- وجدت في الرياضة فرصة للحماية من الفراغ واستغلال الوقت وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية
- لم أكن أسوّف أو أؤجل في قضية المذاكرة وحل الواجبات وهذا يساعد على النجاح والتفوق
- فترة عمادتي لكلية الدراسات التجارية كانت مميزة بكل ما في الكلمة من معنى وعملت على استحداث وتطوير البرامج واستقطاب الكفاءات العلمية
- الأســرة الناجحـة تصنع أبناء ناجحين واهتمام الوالد ومتابعته تسببا في تفوقي وجميع إخواني وأخواتي وحصولنا على مراكز متقدمة
«النجاح عزم وتنظيم، إرادة وتصميم، ومشوار التعليم لا ينتهي عند حد معين» هذه هي رؤية ضيفنا لهذا الأسبوع مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.يعقوب الرفاعي الذي يوضح لنا من خلال هذا اللقاء كيف كانت حياته سلسلة من التفوق والنجاحات المتواصلة. عرف طريق النجاح والتفوق مبكرا بنشأته في أسرة مترابطة واهتمام الوالد به ومتابعته له ولإخوته، وكذلك بتنظيمه لوقته وتحديده لأهدافه بدقة ومن ثم العمل على تحقيقها في مثابرة وكد واجتهاد. يكلمنا عن دراسته بدءا من الروضة وحتى حصل على أعلى الشهادات وكيف كان لا يتهاون في مسألة المذاكرة فلا تسويف أو تأجيل في استذكار الدروس وحل الواجبات، وعن طموحاته بعد التخرج في الثانوية وكيف استفاد بعد ذلك من أجواء الدراسة بجامعة الكويت وتخطيطه لمستقبله بصورة واضحة. كذلك يتناول مشاركته في العمل النقابي بالجامعة وكيف أفاده ذلك وعروض العمل التي كانت تصل إليه أثناء الدراسة وبعدها يذكر قصة حصوله على الماجستير من واحدة من أعرق الجامعات الأميركية والعمل بالتدريس في المعهد التجاري ثم حصوله على شهادة ماجستير أخرى لتكون مقدمة لنيل الدكتوراه في المجال نفسه، حيث يعدد لنا الفوائد التي جناها من الدراسة بالخارج. يتطرق د.يعقوب الرفاعي إلى تجربة عمادته لكلية الدراسات التجارية والأبحاث التي قام بها في مجال التدريب والقيادة بعد انتهاء هذه التجربة ويحدد لنا عوامل النجاح في عمل الأبحاث، ثم يتكلم عن المسؤولية الكبيرة التي يحملها على كاهله منذ توليه إدارة هيئة التعليم التطبيقي وطموحاته للارتقاء بهذا الكيان الأكاديمي الضخم. كل هذه الأمور وغيرها مما تناولها ضيفنا د. يعقوب الرفاعي بالشرح والتوضيح تجدونها في هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
في البداية هلا حدثتني عن طفولتك ومقتطفات من رحلتك الدراسية؟
ولدت في منطقة الشامية وربما كنت من الجيل الثاني ومسريتي التعليمية بدأت في روضة ابن خلدون ومنها إلى مدرسة المأمون الابتدائية والمتوسطة درستها في مدرسة القادسية المتوسطة ولعل الأيام تدور في بعض الأحيان لتجعل الإنسان يسترجع الذكريات فهذه المدرسة الآن وبعد هذا العمر أجدها أمام بيتي وكلما رأيتها تذكرت أيام المتوسطة أما الثانوية فدرستها في ثانوية الدعية.
كيف كان اهتمامك بالدراسة وما الذي يميز تلك الفترة؟
الحقيقة كنت حريصا على دراستي فلم أكن أسوف أو أؤجل في قضية المذاكرة وحل الواجبات وهذه الأمور تساعد على النجاح والتفوق لذا كنت واحدا من الطلبة المتفوقين وأذكر عندما كنت في مدرسة المأمون كان معي الأخ عماد الغصين وكان الثاني على الصف ثم في الثانوية العامة كان الثاني على الكويت وتلك الفترة كانت مميزة حيث كان العلم له أولوية في نفوس الطلبة.
وهل كانت لك اهتمامات أو أنشطة الى جانب الدراسة؟
كنت مولعا وبشكل كبير بالنشاط الرياضي وخصوصا كرة القدم ففي أوقات الفراغ أحب اللعب بكرة القدم وفي الصيف كنت ألعب مع مجموعة من الإخوة العمانيين وكنت الكويتي الوحيد حيث وجدت في النشاط الرياضي حماية من الفراغ وفرصة لاستغلال الوقت وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية لكنني كنت أعرف كيف انظم وقتي بحيث تكون الأولوية للدراسة وحتى هذه اللحظة من يعرفني يستغرب من طريقتي في تنظيم الوقت.
برأيك ما علاقة تنظيم الوقت بالنجاح؟
أعتقد أن تنظيم الوقت عامل مهم جدا يساعد على النجاح وكنت لسنوات طويلة أحاضر في عملية تنظيم الوقت لأنه شيء مهم بحيث تكون هناك أولويات في حياة الإنسان وعلى ضوء ذلك يبدأ بالإنجاز فتقسم الأولويات والاهتمامات فهناك أوقات للعمل وهناك أوقات للأهل والمجتمع وهناك اوقات لتنمية القدرات والمهارات فالقدرات والمهارات لا تنتهي عند حد معين.
موقف لا ينسى
لا شك ان هناك مواقف لن تنساها في مسيرتك الدراسية؟
الحقيقة أنا أتذكر بعض الأساتذة الأفاضل ومن بينهم أحد أساتذة اللغة العربية الذي كان يحرص وبشدة على أن يجعلنا نعرب في كل حصة سورة من القرآن الكريم وهذا الأمر ساعدني كثيرا فيما بعد على الخطابة وصياغة الكتب وإلقاء المحاضرات والندوات بشكل ممتاز.
وماذا عن دور الأسرة في صناعة النجاح والتفوق؟
من فضل الله علي أن جعلني أعيش في أسرة متماسكة مترابطة تساعد على النجاح فالوالد كان على درجة عالية من العلم ويتابع دراسة الأبناء ومستقبلهم باهتمام وكان العامل المشترك بيننا كإخوة هو موضوع التفوق في الدراسة فكان جميع اخواني وأخواتي متفوقين في الدراسة ويحصلون على مراكز متقدمة وأنا أعتقد أن الأسرة الناجحة تصنع أبناء ناجحين.
أثناء الدراسة تخصصت في القسم العلمي أم الأدبي ولماذا؟
تخصصت في القسم العلمي لأنني كنت أجد رغباتي نحو المواد العلمية أكثر وكنت أرغب في دراسة الطب أو الهندسة هذا إلى جانب أن دراستي كانت في المقررات وكانت مزيجا بين المواد العلمية والأدبية فوجدت اتجاهي إلى المواد العلمية أكثر.
كيف كنت تخطط لمستقبلك بعد التخرج في الثانوية العامة؟
بعد التخرج كنت أفكر في الحصول على بعثة دراسية رغبة في الدراسة بالخارج وكنت اطمح الى دراسة الهندسة أو الطب لكن والدي كان يفضل ألا أذهب إلى الخارج بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية وبالفعل التحقت بجامعة الكويت وتخصصت في إدارة الأعمال.
كيف وجدت الدراسة في جامعة الكويت وما أبرز الاستفادات التي حصلت عليها؟
الدراسة في جامعة الكويت أفادتني كثيرا فقد تتلمذت على يد نخبة من الأساتذة الفضلاء الذين كانوا على مستوى عال من العلم والمعرفة إضافة إلى أن الأجواء كانت تساعد على الدراسة كما تعلمت الإحساس بالمسؤولية وأهمية الدراسة وكنت أخطط لنفسي ومستقبلي بصورة واضحة.
العمل النقابي
هل كانت لك مشاركات فيما يخص العمل النقابي في الجامعة؟
كانت لي تجربة لمدة عام واحد في اتحاد الطلبة واستفدت منها في تكوين علاقات اجتماعية إضافة إلى مخاطبة الجمهور ومواجهته، هذا إلى جانب تجربتي عندما كنت أمين سر جمعية الإدارة العلمية والتي تضم أكثر من 900 طالب وطالبة.
هل جاءتك عروض للعمل أثناء الدراسة الجامعية؟
قبل التخرج في جامعة الكويت جاءتني عروض من بعض الجهات عن طريق رسائل تم وضعها في صندوقي البريدي الموجود في الجامعة وكانت العروض مغرية وفيها مجال للحصول على ترقية في وقت قياسي لكنني آثرت استكمال مشواري الدراسي والحصول على بعثة دراسية.
وكيف كانت تفاصيل رحلة استكمال دراسة الماجستير؟
حصلت على بعثة لدراسة الماجستير عن طريق المعهد التجاري وكان معي د. عبدالمحسن الجسار ود. مزيد العدواني وكنت منذ بداية رحلتي للماجستير أفكر في مسألة الحصول على قبول للدراسة في مجال إدارة الأعمال لأن التنافس على إدارة الأعمال كان تنافسا قويا، وبالجد والاجتهاد استطعت الحصول على قبول لدراسة الماجستير في الولايات المتحدة الأميركية وفي واحدة من اعرق وأفضل الجامعات.
بعد الحصول على الماجستير كيف أكملت مشوارك؟
بعد الحصول على شهادة الماجستير عدت إلى الكويت ومارست مهنة التدريس في المعهد التجاري لمدة 6 أشهر بعدها ذهبت للولايات المتحدة للحصول على شهادة ماجستير أخرى تكون بنفس المجال الذي أحصل فيه على الدكتوراه.
من خلال تجربتك في العمل الأكاديمي كيف وجدت التدريس وعلى ماذا يتوقف النجاح فيه؟
الحقيقة العمل الأكاديمي يستهويني على الرغم من كل العروض التي جاءتني إلا أنني أحببت مهنة التدريس ووجدت فيها متعة كبيرة وأعتز بتجربتي في التدريس سواء في جامعة الكويت أو في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والنجاح في العمل الأكاديمي يتطلب خبرة تربوية وقدرة على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة.
هلا شرحت لنا كيف كانت رحلتك للحصول على شهادة الدكتوراه؟
رحلة الدكتوراه كانت استكمالا للمشوار التعليمي الذي أؤمن بأنه لا ينتهي عند حد معين والحصول على شهادة الدكتوراه كان بداية المشوار وليس نهايته فالدكتوراه مدخل لدخول في المؤسسات التعليمية ومنها دخلت إلى عالم التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وحرصت على الاستمرار في عملية التعلم ودخول الدورات وحضور الندوات لأن العلم ليس له حد ولا نهاية.
وما أبرز الاستفادات التي حصلت عليها أثناء دراستك في الخارج؟
استفدت الاعتماد على النفس دون اللجوء إلى الآخرين والحقيقة النظام في الولايات المتحدة الأميركية يدعو للاعتماد على النفس ففي كل شيء عليك أن تخلص أمورك بنفسك، إضافة إلى أنني عشت تجربة حياة أفادتني وأطلعتني على ثقافات مختلفة.
هل كانت الرؤية واضحة بالنسبة لك بعد الحصول على شهادة الدكتوراه؟
كنت أخطط للعمل في مجال التدريس إضافة إلى رغبتي في العمل في مجال الاستشارات وتقديم الدورات التدريبية وهو المجال الذي طالما كان يستهويني، وبفضل الله نجحت في إنشاء مكتب لعمل الدورات التدريبية وتقديم الاستشارات التدريبية وفي أول يوم أصبحت فيه مدير عام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي أغلقت هذا المكتب على الرغم من أنه لم يمنعني احد ولكنه شعور ذاتي.
بعد الحصول على شهادة الدكتوراه أين عملت؟
بعد الحصول على شهادة الدكتوراه عدت للعمل في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وكانت الهيئة أحدثت هيكلا تنظيميا جديدا فاستحدثت إدارة للتطوير الإداري وفيها عملت فاستفدت كثيرا لأن هذه الإدارة كانت تقدم الاستشارات للعديد من الجهات الحكومية وواصلت العمل فيها حتى تم تعييني مدير إدارة التطوير الإداري لمدة 8 سنوات وأفتخر بتقديم أكثر من استشارة لأكثر من جهة حكومية.
عمادة «الدراسات التجارية»
وماذا عن تجربة العمادة في كلية الدراسات التجارية؟
تجربتي في كلية الدراسات التجارية عندما كنت عميدا كانت من أكثر التجارب التي أعتز بها فقد كانت فترة مميزة بكل ما في الكلمة من معنى والأجواء في الدولة كانت تساعد على العمل فأخذت العمل على استحداث برامج مثل برنامج القانون وتطوير البرامج الأخرى والمحافظة على المستوى العلمي للكلية واستقطاب الكفاءات العلمية.
وماذا عن تجربتك في عمل الأبحاث؟
بعد انتهاء تجربتي في كلية الدراسات التجارية نجحت في الحصول على تفرغ علمي لمدة سنتين فقمت بعمل أبحاث في مجال التدريب والقيادة وفي جوانب قانونية من قانون الخدمة المدنية، وأعتقد أن النجاح في عملية الأبحاث يتوقف على تسخير الوقت الكافي لأن البحث عمل لا تظهر نتيجته في نفس الوقت، إضافة إلى ضرورة وجود الرغبة في التخصص الذي يدور حوله البحث.
الآن أنت مدير عام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي كيف تجد هذه التجربة؟
لا شك في أنها مسؤولية كبيرة ولابد من العمل المتواصل للارتقاء بالهيئة التي أصبحت لها مكانة كبيرة في الحقل التعليمي ولخريجها مستقبل كبير ولأنني تدرجت في العمل بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي أجد أن التجربة ليست جديدة.
أبرز الطموحات؟
بطبيعة الحال الرجل الناجح لا تقف طموحاته عند حد معين وأسعى وزملائي للعمل على استحداث برامج تلبي رغبات الطلبة وأن تكون جميع الكليات في تطور مستمر بعد أن نجحنا في أن تكون للهيئة مواقع مختلفة تستوعب أعداد الخريجين.
أحلك الظروف
حتى في أصعب الظروف لم يتوقف د.يعقوب الرفاعي عن التدريس ففي أثناء الغزو الغاشم على دولة الكويت واصل مشواره في التدريس وذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة في جامعة العين.
سبب النجاح
في سياق اللقاء توقف د.يعقوب الرفاعي ليرتب الكلمات تقديرا لكل الذين عمل معهم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والذين كانوا سببا من أسباب النجاح والتميز.
شكر وتقدير
شكر وتــــقدير إلــــى الأخـــــوة والأخـــــوات العاملين في مكتب د.يعقوب الرفاعي لحسن تعاونهم
الأسلوب الراقي
كثيرة هي الأشياء التي يتميز بها د.الرفاعي لكن أبرزها أسلوبه الراقي في التعامل مع الآخرين وسعة صدره للمشاكل والهموم التي يسمعها من المراجعين أو الموظفين كل هذا مميز لكن الأكثر تميزا علاقاته الاجتماعية الواسعة.