- شيدت مصنعاً للأنابيب البلاستيكية يعمل فيه أكثر من 300 عامل
- أنصح الشباب بالاستفادة من التطورات التكنولوجية والحرص على التخطيط للمستقبل
حوار: ناصر الخالدي
تجلس معه للمرة الأولى فتشعر كأنك تعرفه منذ زمن بعيد، وتعجب من أنه يتحدث معك وكأنه هو نفسه يعرفك منذ زمن، ولذا فمن الطبيعي أن يكون اللقاء بلا حواجز وعلى طبيعته دون تكلف أو تصنع كعادة الكثير من الناس.
بدأ حياته من الصفر في ظروف قاسية بكل ما في الكلمة من معنى، فقرر ألا يتوقف مهما كانت المعوقات، وهكذا أقلعت به الطائرة ليستقر في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي قضى فيها سنوات من عمره ليعود بها إلى «الأردن» مسقط رأسه ومهد ذكرياته.
وعلى الرغم من أنه كان أمامه العديد من الاختيارات فإن حوارا مع صديق جعل «بوخالد» يتجه للاستثمار في التعليم حرصا على الاستثمار في العنصر البشري لأنه- كما يقول- يرى أن سباق المعرفة سيكون الفيصل وله دور حاسم بين الأمم والشعوب.
من هنا ولدت فكرة إنشاء شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار والتي من خلالها انبثق العديد من المشاريع، فجامعة الزرقاء التي تعتبر من أهم الجامعات في الأردن تعد واحدا من هذه المشاريع إلى جانب تأسيس مدارس ورياض أطفال.
شيد العديد من المشروعات والمصانع التي يعمل بها آلاف الناس، وهكذا خبر النجاح والإنجاز في اكثر من مجال.
نتعرف على لمحات من حياته ونجاحاته من خلال السطور التالية:
في البداية، هلا حدثتنا عن محطات من حياتك الشخصية؟
٭ أنا أب لسبعة أولاد، أربعة ذكور وثلاث بنات، وجميعهم يحملون أعلى الدرجات العلمية فأصبحوا بمنزلة صمام الأمان على أعمالي أكبرهم م.خالد وهو مدير عام لشركاتي في دولة الإمارات العربية المتحدة ومشرف على مؤسسة السندس والمقاولات، والثاني هو م.محمد وهو مدير عام لعدد من الشركات وتشمل المطبعة والمصانع والمخرطة، أما الثالث وهو أسامة فقد درس تخصص إدارة الأعمال وهو الآن عضو مجلس إدارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار، وعضو مجلس أمناء جامعة الزرقاء، والأصغر احمد.
كانت أمامك العديد من المشاريع، فلماذا اخترت الاستثمار في التعليم؟
٭ كنت في البداية شديد الاهتمام بالاستثمار في المجال الصناعي وعندي خبرة في هذا المجال، ولكن اقترح عليّ البعض الاستثمار في التعليم، وبعد تفكير وجدت أن هذا الاستثمار من أنفع الاستثمارات لأننا نؤمن بأن السباق بين الأمم والشعوب هو سباق المعرفة وقد واجهت في بداية الأمر العديد من المعوقات ولكنني تجاوزتها بفضل الله ثم بحسن التخطيط والإصرار على المواصلة، والنجاح في الاستثمار بالجانب التعليمي يتوقف على مدى الاهتمام بالجودة والاستعانة بأفضل الكفاءات وأحسن الخبرات في مختلف المجالات.
قررت السفر من أجل طلب الرزق وكانت رحلتي إلى الإمارات أعتبرها رحلة تحد لأنني كنت أضع أمامي هدفا محددا، وهو التميز في العمل، وعملت في قطاع المقاولات وحققت فيه نجاحات كثيرة والنجاح في المقاولات يتطلب الدقة في المواعيد والالتزام بمعاير الجودة ومواصفات السلامة.
أعرف أن لك اهتماما بالقطاع الصناعي حدثني عن أبرز نجاحاتك في هذا القطاع؟
٭من النجاحات التي حققتها في هذا القطاع بناء مصنع للأنابيب البلاستيكية وفيه أكثر من 3 آلاف عامل، إلى جانب ذلك فقد عملت على تأسيس شركة لتصنيع قطع غيار السيارات والمعدات الثقيلة، والقطاع الصناعي من أنجح القطاعات والنجاح فيه يتوقف على الخبرة والمعرفة ونوعية الأيدي العاملة التي يستيعن بها صاحب المصنع.
أثناء تأسيس مشروعاتك التجارية ألم تخش الفشل؟
٭ لا يوجد عمل إلا وتجده محفوفا بالمخاطر والتاجر الذي يخاف الخسارة لن يربح أبدا لذلك لم اتخوف من الفشل أو الخسارة لأنني أدركت أن الذي يعمل ويغامر أفضل من الذي يتهيب الصعود ويبقى في نفس المكان، وكان نتيجة ذلك أنني نجحت في تأسيس العديد من المشاريع الصناعية والتعليمية وقناعتي بأن العمل شرف للرجل.
ما تفاصيل رحلتك في الاستثمار بالتعليم؟
٭ ربما تستغرب إذا علمت أنني لم أكن أفكر بالاستثمار في التعليم من قبل ولكن لما تكشفت لي أسرار الاستثمار في قطاع التعليم من خلال المساهمة في عضوية الجامعة التطبيقية بخمسين ألف سهم إضافة إلى المشاركة في عضوية مجلس الإدارة وفي الأمور المالية، هذا الموقع فتح لي آفاق المعرفة للتعرف على الاستثمار بهذا القطاع فدفعني للبحث عن مؤسسة تعليمية أخرى للمساهمة بها ضمن خطة مدروسة وضمن رؤية استثمارية مضمونة الجانب وتحظى بسمعة متميزة على مستوى الوطن فكانت جامعة الزرقاء.
ما رؤيتك تجاه جامعة الزرقاء التي استثمرت فيها؟
٭ رؤيتي لجامعة الزرقاء أنها في تحرك سريع ومتميز ومتسارع للقمة بعد أن تم اختيار الفريق المتجانس والراغب في العمل والبناء الجامعي، حيث تم تعيين رئيس مجلس أمناء كان وزيرا للتعليم العالي سابقا وهو د.راتب السعود وأعضاء مجلس مؤهلين أكاديميا بأعلى المواصفات وذوي خبرة متميزة في مجالات التعليم وفي تقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمع المحلي، كما تم تعيين رئيس جامعة يحمل شهادة الأستاذية والدكتوراه من أكثر الجامعات العريقة وهو
أ.د محمود الوادي، وكان الهدف المطلوب منهم ألا تقتصر الجامعة على تخريج أفواج من الطلبة، لأن أي مؤسسة جامعية تسعى إلى نيل الاحترام الأكاديمي العالمي يجب أن تكرس نفسها لتقديم العلم وتوسيع المعرفة ونشرها ولتحقيق هذه الغايات لا بد من أن يتفرغ عدد من أعضاء الهيئة التدريسية لبحث القضايا الثقافية والعلمية ومن ناحية أخرى لا بد أن تكون لدى أعضاء الهيئة التدريسية القدرة على خلق حب المعرفة لدى طلبتهم، وأفضل المدرسين أولئك الذين يستطيعون مواكبة ركب التقدم والتطور في العلوم ضمن نطاق تخصصاتهم ولهذا تم العمل على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للطالب من أستاذ جامعي إلى مختبر مجهز ومبنى مؤهل ليتناسب مع احتياجات الطلبة.
من خلال دورك رئيسا لمجلس إدارة شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار ما الخطط التي وضعتها للنهوض بالجامعة وما الهدف والغاية؟
٭ من الخطط التي تم تنفيذها إعادة هيكلة بناء مكتب الارتباط واستثمار الموقع بواقع 40 ألف دينار من أجل دعم أرباح المساهمين، وإعادة هيكلة مباني الجامعة والبنى التحتية بكلفة 2 مليون دينار وهي مهيأة الآن مع الإضافات التي وضعت لدعم الموازنة في الجامعة بمقدار 200 ألف دينار سنويا.
والهدف والغاية تحسين مستوى الأداء الجامعي من خلال تحسين بيئة الطالب والمدرس واستثمار ذلك في استقطاب الطلبة لجامعة الزرقاء لاسيما ان الجامعة الآن تقع ضمن تجمعات سكانية «محافظة الزرقاء» لا يقل تعدادها عن 2 مليون نسمة إضافة إلى نشوء 3 مدن جديدة حولها هي مدينة المجد ومرحلتها الأولى 18 ألف شقة ومدينة الأميرة سلمى ومدينة الشرق ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إضافة إلى قربها من محافظة المفرق وشرق عمان ومناطق أبو نصير والبقعة.
نصيحتك للشباب؟
٭ شباب اليوم لا يختلف عن شباب الأمس، ولكن المتغيرات هي التي اختلفت، فشباب الأمس بناء ذاتي ومعرفي بجد وعرق جبين ومزيد من الجهد، أما شباب اليوم فمحاط بالأجواء المعرفية، حيث بدأ يشكل العالم بالنسبة لهم قرية صغيرة، والجهد الذي يبذلونه أقل من الجهد المبذول سابقا من أجل الوصول إلى الهدف المنشود، ولكن يجب ألا ننسى أن شباب اليوم جيل طموح يسعى دائما نحو الأفضل ولكن يريدون هذا بجهد أقل، وأنا لا ألومهم على هذا بسبب ما وصل إليه العالم من تقدم وحضارة، ولو أن ما هو متاح لهم اليوم كان متاحا لشباب الأمس لعملوا بالطريقة نفسها، لذلك نصيحتي لهم أن يستثمروا هذه الوسائل بما يعود عليهم بالنفع، وأن يحرصوا على التخطيط لمستقبلهم.
لك العديد من الأعمال الخيرية ومن ضمنها طباعة عدة منشورات مثل «رسالة عمان» وكتاب «الشباب وآفة المخدرات»، ما سبب تركيزك على هذا النوع بالذات؟
٭ إن المشروع الإصلاحي الكبير للتربية والتكوين يندرج في أفق استراتيجي يروم بالأساس الربط بين التكوين والمعرفة وترسيخ قيم المواطنة الحقة، والسعي إلى إدماج أجيالنا الصاعدة في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإن كتاب «الشباب الجامعي وآفة المخدرات» كان جامعا لما تشكله هذه الآفة من خطر على الشباب والمجتمع، والعمل على نشره يقوم بإصلاح العديد من الأجيال التي سارت في الطريق المعاكس.
ولا يخفى على أي كان أن أهمية النسق التربوي والتعليمي إن لم نقل خطورته تأتي من كونه قناة حقيقية لإشاعة وتداول وتعميم القيم الوطنية الراسخة بأبعادها المتنوعة المنفتحة على القيم الإنسانية النبيلة، وقد جاءت رسالة عمان منبعا للقيم الدينية والإنسانية والحضارية فلابد لكل مواطن من الاطلاع على هذا الكلام النبيل.
ما مشاريعك المستقبلية لشركة الزرقاء؟
٭ الخطة المستقبلية لشركة الزرقاء هي السعي لزيادة مساحة أرض الجامعة لغايات الاستثمار في فتح تخصصات جديدة للجامعة من خلال انشاء مبنى لكلية الطب وانشاء مسرح متكامل يتسع لما زيد عن 4500 شخص، وسيتم تزويده بأحدث التقنيات الحديثة، ومسبح أولومبي، وكذلك زيادة مساحة كلية الاقتصاد، وأسوار للجامعة إلى رؤية جديدة لإنشاء مستشفى خاص يخدم المجتمع المحلي في الجامعة وسكن داخلي للطلبة الدارسين من المحافظات الأخرى او من الوافدين من خارج الأردن وإنشاء كلية للزراعة لخدمة النباتات الصحراوية وكلية بيطرة لخدمة الثروة الحيوانية والتي تشكل بهذه المحافظة ثلثي ثروة الأردن الحيوانية وكلية علوم للبيئة والتي تعتبر من أكثر المناطق الساخنة على مستوى الوطن، وكذلك نعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لتصل لاكثر من 10 الاف طالب وطالبة.
الكويت متألقة وسفيرها متميز
أثناء اللقاء تحدث رجل الأعـمال الأردنــي د.محمـود أبو شعيرة عن الجهود التي تبذلها الكويت في الكثير من المجالات، مشيدا بمواقفها ومساعيها الدائمة لكل ما يخدم المجتمع الدولي، معبرا عن حبه للكويت، كما أعرب عن إعجابه الشديد بالجهود المبذولة من قبل السفير د.حمد الدعيج سفير الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدا على أن الدعيج دائم التواصل وبات واسع العلاقات في المجتمع الأردني.
كما أكد أبو شعيرة أن الكويت دولة رائدة في احتضان المشاريع المتميزة بمختلف المجالات، مشددا على دور الكويت في دعم المشاريع الاقتصادية في الوطن العربي، وهو ما كان له الأثر الكبير على نجاح الكثير من المشروعات الاقتصادية.
في الإمارات قضيت أجمل أيام عمري
كانت دولة الإمارات الشقيقة من المحطات التي عمل فيها «بوخالد» لينطلق من خلالها بعد سلسلة من التجارب التي صقلت شخصيته التجارية لتأسيس مزيد من المشاريع الناجحة إلا أن «بوخالد» لايزال وفيا لتلك الأيام، فمازال يسترجعها ليؤكد على حبه للإمارات وشعبها الطيب.