- استفدت من عملي بمجلس الأمة القرب من العمل السياسي والاحتكاك بالنواب ودوائر صنع القرار
- النجاح في المحاماة يتوقف على كسب ثقة الطرف الآخر والعمل بأمانة وإخلاص
- العمل الحكومي لم يستهوني كثيراً والأعمال الحرة لا تتقيد بروتين وتزيد فرصة الإبداع
نجح في الوصول إلى المجلس البلدي وذلك عبر بوابة العمل النقابي وبدعم من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء فقد رأى ضرورة إشراك العمل النقابي في عمل الدولة ومن هنا استطاع المحامي عبدالرحمن الحميدان أن يصل إلى المجلس البلدي، وما ان مضت فترة قصيرة حتى جاءته الفرصة للترشح لرئاسة المجلس البلدي والتي لم تكن قد خطرت بباله من قبل لكن بعض الأحداث تحتم على المرء أن يتخذ قرارا سريعا وقد نجح في الحصول على ثقة زملائه النواب ليصبح رئيسا للمجلس البلدي. تجربة العمل في المجلس البلدي أكسبته خبرة كبيرة وجعلته قادرا على اتخاذ القرار وذا خبرة كبيرة في دهاليز العمل السياسي كما أنها ساهمت في صقل شخصيته وإعطائه الثقة بالنفس وهي صفحة مشرقة في حياته السياسية والعملية. لكن وبالرغم من نجاحه في تجربة العمل في المجلس البلدي إلا أنه كثير الحنين إلى تجربة العمل في جمعية المحامين والتي ترأسها فترة من الفترات فالعمل النقابي جزء من حياة هذا الرجل حيث كانت أولى تجاربه في جامعة الكويت من خلال المشاركة في جمعية القانون وكذلك المشاركة في الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت وهذه التجارب لم تكن إلا إرهاصات للنجاح الذي حققه. المحامي عبدالرحمن الحميدان شخصية متميزة واسعة العلاقات كثيرة التجارب، جولة سريعة للتعرف على أبرز المحطات لنتعرف عليه من خلال اللقاء التالي فإلى التفاصيل:
في البداية لو تحدثني بنبذة عن مشوارك الدراسي؟
في عام 1960م كانت ولادتي في منطقة خيطان وفيها قضيت سنوات من الطفولة مع الكثير من الأصدقاء إلى أن انتقلنا إلى منطقة اليرموك والتي فيها أغلب الذكريات أما عن دراستي فقد درست في روضة الربيع ثم الابتدائي في مدرسة معاذ بن جبل في خيطان وكذلك المتوسطة وبعدها كانت مرحلة الثانوية في مدرسة الأصمعي وهي الفترة الأبرز في مشواري الدراسي فقد رأيت أساتذة متميزين مثل جاسم المطوع ويوسف الرشيد ويوسف الصقعبي ولم يكن هناك مجال للتخاذل والكسل فالأجواء كانت صالحة للعلم والتعلم.
أبرز الأنشطة التي مارستها في تلك الفترة؟
بالنسبة للأنشطة والبرامج كانت لي بعض التجارب الإعلامية من خلال منبر الإذاعة المدرسية وكذلك محاولات صحافية من خلال المجلات الأسبوعية في المدرسة وفي المسجد وهذه المحاولات ساهمت في صقل شخصيتي وأعطتني كما هائلا من الثقافة بتوجيه ومتابعة من قبل الأستاذة المشرفين على النشاط الإذاعي.
ماذا عن دور الأسرة في حياتك؟
لا شك في أن الأسرة لها دور كبير في حياة الإنسان وقد تأثرت كثيرا بوالدي رحمه الله حيث كان يشجعني على العمل الحر ويترك لي حرية الاختيار ويتابعني بالنصح والإرشاد وكانت له رغبة بأن يراني طبيبا حتى أن أصدقاء الوالد لم يكونوا ينادونني إلا بالدكتور.
في ظل رغبة الوالد ونداء الأصدقاء أين اتجهت؟
كنت أستعد لدخول الطب ولذلك اخترت الدراسة في القسم العلمي وجمعت من الدرجات ما يؤهلني لتحقيق رغبة الوالد لكنني اكتشفت بعد كل ذلك أنني لا أستطيع مواصلة المشوار فلم أجد نفسي في كلية الطب.
يعتقد البعض أن الانتقال من تخصص إلى آخر فشل فكيف ترد؟
الانتقال من تخصص إلى تخصص لا يعتبر فشلا بل قد يكون هو الطريق إلى النجاح وبالفعل هذا ما حصل فقد انتقلت من كلية الطب إلى كلية الحقوق وهناك شعرت بنقلة نوعية لها أثر في حياتي لأنني وجدت الدراسة في كلية الحقوق تناسبني أكثر من دراسة الطب.
كيف كانت تجربة الدراسة الجامعية؟
تجربة الدراسة الجامعية كانت استكمالا للمشوار التعليمي الذي يحتاج إلى جهد ومتابعة ومن أجمل أنشطتي في الجامعة دخول العمل النقابي من خلال المشاركة في جمعية القانون في كلية الحقوق وكذلك من خلال المشاركة في الاتحاد الوطني لطلبة جامعة الكويت فكانت تجارب أعطتني ثقة بالنفس وجعلتني قادرا على مخاطبة الجمهور وأصبحت عندي علاقات واسعة.
ألا تظن ان العمل النقابي قد يؤثر بشكل سلبي على الدراسة وكيف تجد الفرق بين اليوم والأمس على صعيد العمل النقابي؟
أعتقد أن العمل النقابي لا يؤثر على الدراسة إذا كان هناك تنسيق في الوقت وتنظيم في الاهتمامات وتجربة العمل النقابي تجعل الإنسان أكثر خبرة ودراية، أما عن الفرق بين العمل النقابي اليوم وما كان عليه في السابق فأجد أنه توسع بشكل كبير وأخشى أن يكون لتوسعه أثر سلبي.
ماذا عن رحلتك بعد التخرج في جامعة الكويت؟
بعد التخرج في الجامعة قررت العمل في مجلس الأمة حيث وجدته مكانا مناسبا وبالفعل حصلت على فرصة عمل وتحديدا في مكتب رئيس مجلس الأمة وكان وقتها محمد يوسف العدساني هو رئيس مجلس الأمة وبدأت تجربتي الوظيفية الأولى كباحث قانوني استمررت في العمل لمدة بسيطة جدا لكنني استفدت منها كثيرا.
حدثني عن أبرز الاستفادات التي حصلت عليها من خلال تجربتك الوظيفية الأولى؟
من أبرز الاستفادات التي حصلت عليها خلال تجربتي الوظيفية الأولى التعرف عن قرب على العمل السياسي والاحتكاك بأعضاء مجلس الأمة ومناقشتهم في الكثير من الأمور وايضا احتكاكي بأحد كبار المستشارين القانونيين إضافة إلى القرب من مسألة صنع القرار.
لماذا لم تستمر في العمل الحكومي على الرغم من وجودك في مكان مهم جدا؟
الحقيقة العمل الحكومي لم يستهوني كثيرا ووجدت نفسي أميل إلى العمل الحر أكثر لأنه لا يتقيد بروتين معين وفرصة الإبداع والتميز فيه أكبر والقرار فيه أسرع بكثير وعلى ضوء ذلك قررت العمل في المهنة التي أعشقها وهي مهنة المحاماة.
حدثني كيف كانت بدايتك في عمل المحاماة؟
بعد تجربة العمل الحكومي توجهت للعمل في مهنة المحاماة كما ذكرت لك فعملت مع المحامي مبارك المطوع وهو أخ وصديق غاليا ثم انتقلت للعمل مع الاستاذ الفاضل عدنان العجيل ثم بعد ذلك قررت أن يكون لي مكتب خاص مع بعض الشركاء وفي هذه الأثناء جاء الاحتلال الغاشم لتبدأ تجربة مريرة لن تنسى، علمتنا كيف يكون الدفاع عن الوطن وهو الأمر الذي لا يعدله شيء.
ماذا عن فكرة تأسيس مكتب خاص وماذا وجدت في مهنة المحاماة؟
بعد أن تحررت الكويت وعادت الأمور إلى ما كانت عليه نجحنا ولله الحمد في تأسيس مكتب المشورة للمحاماة ووجدت العمل في المحاماة يخلو من روتين العمل الحكومي وفيه تحديات كثيرة تجعل للعمل قيمة إضافة إلى أنني احببت هذه المهنة والإنسان عندما يحب مهنة من المهن يسهل عليه الإبداع فيها.
تميزت في العمل الدولي برأيك على ماذا يتوقف النجاح في مثل هذا العمل؟
الحقيقة اخترت جانب العمل الدولي بمعنى أن يكون هناك تعامل مع الشركات الأجنبية الدولية وساعدني لتحقيق النجاح في ذلك وجود اللغة التي تمكنني من التحدث معهم إضافة إلى وجود شبكة من العلاقات هذا إلى جانب المتابعة المستمرة للعمل.
برأيك علام يتوقف النجاح في مهنة المحاماة؟
من خلال تجربتي الشخصية أقول ان النجاح في المحاماة يتوقف على كسب ثقة الطرف الآخر والعمل بأمانة وإخلاص من خلال دراسة الحالة دراسة واقعية وبعدها تحديد ما إذا كان المحامي قادرا على متابعة القضية أم لا.
البعض يقول إن مهنة المحاماة دخلت في العمل التجاري فما رأيك؟
في الحقيقة جزء من عمل المحاماة يدخل في العمل التجاري ولكن هناك فرقا كبيرا في أن يكون التفكير بالمادة وأن يكون في خدمة الموكل ولا يعيب المحامي تقاضي أتعابه بعد أن يؤدي عمله على أكمل وجه.
حدثني عن تجربتك في رئاسة جمعية المحامين كيف كانت تفاصيلها؟
لأن العمل النقابي متأصل فيني منذ الصغر قررت الدخول في انتخابات جمعية المحامين وكان ذلك عام 1997م وفي التجربة الأولى لم اتمكن من الفوز فقررت إعادة المحاولة في العام التالي والحمدلله وفقت بفضل الله في الفوز بالانتخابات وأصبحت رئيسا لجمعية المحامين ولا شك أنها تجربة جيدة.
في فترة من الفترات دخلت إلى المجلس البلدي كعضو كيف كانت تلك التجربة؟
الحقيقة كانت هناك نظرة لدى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما كان رئيسا لمجلس الوزراء في أن يشرك جمعيات النفع العام في عمل الدولة ومن هنا كان دخولي إلى المجلس البلدي كعضو عادي برئاسة الأخ عبدالله المحيلبي وهي تجربة أعتز بها كثيرا وتعلمت منها الكثير.
وكيف استطعت الوصول إلى رئاسة المجلس البلدي في ظل وجود العديد من الأعضاء المنافسين؟
بعد أن مضت فترة بسيطة تم اختيار الأخ عبدالله المحيلبي ليصبح وزيرا للبلدية وبذلك أصبح منصب الرئيس شاغرا فقررت الترشح لهذا المنصب والحمدلله بفضل الله ثم ثقة الإخوة الزملاء حصلت على منصب رئيس المجلس البلدي.
هل كنت تفكر في رئاسة المجلس منذ البداية؟
صراحة لم أكن أفكر برئاسة المجلس البلدي ولكن الظروف في كثير من الأحيان تلعب دورا كبيرا في قرارات الإنسان والناجح من يستغل الأحداث ليحقق نجاحات ورئاسة المجلس البلدي كانت لتقديم خدمة وقلت لزملائي الأعضاء الفوز او الخسارة لن يؤثرا على مسيرتي لأنني أعتبر العمل في ذلك منصب خدمة يقدمها الإنسان.
حدثني عن أبرز الإنجازات التي تحققت في المجلس أثناء رئاستك؟
مدينة الحرير وجسر جابر وتطوير جزيرة فيلكا وميناء بوبيان الجديد، إضافة إلى إقرار المخطط الهيكلي للدولة، كل هذه المشاريع أقرت أثناء رئاستي لمجلس البلدي وأفتخر بذلك والنجاح مشترك مع الاخوة أعضاء المجلس البلدي في تلك الفترة.
برأيك ما تأثير الوضع السياسي على إنجازات المجلس البلدي؟
الوضع السياسي يؤثر بشكل كبير على إنجازات المجلس البلدي كما أنه يؤثر حتى على الاهتمامات والتوجهات، وفي الفترة التي ترأست فيها المجلس البلدي كانت الكويت تشهد عاصفة سياسية لا تسمح بالتحرك تجاه التنمية والتطوير ومع هذا حاولنا قدر المستطاع تنفيذ الكثير من الإنجازات بفضل الله ثم تعاون الاخوة الزملاء الذين كانوا في غاية التعاون.
تجربتك برئاسة المجلس البلدي كيف كان أثرها بالنسبة لك وماذا أضافت لك؟
لا شك انها واحدة من أبرز التجارب في حياتي حيث استفدت منها الكثير فقد تعرفت على كيفية اتخاذ القرار وأصبح لدي إلمام بالكثير من الأمور التي تحتاجها الدولة إضافة إلى أنها تجربة لها أثر في تاريخي الشخصي والسياسي.
من خلال تجربتك ماذا يحتاج العمل الحكومي للارتقاء؟
العمل الحكومي يحتاج إلى منهج جديد يساعد على التطوير كما أنه يحتاج إلى تغيير في النهج الإداري وتغيير في طريقة التعامل لأن المنهج الحالي يسبب للدولة خسارة كبيرة وعبئا لا يحتمل.
أنت واحد من الذين يدعون إلى العمل في القطاع الخاص لكن الأزمة العالمية جعلت الكثير من الشركات تتخلى عن موظفيها ما رأيك؟
أعتقد ان الشركات تبحث عن الربح والفائدة ولذلك لا يمكن التخلي عن موظف يحقق ذلك. برأيي الموظف الناجح لا يمكن التخلي عنه مهما كانت قوة الأزمة المالية ومهما كانت تداعياتها وآثارها، والإنسان الناجح رقم صعب لا يمكن استبعاده.
هل تستعد لخوض تجربة جديدة في العمل النقابي؟
في الوقت الحالي لا اعتقد، وأكتفي بأن أكون مراقبا للوضع وهذا هو قراري بعد تجربتي في المجلس البلدي.
صاحب السمو ودعم العمل النقابي
إن كان في مسيرتي نجاح فالفضل يعود أولا وآخرا إلى الله ثم إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد فقد كان لدعمه كبير الأثر في مشواري العملي خصوصا مع إيمان سموه بالعمل النقابي وحرصه الشديد على إبراز الكفاءات الوطنية وإعطاءها الدور المناسب تلك كانت كلمات المحامي عبدالرحمن الحميدان خلال لقائي معه.
ثروة لا تقدر بثمن
لا نجاح يعدل تربية الأبناء وتأهيلهم ليكونوا أفراد صالحين في المجتمع المحامي عبدالرحمن الحميدان يفتخر بعلاقته مع أبنائه ويعتبرهم النجاح الحقيقي مشاري وفرح ودلال وغنى ثروة لا تقدر بثمن وأم مشاري هي الخير والبركة.