- لن أنسى وفاة شقيقي «حبيب» في القاهرة خلال شهر رمضان
- زواجي كان تقليدياً والزواج اليوم أصبح يعتمد على المظهر الخارجي
- لا يهمني جمع المال ولا أفكر في الزواج من ثانيه بعد ان تجاوزت الخمسين
- اتقن المچبوس واعرف طبخات خاصة مثل العيش مع التمر وحلقات البصل والبطاطا واتفنن في إعداد الكستنة مع البصل واللحم
- هواياتي السابقة جمع الطوابع والصور القديمة على اشرطة بكرات
- أذهب إلى البر دائما وأحب الربيع في المطلاع وأستمتع بالقراءة ولدى مكتبة كبيرة ورثتها عن الوالد رحمه الله
كتب: هادي العجمي
بعد ان درس الابتدائية في مدرسة النجاح وأكمل دراسته في ثانوية فلسطين وحصل على الشهادة الجامعية من بيروت في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية وبعد ان عمل في وزارة المواصلات ثم التحق بالعسكرية استطاع الوصول الى مجلس الامة في المحاولة الثانية وهو المنصب الذي يرى انه اقصى طموحه في العمل السياسي بعد ان رفض الوزارة التي عرضت عليه في السابق. الا ان طموحه لم يجد له حدودا في جوانب اخرى من ابرزها العمل الخيري الذي تنقل بين عدد من الدول من اجله وترأس لجنة خيرية للعمل بصورة افضل. مرافقته لوالده وانطلاق الكثير من المرشحين ووصولهم الى مجلس الامة من خلال مقر والده ادخله الى العمل السياسي وخوض الانتخابات دون ان يقرر ذلك، لعب للنادي العربي تحت سن 20 سنة وعائلته رياضية بامتياز وعرباوية دون تعصب كما يقول: ولازال أمارس الرياضة في اوقات الفراغ. يتمنى لابنه الوحيد الابتعاد عن العمل السياسي، اما بناته فقد ابعدتهن حساسيتهن من النقد وعدم تقبلهن لبعض ما يقال تجاه والدهن، وعملهن الى جانبه في الانتخابات من باب «مرغم اخوك لا بطل». يجيد الطبخ ويهوى السفر مع زملائه النواب وفي مقدمتهم النائب خلف دميثير الذي قال ان له نكهة خاصة في السفر وحول شخصية النائب صالح عاشور كان لنا هذا اللقاء.
«أبومهدي» حدثنا عن أيام الدراسة وما تبقى في ذاكرتك عن تلك الأيام.
٭ في البداية أنا من مواليد شرق مرحلة الابتدائية كانت الدراسة على فترتين خلال اليوم، الاولى من الصبح الى الظهر ونعود الى البيت ونعود العصر الى المدرسة ومنها الى البيت مرة أخرى قبل صلاة المغرب، وكانت مدرستي الابتدائية تسمى مدرسة النجاح، وكان موقعها مكان لجنة المناقصات المركزية الآن بجانب دوار الساعة، وكانت مدة الدراسة أربع سنوات بعدها انتقلت الى المرحلة المتوسطة وكانت في مدرسة المبارك بحكم قربها من البيت ودرست فيها الاول والثاني المتوسط بعد ذلك جاء التثمين وانتقلنا من شرق وبالتحديد شارع ميدان شرق، وهو الآن شارع أبوعبيدة الجراح بجوار حسينية معرفي وبالضبط ـ كان موقع بيتنا مكان البنك المركزي الذي يتم بناؤه الآن ـ وكان انتقالنا الى بنيد القار والتحقت بمتوسطة فلسطين ومن ثم ثانوية فلسطين، وبعد ذلك اتجهت الى معهد التكنولوجيا ودرست مساعد مهندس اتصالات وبعد ذلك درست في الجامعة قسم الاقتصاد والعلوم السياسية في بيروت والاردن وكانت شهادتي الجامعية من بيروت. بعد التحاقي بالجيش سنة 1976 وتم إرسالي الى أميركا درست هناك هندسة اتصالات وحصلت على الشهادة بعدها عملت في القوة الجوية وبعد خروجي من الجيش حصلت على الدبلوم العالي من الجامعة العربية المفتوحة.
كيف كانت بداية حياتك العملية؟
٭ بعد معهد الاتصالات اشتغلت في وزارة المواصلات لمدة اربع سنوات ايام الوكيل خالد الغنيم الذي اصبح عضو مجلس امة ووزيرا للمواصلات، وبعدها توجهت الى الجيش وقدمت استقالتي من الجيش بهدف خوض الانتخابات ولم يحالفني الحظ وكان ترتيبي الرابع، بعدها لم اعد الى الجيش، وبعد حل المجلس وفي المرة الثانية بعد حل المجلس وفقت في الوصول الى المجلس.
متى فكرت في العمل البرلماني؟
٭ كنت أعيش العمل البرلماني بطريقة غير مباشرة كون ديوانية الوالد ومقره في الحسينية كان المقر لأكثر من مرشح ومنهم سيد أحمد سيد عابد انطلق من ديوان الوالد وكان من الداعمين له، وبعده المرشح خالد خلف ووصل الى مجلس الأمة، تلاه عبداللطيف الكاظمي وعبدالمطلب الكاظمي وعبداللطيف كان عضو المجلس البلدي ومن ثم عضو مجلس الأمة وعبدالمطلب وصل إلى عضوية مجلس الأمة وكان وزيرا للنفط وكان مقر الوالد في خدمتهم وبعد هؤلاء كان والدي يدعم النائب السابق يعقوب حياتي، ولذلك كنت أعيش الجو الانتخابي ومن هنا أحببت هذه التجربة إضافة الى دور المجاميع الشبابية التي كنت أعمل معها والذين دفعوني الى العمل السياسي.
ماذا عن الحياة الاجتماعية وهل كان الزواج بالطريقة التقليدية أم أن «أبومهدي» هو من اختار «أم مهدي»؟
٭ أنا رجل قديم وزواجي كان تقليديا وكان ذلك سنة 76 وكان عمري 21 سنة وكان الاختيار عن طريق الوالدة الله يحفظها ويطول لنا بعمرها، وأنا مؤمن بالزواج التقليدي، فهو أفضل من أسلوب الجيل الحالي في الزواج أو ما يسمى زواج الحب، فهو يتم من خلال ضوابط اجتماعية وعلاقات أسرية ويكون الاختيار وفق هذه الضوابط والعلاقات ومن عوائل معروفة أفضل من اندفاع الشباب واعتمادهم في الاختيار على المظهر الخارجي.
هل تؤيد دخول أبنائك الى العمل السياسي؟
٭ في الواقع أنا لديّ ولد واحد وأتمنى أن يبتعد عن العمل السياسي، فهو أفضل له وبناتي من الأساس ليس لديهن الهوس في العمل السياسي حتى عملهن في حملتي الانتخابية يندرج تحت «مرغم أخوك لا بطل» وكثيرا ما يتأثرن بالنقد الموجه إلي من الآخرين ودموعهن قريبة ولديهن حساسية لدرجة كبيرة من النقد والقيل والقال لذلك ابتعدن من أنفسهن عن السياسة.
ما المكاسب التي حققتها من خلال عملك السياسي وماذا خسرت؟
٭ في العمل السياسي افتقدت الوقت الخاص مع العائلة أو الأصدقاء، وبصورة أوضح افتقدت الحرية الشخصية وكسبت علاقات اجتماعية وسياسية وحب الآخرين ومساعدة المحتاجين، كما اكتسبت التفاني والتعاون مع الآخرين لخدمة البلد، اضافة الى خدمة المواطنين ومتابعة قضايا الناس.
ما علاقة صالح عاشور بالسفر؟
٭ أحب السفر، وهناك دول مفضلة بالنسبة لي ومنها أذربيجان وزنجبار ومدينة اسمها عروشه في قلب افريقيا في تنزانيا ذهبت اليها أربع مرات وهي قريبة من جبال كلمنجارو طبيعتها ساحرة وجزء من ذهابي الى هذه المناطق يعود الى ترأسي لمبرة خيرية ولدينا مشاريع هناك.
أين تقضي أفضل أوقاتك؟
٭ هناك أماكن كثيرة، ولكن أفضل أماكن الطبيعة وتحديدا البحر والأنهار، وأحب المناطق الجبلية وأفضل وجود الأسرة، ولكن أحيانا أفضل أن أكون «وحدانيا» فيها اختلاء بالنفس ومن خلال الوحدة أعمل على برمجة ما أريد إنجازه في المستقبل وتحديد المشاريع والقضايا التي يجب أن أتبناها وأقوم بعمل برنامج وخطة تقوم على وضع القضايا بالترتيب من واحد الى عشرين، وبعد فترة يكون التقييم لما تم انجازه ودائما يكون الرضاء في حالة إنجاز أكثر من النصف وفي حالة عدم الوصول الى النصف أحتاج الى تغيير أسلوب العمل والمراجعة من جديد.
ما علاقة «أبومهدي» بالكتاب وهل تأخذ القراءة حيزا من وقتك؟
٭ أستمتع بالقراءة ولدى الوالد مكتبة كبيرة، كما أنني عضو مجلس ادارة مكتبة الرسول الأعظم وتحتوي على أكثر من 40 ألف كتاب، كما أن لدي مكتبتي الخاصة، ودائما أقرأ وأتابع الاصدارات، وفي الأيام الاخيرة هناك بعض الكتب والتقارير تكون قراءتها من خلال الانترنت، وكان أفضل كتاب قرأته عن أفضل 100 شخصية أثرت في الحياة، وكان ارتياحي لهذا الكتاب بسبب اختياره للرسول صلى الله عليه وسلم الشخصية الاولى، وهو كاتب أميركي غير مسلم، وكان آخر كتاب «الحداثة والتغيير القادم في الجزيرة العربية» وهو لكاتب كويتي اسمه أحمد شهاب، وهو كتاب يتنبأ بالتغييرات المقبلة في منطقة الخليج.
متى تكون في قمة السعادة؟ ومن يغضب صالح عاشور؟
٭ قمة السعادة عندما أكون في الأماكن الدينية مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة ومشهد المشرفة والنجف وكربلاء وسبب هذه السعادة يعود الى إحساسي بأنني قريب الى الله سبحانه وتعالى. أما الغضب فدائما أغضب للمظلوم، وعندما أشعر بأن هناك ظلما لا أستطيع القيام تجاهه بأي شيء.
ما الموقف الذي عجزت ذاكرة أبومهدي عن نسيانه مع مرور الزمن؟
٭ هذا الموقف هو وفاة شقيقي الأصغر حبيب، رحمه الله، في القاهرة، ومازلت أستذكره بين فترة وأخرى، وقد تأثرت كثيرا بوفاته، حيث كنت قريبا منه وكان دائما يحب أن يخدمني ويتمنى أن يراني نائبا، وفي انتخابات 1996 أهمل كثيرا من أموره الخاصة من أجل وصولي وكان يتمنى هذا الأمر، وكنت متوقعا له مكانة كبيرة في المستقبل، وكان لوفاته في حادث سيارة في القاهرة في شهر رمضان كبير الأثر.
ما الموقف الذي ندمت على اتخاذه ولو عادت بك الايام لتراجعت عن هذا الموقف أو هذا القرار؟
٭ هناك الكثير من المواقف التي اتخذتها وندمت عليها، ولكن ليس في بالي منها الآن شيء إضافة الى أن هناك أمورا من الصعب الحديث عنها لسبب أنها قد تغضب الآخرين.
ما طموحاتك في المستقبل؟ وما الهدف الذي تسعى الى تحقيقه؟
٭ طموحي بلا حدود ولا يقتصر على العمل السياسي يهمني الجانب الاجتماعي والعمل الخيري، ولا أحب أن أقيد نفسي في الكويت، لذلك علاقاتي ممتدة وواسعة خارج الكويت ومن طموحاتي أن أعمل في العمل الخيري بطريقة تشمل أكثر من بلد وأكثر من توجه، وفي هذا الجانب حصلت على ترخيص جمعية الثقلين الخيرية، ومن خلالها نفذنا عدة مشاريع في دول إسلامية، وفي القريب العاجل نحن بصدد عمل مركز للدراسات والبحوث في القضايا الاجتماعية والانسانية، أما بالنسبة للأهداف التي أسعى الى تحقيقها ففي الجانب السياسي أقصى ما أهدف اليه أن أكون عضو مجلس أمة وليس لدي طموح أن أكون وزيرا، فقد عرضت علي الوزارة في السابق ولم يكن هذا المنصب طموحا وأحيانا السن تفرض عليك أمورا معينة.
ما علاقتك بالرياضة؟
٭ أنا من بيت رياضي جميع اخواني لعبوا للنادي العربي وأربعة منهم مثلوا الكويت في المنتخب الأول ما عدا حبيب رحمه الله كان متوجها الى كرة اليد، وكان أمين سر الاتحاد الكويتي للسباحة ورئيس لجنة حكام كرة اليد في آسيا والكويت، لعبت لنادي العربي تحت سن 20 سنة والعائلة جميعهم «عرباوية» والآن أستمتع باللعب النظيف وآخرها مباراة برشلونة وريال مدريد، وأشجع ليفربول وفي بعض الأيام أحاول ان أقتنص أوقات الفراغ لممارسة الرياضة وتحديدا السباحة من خلال اشتراكي في نادي.
متى كانت اخر مرة لعبت فيها كرة القدم؟
٭ كانت في السفرة البرلمانية الاخيرة وتحديدا في بلجيكا وكانت بتنظيم الاخ مرزوق الغانم حيث كانت هناك مباراة بين الوفد البرلماني واعضاء السفارة في بلجيكا واستطعنا الفوز عليهم وكانت المباراة شبيهة بمباراة كرة اليد حيث كانت النتيجة 17/15 وكانت مباراة ممتعة على ارضية العشب الصناعي وتحدثنا عن سبب عدم ايجاد هذا العشب في الكويت واوضح الغانم ان نادي الكويت.
ماذا يعني لك المال؟
٭ المال بالنسبة لي هو وسيلة لسعادة الاخرين وليس طموحي ولا يجلب السعادة وليس بالضرورة ان يكون وسيلة لايجاد المشاريع ومن خلال عملي في الجانب الخيري اقول ان كثيرا من رجال الاعمال لديهم مال ولكن غير موفقين لعمل مشاريع، وكثيرا ما اتحسر عندما ارى البعض هدفه المال في الدنيا.
6من اقرب النواب الى قلبك وترتاح للعمل معهم بعيدا عن السياسة؟
٭ ارتاح للسفر مع عسكر العنزي وغانم الميع وشعيب المويزري ومبارك الخرينج وهناك اخرون لهم نكهة خاصة في السفر مثل النائب خلف دميثير.
ماذا عن المواقف الطريفة مع النواب اثناء السفر؟
٭ المواقف الطريفة كثيرة وخاصة «الدقات» في الزملاء النواب ومنها في احدى السفرات الى غانا كنت انا والنائب السابق جمال العمر التقينا مجموعة من الغانيين لديهم قضايا وجزء منهم محتاجون ماديا، وطلبوا مقابلتنا ضروريا وقمنا باعطائهم ارقام غرف النائب السابق حمود الجبري رحمه الله والنائب السابق خميس عقاب واثناء لعبهم «جنجفة» دخل الغانيون عليهم الغرفة وكنا نراقب بعد ان قلنا لهم بأن الفلوس لديهم، والمضحك في الامر اكثر لم تكن هناك لغة مشتركة بين النواب والغانيين وكان الموقف محرجا لهم ومضحكا للجميع.
ما علاقة النائب صالح عاشور بالصحافة؟
٭ لا يوجد نائب ليست له علاقة بالصحافة وانا في البداية كتبت في صوت الخليج كمجلة بعد ذلك كتبت في جريدة «الأنباء» وكان الاخ فواز المرزوق داعما لي ويهتم بما اكتبه والاخت بيبي المرزوق شجعتني اكثر من مرة بعد ذلك كتبت عمودا في الوطن بواقع مقالتين في الشهر وبعد ذلك حصلت على ترخيص جريدة اسبوعية اسمها «الحياة» اصدرتها لمدة سنتين وكانت تصدر شهريا مؤقتا وتوقفت بعد كثرة الصحف اليومية والاسبوعية.
اين ترى قوة المرأة وهل فكرت في الزواج مرة اخرى؟
٭ قوة المرأة في عاطفتها اما الزواج مرة اخرى فقد تجاوزت 50 سنة ولذلك لن افكر في الزواج.
ما الفترات في حياتك التي لاتنساها؟
٭ العديد من الفترات ولكن من ابرزها فترة الغزو حينها كنت خارج الكويت قطعت اجازتي وتركت العائلة في الامارات والتحقت مع القوة الاميركية في الخبر وكنت مع طلائع الجيش الاميركي التي دخلت الكويت وتحديدا مطار الكويت الدولي.
ما ابرز هوايات النائب صالح عاشور؟
٭ هوايتي السابقة كانت جمع الطوابع والصور القديمة على اشرطة «بكرات» وبسبب انشغالي توقفت عن هذه الهواية وبسبب الغزو وخوف الاهل من دخول الجيش العراقي بيوت الضباط تم اتلاف هذه الطوابع والصور.
ماذا تختار اذا خيرت بين رحلة برية واخرى بحرية؟
٭ الرحلة البرية افضلها ودائما اذهب الى البر وهناك مجموعة من الشباب اسمهم «هيئة الرضوان الشبابية» يعملون في الجانب الشبابي وسنويا لديهم مخيم كبير لا يقل رواده عن 200 الى 300 شخص ويكون مقرهم المطلاع ولديهم برامج لتأهيل الشباب من خلال التدريب على القراءة والخطابة وجوانب اخرى.
في الرحلات البرية من يجيد الطبخ يكون محل اهتمام الجميع فما علاقتك بالطبخ؟
٭ من خلال السفر وايام الدراسة في اميركا اعتمدنا على انفسنا وتعلمت الطبخ وبالدرجة الاولى أتقن المجبوس، كما تعلمت من اصدقاء من دول مختلفة آسيوية ومن تركيا طبخات خاصة ومنها العيش مع التمر وحلقات من البصل والبطاطس وهي من الطبخات اللذيذة وطبخة اخرى «الكستنة مع البصل واللحم» ومرقة يتم خلطها مع الرز بطريقة مشابهة للبرياني او تكون مع العيش المشخول.