجانب مخفر شرق بشارع أحمد الجابر حاليا، وكان الناظر الاستاذ حمد عيسى الرجيب واذكر من المدرسين المرحوم أحمد مهنا والمرحوم يوسف العلي والأستاذ أيوب حسين أطال الله في عمره، ويوسف عبيد وعبداللطيف الخميس ومحمد الجسار ومحمد علي مدرس التربية الفنية، واذكر من زملائي الطلبة أحمد السيافي ومحمد المحميد وجعفر المجادي ومحمد الصانع وعبدالرحمن العمر وابن اختي علي خريبط وكنا جميعا نلعب ونشارك بالرياضة.
ثم انتقلت الى الصديق المتوسطة ومنها الى ثانوية الشويخ وكنت طالبا مجتهدا مع زملائي وكان لي نشاط رياضي متميز ومعي المرحوم فيصل عيسى مطر، وبعض الطلبة مثل مسعود مرجان وطلبة غير رياضيين ولكن كانوا يشاركون في الأنشطة المدرسية مثل أنشطة القسم الداخلي وكنت واحدا من الطلبة الذين انضموا للقسم الداخلي وهو أحسن نظام تربوي علمي ثقافي، حيث كان يلتقي فيه الطالب مع زملائه من جميع الفئات والأعمار في البيت الداخلي وكطلاب في وقت مذاكرة بعد صلاة العشاء، وكنت في بيت رقم 10 وكنا نجلس مع بعضنا وكان الأكل متوافرا نختار منه ما نريد، وكنا نتسابق ونشرف على توزيع الأكل داخل المطعم ونقيم أنشطة اجتماعية وتمثيليات ونحضر المحاضرات الأدبية ونتواجد أيضا في الملاعب ولا توجد أي مشاكل بين الطلبة، واذكر ناظر ثانوية الشويخ مصطفى والوكيل علي زكريا، تخرجت في الثانوية العام الدراسي 1961، وحصلت على بعثة دراسية.
وأذكر في أحد الأيام ضبطني ناظر المدرسة متأخرا عن دخول الفصل فسألني: أين كنت؟ فقلت: كنت ألعب. فقال: هل عندكم حصة تربية بدنية؟ فقلت: لا، وقال: والحصة الحالية؟ فسكت. وقال: روح انتظرني عند مكتبي، فذهبت حتى حضر الناظر لمكتبه وقال: روح واحضر والدك لن تدخل الفصل إلا إذا حضر، وكان من الصعب احضار الوالد، والناظر يعرف ان احضار ولي الأمر شيء قاسٍ جدا على الطالب، أقسى من عقاب الناظر للطالب، فمن الصعب جدا ان احضر والدي. أما الآن فولي الأمر هو الذي يذهب الى الناظر لأقل غلطة أو سبب بسيط ويناقش المدرس والناظر.
النشاط الرياضي المدرسي
ويكمل يوسف خريبط قائلا: بداية نشاطي الرياضي كانت في مدرسة الصباح وأول لعبة جماعية لعبتها كرة السلة ومن بعدها مارست لعبة كرة القدم وكذلك شاركت بفريق الخاص وهو مجموعة من الطلبة تؤدي التمارين السويدية والمدرب المرحوم أحمد مهنا وعبدالإله بركة مصري وكنا متميزين بالألعاب بين مدارس الكويت وطلبتها.
وقديما الرياضة في الكويت كانت تعتمد على كرة السلة التي تعتبر بالدرجة الأولى في المدارس وكان لها جمهور كبير واذكر من اللاعبين الذين سبقونا بكرة السلة المرحوم عيسى الحمد، والمرحوم خضير المشعان، وعبدالمحسن الفرحان، وخالد الحمد، وأول اتحاد أشهر في الكويت «اتحاد كرة السلة» واذكر ذلك عام 1957 وبعد ذلك اتحاد كرة القدم.
كانت كرة السلة اللعبة الأساسية في الكويت وكان لها اهتمام كبير ويوم المباريات بين المدارس كان يقام احتفال كبير وحفل شاي للمدرسين واللاعبين أيضا انضممت للفريق الخاص وهو مجموعة من الطلبة يؤدون تمارين سويدية يتم اختيارهم من جميع الفصول واذكر آخر العام يقام احتفال رياضي على الملعب القبلي يعرف بملعب المعارف وكذلك يوجد ملعب أبوالحصم في الشرق، وبعد تأسيس مدرسة الصديق كان فيها ملعب كبير ومدرج هدم فيما بعد. كان للرياضة داخل المدرسة نشاط كبير في الألعاب الجماعية أو الفردية والسبب ان المدرس كان له اهتمام كبير بالرياضة أيضا كان المدرسون من الرجال وليس من النساء فمنذ عام 1974 حتى الآن ضعفت الرياضة من الرجال وليس مثلما نشاهد حاليا مدرسات يدرسن الأولاد، فهنا ضعفت الرياضة. هكذا منذ عام 1974 حتى الآن اختفت مواهب الأولاد، فالموهوب لا يبرز لوجود المدرسة في مدارس الأولاد، ثانيا أولياء الأمور صار اهتمامهم بالعلم أكثر من الرياضة وهذا مفهوم خاطئ، أقول ان الرياضة داخل المدرسة منظمة وليست فوضى.
الطالب عنده 6 حصص في اليوم تتخللها دروس تربية بدنية وموسيقى وفنية فهذا ينشط الخلايا ويتغير تنفس الطالب ويتجدد، وللأسف هناك مفهوم خاطئ وسط بعض العائلات ان الرياضة مضيعة للوقت، وانه لا عائد للطالب من الرياضة، علما بأننا قديما الدوام المدرسي كان على فترتين صباحية ومسائية والطالب يشارك بالألعاب الرياضية ولم يفشل أو يتأخر.
حاليا النشاط الرياضي اختفى في المدرسة عكس ما كان سابقا، أيضا الوزارة لها دور في تقليل وتخفيف النشاط الرياضي من أدوات وملاعب الصالات الرياضية غير موجودة في المباني الحديثة وإن وجدت الصالة ففيها المسرح والأرضية من السيراميك واختفت أرضية خشب الباركيه، أين الأجهزة الرياضية العارضة والحبال وأجهزة الجمباز؟
كانت المدارس تصدر لاعبين للأندية الرياضية وذلك لاهتمام الوزارة والمدرس والطالب كان مهتما بالرياضة ويحبها من أجل ان يلعب ويؤدي اللعبة على الوجه السليم.
زرت 3 أندية رياضية وشاهدت اللاعبين مصابين بالنحافة البدنية أو السمنة المفرطة، وفي كلتا الحالتين لا يستطيع اللاعب ان يمارس اللعبة نصف ساعة جريا أو قفزا هذا ليس ذنب المدرب وانما عدم وجود اللاعب المناسب جسميا، فما على المدرب إلا أن يؤدي واجبه نحو النادي. تحدثت مع المدرب فقال عليك ان تدرب الأبناء الذين أمامك والمسؤولون بالنادي هم الذين يحضرون الأولاد وهذا هو الموجود.
أيضا كانت هناك علاقة طيبة ما بين النادي والمدرسة، كما ان مراكز الشباب التابعة لوزارة الشؤون لم يعد لها دور بارز في تهيئة اللاعبين، رغم انها في بداية تأسيسها كان لها دور كبير وخرجت لنا لاعبين ممتازين رفعوا رأس الأندية أيضا هذه المراكز أصابها الكسل، القائمون حاليا على الرياضة يسعون للمناصب القيادية بعيدون عن الرياضة، ولا يوجد من ينزل الى الملعب ليشاهد اللاعبين.
اذكر أحد المدربين بأحد الأندية خارج الكويت تعرض للنقد، حاليا 3 مدربين مروا على النادي والمدرب الحالي بالنادي يحاولون الاستغناء عنه بإحضار مدرب رابع هذا دليل على الاهتمام أقول ان فرصة الانتاج شبه معدومة فالمدرب لا يخلق اللاعبين أو يزرع النشاط، فعمل المدرب تكتيكي ينظر للملاعب الأخرى ويضع الخطط، اللاعب الموهوب يستطيع المدرب ان يصقل مهاراته، عندنا من اللاعبين منذ عام 1974، عندنا مئات من اللاعبين الموهوبين ولكنهم مختفون وغير معروفين، ووزارة التربية لها دور في عدم الاهتمام بالتربية الرياضية المدرسية، لقلة بناء الصالات الرياضية الحديثة مثلما كان في السابق، وعدم توفير الأجهزة والملاعب، وكان العمال يجهزون الملاعب الخارجية وملاعب الصالات، أما حاليا فالموجودون عمال شركات وليست لهم علاقة بالتربية الرياضية، قديما عمال الملاعب كانوا تابعين للتربية، حاليا الشيء الجيد زراعة الملاعب بـ «الترتان» مع ان المساحة غير قانونية، وكان المدرب أو الحكم أو المدرس يحضرون الى الملاعب بالملابس الرياضية، حاليا نجد البعض غير ملتزم ويذهب الى الملعب بالملابس الخاصة به.
ويمضي يوسف خريبط ليكمل ذكرياته قائلا: شاركت في الفريق الخاص بالمدرسة وكانت كل مدرسة لها فريق يؤدي التمارين السويدية والاحتفال آخر العام على ملاعب وزارة التربية، مهرجان كبير وانتهى الفريق بتغير الظروف وانتهى، عقد بعض المدرسين وابتعد مدرس التربية الرياضية والمدرس غير الكويتي بخبرته وانتهى الفريق الخاص كان يؤدي حركة رياضية للجسم لكن مع دخول الأساليب الحديثة أدى الى الابتعاد عن التمرينات التقليدية، كما ان المهرجانات الرياضية كان لها دور كبير وكان آخر العام الدراسي يقام التجمع الطلابي الكبير، وكان العنصر النسائي يشارك أيضا فكان العنصر النسائي له نشاط خاص والذكوري له نشاط خاص، فكان الطرفان يتواجدان في الملعب، ودخل عنصر عدم الاختلاط والتغير الحديث للنهضة التعليمية فتوقفت هذه المهرجانات الرياضية.
حاليا أحواض السباحة موجودة في مدارس البنات ومع ذلك لا يوجد اهتمام كبير بها، أيضا السبب ولي الأمر بتأخر النشاط الرياضي وقد يدافع عنها من يدافع حتى من الناحية المادية ووزارة التربية مشاركة فيها ووضعت أجرا كبيرا على من يريد استخدام الملاعب، قديما كانت المدارس توفر الملاعب لمن يريد ان يستغلها للعب والتدريب، وكانت الأندية تستعين بملاعب المدارس بالاضافة لملاعبها، مثلا الصالات كانت موجودة بالمدارس، لكن وزارة التربية حاليا وضعت مقاييس مادية لكل صالة ولأن النادي الرياضي مدخوله المادي ضعيف تلاشى هذا التعاون، وللأسف بعض الأندية تحارب الأعضاء ومنذ 3 سنوات الأندية فصلت الكثيرين من الأعضاء مع العلم ان الأندية بالخارج تسعى لأن يزيد عدد أعضائها، وانا كنت ولا أزال عضوا في النادي الأهلي المصري وكلما اذهب الى القاهرة أزور النادي واجلس مع الأعضاء والأصدقاء القدامى، أما النادي عندنا فطارد للأعضاء، فما السبب؟ لا أعرف، الأعضاء يدفعون اشتراكات وربما الشللية هي السبب.
شاركت في السلة والقدم في المدارس أو تقول الرياضة المدرسية وقد شاركت في المنتخبات المدرسية واذكر منها الدورة المدرسية العربية والتحقت بفريق كرة السلة لامتحان الدور الثاني عام 1958 وعام 1961 الدورة المدرسية في الكويت ولم أشارك فيها لوجودي في القاهرة للدراسة، وشاركت في الدورة المدرسية التي أقيمت في العراق لكرة السلة.
واذكر من الزملاء في المنتخب: خالد الصانع، مطر سعيد، راشد الحمود ودسمان بخيت، وكان المشرف بهجت أبوالخير، وكنا نفوز على الفرق الأخرى ولم أمارس لعبة الطائرة، كما كانت مشاركتي خفيفة في كرة القدم وشاركت في مباراة بين فريق وزارة التربية وفريق ثانوية الشويخ وتلك أول مباراة شاركت فيها، كنا نحترم قرارات الحكم وارشادات المدربين.
كانت الرياضة في بداية قمتها التي استمرت سنوات وكان الجمهور يجلس على خط الملعب والتشجيع والجميع ملتزم ولا وجود للشرطة ولا الزعل، انتهت المباراة انتهى كل شيء.
النشاط الكشفي
ويضيف يوسف خريبط: بعدما التحقت بمدرسة الصديق انضممت الى فرقة الكشافة في المدرسة، والقائد أحمد مهنا ومن الكشافة اذكر احمد السيافي وجعفر المجادي وقد شاركت في معسكر أبوقير في الاسكندرية كشافا من ضمن فرقة الكشافة عام 1959 ولمدة 15 يوما.
أما بعد ان عينت مدرس تربية بدنية في ثانوية الشويخ فشاركت في المخيم العالمي في اليابان وكنت قائد الفرقة اذكر في جبل فوجي وحصل هطول أمطار وفيضانات وطوفان فنقلونا الى احدى الكنائس.
واذكر ان مصر كانت من الدول المشاركة وكنت اساهم في جمعية الكشافة الكويتية ومثلت الكويت في أكثر من مؤتمر كشفي، أول مؤتمر في كندا، وثاني مؤتمر في الدنمارك، والثالث في مصر، ورابع مؤتمر في انجلترا، وخامس مؤتمر كشفي في لبنان، وكان يحضر تلك المؤتمرات المرحوم علي الحسن، كانت الكشافة في قمتها واحترامها، أيضا اذكر عندما كنت طالبا في الكشافة شاركت في المعسكر الكشفي في الفنطاس عام 1954، واستمررت حتى قبل سفري الى القاهرة للدراسة وبعدما عينت مدرسا، أيضا شاركت في تلك المعسكرات في الفنيطيس كقائد للكشافة.
الكشافة حركة تربوية علمية واجتماعية، كان الكشاف راقيا جدا، وكانت الكشافة تشارك في الاحتفال والمناسبات، الآن العنصر الكشفي السابق غير موجود، ولي الأمر حاليا يبحث لولده عن الأفضل في الدراسة حتى يصل الى أعلى الرتب والمناصب ولا يشغل نفسه بأنشطة أخرى.
الدراسة الجامعية
ويكمل يوسف خريبط حديثه قائلا: بعد حصولي على بعثة دراسية وبعد اتمام جميع اجراءات القبول في الكويت سافرت الى مصر وذهبت الى الاسكندرية ومكثت فيها 6 أشهر بسبب تأخر الكشف الطبي، الدراسة بدأت وعميد المعهد طلب مني الالتحاق بالسنة التالية فطلبت ان التحق بالمعهد العالي للتربية البدنية في القاهرة فوافق وتحولت الى القاهرة العام الدراسي 1961 / 1962.
يومئذ كان المتقدمون قليلين، وكنت ثاني طالب كويتي يلتحق بذلك المعهد بعد فيصل عيسى مطر، أما ثالث طالب فكان جاسم الجيماز. المهم التحقت بالمعهد بعد إتمام الكشف الطبي وهناك نظام لا يسمح للمراجع بأن يدخل إلا بعد الساعة الحادية عشرة صباحا، ولكنني كسرت القاعدة وذهبت منذ الصباح حاملا معي المعاملة وقابلت المشرف على القبول وقال لقد حضرت مبكرا قبل الموعد، إلا أنه قبل أوراقي وقال لي اذهب غدا الى المعهد لأداء امتحان القبول.
دخلت المعهد العالي بالملابس العادية وطلب مني أداء اللعب بملابس رياضية.
في البداية ركضت حول المضمار والصخور موجودة في الملعب 400 متر وقطعتها في زمن محدد ثم أكملت التمرينات الرياضية، وكان المدرسون يستهزئون بي ويقولون: «يا شاطر روح جيب الصابون والمفراكة واتسبح هنا»، أنهيت التمارين وانتقلت الى حوض السباحة وكان استاذ المادة اسمه علي توفيق، وقال اصعد الى الدور العاشر وماء الحوض قليل فقلت لا يوجد ماء فقال: اصعد فوق، تكلم باللغة العربية وليس باللهجة الكويتية اللي ما اعرفها. فقلت: نحن نتكلم لغة عربية ونطيت من 9 أمتار الى حمام السباحة على الرجلين، فقال: أصعد مرة ثانية رايڤ على الرأس، فقلت: لا يوجد ماء. فقال: عايز تدخل المعهد ولا مش عايز تدخل المعهد، بعض المدرسين المتواجدين قالوا له يا استاذ علي خلاص يمشي أمره، فنقلني الى التمارين. وقال اقفر وضع خطا على الحائط مرة يمين واخرى شمال، صار عندي ايحاء بأن تكون أول قفزة الخط نازل للأسف حتى القفزة الثانية، أعلى حتى رابع خط وانتقلت الى الجهة الشمال، فقلت متى يا أستاذ أباشر الدوام، فقال: انت لحقت انتظر حتى نجمع درجاتك.
في اليوم الثاني حضرت بالملابس الرياضية سنة أولى تربية بدنية في المعهد العالي للتربية البدنية وأنهيت 4 سنوات تخصص تربية رياضية وكان معي بالمعهد بعض الزملاء المصريين الذين حضروا الى الكويت فيما بعد للتدريس واذكر منهم زينال جعفر الذي عين في ثانوية كيفان، ونشأت عبدالحميد، ومحيي يوسف، حضر مدربا في نادي الفحيحيل، وعندما كنت في سنة ثالثة حضر جاسم الجيماز وهو ثالث طالب كويتي يلتحق بذلك المعهد أما رابع طالب بالمعهد العالي فهو رضا العلي، واذكر من الألعاب الصعبة وقفة الشيش.
وبعد ان أنهيت دراستي الجامعية عدت الى الكويت وعينت مدرسا للتربية البدنية وتنقلت بين عدد من المدارس وشاركت قائدا في عدة معسكرات كشفية وقدت طلابي لتحقيق بعض البطولات.
إدارة التربية البدنية
ويمضي يوسف خريبط قائلا: عينت موجها عاما للتربية البدنية في وزارة التربية وكان د.جاسم الجيماز مديرا للإدارة وكان لكل منطقة موجه اول وبعض الموجهين وقد اختلف التوازن في التوجيه وذلك بسبب العدد القليل من الموجهين غير الكويتيين ووجود موجهين كويتيين للتربية البدنية اما لانتهاء مدة الخدمة او لكبر السن، او الوفاة وهنا بدأ إحلال العنصر الكويتي للتوجيه.
والآن التربية البدنية في المرحلة الابتدائية تعتمد على مدرسات وهو ما نسميه تأنيث مدارس الأولاد وقديما كان توجيه البنين يشرف على المدارس المؤنثة ويقرون فيها النشاط الجماعي وكنت انادي بعدم تدريس المدرسات للتربية البدنية في مدارس الأولاد ومهما كان فأقول ان امكانيات المدرسة تختلف عن إمكانيات المدرس الرجل لتعليم الأولاد، في الحصة من الصعب ان تقوم المدرسة بتمثيل الحركة امام الأولاد فتقوم بالاستعانة بطالب ليؤدي الحركة وفي التدريب الجانبي للفريق الذي يمثل المدرسة تقوم بتدريبه المدرسة وهي لم تمارس التدريب العالي وعملها مهنة دراسية بسيطة وعندنا كثير من الطلبة الموهوبين منذ عام 1974 لم يتم اكتشافهم لأنهم كانوا تحت تعليم مدرسات فالمدرسة غير قادرة على اكتشاف موهبة الطالب، وكم من الطلاب المبدعين الموهوبين الذين حرموا من البروز والظهور في الرياضة على مدى اربع وثلاثين سنة مضت على تأنيث المدارس اين وصلنا بهذه الطريقة.
لقد تحدثت مع وزراء التربية عن تأنيث المدارس منهم د.رشيد الحمد والرجل استجاب وشكل لجنة لإعادة النظر في التعليم الانثوي، لكن د.رشيد الحمد لم يستمر بالوزارة وحاولت ان اقابل نورية الصبيح لكن لم استطع مقابلتها.
أتمنى ان يعود المدرس ويدرس الذكور مهما كان المدرس فالرجل عنده روح رياضية مثلما عند الطالب الرغبة وحب اللعب، طالب الابتدائي عجينة تشكلها كيفما تشاء يختلف عن طلاب المراحل الاخرى وكثير من المدرسين الذين كانوا يدرسون في مدارس الابتدائي ابدعوا في حصة التربية البدنية وفي المستوى الرياضي.
عملية توزيع المدرسات من السهل على الوزارة ان تتصرف بتوزيعهن وتخفيض الحصص على كل مدرسة وعودة مدارس الأولاد الى المدرسين.
اشتغلت مدرسا في احدى مدارس الانجليزية بانجلترا عندما كنت احضر للدراسات العليا فكان معي من الزملاء المدرسين الانجليز يدرسون الطالب، والبنت تذهب الى المدرسة، الفصل مختلط كل جنس يذهب الى جنسه الذكري او الانثوي لا مبرر لأن يستمر هذا الوضع غير الصحيح بتدريس المدرسات للأولاد.
المواد فيها ضعف مثل البدنية والرسم والموسيقى والتربية الرياضية لها خصوصيتها في التدريس الادهى والامر انهم حاليا نزلوا فصلا من المتوسط الى الابتدائي وسموه الفصل الخامس في المرحلة الابتدائية يعني هذا الطالب صار في سن البلوغ فليس هناك مبرر لأن تستمر المدرسات لتدريس الاولاد لأن الطالب زاد عمره سنة وهو في سن البلوغ واولادي واحفادي درسوا في مدارس اناث.
التعليم لايزال بخير واطلب من اولياء الامور طول البال والتعليم لا يثمر اليوم ويظهر مباشرة، التعليم يأخذ وقتا طويلا ويحتاج اهتماما والاب عليه الاهتمام بالولد.
اليوم عندنا في الكويت الام هي المهتمة بأولادها والام هي التي تتابع ولدها حتى في الجامعات البيت مهمته العلم، والمبشر بالخير هو ان الام مهتمة بالعنصر التربوي عكس القديم حيث ان الاب كان مهتما بالابن وكان يذهب الى المدرسة ويقول خذوا اللحم واعطوني العظم.
ملحق ثقافي في الأردن
ويسترسل يوسف خريبط في حديثه: تركت التعليم بعد خدمة في مجال التربية متنقلا ما بين المدارس الثانوية والعمل التربوي.
وفي شهر 11/1987 طلبت ان اترك التعليم والتحق بالتعليم العالي وقد تم اختياري بين مجموعة من المتقدمين وعرض علي العمل في ثلاث دول هي السعودية او باكستان او الاردن. وكان يومئذ د.رشيد الحمد وكيلا مساعدا في التربية وعلاقتي مع المسؤولين كانت طيبة واللجنة كانت تتكون من مجموعة من القياديين.
بعد العرض اخترت الاردن وكان قبل ذلك المرحوم عبدالوهاب القرطاس ولكن ترك ذلك منذ فترة طويلة وكان المكتب الثقافي مغلقا وكان السفير الكويتي في الاردن الاخ ابراهيم البحوه ولكن بعد ذلك نقل الى بغداد وعين سفيرا بعده سليمان الفصام منقولا من اليمن المهم تسلمت عملي ملحقا ثقافيا في الاردن منذ التاريخ الذي ذكرته حتى بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي.
كان عملي ملحقا ثقافيا متكاملا في العمل، إشراف على الطلبة والتعريف بالتعليم والثقافة في الكويت والمناهج وتبادل الزيارات ما بين الكويت والأردن وعقد اللقاءات الثقافية بين البلدين والملحق الثقافي من عمله الأساسي التعريف بالثقافة والعلوم أيضا من عملي التعاقد مع عدد من المدرسين في الأردن وأقول إن المدرس والمدرسة الأردنية متمكنان من اللغة العربية والإنجليزية، وأيضا عملت على تكوين علاقة مع أعضاء المجمع اللغوي العربي في الأردن وكنت أزورهم في مقر العمل في المكتب الثقافي العربي فكانت علاقتي معهم جيدة وكذلك مع معهد الأبحاث في الأردن وقد أعددت زيارة لمدير المعهد إلى الكويت والتقى المسؤولين وفي يوم من الأيام اشترينا أفلاما ثقافية من الأردن لجامعة الكويت وكذلك الأفلام العلمية، أما بالنسبة للطلبة الكويتيين في الأردن فكان عندهم جامعتان فيهما دراسة الطب جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الاردنية في عمان.
ويوجد عدد قليل من الطلبة الكويتيين، وكنت ألاحظ ان الطالب الاردني معدله عال جدا اكبر من معدل الطالب الكويتي وذلك بسبب الظروف المعيشية فالطالب الذي يصل إلى كلية الطب أمامه خياران إما السقوط والرسوب أو النجاح والتفوق فلذلك الطلبة الأردنيون ينجحون بأعداد كبيرة وينقلون للمرحلة التالية بنفس العدد.
أما الطالب الكويتي فاهتمامه بالدراسة غير كبير ومع ذلك ينجح، وكان عندنا طالبة واحدة درست الصيدلة وتخرجت، وكلية الطب البشري كان فيها عدد بسيط من الكويتيين أما بالنسبة للمواد الأدبية فكان يوجد طلبة يدرسون على نفقتهم الخاصة وتحت إشراف الملحق الثقافي، حيث إن القبول يأتي من وزارة التعليم العالي للطالب غير الأردني وتحدد له الكلية التي يرغب فيها. وخلال عملي هناك كونت علاقات متميزة مع عدد كبير من القياديين الاردنيين واكثر من وزير أردني ووكلاء وزارات وموجهين عامين ومديري إدارات اثناء وجودي ملحقا ثقافيا في الاردن، شعرت بأن هناك شيئا غير طبيعي يدور في الأردن وذلك قبل الاحتلال العراقي للكويت فكنت استشعر الأمر.
وكانت لي لقاءات مع الملك حسين يمكن ثلاث مرات دعوة، وجلسة خاصة ويدور الحديث بكلام وقصص عامة، وذلك عن طريق أو بواسطة وزير التعليم كانوا يتكلمون عن الاتحاد العربي وعن حوادث في باطن العراق.
وأذكر ان الملك حسين قرر زيادة العراق لمدة ثلاثة أيام وبعدها يزور الكويت لمدة ثلاثة ايام كان هذا في آخر زيارة للملك حسين للعراق قبل الغزو العراقي الا ان المجرم صدام حسين منعه من زيارة الكويت وطلب منه ان يبقى ستة ايام في العراق وحقق اهدافه في تلك الزيارة وهو منع الملك حسين من زيارة الكويت.
وفي يوم الخميس 2/8/1990 حصل الاحتلال العراقي ودخل الجيش العراقي للكويت بقوات كبيرة واسلحة دمار ودبابات وطائرات. وعقد اجتماع لاعضاء مجلس الأمة الاردني يوم السبت التالي للاحتلال وعلى أساس الاعتراف بالوضع الجديد في الكويت حضر عندي بعض اعضاء المجلس الاردني وقالوا لم يتم الاتفاق على الاعتراف بوضع العراق الجديد باحتلاله للكويت ويستمر وضع الاحتلال العراقي على ما هو عليه ـ وأذكر ان باصين محملين بالجنود العراقيين وقفا عند بيت السفير العراقي رغبة في اقتحام السفارة الكويتية واحتلالها. وكان عددنا سبعة من العاملين بالسفارة مع عائلاتنا وعلى مستوى عال في الحكومة الاردنية طلبت طرد الجنود العراقيين وعدم السماح لهم بدخول السفارة الكويتية ونزل جيش أردني وأحاط مبنى السفارة الكويتية وطرد العراقيين.
يعني جيش عراقي داخل الاردن (المحرر).
أمضيت فترة الغزو في السفارة الكويتية وحياتنا عادية مع علاقتنا مع موظفين كبار.
أعتقد ان الملك حسين كان عنده علم بعودة الحياة الى الكويت وعودة الكويت وطرد العراقيين منها، وخلال تلك الفترة منعنا أولادنا من الذهاب الى المدارس خوفا من أي كلام طائش يصدر ضدهم. وأذكر البعض بعث برسائل فيها مطلوب خادمة كويتية، بعد ان كان الاردنيون المنحدرون من أصل فلسطيني يشكرون الكويت على ان ما لديهم من الكويت، إلا ان الاحتلال العراقي غير ذلك الشكر وكشفهم على حقيقتهم، حتى ان بعضهم قاموا بخلع اللوحات والاسماء الكويتية من الشوارع وخاصة في منطقة اسمها الجبيهة وبعض الكويتيين سكنوا في شقق وفرناها لهم وبعد ذلك غادروا الى المملكة العربية السعودية.
مدير إدارة البعثات العربية
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي رجعت الى الكويت وعينت مديرا لادارة البعثات العربية بوزارة التعليم العالي والحمد لله، وهذه الادارة مسؤولة عن البعثات العربية الى القاهرة واستمررت بالعمل حتى التقاعد عام 1993.
رأي في المناهج
يقول يوسف خريبط: في بعض الأوقات اقرأ المناهج مع احفادي فوجدت انها كم كبير وغير معقول وفيها صعوبة غير المناهج القديمة. حاليا اختلف التعليم الطالب يمضي وقتا طويلا في الفصل وهذا ربما يؤدي إلى مشاكل لو ان الطالب خرج الى المرسم أو الى غرفة الموسيقى والتربية البدنية هذا يعطيه نوعا من الترفيه عن النفس. اكرر واقول اننا طالبنا بعدم تأنيث مدارس الاولاد وذلك عام 1974.