- وضعت مع 17 شخصاً آخرين النظام الأساسي لجمعية الهلال الأحمر الكويتي وتم إشهارها بداية عام 1966مع نهاية الحرب العالمية الثانية التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت وظل قلبي معلقاً بالتعليم فحرصت على التثقيف الذاتي
- الوظيفة لم تكن بالنسبة لي مهمة أقوم بها مصادفةأو اتفاقاً وأغادرها بالطريقة نفسها بل كانت أسلوب حياة
- كنت أول كويتي يرسل إلى لندن للتدرب على نظام المستشفيات وتعلمت هناك بجهد ذاتي أساليب الإدارة وتوزيع المهام
خاض حياة عبارة عن سلسلة متصلة منفصلة من الرحلات التي أورثت صاحبها خبرات قل ان تتجمع لغيره وفرت له رؤية ثاقبة وقراءة واقعية للأمور والأحداث من حوله. رحلات بين الأماكن والأحداث والمراحل الزمنية المختلفة جمع من خلالها أبعادا متينة بنى عليها في مختلف المواقف آراء ووجهات نظر تقوم على خبرات السنين. بدأ مشوار حياته في الجهراء وعشق البحر وحكاياته والبر ومغامراته. عمل منذ البداية في شركة نفط الكويت ووضع أينما نزل بصمته من التنظيم والترتيب وصياغة القواعد التي معها يستقيم سير الأمور. ولد في الجهراء لأب تسكن عائلته في كويت الثلاثينيات على ساحل البحر، وما بين هذا التردد بين الجهراء والساحل تتنوع ذكرياته من بين أحضان نوير الجهراء حيث ولد وعشق الحياة، والبحر حيث كانت تبدأ رحلات الغوص والبحر. ولادته في تلك المدينة الرابية جعلته يحتفظ بصورة للنوير والرطب والبرسيم، فيتغنى بجمال الجهراء وأسواق الجهراء الصغيرة آنذاك، كما أنه كان ابنا لأحد النواخذة الذين صالوا وجالوا على السفن الكويتية في مياه الهند في فترة الحرب العالمية الثانية عندما كانت هذه السفن محتجزة وظلت أخبارها منقطعة عن الكويت لمدة 3 شهور. بسبب هذه الظروف الصعبة توجه هذا الطفل الذي تحمل المسؤولية مبكرا إلى العمل في سن الثانية عشرة كمحصل في البلدية وهكذا كان رجلا منذ مرحلة الطفولة، والقدرة على تحمل المسؤولية من أهم خطوات تحقيق النجاح.
كانت أولى خطواته في مشوار العمل عندما تأخر الوالد في الهند أثناء الحرب العالمية الثانية فقرر أن يتحمل مسؤولية الأسرة ويطرق باب العمل من أجل الحصول على القوت وسد احتياجات الأسرة اليومية. هكذا، قدم أثناء عطلة الصيف المدرسية، وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة، طلبا للعمل محصلا في البلدية، حيث واجه صعوبات متعددة بسبب صغر سنه، حتى إن بعضهم لم يكن يصدق أنه المحصل فعلا، كان عليه جمع الرسوم من أماكن مختلفة صعب ارتيادها بالنسبة لطفل صغير وتسليمها للبلدية لقاء راتب 100 روبية شهريا مكنه من شراء احتياجات المنزل وتحسين أوضاعهم المعيشية.
الغوص ونقل الماء
لم يكن مسار الوالد في الحياة في هذه الجزئية مختلفا كثيرا فقد كان مكافحا تحمل المسؤولية وعمره 8 سنوات إثر وفاة والده، وما أن بلغ الثالثة عشرة حتى دفعه أعمامه إلى الحلول محل أبيه في «بوم» العائلة، عائلة البرجس، البوم الذي توارثه أب عن جد، وظل يعمل في جلب الماء من شط العرب إلى الكويت. كان قصدهم أن يتعلم البرجس الأب مهنة البحر، أن يصبح نوخذة. فكل أفراد العائلة بلا استثناء عملوا في الغوص وجلب الماء، وامتلكوا بالإضافة إلى سفينة نقل الماء، سفينتي غوص، وهكذا انهمك الوالد في هذا العمل إلى أن ترك مهنة جلب المياه واختار طريق السفر إلى الهند مع السفن الكويتية بعد أن نشأت شركة للماء وصارت تتحرك على الخط سفنا أفضل.
حسب العادة التي كانت متبعة في تلك الأيام، التحق التلميذ برجس البرجس بالمدرسة في سن السابعة تقريبا، وكان ذلك في مدرسة أهلية حيث قضى سنة واحدة عند الشيخ أحمد الخميس، وتلقى دروسا دينية وشيئا بسيطا من الحساب، ولا شيء آخر، وكانت الرسوم بين الروبيتين والثلاث شهريا، بعد ذلك تحول إلى التعليم النظامي حيث التحق بالمدرسة الأحمدية، ومن بعدها إلى المدرسة القبلية لدى انتقال الأسرة إلى منطقة الصالحية. كل ذلك تزامن مع دق طبول الحرب العالمية الثانية التي كانت تتسرب أخبارها أو القصص الشبيهة عنها عبر الإذاعة أو كبار السن الذين شهدوا بعض الأحداث المشابهة أو القريبة، وكان من الطبيعي أن تؤثر على المناهج المدرسية وعلى المعيشة.
كذلك شهدت هذه المرحلة تحولا كبيرا في الحياة الاقتصادية الكويتية حيث بدأ ظهور اللؤلؤ الصناعي الذي أثر على مهنة الغوص وأدى إلى توقفها تماما، ثم بدأت صناعة السفن الشراعية بأعداد كبيرة لأهداف تجارية أهمها نقل البضائع. ويذكر البرجس أن من أهم ما كان يميز تلك المرحلة هو اعتزاز البحار الكويتي بنفسه حتى إنه لم يكن يطلب العمل بل كان النوخذة يذهب إلى البحار حتى يبحر معه على سفينته وقد كان يحب الجلوس والاستماع إلى أحاديث الكبار وقصصهم عن الغوص وأكثر هذه الأحاديث كان يدور حول الديون.
قسوة الظروف
في ذلك الوقت ترك البرجس الدراسة بعد وصوله إلى المرحلة الأخيرة من المدرسة القبلية واعتمد التثقيف الذاتي وذلك بسبب قسوة الظروف، كما سافر لأول مرة إلى بغداد والتقى الرجل الذي أصبح لاحقا أحد أصدقاء العمر، وهو د.صالح العجيري الذي كان ذاهبا إلى العاصمة العراقية كي يطبع روزنامته، حيث لم تكن المطبعة قد دخلت الكويت بعد.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية بدأ عمل شركة نفط الكويت وبدأ تصدير النفط، مع أنه كان مكتشفا منذ الثلاثينيات في منطقة بحرة وراء كاظمة وبعد ذلك في برقان، لكن العمل في هذه الحقول توقف بسبب الحرب. وهكذا تحول إلى العمل في شركة النفط، ولكن قلبه ظل معلقا بالتعلم فحرص على تلقي دروس خصوصية.
محطة البنزين
في البداية استطاع، بالقليل من المال الذي كان يوفره بين فترة وأخرى، الاستعانة بمدرس لغة إنجليزية، ثم وسع الدائرة إلى تلقي دروس خصوصية في الرياضيات والتاريخ واللغة والأدب العربي والكيمياء والطبيعيات، بعد انتقاله إلى العمل في وزارة الصحة، على يد مدرسين هنود وفلسطينيين يدفع لهم من جيبه الخاص.
وكان عمل البرجس في محطة البنزين في الشويخ مناوبة، فيبدأ الدوام مثلا في الواحدة ظهرا وحتى الحادية عشرة ليلا، وكثيرا ما كان يعود إلى الكويت سيرا على الأقدام، فيجد كل البوابات مغلقة. كانت هذه البوابات نوافذ السور الكبير المحيط بالكويت، والذي ظل قائما منذ بنائه في عام 1920 حتى عام 1957، فالكويت كان حالها حال المدن القديمة تغلق أبوابها مساء لتحمي أهلها وتصونهم.
أول سفر
عندما سنحت له أول فرصة في عام 1951 للسفر في عطلة الأعياد لم يضيعها وانطلق البرجس في أول رحلة له خارج الكويت، وكان الرحيل إلى البصرة، بصرة النخيل والأشجار والشوارع التي لم يألف مثيلا لها في الكويت، والتي يصفها بأنها بصرة المياه والأنهار والخضرة، وكلها مما يمتلك جمالا كان آنذاك تجربة جديدة، أو مشهدا كان يود قراءة كل حرف فيه.
وفي عام 1952 عاد البرجس إلى البصرة ثانية، ولكن هذه المرة مع فريق كرة السلة في النادي الأهلي، وهو نواة نادي الكويت الحالي، وقد تأسس في أوائل الخمسينيات ليكون أول ناد رياضي كويتي قام لمنافسة الفرق الأجنبية، وكان معه من أعضاء الفريق فهد الساير وعبدالمحسن الفرحان وخالد الحمد وخضير مشعان وفهد الصرعاوي وعبدالله مقهوي. ودخل هذا الفريق بلاعبيه هؤلاء مباراة ضد نادي الميناء البصراوي لكنهم خسروها.
في فترة الخمسينيات كان برجس البرجس يعمل في المستشفى الأميري وملحقه الذي قام بفرشه وتجهيزه بالكامل مع أحد الأطباء الأجانب، ونقل إليه عددا من العيادات والأقسام. ولايزال يذكر من هذه الفترة ما حدث في عام 1954 حينما هطلت أمطار غزيرة جدا وحوصر في المستشفى 8 مرضى كانوا فيه بحاجة إلى الأكل، ولم تكن سيارة تستطيع الوصول إليه. فحمل الخبز والأكل على رأسه وخاض المياه التي وصلت إلى الركبتين بالقرب من الجي ون (g1) حتى وصل إلى المستشفى ليوصل الطعام إلى المرضى.
دورة تدريبية في لندن
بعد ذلك وفي عام 1955 سافر البرجس إلى مدينة الضباب لندن في دورة مركزة لمدة 3 شهور رتبها المعهد البريطاني، وقد كان ذلك بناء على اقتراح من د.بيري المسؤول عن الطب العلاجي في دائرة الصحة آنذاك. وكان الهدف من ذلك الاطلاع على تجربة المستشفيات هناك.
هكذا، كان البرجس أول كويتي يرسل إلى لندن للتدرب على نظام المستشفيات، وبعد وصوله توجه إلى المعهد البريطاني ليبدأ التدريب، وحدد له المعهد مستشفى تابعا لمجموعة هوكني في منطقة شعبية في شرق لندن. وفي المستشفى لم يكن هناك أحد يعلمه أثناء العمل، ولم يعطه أحد أي انتباه، بل ترك في الأقسام ليتعلم بمفرده، هكذا كان الأمر كله مرده إلى اجتهاده الشخصي ومدى الجهد الذي يبذله في المتابعة والمراقبة والتعلم. ولم تخل هذه الرحلة من الصعوبات الأخرى فلم يكن لدى البرجس خلال تلك الأيام ما يكفي من المال، حتى إنه كان يأكل وجبة واحدة في اليوم، لكنه أصر رغم هذه الظروف على الاستفادة من هذه التجربة ليفيد منها الوطن.
إصلاحات
بعد انتهاء هذه الدورة التدريبية عاد برجس البرجس إلى الكويت، وإلى العمل في المستشفى الأميري وملحقه في الصليبخات. وبطبيعة الحال وكما هو متوقع منه حاول إدخال بعض التطوير في الإجراءات الإدارية البسيطة على المستشفيات بالكويت، مثل تنظيم المخازن والاعتماد على الصيانة والشؤون المالية، لكن الغريب في الأمر أن بقية اقتراحاته مثل إيجاد مجلس إدارة يتكون من رئيس الشؤون المالية ورئيس قسم الصيانة ورئيس قسم الإمدادات الغذائية ومدير المستشفى كسكرتير، لم تتم الموافقة عليها، وحتى د.بيري صاحب اقتراح سفره للتدريب في لندن على تنظيم المستشفيات عارض هذه المقترحات، وكذلك أعضاء مجلس الإدارة لأنهم لم يستوعبوا الأمر واعتبروا هذا النظام تدخلا في شؤون دائرة الصحة.
وفي هذا الشأن كان البرجس يرى أيضا أن كل شيء كان بحاجة إلى تنظيم، فحتى شهادات الميلاد لم تكن موجودة، التسجيل غير منظم، تعطى شهادة من المستشفى أن فلانا أو فلانة ولد أو بنت ويضعون الاسم، ويعطون شهادة. لم يفكر أحد بقضايا الجنسيات وتبعات الميلاد. وكان المرضى يدخلون ويطلبون العلاج. المهم أن يعرفوا أن فلانة كويتية فقط، والكل مسموح له أن يأخذ دوره، سواء كان كويتيا أو غير كويتي.
الاستقالة من «الصحة»
كان الإنجاز غاية البرجس طيلة مدة عمله، واكتسبت روحية السعي لتحقيق المزيد من الإنجازات زخما مع زيادة المتطلبات، سواء على صعيد الحاجة إلى تحديث الجهاز الإداري أو على صعيد تأسيس مستشفيات جديدة مثل مستشفى الأمراض السارية الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط، أو على صعيد التطور الطبي مثل إجراء أول عملية زرع بطارية ذرية لتنظيم عمل القلب في الكويت، وكانت الأولى في منطقة الشرق الأوسط.
لكن في عام 1976 وبالإضافة إلى المتاعب والصعوبات التي كان يواجهها بسبب تخلف التشريعات عن ملاحقة متطلبات تأمين استقرار نفسي للعاملين، وتذمر الجهاز الوظيفي المتضخم من متطلبات التدريب واعتماد معايير الكفاءة والحاجة، وما جرى مجرى هذا، تزايدت المشاكل والعراقيل واستجدت خلافات وصعوبات جعلت من غير الممكن الاستمرار في العمل بوزارة الصحة فما كان منه الا أن قدم استقالته من منصب وكيل الوزارة.
ولدى وصول الاستقالة إلى ولي العهد آنذاك الشيخ جابر الأحمد أرسل إلى البرجس وسأله عن سببها ولكنه لم يقتنع بما سمعه منه، بيد أنه عندما لمس منه الإصرار طلب منه أن يعمل لدى سموه في مكتبه، لكنه طلب إعفاءه من هذا الأمر.
الوظيفة أسلوب حياة
بعد العمل في وزارة الصحة كان لبرجس البرجس قصة مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» ولكن مع خروجه من الوكالة وبعد أن بناها 3 مرات، لم ير أبدا أنه وصل إلى نهاية الطريق.. ولم يكن ذلك لأنه لم يكن أبدا مستعدا للراحة والتقاعد فقط، بل لسبب جوهري مختلف قد يبدو غريبا عن عالم الوظائف والمناصب، عالم ينتهي فيه دور الإنسان حين يتخلى عن الوظيفة أو تتخلى عنه. السبب هو أن الوظيفة لم تكن بالنسبة له مهمة يقوم بها مصادفة أو اتفاقا، ويغادرها بالطريقة نفسها، بل كانت أسلوب حياة.
فهو يرى أنه في الوظيفة، سواء كانت في وزارة الصحة أو في عالم الإعلام، تكامل جانبان، الجانب الشخصي وجانب طبيعة العمل، وشكلا وسيلة وهدف حياته ذاتها. في ضوء هذا يعتبر أن راحة الإنسان نهائيا من عمله تعني أنه أصبح عاطلا بلا مستقبل له، أو أنه أعطي شهادة وفاة هكذا، لم يكن بحاجة للتقاعد، لأنه بكلمة مختصرة رجل يحب العمل والتفاعل اليومي مع الناس. ولأن له قضية، وهذا هو الجوهر.
كما يقول إن الحياة بين الأسرة البيضاء وبين آلات استقبال الأخبار وبثها، ومراقبة ما يحدث حولنا في هذا العالم، لم تكن حياة وظيفية، بل كانت قضية، وانشغالا لا يغادره، سواء كانت في الوظيفة أو خارجها، الانشغال بما هو إنساني وحضاري، وبما يخدم بلده أولا هو معنى أن ينتقل من مكان إلى مكان ويظل له أسلوب الحياة هذا نفسه.
الهلال الأحمر الكويتي
شأن كــــل الأشخاص المميزين ذوي الجهــــود التي تترك بصماتها في صفحات كتــــب التاريخ، كانت أفكار البناء ورعاية الإنسان تتلاطم في رأس برجس البرجس كأمواج البحر تذهب واحدة وتأتي أخريات كثيرات، هكذا كان مفعما بالكثير من مثل هذه الأفكار البناءة، بل وتعمقت في نفسه، لدى عودته إلى الكويت بعد تحريرها من الاحتلال، فهو يرى أن القضية هي قضية الوجود في وطن وليس في وظيفة تنتهي العلاقة بها حين مغادرة المكاتب.
ولعل هنا يكمن المعنى الحقيقي لوجود البرجس في جمعية الهلال الأحمر الكويتي منذ تأسيسها، أي خلال وجوده في وزارة الصحة، ثم خلال وجوده في «كونا»، وأخيرا مع انتخابه لرئاسة الجمعية في عام 1992. لقد تخلل هذا العمل التطوعي في الجمعية مسار حياته، ولذا لم يكن تفرغه له في النهاية هبوطا عليه من الخارج، بل إنضاجا لتجربة عاشها بكل ما يملك من حماس ورغبة منذ البداية، ربما منذ بداية تشربه صغيرا لقيم العمل الإنساني في بيت العائلة.
الهلال الأحمر
كانت فكرة تأسيس جمعية هلال أحمر كويتي تراود البرجس منذ بداية الستينيات وكذلك كانت في ذهن كل من عبدالعزيز الصقر والملا يوسف الحجي وسعد الناهض. وفي ديسمبر من العام 1965 عقدت 18 شخصية من أهل الخير أول اجتماع تأسيسي لهذه الغاية، ووضعت النظام الأساس. وكانت هذه الشخصيات هي: د.إبراهيم المهلهل، برجس حمود البرجس، خالد يوسف المطوع، سعد الناهض، سليمان خالد المطوع، د.عبدالرحمن العوضي، عبدالرحمن سالم العتيقي، عبدالرزاق العدواني، عبدالعزيز حمد الصقر، عبدالعزيز محمد الشايع، عبدالله سلطان الكليب، عبدالله علي المطوع، عبدالمحسن سعود الزبن، علي محمد الروضان، محمد يوسف النصف، يوسف إبراهيم الغانم، يوسف جاسم الحجي، ويوسف عبدالعزيز الفليج.
شخصيات
وتقدمت هذه الشخصيات بطلب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، فوافقت على إنشاء الجمعية، بعد وقت لم يدم طويلا، وتم إشهارها في يناير 1966 وتم انتخاب مجلس الإدارة وتشكل من: عبدالعزيز الصقر، محمد النصف، عبدالمحسن الزبن، الملا يوسف الحجي، يوسف الفليج، سعد الناهض، برجس حمود البرجس. وفي هذه الانتخابات حصل البرجس وسعد الناهض على أصوات متساوية، وبإجراء القرعة فاز سعد الناهض بعضوية مجلس الإدارة.
إثر ذلك، بدأ البحث عن مقر، فاستقر الرأي على ديوانية الجسار في «جبلة» مؤقتا لمدة سنتين. بعد ذلك انتقلت الجمعية إلى المقر الثاني في منطقة «الشويخ» مقابل قصر الشيخ ناصر المحمد. وخلال هذه الفترة تم انتخاب البرجس عضوا في مجلس الإدارة مرتين، وفي عام 1970 ترشح لمنصب نائب الرئيس حتى عام 1975، وهو العام الذي أصبح فيه د.عبدالرحمن العوضي أمين عام الجمعية وزيرا للصحة، فتنازل له البرجس عن منصبه كنائب للرئيس.
عضوية الاتحاد الدولي
بدأت الجمعية اتصالاتها للانتماء إلى عضوية الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وسهل توقيع الحكومة الكويتية على اتفاقيات جنيف لعام 1949 قبول الجمعية عضوا في هذا الاتحاد الدولي في عام 1968. وعلى الرغم من تعدد الانشغالات وقلة الإمكانات في البداية، فقد ثابر البرجس ورفاقه على الحضور في المؤتمرات الدولية، ونشطوا في التحرك من أجل تأسيس الأمانة العامة لمنظمة جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية خلال حضورهم مؤتمرا في فيينا، ولم تتم ولادة هذا المشروع إلا في عام 1975 مع عقد الاجتماع الســــابع فـــي الرياض في المملكة العربية السعودية. واختيرت جدة لتكون مقرا دائما لهذه الأمانة العامة الجامعة، وتـــــم انتخاب الشيخ عبدالغني محمود آشتـــــي أمينا عاما لها. ومع ذلك لــــم يكن هناك متحدث دولي باسم هذا التجمع الوليد في المحافل الدولية، فقدم البرجس اقتراحا، أن يصار إلى تولي الدولة الرئيسية التي تستضيف دورات المنظمة مهمة تمثيلها في المحافل الدولية، وتكون هي من يقدم الاقتراحات ويتولى النقاش وبقية الدول المشاركة في المنظمة تتبع لها، ولكن هذا الاقتراح لم يجد قبولا لدى بعض الدول العربية، كانت المشكلة أن جمعية الهلال الأحمر الكويتية هي الوحيدة التي ينتخب مجلس إدارتها، أما بقية الجمعيات العربية فيتم تعيين مجالس إدارتها.
تزايد أعداد المتطوعين
بصفة عامة تزايد نشاط الجمعية تدريجيا، وبذلت جهودا لاستقطاب المتطوعين. وقد آتى ذلك أكله حيث عمل بالجمعية في البداية ما يقارب 24 متطوعا ومتطوعة ثم ظل العدد في تزايد حتى وصل إلى 1800 متطوع ومتطوعة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تاريخ الجمعية يحفل بالعديد من المواقف البطولية والجميلة ومن ذلك إقامتها غرف عمليات إغاثة خلال حرب 1967 وحرب 1973 حين استعانت بأطباء ومدرسين وهيئة تمريضية من وزارة الصحة ولم يتم منحهم سوى مكافآت بسيطة.
كما كان للهلال الأحمر الكويتي دور فاعل، ليس على صعيد الكويت فقط، بل على صعيد دولي، ولعل التجارب التي خاضها في الأوقات الحرجة، مثل أيام العدوان على الكويت في عام 1990 دليل على الجهود التي بذلها الشبان والشابات تحت مظلة الهلال الأحمر، ويحق الاعتزاز والافتخار بها. ففي تلك الأيام دخل عدد من المقاومين الكويتيين تحت مظلة الهلال الأحمر، وبدأوا بمساعدة العائلات، ومنهم من عمل في المخابز لإعداد الخبز، ومنهم من ذهب إلى المستشفيات لنقل المرضى، كذلك للجمعية مبادراتها الإنسانية في المنطقة العربية والعالم وهي حقائق تجلب الفخر والشعور بالاعتزاز وأدلة ساطعة على نجاح باهر وإنجاز كبير.
تعدد الزوجات
حضر اللقاء المسؤول الإعلامي في الهلال الاحمر الاخ خالد الزيد، وفي وقفة على هامش اللقاء سأل البرجس عن رأيه في تعدد الزوجات، فأجاب البرجس: الذي يقدم على التعدد اعتبره بطلا وشجاعا وفدائيا، اما بالنسبة لي شخصيا فلا اجرؤ على شيء من ذلك.
لم أكن سبباً في مشكلة
في حديث اجتماعي عن المشاكل الزوجية قال العم برجس البرجس: صدقني لم أكن يوما من الايام سببا في مشكلة مع العزيزة ام خالد، لأنني تربيت تربية عاطفية، ولا احب المشاكل واحرص على تجنبها، وأم خالد نعم الزوجة.