- والدي رحمه الله شارك في بناء سور الكويت عام 1919 وكان عضوا في لجنة تحقيق الجنسية عام 1959
- الوطن بحاجة لطاقات الشباب لذا أنصحهم بالتعليم وعدم مخالطة أهل السوء
- في طفولتي كنت أجلس في ديوان والدي وأستمع إلى أحاديث رجالات الكويت وأستقي منهم العادات والتقاليد الكويتية الأصيلة
- كنت أخرج لممارسة هواية القنص مع عدد من الأصدقاءوأتذكر أن الله نجّانا من حادث خلال مطاردتنا لـ «ظبي»
- عندما تقدّمت للحصول على إجازة القيادة رفض المسؤول إعطائي الاستمارة بداعي صغر سني فتدخل والدي ونجحت من أول اختبار
- أقتـرح تحويــــل الكــويت إلى دائرة انتخــــابيـة واحدة للقضــاء على الطـائفية والقبــلية
- كنت أشتري شهادات الميـلاد من المواطنين للمساهمة في الشركات وحرصت على عدم دخول سوق المناخ أو البورصة فلم أتضرر منهما
ضيف هذا اللقاء ناصر خالد الجاسر الراجحي ولد في الحي القبلي بفريج البدر وكان يسكن تلك المنطقة عائلات كويتية معروفة بعملها البحري، بدأ حياته منذ طفولته في ذلك الفريج والتحق بمدرسة ملا سليمان فتعلم قراءة القرآن الكريم والكتابة والحساب وبعد ذلك انتقل الى المدارس الحكومية حتى حصل على الشهادة المتوسطة ثم انتسب الى الدراسات المسائية حتى حصوله على الشهادة الثانوية، ثم حصل على الشهادة الجامعية بعد التقاعد، بدأ حياته العملية منذ عام 1959، وفي تلك الفترة مع بداية النهضة الحديثة عمل باحثا اجتماعيا في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويحدثنا عن تلك الفترة من العمل الحكومي وقصة الرجل الأعمى مع زوجته، ثم يتدرج في الحديث الى القنص وصيد الطيور الحبارى وأماكنها وبعد ذلك عن قيادة السيارة وكيف حصل على الاستمارة، الحي القبلي ومنطقة الفروانية وسكن العائلة فيها منذ ان كانت الفروانية قرية صغيرة، قبل ان تتحول فيما بعد الى محافظة كبيرة. ويحدثنا ناصر الراجحي عن الزواج والخطبة والمهر والدزة وتكوين أسرة متعلمة مثقفة. بجهود مخلصة قام على رعاية أبنائه وتعليمهم وماذا بعد التقاعد؟ كما يحدثنا عن عمله التجاري في العقار وعن سوق العقار والأسهم عامة. ناصر خالد الجاسر وحديث من القلب إلى القلب عن حياته وعن والده والكويت والكويتيين فإلى التفاصيل:
يقول ناصر خالد الجاسر الراجحي: ولدت في الكويت في الحي القبلي وذلك عام 1938 ميلادية بفريج البدر بالقبلة بالقرب من براحة عباس (براحة حمود الناصر البدر) وأمضيت طفولتي ومرحلة الشباب في تلك المنطقة الطيبة وكنت العب مع أبناء الفريج في الشارع وقد مارست جميع الألعاب الشعبية وكان والدي رحمه الله صاحب ديوان فكنت أجلس عنده واستمع لحديث الرجال الكبار من رجالات الكويت الطيبين رحمهم الله، أتعلم منهم العادات الطيبة والتقاليد الكويتية الأصيلة، وكان بعض رجال قبيلة الرشايدة يحضرون ديوان الوالد في القبلة، فريج البدر واذكر من أولئك الرجال نزال رشيد المعصب وسعدون العلبان وراشد مرزوق الراجحي ومحمد ثامر الكعمي وسالم الشباك ورجالا من عائلة الجعيدان ورجالا من عائلة البديح والشاعر صقر النصافي ورجالا من عائلة الفجي وآخرين من أولئك الرجال رحمهم الله.
ومما أذكر من الجيران المجاورين والمقابلين لبيت الوالد رحمه الله في فريج البدر بيت سيد رجب الرفاعي وعبدالمحسن الخبيزي والنوخذة عبدالله ناصر بورسلي من نواخذة الغوص المشهورين وسالم العمران وبيت راشد الرباح وبيت عائلة الرشيد البدر اذكر منهم عبدالمحسن وعلي الرشيد وعميد العائلة مرزوق البدر والسرهيد والسميط وعوائل اخرى لهم التقدير والاحترام.
ومن اصدقاء الوالد في الحي القبلي رجال من عائلة الخالد ورجال من عائلات الصقر والعثمان والبدر والحميضي والسميط والمنيس والسرهيد والكليب والزاحم وخالد الغنيم والرشيد والعدساني وشخصيات من رجالات الكويت وكان الوالد عنده دكان فتعرف على رجال من الذين كانوا يعملون في سوق الكويت.
الدراسة والتعليم
ويمضي ناصر الراجحي في ذكرياته ليتناول مراحل تعليمه قائلا: بداية التحقت بمدرسة ملا سليمان الخنيني وموقعها في الصالحية وتعلمت فيها القرآن الكريم قراءة وحفظت بعض السور وكانت المدرسة تضم مجموعة من التلاميذ ابناء الفريج والفرجان القريبة.
وبعد ذلك تركت الدراسة والتحقت بالمدارس الحكومية انتسابا حتى حصلت على الشهادة المتوسطة ثم واصلت الدراسة المسائية اربع سنوات في المراحل الثانوية حتى حصلت على الشهادة الثانوية وأكملت دراستي الجامعية بعد التقاعد من العمل وحصلت على الشهادة الجامعية منذ سنوات طويلة.
أول وظيفة
ثم تطرق ناصر الراجحي الى الحديث عن حياته الوظيفية قائلا: بعدما تركت المدرسة اشتغلت مع الوالد في دكانه بسوق السلاح ولكن لم استمر طويلا، حيث قلت للوالد اريد ان اعمل بالدوائر الحكومية فذهبت مع الوالد رحمه الله الى دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل وكان رئيس الدائرة آنذاك صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، حفظه الله ورعاه، بينما كان مدير الدائرة المرحوم حمد عيسى الرجيب رحمه الله.
وعند وصولنا الى الدائرة لم يكن صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد قد وصل بعد، فمجلسنا عند حمد الرجيب ننتظر سموه.
وقد استقبلنا الرجيب استقبالا حارا وبكل محبة واخلاص وجلس الوالد وجلست على المقعد الآخر وبدأ الحديث مع المدير حتى تم تجهيز اوراق التعيين بعدما اخبره الوالد بأنني اريد ان اشتغل في الشؤون.
وطلب مني ان اكتب طلبا وقدمته له وتم التوقيع بالموافقة، وانجزت الاوراق وذهبت الى الطبيب للكشف الطبي وبعد ذلك رجعت الى دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل وتم تعييني باحثا اجتماعيا وذلك يوم 10/10/1959 الوالد رحمه الله توجه بالشكر لله ولمدير الادارة المرحوم حمد عيسى الرجيب الذي قال للوالد يومها ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ـ رئيس الشؤون في ذلك الوقت ـ موجود في مكتبه، وذهب مع الوالد، وكان معنا خالي سعود الهبيدة وسلمنا على صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد.
وبعد ذلك خرجنا وتوجه الوالد الى عمله مع خالي وتوجهت لتسلم عملي في الوحدة الاجتماعية والتي كان قد سبق ان تم افتتاحها في الفروانية.
وكان رئيس الوحدة محمد جاسم شاهين الغانم وكان قد سبقني في العمر بتلك الوحدة كل من الزملاء يوسف الورع ومحمد الدهيم وغنام الجمهور النائب الاسبق وحمدان نزال ومحمد الدريويش وابراهيم النجار وعبدالرحمن التنيب ويوسف محمد حسن وبعد سنوات من العمل والانجازات مع الزملاء في تلك الوحدة انتقلت الى الوحدة الاجتماعية في منطقة الشامية وكان مراقب الوحدة وقتها خالد حسين العلي (بومساعد) ومن الزملاء اذكر سالم المذن وشهاب الوهيب وبدر بوطيبان وكنا في العمل اخوة متعاونين متحابين يساعد بعضنا البعض.
وباشرت عملي مع اول ملف وكان لرجل كويتي كفيف البصر (أعمى) ومعه مجموعة من الملفات وكان يسكن الفيحاء مع زوجته ويتقاضى اعانة شهرية عن نفسه فقط والزوجة لا تعطى اعانة وذلك منذ سنوات وكان زواجهما قد مضى عليه سنوات طويلة وليس لديه عقد زواج حديث استدعيت ذلك الرجل وطلبت منه ان يذهب الى دائرة الجنسية والجوازات، وزودته برسالة لاحد الاصدقاء من العاملين في الادارة هناك، وعاد مرة ثانية وقد اعطي كتابا بأن الزوجة كويتية ومسجلة بملف الجنسية، فتم صرف اعانة لها، فصار الرجل يتسلم عن شخصين هذه حادثة من اوراق الملفات التي تسلمتها ربما نسي من عمل الملف ان يذكرها، وقد اخبره أمين الصندوق بأن الباحث ناصر الجاسر هو من اعاد البحث ولذلك حضر الرجل عندي وشكرني على ما قمت به والشكر لله أولا وأخيرا.
ويتذكر ناصر الراجحي ان صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد عندما كان رئيسا لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل كان سموه يوصي بالبحث عن اي محتاج لصرف المساعدة له وخاصة من العائلات المتعففة، كما كان يحرص على عدم قطع المساعدة عن اي شخص واضاف: ومما أذكر ان أول راتب تسلمته بحدود ألفي روبية (العملة القديمة في الكويت قبل الدينار).
إدارة الإسكان
ويمضي ناصر الراجحي في ذكرياته قائلا: بعد سنوات من العمل في الوحدات الاجتماعية انتقلت للعمل الى ادارة الإسكان وكان مقرها في منطقة القبلة قرب فندق الشيراتون حاليا، وكان المدير صالح محمد العجيري واذكر من الزملاء سعد السعدون وعبدالمحسن الجارالله ومحمد المطير والمرحوم بيان بخيت ومحمد التنيب وعلي الغريب وبعد سنوات من العمل انتقلت الادارة الى منطقة المرقاب وعين المرحوم محمد النشمي مديرا للادارة بدلا من صالح العجيري.
كذلك من الزملاء العاملين بالادارة عبدالله القطامي ومحمد احمد الجسار وعبدالله الخراز وخالد المنصور ومحمد المرشود واحمد العامر ويعقوب العثمان وابراهيم البداح ومبارك الهاجري ومحمد الهاجري وعبدالله الهران وعبدالله عيسى وزيد السبيعي. وكنت من ضمن تلك المجموعة نعمل يدا واحدة من أجل الوطن والمواطنين ولم نختلف في العمل وكان الاحترام سائدا بيننا جميعا.
حياة الوالد
تحدث ناصر الراجحي عن حياة والده: ولد والدي خالد الجاسر الراجحي في الكويت في الحي القبلي عام 1900م وانتقل الى رحمة الله تعالي عام 1982م، مضيفا: انه رحمه الله تعلم قراءة القرآن الكريم والقراءة والكتابة عند ساير العتيبي إمام مسجد في الجهراء القديمة، وكان يملك بيوتا في الجهراء وقد تزوج وسكن هناك وكون صداقات طيبة مع رجال الجهراء منهم محمد بن ثابت الحبشي وفريح المهوس وسعد اللافي ومجبل العريفان ومحمد الأمير وعثمان مزعل السعيد ومطيران المهوس والحجرف وناصر الطجيان ومحمد مبارك العيار والبسام.
وزاد: ان الوالد رحمه الله شارك في بناء سور الكويت الذي بني في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ سالم المبارك عام 1919 دفاعا عن وطنه الكويت وأبناء شعبه الغر الميامين. وعندما بدأ عبدالكريم قاسم في المطالبة بضم الكويت شارك الوالد إخوانه من المواطنين في توزيع السلاح عام 1961م.
كذلك والدي رحمه الله كان عضوا في لجنة تحقيق الجنسية الكويتية وصدر مرسوم أميري بتشكيل لجان التحقيق وذلك عام 1959م وكان من ضمن اللجنة التي كانت تضم مجموعة من رجالات الكويت، اذكر منهم سعود العبدالرزاق رئيس اللجنة ومن الأعضاء الوالد خالد الجاسر الراجحي وعبدالعزيز العطيفي وسعد اللافي الشمري وصالح علي الفضالة وفلاح الحجرف وعلي الأذينة وقد كانت بداية عمل اللجنة منذ عام 1959 حتى عام 1963.
وقد انتهت فترة التكليف بعدما أدى أعضاء اللجنة دورهم الوطني الذي أنيط بهم فكانوا خير من أدى الواجب الوطني متكاتفين متعاونين، وكان رحمه الله يجالس ويخالط العلماء ورجال الدين، ويحب ان يستمع الى أحاديثهم.
كما كان يحضر ديوانه كل من المرحوم الشيخ أحمد الخميس الخلف إمام وخطيب في المساجد والشيخ عبدالعزيز حمادة رجل دين وقاض في محاكم الكويت، فكان الوالد يستفيد من العلم والعلماء. رحم الله رجالات الكويت الذين ساهموا في نهضة الكويت الحديثة والقديمة.
وأما أعماله فقد افتتح له دكانا في سوق السلاح وكان يبيع السلاح من بنادق الصيد وذخيرتها ويستوردها من الخارج. وكان والدي رحمه الله له علاقة وصداقة طيبة مع المرحوم الشيخ صباح الناصر.
ومما اذكر ان الوالد كان يشتكي من آلام في عينه وكان المرحوم الشيخ صباح الناصر يسافر الى لبنان ويمضي وقته في مدينة شتورا وفي تلك السنة ذهب الوالد معه الى مدينة شتورا والشيخ صباح الناصر زاره في البيت وطلب منه جواز سفره وبعد فترة أخبره بالسفر معه وهناك أمر بعلاج عيني الوالد وتحمل مصاريف العلاج وتم علاج العين، وأكرمه الله بالشفاء وعاد له بصره والحمد لله.
وكان مع الشيخ صباح الناصر مجموعة من الكويتيين الذين يمضون الصيف في لبنان.
وكان الشيخ صباح الناصر له يوم مخصص للجلوس في دكان ملا ابراهيم الحوال في سوق الزّل (السجاد الإيراني) وكان الوالد يذهب للجلوس عنده، وفي أحد الأيام تجمع مجموعة من الكويتيين أمام دكان الحوال وكان الشيخ صباح الناصر موجودا في تلك الفترة وحصل تجمع للشباب أمام الدكان، وتفرقوا بعد ذلك دون ان يحصل أي تجمع آخر، وكان الوالد رحمه الله جالسا عند المرحوم الشيخ صباح الناصر وحضر عنده مجموعة من الرجال الكويتيين من الطبقة الكادحة يطلبون سندات لأراضيهم التي وضع كل واحد منهم يده عليها، ولكن دون سند رسمي، فقال المرحوم الشيخ صباح الناصر كل واحد منكم يذهب الى معزبه خلوني للآخرين الذين لا معازيب لهم، ولكن المتجمعين لم يغادروا المكان فالتفت الى والدي وقال ما رأيك يابو جاسر فقال الوالد أنت يابوناصر أول المعازيب، فقال الشيخ صباح الناصر يا ملا ابراهيم الحوال اكتب لكل واحد منهم سندا وبعدما حصل كل واحد منهم على سند حصلوا على وثائق شرعية وصار الجميع بخير فرحين مسرورين.
القنص والسفر
وتكلم ناصر الراجحي عن هوايته المحببة قائلا: ذهبت الى القنص لمدة طويلة عام 1956 وكان مكان القنص في العراق ونذهب بواسطة السيارة وخاصة الوانيت وبعض سيارات الجيب، ومعنا من الأسلحة الشوزن وبندقية أم خمس وأم بطنين، وأما الطيور فكنا نصيد الصقور والحبارى والطيور والظبي.
ومما اذكر ان ظبيا نزل بالوادي أثناء مطاردتنا له ونجانا الله من حادث كان سيصيبنا أثناء المطاردة واستمررت بالقنص مع الأصدقاء لسنوات عدة وموسم القنص يكون عندما تتكاثر الحبارى وتبني أعشاشها في البر بسبب هطول الأمطار الغزيرة بذلك الوقت.
واذكر من أصدقاء القنص المرحوم عبدالله ثامر البرجس وحمود العتيبي ومطلق الراشد الراجحي وكان معنا طباخ عماني اسمه حمود وفي ليلة من الليالي وكان الجو باردا وأشعلنا الرمث وأحد الزملاء قال ان رائحة الرمث مثل رائحة المسك، فرد الطباخ وقال انه رائحة السم وبعد الحديث جهز لنا العشاء من لحم طير الحبارى، وبعد العشاء قدم لنا الشاي والقهوة ولعبنا كوت أبوستة على ضوء القمر وجو الربيع، وكنا في منطقة شعيب الباطن، ومكثنا 25 يوما ومن ثم رجعنا الى الكويت محملين بالحبارى والظباء.
وأيضا كان بوجد مقناص في شعيب الباطن على الحدود الكويتية وكذلك مقناص في الجزر بعد محافظة الناصرية في العراق وفيها صيد حبارى وطيور وأرانب وقد حصلنا على ترخيص من العراق للدخول الى تلك المنطقة للقنص.
قيادة السيارة
وتطرق ناصر الراجحي للحديث عن تعلمه للقيادة وحصوله على رخصة السوق قائلا: كنت ارغب في تعلم قيادة السيارة عندما كنت شابا فذهبت الى ادارة الشرطة وقدمت طلبا للحصول على استمارة ولكن في البداية رفض طلبي وقال المسؤول انت صغير بالنسبة لقيادة السيارة وكان الوالد يجلس في دكانه بسوق السلاح فذهبت له وأخبرته بالموضوع، فقام الوالد من مكانه وأخذني معه الى ادارة الشرطة ودخل على المسؤول وشرح له ظروف وأسباب حاجتي للسيارة، وبعد فترة الوالد خرج ومعه ورقة خضراء اللون وقد تم تحويلي الى مسؤول آخر والذي بدوره أعطاني الاستمارة وباشرت تعلم قيادة السيارة حتى حصلت على الاجازة بالنجاح في أول اختبار واشتريت سيارة وكنت فرحا بقيادتها.
جزاهم الله خير الجزاء أولئك الرجال الذين كانوا يعملون بجد واجتهاد واخلاص، وكانت السيارات قليلة في الخمسينيات، ولا يوجد ازدحام أو حوادث تذكر وكان رجال الشرطة متعاونين مع المواطنين وقائدي السيارات.
بعد التقاعد
ويمضي ناصر الراجحي في حديث الذكريات ليتطرق الى مرحلة ما بعد التقاعد قائلا: العمل في تجارة العقار بيعا وشراء بدأته منذ عام 1975 وكان السوق غنيا بعمليات البيع والشراء وعلى سبيل المثال نشتري القسيمة من المكتب ليلا بعشرين ألف دينار واليوم الثاني تباع باثنين وعشرين ألف دينار وكنت اتعامل بشراء شهادات الميلاد من المواطنين للمساهمة في الشركات، ولكن لم ادخل سوق المناخ ولا البورصة ولذلك لم اتضرر من الهبوط الذي أصاب سوق المناخ وحاليا لم أشارك في البيع والشراء بنظام الأسهم وحاليا بعد التقاعد اجلس في مكتبي بمجمع الجاسر مستقبلا ضيوفي واشرف على أملاكي، والله المستعان لما فيه الخير والحمد لله.
الأسرة
وتطرق ناصر الراجحي في حديثه عن حياته الأسرية حيث أوضح انه تزوج مرتين، الأولى من بنات قبيلة الرشايدة والوالدة هي التي خطبتها لي وتمت الموافقة والوالد أيد اختيار والدتي، وكان ذلك عام 1955 ودفعت مهرا قدره ألفا روبية (والدزة) من الملابس الجديدة التي كانت متوافرة في ذلك الوقت عند الكويتيين والله رزقني منها أولادا وبنات والحمد لله.
وأما الزوجة الثانية فهي من احدى العائلات الكويتية والله رزقني منها أولادا وبنات وقد أكملوا تعليمهم الجامعي ويحتلون مراكز مرموقة في وزارات ودوائر الدولة، أما البنات فيعملن مدرسات وهن متزوجات.
مقترح خاص
خلال اللقاء تطرق الحديث الى مقترح يتمنى ان يعتمده مجلس الأمة حيث قال: كمواطن متابع لأعمال أعضاء مجلس الأمة جزاهم الله خيرا، يسعدني ان أقدم اقتراحا بأن تصبح الكويت دائرة واحدة وان يكون التصويت (صوتا واحدا فقط) بهذا يكون لا انتخابات فرعية ولا حزبية ولا اتفاقات على تبادل الأصوات فقط صوت واحد ويصير فرز الأصوات سهلا والنتائج سريعة. أما بالنسبة للشباب هذه الأيام فأقول ان فيهم الخير والبركة، وعليهم الاهتمام بالدراسة والتعليم ومتابعة العلوم الحديثة والاهتمام بأنفسهم وعدم مخالطة أهل السوء، لأن الوطن بحاجة للطاقات الشابة والنهوض بالوطن وان نجعل من الكويت دولة ذات علم وأدب وثقافة وتكون الكويت بجانب الدول الراقية علما وثقافة وعلى الشباب الاهتمام بالعلم.
السفر والرحلات
وعن أسفاره ورحلاته قال ضيفنا ناصر الراجحي: بدأت السفر للدول العربية المجاورة مثل السعودية والعراق والبحرين والإمارات وقطر وكان السفر بالطائرة وأحيانا بالسيارة وفيها متعة السفر.
ومن ثم الى القاهرة ودمشق، وأما أيام الصيف فأسافر الى بيروت وامضي أيام السياحة والسفر في بحمدون بين الأهل والأصدقاء وبعد ذلك سافرت الى تركيا ولندن وبعض الدول الأوروبية وبعد سنوات سافرت الى تونس والمغرب واقول ان في السفر فوائد ومعرفة بعادات وتقاليد الشعوب.
وبما اننا حاليا نحتفل بأيام هلا فبراير أتمنى ان نرى الفرق الشعبية تؤدي العرضات أمام المواطنين أسوة بما يحدث من حفلات غنائية، وان نكون بلدا سياحيا في مثل هذه الأيام.