- تأسيس مجلس لمنطقة اليرموك أسهم في تحقيق الكثير من الإنجازات
- عشت تجربة الدراسة على يد الملا ووالدي أعطاني لوحاً لأهمية العلم والتعلم
- والدي عمل في البحار ومنه تعلمت أهمية العمل والإنجاز وأمي مدرسة في الطيبة ومحبة الآخرين
- تخرجت في جامعة الكويت والحياة الجامعية علمتني التنظيم واستغلال الوقت
- للشباب دور كبير في أي عملية بناء ولذلك قررنا تشكيل فريق شبابي تطوعي لخدمة المنطقة
حاوره: ناصر الخالدي
ضيف رحلتنا هذا الأسبوع نموذج للإنسان المجتهد الذي يعمل مهما كانت الظروف ومهما كانت المعطيات فهو لا يعرف لغة أخرى غير لغة العمل، هكذا عرفت مختار منطقة اليرموك عبد العزيز ثنيان المشاري الذي جعل من هذه المنطقة الجميلة إحدى المناطق النموذجية في الكويت.
بوسعود شاهد على مرحلة عريقة من مراحل التعليم في الكويت وهي تجربة الدراسة على يد «الملا»، ثم بعد رحلة دراسية زانها الجد والاجتهاد أصبح عبدالعزيز المشاري معلما يحمل على عاتقه رسالة سامية تقف لها المجتمعات المتحضرة وقفة إجلال واحترام.
بيد أنه لم يقض في هذه المحطة المثمرة وقتا طويلا لينتقل بعدها إلى العمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهي التجربة التي يعتبرها المشاري ثرية ومفيدة للغاية، بعد ذلك خاض المشاري سلسلة من التجارب في العمل التطوعي من بينها تجربة تأسيس جمعية لقضايا الأسرى والمرتهنين، من خلال السطور التالية نتعرف على لمحات من حياة عبد العزيز المشاري ومشواره ورحلته الغنية بالمواقف والدروس، وكيف وصل بمنطقة اليرموك إلى مستواها النموذجي الحالي وإمكانية الاستفادة من هذه التجرية في مناطق أخرى بالكويت..
في البداية هلا حدثتني ولو بإيجاز عن طفولتك؟
٭ ولدت عام 1944 في فريج «الشاوي» وهناك كانت لي العديد من الذكريات في مجتمع بسيط متواضع وهو أيضا مجتمع محب مترابط متعاون محافظ على العادات الأصيلة والقيم الإسلامية الرفيعة وقد بدأت دراستي في بداية الأمر على يد الملا وهذا يعني أنني عشت فترة مهمة من حياة التعليم في الكويت وهي الفترة التي كان التدريس فيها على يد الملا وكانت ذلك تقريبا في عام 1949.
وقد تعلمت من هذه التجربة الكثير من الأمور، لعل من أبرزها أهمية العلم والتعلم وحرص مجتمعنا على التعليم رغم قلة الإمكانيات في ذاك الوقت، وأتذكر من جيراننا عبدالمحسن وعبدالرزاق ومحمد وعبدالعزيز الهاشم وبيت محمد وخالد وفهد الزمامي وفهد وسليمان وعبدالمحسن الطخيم وعائلة عيسى الجساس وبيت محمد العوضي وأبناءه أحمد وعبدالله وعبدالصمد وغيرهم من العوائل الكويتية التي عشنا معها كأننا بيت واحد وهو الأمر الذي اشتهرت به الكثير من العائلات الكويتية.
ما الأنشطة التي كنت تمارسها في ذاك المجتمع البسيط؟
٭ لعل حياة «الفريج» وبساطة الحال جعلتنا نتجه إلى الألعاب الجماعية أكثر من الاتجاه نحو الألعاب الفردية وهذا ساعدني كثيرا في تكوين مزيد من العلاقات الاجتماعية وجعلنا أكثر ترابطا وأكثر انسجاما فقد كنا حتى في اللعب أشبه ما نكون بالاخوة في البيت الواحد فنشأ معنا هذا الحب واستمر فكنا نلعب «الغميضة»، وغيرها من الألعاب لاسيما كرة القدم وهذه الأنشطة الرياضية جعلتني أصقل قدراتي وكذلك استطعت أن أملأ وقت فراغي.
ماذا عن دور الوالد والوالدة في حياتك؟
٭ لا شك أن للوالد والوالدة دورا كبيرا في حياتي والإنسان بطبيعته يتأثر بوالده ويعتبر المثل الأعلى ويتأثر بوالدته ويحرص على الاقتداء بها ووالدي ثنيان عبدالمحسن المشاري ولد في عام 1905م في مدينة الكويت حين كان سكن أهله في سكة عنزة وهذه السكة طريق يسلك إلى اليمين بعد اجتياز مسجد ابن بحر الكائن على الشارع الجديد قرب الساحة المعروفة باسم «براحة بن بحر» وهو يطل عليها وهو اليوم أمام مدخل سوق الخضرة من الناحية الغربية وهذا يعني أن والدي عاش الحياة القديمة في الكويت وقد نشأ والدي في بيئة كريمة بين أيدي والديه وبدأ دراسته في مدارس تلك الأيام التي كانت عبارة عن كتاتيب تلقى والدي فيها العلم والمعرفة على ايدى نخبة من الفضلاء، أمثال الملا بلال والملا سيد عبدالوهاب الحنيان وهذه الكتاتيب أنجبت رجالات دولة، ثم بعد ذلك خاض والدي تجربة مع البحر مثله مثل الكثير من أبناء الكويت في ذلك الزمان حيث كانت تدفعهم ظروف الحياة نحو البحر وأهواله وأخطاره ولعل ذلك علمه الكفاح والصبر على الأهوال وكانت بدايته «تبابا» بسبب صغر سنه ثم قواصا ثم انه في بداية الأربعينيات انتقل من البحر الى العمل الحكومي فعمل في «الجمارك»، حتى عام 1958 فاستطاع أن يساهم في العمل الحكومي من أجل خدمة وطنه ولذلك أنا تعلمت من والدي الصبر والحرص على أداء العمل بشكل مميز، وأما والدتي فهي إنسانة طيبة تعلمت منها التسامح ومحبة الآخرين.
هل هناك شخصيات في عائلتك تأثرت بها؟
٭ نعم لا شك أنني تأثرت بعمي حمد عبدالمحسن المشاري رحمه الله، هذا الشخص الذي كان حريصا على المبادرة والعطاء فهو حتى في أصعب المواقف تجده دائما يحمل فكرا متميزا وتغمره مشاعر الإحساس بالمسؤولية والثبات على الموقف مهما كلف ذلك فلم يكن يفكر في نفسه بقدر ما كان يفكر في وطنه وأبناء وطنه ومن هنا نجد أنه يقدم لنا درسا في الابتعاد عن الأنانية التي تدمر النفس والمجتمع ولقد تأثرت كثيرا بعمي حمد عندما خاض غمار العمل الوطني والسياسي فقد كان حريصا على وطنه عندما كان عضو مجلس الأوقاف عام 1949 وبعد ذاك عضو المجلس البلدي في الفترة 1950- 1954 وعضو لجنة تحكيم الخلافات التجارية وعضو دائرة التموين خلال وبعد الحرب العالمية الثانية وعضو الهيئة التنظيمية في المجلس الأعلى لإدارة البلاد في الفترة من 1959 الى 1962 وعضو الهيئة التنظيمية وفقا للمرسوم الأميري الصادر بالتاريخ 26 أغسطس 1961 بشان مشروع قانون لانتخابات أعضاء المجلس التأسيسي وعضو لجنة تحقيق الجنسية الكويتية في مارس 1960 وعضو أول جمعية تعاونية في الكويت لمنطقة الشامية وعضو لجنة النظر في تنقيح الدستور 1976 وعضو ورئيس اللجنة التشريعية والقانونية بمجلس الأمة 1963 ـ 1967 وعضو المجلس الأعلى لشؤون القصر وعضو هيئة مشروع وضع قانون الانتخابات وهو في كل هذه المسؤوليات تجده حريصا على البذل والعطاء، إن هذا الأمر لا شك أنه يحملني مسؤولية بالاقتداء بهذا الرجل الوطني.
ماذا عن دراستك الجامعية كيف كانت تفاصيلها؟
٭ في عام 1976 التحقت بجامعة الكويت وكانت عندي رغبة في دراسة التاريخ وسنواتي في جامعة الكويت كانت حافلة بالكثير من الأمور فالحياة الجامعية علمتني النظام وأهمية التخطيط والإحساس بالمسؤولية وعدم التأجيل أو التسويف لأن النجاح يعتمد بشكل كبير على اقتناص الفرص.
حدثني عن رحلتك في عالم التدريس؟
٭ بعد التخرج في الثانوية العامة التحقت في دورة تخصصية تأهيلية وكانت مدتها 6 شهور ثم بعد ذلك عملت في مجال التدريس قبل أن أحصل على إجازة دراسية لإكمال دراستي الجامعية والعمل في التدريس رسالة مهمة لأن للمعلم دورا كبيرا في حياة المجتمع ولا يمكن النهوض من دون الجهود التي يبذلها المعلم لما للعلم من أهمية قصوى والنجاح في التدريس يتطلب إخلاصا ومثابرة وحرصا إلى جانب العلم والمعرفة.
بعد التخرج في جامعة الكويت أين اتجهت؟
٭ بعد التخرج في جامعة الكويت كان أمامي العديد من الفرص ولكنني قررت العمل في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكانت تجربة مثرية حرصت خلالها على أن تكون لي بصمات في الحياة الثقافية في الكويت.
العمل التجاري
أعرف أن لك تجربة في العمل التجاري برأيك على اي شيء يتوقف النجاح في التجارة؟
٭ النجاح في العمل التجاري يتوقف على التخصص فالإنسان عندما يتخصص في مجال يعرفه فمن السهل أن يبدع فيه ولا يمكن للإنسان أن ينجح في مجال لا يعرفه وبالنسبة لي فقد عملت في مجال العقار والنجاح في عالم العقار يتوقف على اقتناص الفرص.
ماذا عن تجربتك في العمل التعاوني؟
٭ كنت من المؤسسين لجمعية اليرموك بعد أن فصلت عن جمعية الخالدية والعمل على تأسيس جمعية يحتاج تخطيطا وتنفيذا ومراعاة الكثير من الأمور مع أهمية معرفة ما يريده سكان المنطقة وما كنت لأنجح بهذه التجربة لولا توفيق الله ثم دعم أهالي المنطقة الذين كانوا يدركون أهمية إنشاء جمعية اليرموك التعاونية وأفتخر بأنني كنت أول رئيس مجلس ادارة جمعية اليرموك التعاونية حتى عام 1988م.
كنت واحدا من مؤسسي جمعية أهالي الأسرى والمرتهنين حدثني عن هذه التجربة؟
٭ أفتخر بأنني من المؤسسين لهذه الجمعية وقد تأسست بعد الشعور بالحاجة الماسة لإدخال العمل الشعبي ضمن جهود دولة الكويت حكومة وبرلمانا في العمل لإطلاق الأسرى والمرتهنين والمحتجزين من الكويتيين وغير الكويتيين لدى النظام العراقي الصدامي وهذا الأمر كان يتطلب وجود مثل هذه الجمعيات التي من خلالها كنا نسعى لشرح قضية الأسرى للعالم وبقينا نعمل على ذلك لأننا نستشعر مسؤولياتنا تجاه أبناء الوطن وأذكر أننا زرنا العديد.
عام 2008م أصبحت مختارا لمنطقة اليرموك ما أبرز الإنجازات التي حققتها؟
٭ قبل أن أتحدث عن الإنجازات لابد من القول إنني أعمل وفق فريق عمل وكل الإنجازات التي تحققت لم يكن لها أن تظهر دون العمل بشكل جماعي وأفتخر بتأسيس مجلس للمنطقة يضم نخبة من الإخوة الفضلاء إلى جانب وجود الجهات الرسمية وقد استطعنا أن نحقق الكثير من الإنجازات لاسيما إعادة تأهيل الحديقة بشكل يتناسب مع البيئة وقد أقمنا ساعة الأرض في اليرموك كنشاط بيئي إضافة إلى تجربتنا في زراعة الشوارع وتنسيقها والحرص على نظافة المنطقة وقد تم ولله الحمد تتويج هذه الجهود بإختيار منطقة اليرموك منطقة صحية وهذا الاختيار جاء من منظمة الصحة العالمية التي ستزور منطقة اليرموك قريبا.
ما دور الشباب في دعم هذه الجهود المبذولة؟
٭ حاليا نعمل على تأسيس فريق شبابي للقيام بالأعمال التطوعية وهذا الفريق سيتم تدريبه وتشكيل هذا الفريق يأتي من إيماننا بالدور الشبابي ولأننا نريد أن نستثمر الطاقات الشبابية بما يعود بالنفع على وطننا الكويت.
مجلس المنطقة جهود وفعاليات
في سياق اللقاء تحدث المشاري عن تجربته في تأسيس مجلس للمنطقة مشيدا بجهود الأعضاء الذين يعملون من أجل الارتقاء بالمنطقة موجها لهم كلمات من الشكر والتقدير وهم عبدالوهاب الوزان وأنور الرفاعي وسامي النصف وسامي الفضل وعثمان العيبان وعبدالله ماضي الخميس كما أعرب عن شكره للجهات الرسمية في المنطقة.
تنظيف شوارع اليرموك
تحدث مختار منطقة اليرموك موضحا أن شوارع اليرموك الرئيسية تغسل بالماء والصابون مرة كل شهر في الصيف بالتعاون مع جمعية اليرموك، وبينما كان المشاري يستعرض هذه التجربة قال ممازحا: نعم نغسل شوارع اليرموك كما كانت شوارع القاهرة تغسل أيام الملك فاروق.