- لم أحقق أي إنجاز مع نادي الكويت في تجربتي الأولى وهذا دليل على أن النجاح لا يأتي من أول مرة
- الإعلام رسالة مهمة تساهم في تغيير المجتمع وعلينا أن نستثمر هذه الوسيلة بما يخدم وطننا ومجتمعنا
- التواصل والتلاحم مع الجيران أيام الطفولة علمنا كيف نحب الآخرين
- في الثانوية تعلمنا حرية التعبير عن الرأي مع مراعاة الحدود وحقوق الآخرين
- والدي مدرسة تعلمت منها الالتزام وحب العمل والدفاع عن وجهة نظري
- تجربتي في القطاع المصرفي من أهم التجارب في حياتي وأفتخر بما حققته فيها من إنجازات
- في فترة ما بعد التحرير كان العمل الجماعي والمنظم ووضوح الرؤية وروح الفريق الواحد طريق النجاح
- نصيحتي للشباب الحرص على العلم وعدم تصديق الشائعات والتخطيط الجيد للمستقبل بعيداً عن الاندفاع
- الكشافة صقلت مواهبي وأكسبتني صداقات عديدة ومنها عرفت أهمية الاعتماد على النفس
أخي صلاح المرزوق كان له دور كبير في حياتي ومنه تعلمت التحدي ومواجهة الأزمات
كتب: ناصر الخالدي
«قد يأتي النجاح بعد سلسلة من التجارب التي لم يكتب لها النجاح ويبقى على الإنسان مواصلة المشوار ولكن بإرادة أكبر» عبارة جميلة يرددها ضيفنا لهذا الأسبوع عبدالعزيز فهد المرزوق، وهذا ما ينطبق على ما حدث معه في تجربته الاولى بنادي الكويت الرياضي، فبعد مرور ثلاث سنوات خرج من دون انجاز لكن بعد مرور عدة سنوات أخرى عاد ليخوض تجارب كتب لها نجاح كبير. حياته حافلة بالمحطات التي تقدم النموذج على كيفية تعلم الدروس من المواقف المختلفة، فمنذ نعومة أظفاره استفاد من الجو الودي الجميل الذي كان يجمع عائلته مع الجيران ويرى أن في ذلك دروسا في محبة الآخرين. بعد ذلك خاض مسيرة في التعليم تعلم منها الصبر وحسن التخطيط وكذلك التفكير دوما في البدائل وهي جميعا من أسس النجاح. عمل في القطاع المصرفي الذي يراه مدرسة يتعلم فيها المرء طبيعة الأعمال اليومية في الكويت وينصح من يستطيع من الشباب بالمرور بهذه التجربة المفيدة. يتحدث عن تجربته في نادي الكويت الرياضي وبعض التجارب الناجحة التي مر بها خلال هذا اللقاء.
حدثني عن بدايتك وكيف كان المجتمع الذي عشت فيه؟
٭ كانت ولادتي في عام 1967م في منطقة الشويخ وفيها عشت طفولتي في بيئة تعلمت منها الكثير من الدروس الإيجابية والأمور التي أثرت في بناء شخصيتي وأكسبتني مبكرا العديد من الخبرات الجيدة في شتى المناحي. ولعل من أبرز هذه الدروس التواصل مع الجيران والحرص على التلاحم والترابط فكنا في المنطقة كأننا في بيت واحد ولعل بساطة المجتمع علمتنا التواضع ومحبة الآخرين.
ماذا عن عمل والدك وهل كان لذلك انعكاس على شخصيتك؟
٭ والدي مارس العمل المهني من خلال توليه منصب نائب رئيس المجلس البلدي وكان بعيدا عن السياسة محبا للعمل حريصا على الإتقان، وكنت أشاهد في شخصيته الرجل المثابر المخلص في عمله، ومنه تعلمت الاهتمام بتأدية العمل على أكمل وجه مهما كانت الصعوبات ومهما كانت التحديات، لأن قيمة الإنسان الحقيقية بالعمل وبالإنجاز لا بشيء آخر. ووالدي بالنسبة لي مدرسة كبيرة استفدت منها كثيرا خصوصا الإصرار على كلمة الحق وقمة الحق أن تعترف بالخطأ.
مشوار الدراسة
حدثني عن رحلتك الدراسية وأبرز الذكريات فيها؟
٭ بطبيعة الحال كانت أولى محطات رحلتي الدراسية في روضة المنصور وكانت مرحلة جميلة انتهت كلمح البصر، شأن كل أيام الطفولة التي نظل نتذكرها دوما. بعد ذلك انتقلت إلى مرحلة الابتدائي، وقد عاصرت في هذه المرحلة النظام المختلط، حيث في نفس المدرسة تجد طلبة الابتدائي وطلبة المتوسط. ولعل هذا الاختلاط مع طلاب المتوسط كان له أثر كبير في شخصي، فقد استفدت من الاحتكاك بالطلبة الذين هم أكبر مني سنا لاسيما أننا كنا كلنا في منطقة واحدة.
وماذا عن المرحلة المتوسطة كيف كانت؟
٭ في المرحلة المتوسطة كانت لي أنشطة وبرامج وصداقات مميزة مازالت حتى هذا اليوم، ففي المرحلة المتوسطة التحقت بفريق الكشافة وتعلمت الانضباط والحرص على الإنجاز ومعرفة قيمة الوقت وأهمية العمل. فكانت رحلاتنا في الكشافة هي دروس كبيرة نتعلمها ليكون لها أثر ايجابي في حياتنا، إلى جانب صقل المواهب والميول والقدرات والتعرف على أصدقاء، ومن أبرز أصدقائي والذين تربطني بهم علاقة حتى اليوم عبدالوهاب المرزوق والنائب السابق مرزوق الغانم.
الثانوية العامة
كيف كانت مرحلة الثانوية العامة وهل واجهت صعوبات؟
٭ في مرحلة الثانوية اكتشفت أن ميولي نحو المحاسبة أكثر من بقية المواد ولذلك اخترت القسم التجاري، وهذا القسم موجود في نظام المقررات. وكانت لي أنشطة ثقافية إعلامية سياسية فقد أسسنا مجلة مع د.أنس الرشيد وعبدالمحسن المشاري وكانت لنا أنشطة سياسية تعلمنا منها الكثير، ولعل أهم ما تعلمناه التعبير عن وجهة النظر لكن بأدب وفي حدود مع قبول وجهة نظر الطرف الآخر.
وبعد التخرج في الثانوية العامة إلى أين اتجهت؟
٭ كانت عندي رغبة لاستكمال دراستي الجامعية، لكنني فوجئت وبعد حصولي على النسبة المؤهلة لدخول الجامعة بقرار من وزير التربية والتعليم برفع نسب القبول، وكان هذا القرار من أكبر المعوقات التي واجهتني، لكنني تعلمت من هذا الموقف العديد من الدروس وأن الإنسان يجب أن يخطط بشكل ناجح، ثم بعد ذلك عليه ان يفكر في البدائل ولذلك التحقت بالمعهد التجاري وبعد التخرج حاولت الالتحاق بجامعة أبوظبي ولم يأت القبول فقررت أن ابدأ الرحلة العملية.
العمل بالقطاع المصرفي
كيف بدأت الرحلة العملية؟
٭ من خلال العمل في القطاع المصرفي وتحديدا من بنك الكويت والشرق الأوسط بدأت رحلتي العملية، وكانت البداية فيها العديد من التحديات لإثبات الوجود فالبنوك لا تعرف طريق المجاملة وبالتالي لابد من العمل والإنجاز وهذا الأمر جعلني أعشق العمل في القطاع المصرفي، وهكذا فإن نصيحتي اليوم لكل من يريد العمل عليه إن أمكن دخول القطاع المصرفي في البداية للتدرب ومن بعد ذلك الانطلاق للعمل في مجالات أخرى لأن القطاع المصرفي مدرسة تتعلم فيها طبيعة الأعمال اليومية في الكويت من الإيداع إلى القروض وحتى الميزانيات.
حدثني عن طبيعة عملك في القطاع المصرفي وكم عاما استمرت التجربة؟
٭ في البداية عملت في فرع السالمية ثم بعد ذلك أصبحت مساعد مدير الفرع وهذا الأمر أعتبره مسؤولية والنجاح في هذه التجربة يحتاج الى دقة ومثابرة وتواصل اجتماعي وكانت هذه السنوات مثمرة وهي تجربة تعلمت منها الكثير وبعدها انتقلت للعمل في الفرع الرئيسي بثقة من الأستاذ علي البداح الذي تعلمت منه الكثير، ورحلتي في العمل المصرفي استمرت لمدة 8 سنوات توقفت في أثناء الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت وكانت لي أعمال وأنشطة في هذه الفترة.
العمل التطوعي تجربة خضتها أثناء فترة الاحتلال الغاشم، هلا حدثتني عن هذه التجربة؟
٭ في فترة الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت كنت في بريطانيا وهناك كانت تجري اتصالات مع البنك لمواصلة العمل من الخارج وفي هذه الأثناء أيضا التحقت بالعمل التطوعي من خلال اللجان الشعبية في سفارة الكويت في بريطانيا وكنت استشعر حجم المسؤولية ولعل تجربة العمل التطوعي أثناء فترة الاحتلال هي من أصعب التجارب في حياتي لأن الإنسان لا يمكنه العيش بلا وطن.
بعد التحرير
بعد التحرير كيف واصلت رحلتك العملية؟
٭ بعد التحرير عدت للعمل مع الزملاء في بنك الكويت والشرق الأوسط لتأهيل البنك من جديد وكانت فترة تحديات حيث كنا نواصل العمل بكل جد واجتهاد وكنا فريقا واحدا، ولعل أبرز العوامل التي ساعدتنا على النجاح في هذه التجربة وضوح الرؤية والعمل بشكل جماعي ومنظم، وأذكر أنه حتى رئيس مجلس الإدارة في تلك الفترة كان يعمل معنا ولذلك استفدت خبرة كبيرة لأن في هذه التجربة مارست كل أنواع العمل المصرفي وكأنها دورة مكثفة أعطتني مساحة واسعة في العمل والإنجاز.
بعد العمل في القطاع المصرفي إلى أين كان توجهك؟
٭ بعد العمل في القطاع المصرفي كانت لي تجربة في العمل في الشركة الكويتية للمقاصة وكنت في بداية التجربة مساعدا لمدير العمليات ثم تدرجت في العمل وهي تجربة استفدت منها كثيرا في حياتي العملية.
وماذا عن تجربتك في إدارة الوسطاء؟
٭ في عام 2004 طلبني الدكتور صعفق الركيبي للعمل في البورصة في إدارة الوسطاء وكانت إدارة حديثة التأسيس فخضت تجربة العمل على تأسيسها ثم بفضل الله نجحنا في تطويرها وتحقيق الأهداف المنشودة وما زالت أسعى لتحقيق مزيد من الأهداف للارتقاء بإدارة الوسطاء.
عالم الرياضة
ماذا عن التجارب الرياضية وخصوصا رحلتك مع نادي الكويت الرياضي؟
٭ في عام 1994خضت أول تجربة رياضية حيث كنت مساعد الكرة بنادي الكويت الرياضي واستمرت هذه الفترة لمدة 3 سنوات دون تحقيق أي انجاز وقد أصابني نوع من الإحباط ولذلك رفضت العودة من جديد.
ومتى عدت لنادي الكويت بعد هذه التجربة؟
٭ في عام 2002م كانت لي تجربة جديدة مع مجموعة من الأحبة في سن واحدة وبفكر متقارب من بينهم الأخ مرزوق الغانم، وقد وضعنا هدفا منذ البداية، وكانت استراتيجيتنا واضحة منذ أول خطوة، وخطة النجاح كانت تعتمد على الجهاز الفني والمالي والإداري، وهدفنا هو الحصول على كأس التفوق ومهندس هذه الاستراتيجية هو الأخ مرزوق الغانم والحمدلله نجحنا، ومن هذه التجربة تعلمت أن النجاح قد يأتي من بعد سلسلة من تجارب لم يكتب لها النجاح وهكذا وصلت لرئاسة نادي الكويت الرياضي بتعاون الزملاء الذين أكن لهم كل حب وتقدير وأجد نفسي في فريق عمل متكامل وهذا الأمر يساعد على النجاح.
ما نصيحتك للشباب؟
٭ نصيحتي للشباب الالتزام بالصدق والأمانة واحترام العمل وعدم تصديق أي اتهام إلا بدليل والحرص على التخطيط للمستقبل والعمل بشكل جاد، وأعتقد أننا ولله الحمد لدينا شباب واع ولديه القدرة على العمل والبذل والعطاء.
برأيك ما دور الإعلام لإبراز التجارب الناجحة؟
٭ أعتقد أن الإعلام رسالة لها معان كثيرة ويجب أن يكون فيها مصداقية لأهميتها فالإعلام يؤثر تأثيرا كبيرا في المجتمع وله أهمية كبرى وبالتالي من الضروري أن تكون للتجارب الناجحة مساحة في الإعلام بجميع أشكاله.
الرياضة الرقم الصعب
مكتب بو فهد مليء بالصور الرياضية، مليء بالدروع والكؤوس، وهكذا عندما تسيطر الهواية على الإنسان تكون جزءا من حياته بل تكون الرقم الصعب في حياته.
الوالدة أم الخير
بكلمات ممزوجة بمشاعر الحب والتقدير تحدث بو فهد عن دور والدته في حياته باعتبارها المربية التي علمته الكثير من الدروس في الحياة وهي أم الخير ومنبع العطاء سائلا الله عز وجل أن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى.
فهد وفيصل دكتور ومهندس
رحلة النجاح العملية في كثير من الأحيان خلفها قصة نجاح اجتماعية ضيفنا عبدالعزيز المرزوق أب لفهد وفيصل، ولدى سؤاله عما إذا كان يتمنى انخراطهما في تخصص محدد أجاب: أتمنى أن يكون أحدهما دكتورا والآخر مهندسا.
زوجتي رفيقة دربي
يقال دائما وراء كل رجل ناجح امرأة ساهمت في صناعة هذا النجاح، هذا هو ما يؤكده بو فهد فعند سؤاله عن دور زوجته فيما حقق من نجاحات أجاب: زوجتي وقفت معي منذ البداية وهي أساس هذا النجاح وأقدم لها كل كلمات الشكر والتقدير.
وقفة وفاء
أثناء اللقاء توقف ضيفنا طويلا ليسترجع ذكرياته مع أخيه المرحوم بإذن الله صلاح المرزوق حيث اعتبره مدرسة تعلم منها الكثير وأرجع نجاحاته التي حققها لتوجيهات أخيه صلاح الذي وقف معه منذ البداية وهو مرجعه في كثير من الأمور.