- بعد التخرج عملت باحثاً في كلية الطب فاستفدت من الاحتكاك مع نخبة من الأكاديميين لكنني قررت مواصلة مشوار التعليم فحصلت على بعثة لدراسة الماجستير
- كنت أدرس ثلاثة تخصصات في وقت واحد لكن رغبتي في العلم أنستني الإرهاق.. وضرورة تنسيق وتنظيم الوقت نصيحتي لكل من يريد تحقيق النجاح
- أسرتي كانت تكلفني بواجبات مرهقة أدركت فيما بعد أنها ساعدتني في تحقيق الكثير من الأمور.. وحبي للمطالعة زودني بثروة من المعلومات
- في المرحلة الابتدائية واجهت مشكلة في التقيد بالمناهج وكنت أعشق قراءة كل ما تقع عليه عيني
- تعلّمت من ممارسة كرة القدم دروساً في فن العمل الجماعي وتحّمل الخسارة وتفادي الأخطاء للوصول إلى النجاح
«الانطلاقة الجيدة تؤدي في النهاية إلى نتائج أفضل» لربما تنطبق هذه المقولة على ضيفنا هذا الأسبوع د.نايف المطوع حيث إنه يرى أنه بدأ مشواره التعليمي بانطلاقة منظمة بدعم من الأهل تمكن بعدها من مواصلة السير على الطريق السليم وقطع المرحلة بعد الأخرى بنجاح وتفوق. حبه للقراءة زاد من اطلاعه فحصل على ثروة من المعلومات ومارس كرة القدم فتعلم منها فن العمل الجماعي وتحمل الخسارة وكيفية تفادي الأخطاء لتحويلها إلى ربح. يحدثنا د.نايف المطوع عن دور الأسرة الإيجابي في التوجيه والإرشاد ليرسي قواعد في كيفية الحرص على الاهتمام بالطلبة وتوجيههم، وعن تجربته في الدراسة بالخارج والمعوقات التي واجهته وكيف تغلب عليها وكيف استفاد من سفره من خلال الاطلاع على الثقافات الأخرى. كما يتطرق إلى تجربته في تأسيس شركة تجارية ويوضح لنا كيف كانت النتائج وأسباب ذلك، وكذلك يحدثنا عن عمله بمستشفى من أفضل 10 مستشفيات في أميركا ومدى استفادته من ذلك ثم عودته إلى الوطن ليحاضر في كلية الطب بجامعة الكويت والتي يرى أنها تدار كأفضل ما يكون. كذلك يتناول إنشاءه لمركز السور للاستشارات النفسية بالشرح وتحليل الواقع والنتائج، ثم يتحدث عن عمله الفني الرائع «99» الذي كرمه عليه الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي بلغت ميزانيته 22 مليون دولار قابلة للزيادة، وهو عبارة عن عمل كارتوني يستهدف الفكرة المغلوطة التي تكونت لدى الغرب عن الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. كل هذه المعلومات الشيقة وغيرها نتعرف عليها من خلال هذا اللقاء مع د. نايف المطوع، فإلى التفاصيل:
في البداية هلا حدثتنا عن مقتطفات من مشوارك التعليمي؟
مشواري التعليمي كان مختلفا نوعا ما فقد درست في النظام الأميركي ومن المدرسة الأميركية كانت الانطلاقة في مشواري الدراسي وكانت انطلاقة منظمة بإشراف من الأهل وتشجيع مستمر حتى وصولي الصف الرابع الابتدائي حيث واجهت مشكلة وهي عدم التقيد بالمنهج فكنت أعشق القراءة والمطالعة في كل ما تقع عليه عيني، ومن المدرسة الأميركية إلى مدرسة بيان ثنائية اللغة وكنت حريصا على التفوق لأنني أعرف أن المجتهد يمكنه تحصيل أعلى الدرجات.
ما سبب دخولك نظام التعليم الأجنبي ولماذا لم تدرس في المدارس الحكومية؟
أسرتي كانت دائما تشجعني على الالتحاق بأفضل مكان أتعلم فيه لأن التعليم الناجح يساعد على إيجاد مستقبل مشرق ولهذا توجهت للمدرسة الإنجليزية ومدرسة بيان ثنائية اللغة وكنت أهتم بالمواد العربية والدينية وهذا لا يعني التقليل من أهمية المدارس الحكومية التي كانت ولاتزال تخرج أجيالا من الطلبة الموهوبين.
حب القراءة
ذكرت لي بأنك تعشق المطالعة والقراءة؟
نعم أحب القراءة وكثيرا ما تجدني اقرأ في القصص والروايات وكل كتاب جميل فيه فائدة أو معلومة لابد من قراءته ولا أنسى أن أهلي كانوا يعاقبوني بمنعي من القراءة وكان هذا الأسلوب بالنسبة لي دافعا للالتزام بما يريدون مني لأنني لا أستطيع التوقف عن القراءة وأذكر عندما دخلت إحدى المسابقات وحصلت على المركز الثاني.
لماذا كنت تحب القراءة وماذا استفدت من ذلك؟
لا ادري لماذا أحببت القراءة ولكن ربما لأن البيئة والمحيط له دور في ذلك فما زلت أتذكر قصتي مع جدتي أم والدتي حيث كنت عندها في بيتها ورأيت مكتبة مليئة بالكتب فقالت لي هذه مكتبة أمك وسرعان ما توجهت لأتصفح الكتب الموجودة فيها وجميل أن يكون في الأهل قدوة للطالب لأن هذا يساعد على النجاح والتميز واستفدت من حبي للمطالعة ثروة من المعلومات وأصبحت استطيع التفكير خارج حدود غرفتي وخارج حدود منطقتي وخارج حدود وطني بمعنى أنه أصبحت عندي آفاق واسعة.
ماذا استفدت من دراستك في مدرسة بيان ثنائية اللغة وأثر ذلك على شخصيتك فيما بعد؟
دراستي في مدرسة بيان ثنائية اللغة منحتني فرصا كثيرة خارج حدود الدراسة وهذه الفرص ساعدتني في تنمية مهاراتي وجعلتني أطور من قدراتي، ومن ابرز تلك الفرص القيام بزيارة المرضى والمشاركة في الأنشطة والبرامج الاجتماعية والرياضية وخصوصا النشاط الرياضي في كرة القدم.
كرة القدم
البعض يرى انه لا يوجد في كرة القدم أكثر من مضيعة الوقت فكيف استفدت؟
بالنسبة لي أؤكد أنني تعلمت دروسا كثيرة من كرة القدم فقد تعلمت دروسا في فن العمل الجماعي وكل نجاح يأتي من خلال العمل الجماعي، كما أنني تعلمت تحمل الخسارة والاستفادة منها لأنها تساعدك على تفادي الأخطاء ولذا فالخسارة تقودك إلى الربح إذا استفدت من الأخطاء وعملت على تطوير نفسك.
وكيف واصلت المشوار بعد التخرج في المرحلة الثانوية؟
بعد التخرج في الثانوية مباشرة قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل الدراسة في الخارج وكنت حريصا على البحث عن أفضل وأعرق جامعة لأنني تعلمت من أسرتي ان اضع نفسي دائما في أفضل مكان وبالفعل التحقت بجامعة مميزة.
وفي أي اتجاه كانت ميولك في الدراسة؟
كنت أحب المواد الأدبية أكثر من المواد العلمية ومع هذا اخترت الدراسة في التخصص العلمي لأنني أجد فيه مجالات أوسع واستطعت التفوق في المواد العلمية لأنني كنت أعطي الدراسة وقتها الكافي ولا أمل من مطالعة المواد الدراسية.
وماذا عن دور الأهل في توجيهك؟
أسرتي كان لها دور إيجابي من حيث التوجيه والإرشاد وكذلك من حيث تكليفي بواجبات مرهقة عرفت فيما بعد بأنها ساعدتني في تحقيق الكثير من الأشياء، والأسرة الناجحة عنصر مهم في عملية الإبداع والتميز.
وماذا عن أبرز الاستفادات التي حصلت عليها من خلال الدراسة في أميركا؟
رحلتي إلى الولايات المتحدة كانت حافلة بالاستفادات على جميع الأصعدة فإلى جانب الاعتماد على النفس والتعرف على أصدقاء من مختلف أنحاء العالم استفدت الإطلاع على ثقافات أخرى وتعلمت كل ما أريد تعلمه ولا أنسى حواري مع إمام مسجد من الجنسية اللبنانية وكان نقاشا عن بعض الأمور في الإسلام ذاك الحوار غيّر مجرى حياتي.
هل كنت تنتمي لجماعة معينة أثناء دراستك في الخارج؟
على الرغم من حبي للأنشطة والبرامج وانني كنت واسع العلاقات إلا أنني لم أنتم لأي جماعة أو فئة أثناء دراستي.
وحول ماذا كانت دراستك في أميركا؟
قد تستغرب إذا أخبرتك بأنني كنت أدرس ثلاثة تخصصات في وقت واحد فكنت أدرس تاريخ الشرق الأوسط والروايات الإنجليزية إلى جانب دراستي لعلم النفس العيادي وكنت أحب التعلم أكثر وأجد متعة بأن يكون وقتي كله مشغولا بالعلم والتعلم.
لكن ألا تعتقد أنها عملية مرهقة أن تدرس ثلاثة تخصصات في وقت واحد؟
الحقيقة، لعل رغبتي في الاطلاع أنستني الإرهاق إضافة إلى تنسيق الوقت وتنسيق الوقت يساعد على الإنجاز وهنا أوجه نصيحة إلى كل من يريد أن يصل إلى النجاح حيث لابد من الاهتمام بتنظيم الوقت والاهتمام بالنوم الكافي والأكل بشكل منتظم وأنا دائما أقول ان النوم الكافي يساعد على حل مشاكل أكثر أهل الكويت.
فما ابرز المعوقات التي واجهتها أثناء دراستك في الخارج؟
أنا أعتقد بأن كل رحلة لابد أن تكون بها معوقات ولكن الإنسان الناجح يستطيع التغلب على الظروف ولم أواجه خلال رحلتي الدراسية أصعب من الشعور بالحنين إلى الأهل والأصدقاء لكنني واجهت كل الصعوبات بالصبر والاجتهاد.
باحث في «الطب»
ماذا عملت بعد التخرج في الولايات المتحدة الأميركية؟
بعد التخرج عدت إلى الكويت وعملت في كلية الطب كباحث لمدة عامين وكانت فترة حافلة بالاستفادة حيث الاحتكاك مع نخبة من الباحثين والأكاديميين في كلية الطب لكنني مع هذا كله لم أجد نفسي كباحث وقررت مواصلة المشوار التعليمي فحصلت على بعثة لدراسة الماجستير.
وكيف كانت رحلة الحصول على شهادة الماجستير؟
رحلة الماجستير بدأت برسالة واحدة في علم النفس العيادي وهو تخصص صعب جدا، ثم حصلت على شهادة ماجستير أخرى في علم النفس التنظيمي، وبعدها حصلت على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال وكانت رحلة ممتعة تعلمت الكثير منها.
في فترة من الفترات كانت لك تجربة في العمل التجاري حدثني عنها؟
عندما كنت في أميركا قررت العمل على تأسيس شركة تجارية مقرها البحرين مع مجموعة من الأصدقاء وكانت تجربة علمتني الكثير على الرغم من أنني لم أحقق فيها نجاحا لأسباب كثيرة أبرزها أن الوقت لم يكن مناسبا لذلك العمل التجاري، النجاح يبدأ في الوقت المناسب لكنني سعيد بأنني دخلت هذه التجربة من اعرق الجامعات في العالم وهذا مكسب افتخر به.
في فترة من الفترات عملت في أحد المستشفيات الأميركية هلا حدثتنا عن تلك التجربة؟
عملت في مستشفى في نيويورك وكان من أفضل 10 مستشفيات في أميركا، فاستفدت من الاحتكاك مع أمهر الأطباء وأصبحت أمتلك ثقة عالية وخضت تجارب عديدة وكنت أقضي ثلث وقتي في معالجة سجناء حرب سابقين تعرضوا للتعذيب وكانت عملية شاقة للغاية ولكنها أكسبتني خبرة في مجال العلاج النفسي.
وماذا عن رسالة الدكتوراه وكيف كان شعورك وأنت تتسلم الشهادة؟
رسالة الدكتوراه كانت في علم النفس العيادي ولان طموحي كان عاليا فقد كان الحصول على الدكتوراه مجرد استكمال لمشوار طويل قررت أن اقطعه واعتقد أن الدكتور الناجح لا يتأثر بالألقاب ويسعى دائما لتطوير قدراته ومهاراته.
وماذا عن مرحلة عملك في كلية الطب بجامعة الكويت؟
بدأت العمل في كلية الطب كمحاضر بعد الحصول على الدكتوراه وأعتقد أن العمل في الميدان الأكاديمي أمر جميل للغاية فالتدريس رسالة سامية ينبغي الاهتمام بأدائها على أكمل وجه ودون تقصير.
فما أبرز الاستفادات التي حصلت عليها من خلال العمل في كلية الطب؟
دون مبالغة استفدت من الجلوس مع الطلبة والاستماع لهم بشكل كبير إضافة إلى أن التدريس يجعلك تحرص على الاطلاع والرجوع إلى المراجع ومصادر المعلومات كما أنني استفدت من تدريس بعض الطلبة لفن الكتابة الخيالية بعيدا عن المنهج.
وكيف ترى مستوى كلية الطب وهل لديك اقتراحات؟
دون مجاملة مستوى كلية الطب رائع فالكلية تدار بطريقة صحيحة وفيها نخبة من الأساتذة ومخرجات الكلية أكبر دليل على أنها ذات مستوى عال ولذا يجب أن تستمر عملية التطوير دون توقف.
هلا حدثنا تجربتك في إنشاء مركز السور للاستشارات النفسية.
الهدف من إنشاء هذا المركز هو العمل وبطريقة جادة على تغيير الفكر الموجود تجاه الاستشارات النفسية لأن التراخيص تصدر من وزارة التجارة وليس من قبل وزارة الصحة لذا بدأت مع د.جعفر بهبهاني في العمل على إنشاء مركز عالي الجودة ويقدم خدمة عالية ولكن بنفس الأسعار التي تحددها عيادات الفكر التجاري حتى تصبح التراخيص تابعة لوزارة الصحة.
وهل نجحت في مركز السور؟
أعتقد أنني لا أستطيع تحديد ذلك ولكن الآن ولله الحمد نسير بالاتجاه الصحيح فلدينا أكثر من 1500 ملف والإقبال أكثر من رائع والنجاح بالنسبة لي ليس بالعدد ولكن بالخدمات والجودة التي يقدمها المركز وهذا ما أنظر إليه بعين الاعتبار لأنه عنصر أساسي للوصول إلى النجاح.
برأيك ما أبرز العوامل التي تساعد على إنشاء مركز للاستشارات النفسية؟
أعتقد من خلال تجربتي الشخصية انه لابد من الاهتمام باستقطاب أفضل الكفاءات العاملة في هذا المجال وكذلك توفير المكان المناسب من خلال التصميم وجميع المرافق والاحتياجات وإعطاء من يريد الاستشارة الوقت الكافي، كل هذه عوامل تساعد على النجاح.
فكرة الـ99
الآن حدثني عن فكرة الـ 99؟
فكرة الـ 99 والذي يعتبر عملا كرتونيا هادفا جاءتني من 7 سنوات وبدأت العمل عليها بكل اجتهاد لأن أحداث 11 سبتمبر التي دارت حولها آلاف النظريات جعلت البعض ينظر إلى الإسلام على انه دين الإرهاب والتطرف والعنصرية وهذا غير صحيح فالإسلام دين التسامح ومن هنا كانت الانطلاقة للعمل.
وكم كانت ميزانية عمل الـ 99 وما النجاح الذي تفتخر به؟
ميزانية الـ 99 كانت عبارة عن 22 مليون دولار والآن سنزيد المبلغ والمشاركون في الدعم عدة جهات وأفراد وأفتخر بثقة المشاركين كما أفتخر بأنني استطعت من خلال الـ 99 أن أقوم بتوفير 1000 فرصة عمل وهذا نجاح، إضافة إلى أن العمل بدأ بالانتشار والآن نسعى لعرض عمل الـ 99 في 60 مليون بيت في أميركا.
ما الدول التي ستعرض الـ 99؟
الآن وقعنا مع تركيا وأميركا وبانتظار التوقيع مع انجلترا وفرنسا وألمانيا والصين ونأمل التوقيع مع بعض دول الشرق الأوسط وطموحي لا يقف عند حد معين وسأمضي للتوسع والانتشار بخطوات ثابتة وبطريقة مدروسة.
وقت الراحة
ولكن في ظل هذه الانشغالات ألا تعطي نفسك وقتا للراحة والاستجمام؟
مشكلتي أنني اعتدت على العمل طوال الوقت وهنا كانت المشكلة فالآن لا اعرف البقاء من غير عمل ولا أعطي نفسي فرصة للراحة والاستجمام مثلما يفعل البعض ووقتي كله في العمل مع انني أحيانا أتمنى أن أغير من هذا النظام.
وماذا عن تكريم الرئيس الأميركي أوباما؟
الحقيقة كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي لكنني سعيد بأن أرفع اسم بلادي في المحافل الدولية وأكون واحدا من المبادرين وأطمح في المزيد.
كلمة أخيرة لمن توجهها؟
الحقيقة كل الشكر والتقدير لجريدة «الأنباء» على هذه اللفتة الكريمة والمبادرة الطيبة.
شهادات وأوسمة النجاح الحقيقي
وقفنا لدقائق مع د.نايف المطوع نستعرض كما هائلا من الشهادات والأوسمة التي كانت حصيلة تلك الجهود والمبادرات التي أصبحت سمة من سمات د.نايف.
النجاح الحقيقي
خلال الحديث عن الجانب الشخصي للدكتور نايف المطوع ذكر ان لديه من الأبناء حمد وفيصل وريان وراكان وهم النجاح الحقيقي بالنسبة له، داعيا الله أن يحفظهم من كل مكروه ويجعلهم أبناء صالحين لهذا الوطن الغالي.
شكراً بوحمد
كان واضحا حرص د.نايف المطوع على التواجد في الوقت المتفق عليه ما يدل على احترامه للوقت كما أنه كان متعاونا في تنفيذ وعمل اللقاء وكم هو جميل أن نجد هذا الشعور وهذا التعاون. فشكرا يا بوحمد.